ألقت الشرطة الفرنسية القبض على شخصين، أمس، بعد أن حاول سائق دهس جنود كانوا يمارسون رياضة الركض بالقرب من مدينة جرينوبل. وكتبت الشرطة المحلية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن المحققين يحاولون تحديد ما إذا كان الشخص الأول الذي تم إلقاء القبض عليه، هو السائق المتورط في الهجوم. أما الشخص الثاني الذي تم إلقاء القبض عليه فهو مالك السيارة. ووقع الحادث في نحو الساعة التاسعة صباحا (0700 بتوقيت غرينتش)، في منطقة فارسيس - ألييريس - إي - ريسيه، وهي موقع رئيسي للثكنات العسكرية، بحسب ما كتبته السلطات في إقليم إزير، على «تويتر».
من ناحية أخرى، أشاد قائد في الثكنات العسكرية بردود الفعل السريعة لقواته، حيث قال: إن أياً منهم لم يصب بجروح، وأنهم جميعاً بصحة جيدة. ونقلت محطة «فرانس إنفو» الإذاعية العامة عن العمدة جان لوك كوربيه، قوله إنه تم إغلاق المدارس في منطقة فارسيس - ألييريس - إي - ريسيه. ولم يتضح على الفور ما إذا كان الحادث الذي وقع أمس (الخميس)، مرتبطاً بسلسلة من الهجمات التي نفذها متطرفون في فرنسا خلال السنوات الأخيرة، والتي استهدف عدداً منها عناصر من قوات الأمن.
وقال متحدث باسم الكتائب البرية للجيش المتمركزة في منطقة إيزير لـ«رويترز» إن «الجنود أبلغوا الشرطة بأن السائق مر بهم في البداية وهو يطلق سباباً بالعربية، ثم عاد وحاول دهسهم. ولم يصب أحد في الواقعة». وأضاف المتحدث «كان عشرة منهم يركضون خارج الثكنات. استهدف مجموعة واحدة من أربع مجموعات، لكن لم يصدم أحداً». وقالت مصادر من الشرطة والجيش، إن «سائق السيارة الصغيرة وهي من طراز بيجو 208 والذي كان برفقة امرأة، لاذ بالفرار قبل أن يتم توقيفه قرابة الظهر في غرينوبل». وقالت نيابة غرينوبل، البلدة الواقعة على سفح جبال الألب الفرنسية، إنه في الوقت الراهن لا يتم التعامل مع الحادثة كهجوم إرهابي وإن الدوافع لا تزال غير واضحة. وأكد الكولونيل بنوا برولون، الناطق باسم سلاح البر الفرنسي لوكالة الصحافة الفرنسية، أن رجلاً «حاول الاعتداء» على عسكريين عند خروجهم لممارسة رياضة الركض». وأضاف أنه «هدد شفويا ستة أو سبعة عسكريين آخرين ووجه أهانات إلى مجموعة ثانية من العسكريين عند خروجهم من الثكنة. وعند عودتهم حاول دهسهم، وتمكن العسكريون من بلوغ الرصيف من دون أن يتعرضوا للدهس، مؤكداً أيضاً «عدم وقوع إصابات». وبأتي هذا الهجوم تزامناً مع مراسم تشييع وتكريم أربعة أشخاص قتلوا الجمعة في اعتداء نفذه المتطرف رضوان لقديم في جنوب فرنسا . وأقام أهالي تريب في ساحة البلدة الهادئة مراسم الجنازة لثلاثة أشخاص قضوا في الاعتداء، وذلك غداة مراسم وطنية لتكريم الدركي ارنو بلترام في باريس تقدمها الرئيس إيمانويل ماكرون. وفي أغسطس (آب) الماضي دهست سيارة عسكريين من عملية سنتينيل كانوا نُشروا بعد اعتداءات 2015 في فرنسا في ضواحي باريس ما أوقع ستة جرحى. وفي كركاسون (فرنسا) نظم أمس في جنوب غربي فرنسا موكب المراسم الأخيرة لتشييع الأشخاص الأربعة الذين قتلهم المتطرف رضوان لقديم، بينما استهدف هجوم جديد عسكريين مذكراً بأن البلاد في حالة تأهب دائم إزاء التهديدات الأمنية. وفي ساحة مدينة تريب صُفّت نعوش ثلاثة ضحايا قتلوا برصاص لقديم. وفي وجوم وحزن وقف أمام النعوش رئيس الوزراء أدوار فيليب ووزيرا الداخلية جيرار كولومب والعدل نيكولا بيلوبي، ورئيس بلدية فيلدوبير مارك روفيس التي يتحدر منها أول ضحايا الاعتداء. وقال روفيس، وقد بدا عليه التأثر وهو يغالب دموعه «لم تكن حانت ساعة رحيل أي منهم» مشيراً إلى الألم الذي «يمزق الأسر المجتمعة لدواع الضحايا». وقال تييري لوفران، الذي قدم للمشاركة في الموكب على غرار مئات من سكان هذه البلدة الهادئة الواقعة على بعد عشرة كلم من كاركاسون (جنوب غرب) يجب أن يتوقف هذا «الإرهاب». وأضاف لوفران الذي كان يعرف جيداً الجزار الذي قتل بيد المتطرف في اعتداء الجمعة «نشهد هذه الأمور (الاعتداءات) في المدن الكبيرة، لكن لم نكن نتوقع أن يحدث هذا في قرية صغيرة».
وغداة موكب التكريم الوطني بباريس للعقيد في الدرك ارنو بيلترام الذي قتل بعد أن فدى بروحه امرأة رهينة حل محلها، وضع أقارب باقي الضحايا وهم جان مازيار (61 عاماً) وكريستيان ميدفي (50 عاماً) وايرفي سوسنا (65 عاماً)، زهوراً بيضاء على النعوش الثلاثة، مع السلطات، قبل عزف السلام الوطني. وكان المتطرف لقديم قتل أولا مازيار في سيارته بكركاسون. أما السائق وهو برتغالي فقد أصيب بالرصاص وهو بحالة حرجة.
ثم توجه القاتل (25 عاماً) إلى متجر في قرية تريب وقتل الموظف كريستيان ميدفي، وهو من أصل إيطالي وأب لطفلتين. كما قتل ايرفي سوسنا وهو بنّاء متقاعد.
وبعد موكب تريب توجه وزيرا الداخلية والعدل إلى كركاسون لزيارة فضاء الإعلام ومواكبة الضحايا قبل حضور قداس تشييع العقيد ارنو بيلترام في كاتدرائية سانت ميشال.
وبلترام (44 عاماً) كان متزوجاً بلا أطفال، وأصيب برصاصة مميتة من القاتل في العنق، وذلك قبل أن تتمكن قوات نخبة الدرك من القضاء على لقديم.
وفي محيط كاتدرائية كاركاسون قالت أليكس الستينية وهي زوجة قومندان في الشرطة، إنها قدمت «لتكريم ما فعله العقيد»، مضيفة: «أنا هنا أيضاً من أجل فرنسا» مضيفة «حين بلغني نبأ مقتله، صدمت وبكيت كثيراً». وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال عنه أول من أمس وهو يقف أمام جثمانه المغطى بالعلم الفرنسي «إن عظمته أذهلت فرنسا». ونُظّم موكبه الجنائزي بعد ظهر أمس في فيرال حيث كان يقيم.
ضبط شخصين بعد محاولة سائق دهس عسكريين في جنوب فرنسا
مراسم تكريم أخيرة لضحايا اعتداء كاركاسون
ضبط شخصين بعد محاولة سائق دهس عسكريين في جنوب فرنسا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة