بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

- العلاج الهرموني لانقطاع الطمث
ظل العلاج بالهرمونات البديلة في فترة انقطاع الطمث، لحقبة من الزمن، بين مد وجزر، بين معارضة تخشى من المخاطر ومؤيدة تشير إلى الفوائد، حسمت بفوز مؤيدي العلاج. وأصبح العلاج الهرموني يوصف في مرحلة مبكرة وعلى الفور بعد انقطاع الدورة الشهرية كي يساعد في منع أمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى تخفيف الآلام لدى النساء اللاتي يعانين من أعراض سن اليأس مثل الهبات الساخنة، ومكافحة ترقق العظام وأمراض أخرى ترتبط بانقطاع الطمث.
وحديثاً، قام باحثون في سويسرا بفحص بيانات من دراسة مرجعية سابقة «أوستيولوس» (OsteoLaus cohort study) لأكثر من 1053 امرأة تتراوح أعمارهن بين 50 و80 عاماً. خضعت المشاركات لامتصاص الأشعة السينية مزدوجة الطاقة (DXA) مع تقييم تكوين الجسم لكل مشاركة.
وجد الباحثون أن المشاركات اللاتي استخدمن علاجاً هرمونياً لانقطاع الطمث «(menopausal hormone therapy (MHT» أظهرن مستويات أقل بكثير من السمنة الحشوية «(visceral adipose tissue (VAT» مقارنة بالنساء اللاتي لم يتلقين هذا العلاج الهرموني نفسه. كما وُجدَ أيضاً أن مستخدمات العلاج الحاليات كان لديهن مستوى كتلة الدهون الإجمالية «(total fat mass (FM» ومستوى مؤشر كتلة الجسم (BMI) أقل من الأخريات اللاتي لم يتلقين العلاج الهرموني. والأكثر من ذلك أن الباحثين توصلوا في هذه الدراسة إلى أن متلقيات العلاج الهرموني لانقطاع الطمث كانت لديهن مقاومة لتكون الدهون الحشوية وأيضاً كتلة الدهون لمدة 10 سنوات مستقبلية، إلا أن هذه الأخيرة لم تكن ذات مغزى إحصائي، وفقاً للموقع الطبي «يونيفاديس».
عرضت نتائج الدراسة في مجلة «علم الغدد الصماء السريرية والأيض» (Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism) بتاريخ 27 مارس (آذار) 2018. وعلق الباحثون على هذه النتائج بالآتي:
> إن العلاج الهرموني للطمث له أهمية على صحة القلب والأوعية الدموية وعلى عوامل التمثيل الغذائي وكثافة العظام التي ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار عند تقييم نسبة الفائدة إلى المنافع للعلاج الهرموني للطمث (MHT).
> يجب أن يدرك الأطباء أن فوائد «MHT» على تركيبة الجسم قد تختفي بسرعة بعد انسحابها، وعليه لا بد من تشجيع النساء بشدة على تحسين النظام الغذائي وزيادة النشاط البدني عند إيقاف علاج «MHT» كي يحافظن على تركيبة أجسامهن ومستوى لياقتهن.
- تصحيح العيوب الانكسارية
من الأخطاء الشائعة أن بعضاً من الناس لا يزالون غير مقتنعين بعمل الفحص الدوري السنوي، ومنه فحص العين، سواء للصغار أو الكبار للكشف المبكر عن العيوب الانكسارية وسرعة تصحيحها حفاظاً على قوة البصر.
إن إحصاءات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن 65 في المائة من الذين يعانون ضعف البصر في العالم تعدت أعمارهم 50 سنة، وأن 4 من كل 5 مكفوفين يعانون فقدان البصر نتيجة إهمال فحص العين، وأن 80 في المائة من ضعف البصر يمكن تجنبه، وذلك بالوقاية أو العلاج المبكر.
ولإثبات أهمية الاستفادة من خدمات تصحيح العيوب الانكسارية في تخفيف أعباء ضعف الرؤية، قامت مجموعة من الأطباء من فريق خبراء فقدان البصر الأميركي بإجراء دراسة عالمية تم نشرها في المجلة البريطانية لطب العيون (British Journal of Ophthalmology) في عدد 15 مارس 2018، وكان الهدف منها تحديد العبء العالمي ومدى انتشار العمى وضعف البصر المتوسط والشديد وقصر البصر والأسباب المؤدية لفقدان البصر في البلدان مرتفعة الدخل وفي أوروبا الشرقية والوسطى. بدأت الدراسة في عام 1990 واستمرت خلال الفترات 2010 و2015 وسوف تنتهي بعام 2020، وقد شملت مناطق من البلدان ذات الدخل المرتفع في منطقة آسيا والمحيط الهادي وأستراليا،و أميركا الشمالية وأوروبا الغربية وأوروبا الوسطى وأوروبا الشرقية.
وأظهرت نتائج هذه الدراسة (حتى عام 2015)، أن معدل انتشار العمى المعياري بالنسبة للأعمار انخفض من 0.26 في المائة في عام 1990 إلى 0.15 في المائة في عام 2015. وانخفض أيضاً مؤشر ضعف الرؤية المعتدل والشديد لجميع الأعمار من 1.74 في المائة إلى 1.27 في المائة في الفترة الزمنية نفسها.
كما وجد الباحثون أنه في عام 2015 كان مرض إعتام عدسة العين (الماء الأبيض cataract) السبب الأكثر شيوعاً للعمى، يليه التنكس البقعي (macular degeneration) المرتبط بالعمر، والماء الأزرق (glaucoma)، والعيوب الانكسارية غير المصححة، واعتلال الشبكية السكري، والاضطرابات المرتبطة بقرنية العين، مع انخفاض العبء الناتج عن إعتام عدسة العين والتنكس البقعي بمرور الوقت. وكانت العيوب الانكسارية غير المصححة هي السبب الرئيسي لضعف الرؤية المعتدل والشديد.
وعليه استنتج الباحثون في هذه الدراسة أن معالجة العوائق التي تواجه البالغين الذين يسعون إلى تصحيح الأخطاء الانكسارية يجب أن تكون «أولوية» في حياتهم، وذلك بسبب عبء هذا المرض على المريض نفسه وحياته العملية والاجتماعية وأيضاً على اقتصاد بلده. إضافة إلى ذلك كون أن الفحص الدوري للعيون هو الطريق التي ستؤدي في الغالب إلى تشخيص أمراض أخرى أكثر خطورة.

استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]


مقالات ذات صلة

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19»....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».