قال خبراء في اللجنة الفنية للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" للشرق الأوسط إن الكرة السعودية في طريقها للتقدم والتطور وإن لاعبيها يحتاجون لمزيد من الخبرات والاحتكاك الخارجي.
وتحدث الخبير الاسكتلندي آندي روكسبوره عضو اللجنة الفنية المكلف بتقييم مباريات المجموعة الأولى عن مباريات السعودية في المونديال وذلك قبل إصدار تقرير خاص عن المونديال في شهر سبتمبر/أيلول المقبل.
وقال روكسبوره " مباراة السعودية الأولى لا تمثل المستوى الحقيقي للفريق، وهذا ما ثبت لنا من خلال التطور الكبير للفريق في المباراة الثانية، ثم التطور الأكبر والأفضل في المباراة الثالثة".
وأضاف الخبير الاسكتلندي أن المبارة الأولى تركت إنطباعا بخيبة الأمل، لأن كل شئ تقريبا كان في غير صالح اللاعبين السعوديين.
وتابع "كانت مباراة إفتتاح، والخصم فريق الدولة المضيفة والضغوط النفسية كثيرة ومرهقة، وسرعان ما تلاشى ذلك مع زوال الصدمة الأولى، مع تواصل المباريات".
وأكد روكسبوره أن هناك يقين باستمرارية مسيرة التطوير والتقدم في السعودية التي أثبتت أنها تتمتع بتقاليد كروية، وتبذل الكثير من أجل تحقيق المزيد من التطور والتقدم، وستنال ذلك الهدف دون شك.
ومن ناحية أخرى، قال رئيس اللجنة الفنية للفيفا الخبير البرازيلي كارلوس ألبرتو باريرا إن الكرة السعودية زاخرة بالمواهب، لكنها في حاجة للتوظيف جيدا، والإعداد والتدريب بالطرق الحديثة.
وأوضح أن اللاعبين السعوديين والعرب في حاجة إلى دورى قوي، ونظام محترفين، وخبرة دولية مستمرة، سواء باللعب في الخارج، أو الإحتكاك مع فرق قوية في أوربا والعالم، ليس لمرة أو مرتين، بل عبر لقاءات قوية ومتنوعة ومع فرق تضم نجوما عالميين.
ولاحظ بارييرا أن قاعدة اللاعبين التي كانت متاحة خلال عمله كمدرب في المنطقة العربية، تنحصر في 300 لاعب، لكن التطور ورفع المستويات أمور تتطلب قاعدة من آلاف اللاعبين، واكتشاف لاعبين موهوبين ومهرة، يتعلمون على الكرة الهجومية من الصغر.
وأوضح المدرب البرازيلي الذي سبق له العمل في السعودية والكويت إن طريق التطور في كرة القدم الحديثة يتمثل في توسيع قاعدة الشباب الموهوبين، وإيجاد دوري قوي، ونظام إحتراف حقيقي، وتوفير إحتكاك وخبرة باستمرار وتواصل مع فرق قوية ومتنوعة، ومدربون يضعون اللاعبين على الطريق الصحيح، بالإضافة إلى لياقة بدنية على أسس متطورة.
تقييم مونديال روسيا
وأجمع أعضاء اللجنة الفنية للفيفا في مؤتمرهم على أن مباريات كأس العالم في روسيا أثبتت أن كرة القدم عالميا طرأ عليها تغييرات وتطورات كثيرة داخل الملعب وخارجه، بل إن التغييرات خارج الملعب أكثر بكثير، متضمنة الإعداد والتسويق والإعلانات، وأكبر أسلحة تتحلى بها هي السرعة والتنظيم وحب اللعبة، والتفاني في أدائها.
لكنهم أجمعوا أيضا على أن الجانب الذي لم يتغير هو الموهبة والمهارات الفنية، وأصبحت حاجة الفرق ماسة للاعبين يتحلون بالموهبة والقدرات الخاصة، وبدونها لاتقدر الفرق على الفوز، حتى لو كانت كبيرة.
وكشفت مباريات المونديال هذا العام عن أن السيادة لم تعد بالضرورة للفرق الكبيرة والقوى التقلدية التي اعتادت بلوغ النهائيات، وحصد الكؤوس، بل لفرق ذات طعم خاص، لديها عوامل نجاح تتمثل في: لاعبون متماسكون كفريق، ولديهم تركيز عقلي حاد، ولياقة بدنية عالية، وروح قتالية جامحة، وأن فريق مثل كرواتيا التي بلغت المباراة النهائية مثلا امتلكت غالبية هذه العناصر.
شاهد حديث أعضاء اللجنة الفنية للفيفا عن المنتخب السعودي