فرق فنية سعودية إلى الصين لتعزيز التعاون الثقافي

خطة مشتركة لترجمة 100 كتاب للغة ثالثة

TT

فرق فنية سعودية إلى الصين لتعزيز التعاون الثقافي

الشعب الصيني على موعد مع الاستمتاع بالفن المسرحي السعودي، في مرحلة تبدأ فيها الرياض وبكين دخول حقبة جديدة من التعاون الفني والتراثي والثقافي بين الطرفين، حيث كشف دبلوماسي صيني عن خطة بلاده لتعزيز هذا الجانب، في إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، في ظل خطة مشتركة لترجمة 100 كتاب للغة ثالثة.
وقال لي هوا شين، السفير الصيني لدى السعودية، لـ«الشرق الأوسط»: «نناقش حالياً مع الهيئة السعودية للثقافة والفنون السعودية تقييمها لما قدمته الجهات الصينية المعنية بالثقافة والفن، من دعوة إلى فرقة أو فرقتين فنيتين من السعودية، حيث وجدت صدى طيباً، وقبولاً وحماساً كبيرين من قبل الجانب السعودي، ووعداً بتحقيق ذلك في المستقبل القريب».
وأضاف شين: «هناك خطة من الجانبين لترجمة 100 كتاب من أشهر الكتب في الصين والدول العربية إلى لغة ثالثة، حيث إن التعاون الثقافي هو أساس التعاون بين أي بلدين، لأن الشعوب تحتاج إلى مثل هذا التعاون للتعرف على الآخر، ولذلك أطلقت الصين قناة باللغة العربية (سي جي تي) وإذاعة باللغة العربية، والجانب السعودي يهتم بذلك».
وتابع: «قبل فترة قصيرة، شهدت افتتاح موقع مؤسسة فيصل الخيرية باللغة الصينية، وكل يساعد على التعاون الثقافي، في حين أنه في هذا العام جاء فريق صيني للتنقيب عن الآثار، بالتعاون مع الجانب السعودي، للتنقيب في ميناء قديم بجنوب جدة، نحو 80 كيلومتراً، ولكن لم يستخدم بعد، حيث اكتشف بسهولة أنه من الخزف الصيني، ما يدل على تاريخ سحيق في التبادلات بين شبه الجزيرة العربية والصين، عبر طريق الحرير البحري».
واستطرد شين: «هناك بحار مسلم صيني مشهور سافر إلى شبه الجزيرة العربية وشرق أفريقيا في بداية القرن الرابع عشر الميلادي، وكتب بعدها كتاباً ذكر فيه ما رآه في كل من مكة وجدة والمدينة. وهذا الكتاب سجل تاريخي، سنعرضه قريباً في المعارض السعودية. وفي عام 2004، مع تطور العلاقات السعودية الصينية، تأسس منتدى التعاون الصيني العربي».
وقبل ذلك، وفق شين، بدأت في 20 ديسمبر (كانون الأول) 2016 فعاليات معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية.. روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور»، بمتحف الصين الوطني في بكين، برعاية الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني السعودي ووزارة الثقافة الصينية، واستمر حتى مارس (آذار) عام 2017.
وأوضح شين أنّ هذا المعرض جاء منسجماً مع الجهود الثنائية لتعميق العلاقات، وتعزيز التواصل الثقافي والفني والتراثي والحضاري بين البلدين، حيث افتتح تلك الفعالية الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني السعودي، ومهدت لها زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الصين، قبل أن يختتمها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
ونوه بأنّ الفعالية عرضت أكثر من 400 قطعة أثرية من التحف المعروضة في المتحف الوطني السعودي، وغيره من متاحف المملكة، حيث يعود تاريخها للعصر الحجري القديم وعصور ما قبل الإسلام، ثم حضارات الممالك العربية المبكرة والوسيطة والمتأخرة، مروراً بالفترة الإسلامية ونشأة الدولة السعودية إلى عهد الملك عبد العزيز المؤسس للدولة الحديثة.


مقالات ذات صلة

بنغازي الليبية تبحث عن الضحكة الغائبة منذ 12 عاماً

يوميات الشرق أبطال أحد العروض المسرحية ضمن فعاليات مهرجان المسرح الكوميدي في بنغازي (وال)

بنغازي الليبية تبحث عن الضحكة الغائبة منذ 12 عاماً

بعد انقطاع 12 عاماً، عادت مدينة بنغازي (شرق ليبيا) للبحث عن الضحكة، عبر احتضان دورة جديدة من مهرجان المسرح الكوميدي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه (البوستر الرسمي)

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه. وظيفتها تتجاوز الجمالية الفنية لتُلقي «خطاباً» جديداً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
ثقافة وفنون مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

صدر حديثاً عن دائرة الثقافة في الشارقة العدد 62 لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 من مجلة «المسرح»، وضمَّ مجموعة من المقالات والحوارات والمتابعات حول الشأن المسرح

«الشرق الأوسط» (الشارقة)
يوميات الشرق برنامج «حركة ونغم» يهدف لتمكين الموهوبين في مجال الرقص المسرحي (هيئة المسرح والفنون الأدائية)

«حركة ونغم» يعود بالتعاون مع «كركلا» لتطوير الرقص المسرحي بجدة

أطلقت هيئة المسرح والفنون الأدائية برنامج «حركة ونغم» بنسخته الثانية بالتعاون مع معهد «كركلا» الشهير في المسرح الغنائي الراقص في مدينة جدة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق أشرف عبد الباقي خلال عرض مسرحيته «البنك سرقوه» ضمن مهرجان العلمين (فيسبوك)

«سوكسيه»... مشروع مسرحي مصري في حضرة نجيب الريحاني

يستهد المشروع دعم الفرق المستقلّة والمواهب الشابة من خلال إعادة تقديم عروضهم التي حقّقت نجاحاً في السابق، ليُشاهدها قطاع أكبر من الجمهور على مسرح نجيب الريحاني.

انتصار دردير (القاهرة )

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.