اكتشاف برنامج تجسس إلكتروني منتشر في المنطقة العربية منذ 2012

المقلاع طورته مجموعة عالية التنظيم والاحترافية قد تحظى برعاية حكومية

اكتشاف برنامج تجسس إلكتروني منتشر في المنطقة العربية منذ 2012
TT

اكتشاف برنامج تجسس إلكتروني منتشر في المنطقة العربية منذ 2012

اكتشاف برنامج تجسس إلكتروني منتشر في المنطقة العربية منذ 2012

كشف باحثون في شركة «كاسبرسكي لاب»، المتخصصة بالأمن الرقمي، عن تهديد متطور استخدم للتجسس الإلكتروني في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، منذ عام 2012 على أقل تقدير حتى شهر فبراير (شباط) الماضي. ويبدو أن الهدف الرئيسي لبرمجية «سلينغشوت» هو التجسس الإلكتروني، وهناك دلالات تقنية تُرجح أن المجموعة الكامنة وراء هذه البرمجية مجموعة عالية التنظيم والاحترافية، وقد تحظى برعاية حكومية.
وتهاجم البرمجية الخبيثة التي أطلق عليها اسم «سلينغشوت» Slingshot (المقلاع)، وتصيب الضحايا، من خلال بعض أجهزة التوجيه الشبكية Router الرديئة، ويمكن أن تعمل في النمط الجوهري Kernel Mode، ما يمنحها سيطرة كاملة على الأجهزة الضحية. ويُعد كثير من الأساليب المستخدمة من قبل هذه البرمجية فريد من نوعه، وفقاً للباحثين الذين أكدوا فعاليتها الشديدة في الجمع الخفي للمعلومات، والقدرة على إخفاء حركتها ضمن حزم البيانات الملحوظة التي يمكنها اعتراضها دون العثور على أي أثر للاتصالات اليومية التي تُجريها.
وتُشير التحاليل إلى أن البرمجية الخبيثة تجمع لقطات الشاشة وبيانات من لوحة المفاتيح وبيانات شبكية وكلمات مرور ووصلات USB وأنشطة أخرى على سطح المكتب وبيانات الحافظة الإلكترونية وغيرها، فوصول البرمجية الخبيثة إلى جوهر النظام يعني أن بإمكانها سرقة كل ما تريد. وهناك دلالات في الشفرة البرمجية تشير إلى أن لغة المجموعة المطورة للبرمجة الخبيثة هي الإنجليزية، فيما يظل تحديد الإسناد الدقيق صعباً، كما أنه عُرضة للتلاعب والخطأ بشكل متزايد.
وأظهرت تحاليل الباحثين أن ملف scesrv.dll في مجلد النظام يتضمن شفرة خبيثة، على الرغم من أنه يبدو جزءاً أصيلاً من نظام التشغيل. وبما أن مكتبة الملفات هذه مُحمّلة بالملف التشغيلي services.exe، وهي طريقة معالجة تتمتع بامتيازات نظام التشغيل، فقد اكتسبت المكتبة «الملغمة» الامتيازات نفسها المتاحة لمكتبة الملفات، ليُدرك الباحثون عندها أن دخيلاً استطاع أن يتسلل إلى العمق، ووجد طريقه إلى قلب جهاز الحاسوب. وتعمل برمجية «سلينغشوت» خادماً خلفياً سلبياً، إذ لا تحتوي على عنوان ضمني لمركز القيادة والسيطرة، ولكنها تحصل عليه من المشغل عبر اعتراض جميع حزم البيانات الشبكية في الوضع الجوهري، والتحقق من الوضع لمعرفة ما إذا كان هناك اثنان من الثوابت السحرية المضمنة في مقدمة القطعة البرمجية. وإذا كانت هذه هي الحال، فهذا يعني أن هذه الحزمة تحتوي على عنوان لمركز القيادة والسيطرة. وبعد ذلك، تُنشئ «سلينغشوت» قناة اتصال مشفرة تصلها بمركز القيادة والسيطرة، وتبدأ في نقل البيانات من أجل تسريبها.
وقد يكون الناقل غير الاعتيادي لبرمجية «سلينغشوت» هو الشيء الأكثر إثارة للاهتمام فيها، حيث وجد الباحثون مع اكتشافهم المزيد من الضحايا أن كثيراً منها أصيب في البداية من موجهات مُخترقة. ويبدو أن المجموعة القائمة خلف هجمات «سلينغشوت» تقوم في أثناء شنها تلك الهجمات باختراق الموجهات، زارعة فيها مكتبة روابط ديناميكية خبيثة، ليست في واقع الأمر سوى أداة تحميل لمكونات خبيثة أخرى. وتقوم «سلينغشوت» بعد الإصابة بتحميل عدد من الوحدات على الجهاز الضحية، بما في ذلك وحدتان ضخمتان وقويتان، هما Cahnadr وGollumApp، وتأتيان متصلتين ومتعاونتين في مداومة العمل على جمع المعلومات وتسريب البيانات.
وشاهد الباحثون، حتى الآن، نحو 100 ضحية لبرمجية «سلينغشوت» والوحدات المرتبطة بها، تقع في كينيا واليمن وأفغانستان وليبيا والكونغو والأردن وتركيا والعراق والسودان والصومال وتنزانيا. ويبدو أن معظم الضحايا المستهدفين أفراد لا مؤسسات، ولكن بعضهم من الشركات والمؤسسات الحكومية، فيما يقع معظم الضحايا الذين تمت ملاحظتهم حتى الآن في كينيا واليمن. وقال أليكسي شولمين، المحلل الرئيسي للبرمجيات الخبيثة في «كاسبرسكي لاب»، إن «سلينغشوت» عبارة عن تهديد متطور يلجأ إلى استخدام مجموعة واسعة من الأدوات والأساليب، بما في ذلك وحدات النمط الجوهري التي ظهرت حتى الآن فقط في الهجمات الأكثر تقدماً، وأن هذه الوظيفية ثمينة ومربحة للمهاجمين، ما يُفسر سبب وجودها لمدة 6 سنوات على الأقل.
ولتجنب الوقوع ضحية لمثل هذا الهجوم، يوصي باحثو الشركة باتباع التدابير التالية: أولاً، ينبغي على مستخدمي الموجهات من Mikrotik الترقية إلى أحدث إصدار برمجي في أقرب وقت ممكن لضمان الحماية من الثغرات المعروفة. وعلاوة على ذلك، لم يعد Mikrotik Winbox يقوم بتحميل أي شيء من جهاز التوجيه إلى حاسوب المستخدم. كما يجب استخدام حل أمني مُثبت وممتاز مع تقنيات مكافحة الهجمات الموجهة ومعلومات التهديدات، مثل الحل Kaspersky Threat Management and Defense القادر على اكتشاف الهجمات الموجهة المتقدمة ومنعها، من خلال تحليل الشذوذ في حركة البيانات الشبكية، وإعطاء فرق الأمن الإلكتروني رؤية كاملة داخل الشبكة، وأتمتة التجاوب مع التهديدات. ويُنصح بإتاحة المجال أمام موظفي الأمن للوصول إلى أحدث بيانات التهديدات، ما من شأنه تسليحهم بأدوات مفيدة للبحث والوقاية من الهجمات الموجهة، مثل مؤشرات الاختراق ومنصة YARA والتقارير الخاصة بالتهديدات المتقدمة. وإذا تم تحديد مؤشرات مبكرة على وقوع هجوم موجه، فعلى المستخدم أن يضع في اعتباره خدمات الحماية المدارة التي تسمح له باكتشاف التهديدات المتقدمة بشكل استباقي، وخفض الوقت الذي يستغرقه الانتظار وترتيب التجاوب مع الحوادث في الوقت المناسب. ويمكن الاطلاع على التقرير الخاص بالتهديد المتقدم المستمر عن «سلينغشوت» عبر الموقع: securelist.com/apt-slingshot/84312


مقالات ذات صلة

كيف تستخدم صور الهاتف للبحث على الإنترنت؟

تكنولوجيا كيف تستخدم صور الهاتف للبحث على الإنترنت؟

كيف تستخدم صور الهاتف للبحث على الإنترنت؟

الصورة تساوي ألف كلمة، لكنك لا تحتاج إلى كتابة أي منها من أجل البحث على الإنترنت هذه الأيام، إذ تستطيع البرامج الموجودة على هاتفك، بمساعدة الذكاء الاصطناعي....

جيه دي بيرسدورفر (نيويورك)
تكنولوجيا تتيح منصة «Bolt.new» تطوير وتشغيل التطبيقات مباشرة عبر المتصفح معتمدةً على الذكاء الاصطناعي وتقنية الحاويات الويب دون الحاجة لإعدادات محلية (bolt.new)

تعرف على خدمة تطوير التطبيقات من المتصفح مباشرة مع «Bolt.new»

حققت خدمة «Bolt.new» نقلة نوعية في مجال تطوير التطبيقات؛ إذ تتيح للمطورين كتابة وتشغيل وتحرير التطبيقات مباشرة عبر المتصفح.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
يوميات الشرق تحوّلت الهواتف الذكية بما فيها من تطبيقات إلى إدمان العصر (رويترز)

كيف تقطع يدك الافتراضية... 7 خطوات للحدّ من الإدمان على الهاتف

باتت الهواتف الذكية امتداداً لليَد البشريّة، وكأنها يدٌ جديدة التصقت بها. العيون لا تفارقها ليل نهار، فهل من سبيل للتخفيف من هذا الإدمان المستجدّ؟

كريستين حبيب (بيروت)
أوروبا شعار تطبيق «تلغرام» (رويترز)

وفق تعديلات جديدة... «تلغرام» قد يرسل معلومات تخص بعض مستخدميه للسلطات القضائية

عدّل تطبيق «تلغرام» قواعد الإشراف الخاصة به من أجل التعاون بشكل أكبر مع السلطات القضائية، وفق ما قال، الاثنين، مؤسس المنصة ورئيسها بافل دوروف.

«الشرق الأوسط» (باريس)
تكنولوجيا علماء النفس يوصون بتسجيل قوائم على تطبيق الملاحظات لتسجيل اللحظات المبهجة والأهداف والتفاصيل الصغيرة (رويترز)

تطبيق الملاحظات على هاتفك... كيف يجعلك أكثر سعادة؟

يوصي علماء النفس باستخدام تطبيق الملاحظات على الهاتف للاحتفاظ بقوام لما يسميه الشاعر روس جاي «المتع» - «تلك الأشياء الصغيرة التي تلاحظها في العالم وتبهجك».

«الشرق الأوسط» (لندن)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.