حملة لتحصين مليوني طفل من «الدفتيريا» في 20 محافظة يمنية

TT

حملة لتحصين مليوني طفل من «الدفتيريا» في 20 محافظة يمنية

أطلقت منظمتا الصحة العالمية و«اليونيسيف» أمس، حملة لتلقيح أكثر من مليوني طفل يمني في 20 محافظة ضد مرض الدفتيريا (الخناق)، في مسعى للحد من انتشاره وتقليل نسبة الوفيات بين الأطفال، وذلك في أعقاب ارتفاع الإصابات إلى نحو ألف إصابة، خصوصاً في المناطق التي يسيطر عليها الانقلابيون الحوثيون.
ودعت وزارة الصحة اليمنية، المواطنين إلى التعاون مع الفرق الصحية التابعة للحملة، خلال عملية التدشين التي انطلقت من مدينة عدن، بحضور وكيل الوزارة علي الوليدي، ومدير مكتب منظمة الصحة العالمية في اليمن عمر زين.
وقال الوليدي في تصريحات رسمية أمس، إن الحملة تأتي في إطار اهتمام قيادة وزارة الصحة ممثلة بالدكتور ناصر باعوم وبدعم من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الطفولة (اليونيسيف) لمواجهة مرض الدفتيريا، مشيراً إلى أنها تستهدف 39 مديرية في 20 محافظة، وتشمل أكثر من مليوني طفل من عمر 6 أشهر إلى 15 عاماً.
وحض وكيل وزارة الصحة اليمنية على الحشد المجتمعي لإنجاح الحملة من خلال تحضير الأطفال الذين تشملهم عملية التحصين من أجل حمايتهم من تلك الأمراض الفتاكة، وقال إن بلاده كانت قد تجاوزت كثيراً من الأمراض، إلا أن الانقلاب الحوثي وما تبعه من تداعيات أدى إلى ظهور بعض الأوبئة مجدداً مثل الدفتيريا والكوليرا.
وكانت منظمة الصحة العالمية، أعلنت قبل نحو 4 أسابيع ارتفاع عدد الوفيات جراء مرض الدفتيريا في اليمن إلى 53 حالة، منذ بدء انتشار المرض، وقالت إنها وثقت نحو 769 حالة إصابة بالمرض في 19 محافظة يمنية من أصل 23، وفي 132 مديرية من أصل 333.
وينتقل مرض الدفتيريا (الخناق) عبر جرثومة تدعى الوتدية الخناقية، ويصيب بشكل أساسي الفم والعينين والأنف، وأحياناً الجلد، وتمتد فترة حضانة المرض من يومين إلى 6 أيام.
وأدى انقلاب الحوثيين على الشرعية إلى شل النظام الصحي في اليمن، جراء توقف دفع المرتبات للعاملين في القطاع الصحي واحتكار الجماعة تقديم الخدمات الصحية والأدوية لعناصرها، إلى جانب اتهامها من قبل المنظمات الحقوقية ببيع الأدوية والمستلزمات الصحية المقدمة من قبل المنظمات الخارجية.
وكان مرض الكوليرا الذي شهد أوسع موجة من التفشي العام الماضي أدى إلى وفاة نحو ألفي شخص، في حين بلغت الحالات المشتبه في إصابتها بالمرض نحو مليون حالة، طبقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية.
وترافق تدشين حملة التلقيح أمس في عدن، مع حملة موازية نفذتها إدارة التثقيف والإعلام الصحي بالمدينة لجهة الحشد المجتمعي لمساندة حملة التحصين الصحي ضد مرض الدفتيريا بمشاركة 170 متطوعاً، انتشروا في أنحاء المدينة وأحيائها المستهدفة، حيث من المقرر أن تستمر عملية التوعية الموازية 5 أيام.
وقالت مديرة إدارة التثقيف الصحي في عدن نهوان الأغبري في تصريح رسمي، إن فرق التوعية تعمل وفق آلية خاصة باستمارة الإحصاء اليومي والأسبوعي التراكمي، بالإضافة إلی توزيع البروشورات والبوسترات التوعوية.
وأضافت أن فرقاً أخرى تعمل كإذاعات متنقلة عبر سيارات وأفراد ينشرون الرسائل الصحية المساندة للحملة في الأحياء والمناطق السكنية ويعملون علی تعريف المواطنين بالمرض ومخاطره وأهمية تحصين الأطفال.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.