أدت حالة الهلع التي تعيشها جماعة الحوثي الانقلابية جراء التقدم المستمر لقوات الجيش اليمني المسنودة بالتحالف العربي لدعم الشرعية إلى استحداث ثكنات عسكرية لميليشياتها لإحكام السيطرة على محافظتي إب وذمار.
وعلى خلفية فشل الجماعة في كسب التعاطف الشعبي في مناطق سيطرتها كلفت أمس «وزراءها» في حكومة الانقلاب غير المعترف بها دوليا بإعداد أنشطة دعائية ضخمة، في محاولة للتأثير على مشاعر الكراهية والسخط ضد المشروع الحوثي.
واتهم وكيل محافظة إب المعين من الحكومة الشرعية، محمد الدعام، الميليشيات الحوثية الموالية لإيران بأنها تسعى إلى تحويل المحافظة إلى ثكنة عسكرية من خلال تطويقها المرتفعات الجبلية في المدينة واستحداثها مواقع عسكرية. وكشف المسؤول الرفيع في السلطة المحلية بالمحافظة عن أن الميليشيات قامت باستحداث موقع عسكري جديد في أعلى قمة جبل «التعكر» الاستراتيجي في مديرية جبلة جنوب إب، مشيراً إلى أن «هذه التحركات تؤكد أن الميليشيات تعيش آخر أيامها وأنها إلى زوال»، على حد قوله في تصريح رسمي.
ويبلغ ارتفاع جبل التعكر 3 آلاف متر فوق مستوى سطح البحر، وفيه الحصن التاريخي والأثري الشهير الذي يحمل اسم الجبل، ويعد من أشهر الحصون والقلاع اليمنية ويطل على مديريات العدين، ويمكن مشاهدة مدينة تعز من أعلاه وقاع الحوبان ومديرية ذي السفال ومناطق الجعاشن.
وأرجع الوكيل الدعام تصرفات الميليشيات العسكرية في إب، إلى الضربات الموجعة التي قال إنها باتت تتلقاها من قوات الجيش بإسناد من التحالف العربي في مديريتي حيس والجراحي بمحافظة الحديدة الساحلية، حيث تسيطر حالة من الهلع في أوساط قادة الجماعة خشية انتقال المعارك منهما إلى إب المجاورة من جهة الشرق. ودعا الدعام أبناء إب إلى «الوقوف صفا واحدا إلى جانب الشرعية من أجل التخلص من شرور هذه الجماعة التي وصفها بالإرهابية وعودة المحافظة إلى وضعها الطبيعي المساند للدولة». وأثار استحداث الموقع العسكري الحوثي في أعلى قمة في محافظة إب، مخاوف الأهالي في محيطه، لجهة تحول الموقع إلى هدف عسكري مشروع لضربات التحالف الداعم للشرعية.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر محلية في محافظة ذمار (جنوب صنعاء) بأن الميليشيات الحوثية أنشأت معسكرا للتدريب في شمال شرقي المحافظة في مديرية «الحدا» وأرسلت إليه كميات من العتاد والآليات القتالية. وقالت المصادر إن الجماعة في خطوتها هذه تعكس خوفها من أي تقدم مباغت لقوات الشرعية المرابطة في محافظة مأرب، باتجاه محافظة ذمار، عبر مديرية الحدا التي يرابط عدد من أبرز زعمائها القبليين إلى جانب صف الشرعية.
وذكرت المصادر أن الميليشيات حشدت إلى المعسكر المستحدث المئات من عناصرها ضمن لواء أطلقت عليه اسم «لواء القدس»، بالتزامن مع تكثيف حملتها في المنطقة للتجنيد الإجباري واستقطاب العسكريين السابقين للعودة إلى الخدمة تحت إمرتها.
وكانت قادة الشرعية شددوا في وقت سابق على أهمية تقدم القوات الحكومية إلى محافظة عمران من جهة الجوف غربا، للسيطرة على مديرية حرف سفيان وقطع الطريق بين صعدة وصنعاء، في ظل تحركات موازية لحسم معركة البيضاء والتقدم إلى ذمار. وفي صنعاء ابتكرت الجماعة خطة جديدة في مسعى لكسب التعاطف الشعبي بعد أن بات أغلبية السكان يعبرون عن كراهيتهم للجماعة الطائفية التي دمرت البلاد وحالت دون حصولهم على رواتبهم، فضلا عن عجزها عن توفير أدنى الخدمات.
وأطلق اجتماع الحكومة الانقلابية أمس على الخطة اسم «مشروع التوعية الوطنية لتعزيز الصمود»، وتتضمن - بحسب مصادر الجماعة الرسمية - تنفيذ أنشطة دعائية ضخمة للترويج للجماعة باعتبارها تمثل الدولة اليمنية في مواجهة من تصفهم بالغزاة.
الحوثي ينشئ ثكنات لميليشياته خشية تقدم الجيش
كلّف «وزراءه» بتنفيذ مشروع دعائي لتحسين صورة الجماعة شعبياً
الحوثي ينشئ ثكنات لميليشياته خشية تقدم الجيش
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة