«عبد الوهاب»... في لندن

جاء ليكمل عناوين الأكل اللبناني بعاصمة الطعام

ديكور جميل عصري ومريح
ديكور جميل عصري ومريح
TT

«عبد الوهاب»... في لندن

ديكور جميل عصري ومريح
ديكور جميل عصري ومريح

عناوين الأكل اللبناني في عاصمة الطعام لندن كثيرة ومتنوعة، تتراوح بين المطاعم الشعبية والمطاعم العادية، لتكللها المطاعم عالية المستوى الواقعة في المناطق الراقية، والسبب هو الموقع في أغلى الأحياء ونوعية الطعام والخدمة والديكور الذي يضاهي أهم المطاعم الحائزة «نجوم ميشلان».
في منطقة بلغريفيا بلندن توجد نسبة محدودة من المطاعم اللبنانية التي تقع في خانة الرقي والتميز، والعنوان الأجدد الذي تطلع اللبنانيون والعرب لموعد افتتاحه هو الفرع الأول لمطعم «عبد الوهاب» المعروف في بيروت ودبي والقاهرة والرياض وأبوظبي.
وتزامن موعد افتتاح المطعم مع العاصفة الثلجية «الوحش من الشرق» التي ضربت البلاد وغطت العاصمة بمعطف أبيض لم يحل دون المشاركة في الحدث الأهم في أجندة الذواقة.
موقع المطعم في قلب منطقة بلغريفيا، يبعد دقيقتين من محطة «سلووان سكوير» ومتاجر «هارودز» في نايتسبردج. المدخل أنيق، والمطعم مميز بمساحته العملاقة، ويمتد على طابقين، ويتسع لـ120 مقعدا، موزعة بشكل جميل بألوان زاهية، فبعض الكراسي خضراء اللون لتناسب الجدران المكسوة بالخضرة، فتشعر كأنك تجلس في الخارج، وهناك كراسي باللون الأحمر تعطي دفئا إضافيا للمكان الذي يتميز بسقوفية عالية جدا، تتخلله فجوة من الزجاج يتسلل منها النور الطبيعي خلال النهار وتم تزيينها بقطع من الخشب لتمنحك الشعور بأنك في أحد البيوت القديمة في القرى اللبنانية المجددة. ويقف وراء الديكور اللافت «جورج تابت وشركاه»، وسعى المهندس وفريقه لخلق ديكور داخلي يتناغم مع جمال المبنى المميز بلونه القرميدي من الخارج.
الطابق العلوي مقسم إلى قسمين؛ الأول يطل على شارع الرئيس «بونت ستريت»، والقسم الخلفي من المطعم أجاد فيه المهندس لعبة الضوء الطبيعي، فاستبدل بالجدار الحجري الزجاج ليوهمك بأنك في «حديقة سرية» كما تسمى في لندن.
وفي وسط هذا الطابق تجد طاولة كبيرة الحجم تناسب حجز المجموعات، والجميل في هذا القسم أنه يتمتع بالخصوصية وفيه مدفأة نار.
الطابق السفلي يناسب الباحثين عن الخصوصية التامة، فهناك غرفة مخصصة للعشاءات الخاصة قريبة من المطبخ.
افتتح أول فرع لـ«عبد الوهاب» في بيروت عام 1999؛ تحديدا في شارع «مونو» بالأشرفية، وأهم ما يميز المطعم الذي أصبح من بين أهم عناوين الأكل في العاصمة اللبنانية، نوعية المكون، والخدمة، وابتكار الأطباق اللبنانية في قالب من العصرية.
واليوم يعتمد المطعم الأسلوب نفسه في فرعه الأول بلندن الذي يعد أول فرع خارج المنطقة العربية. فلائحة الطعام غنية جدا، وتعتمد على المكونات جيدة النوعية، ويقوم الطاهي التنفيذي كميل بلوط بمهمة إدارة المطبخ وابتكار الأطباق الجديدة مع المحافظة على العناصر التقليدية التي اعتادها الزبائن الدائمون في المطعم في الفرع الأول ببيروت على مدى 19 عاما.
ما يميز أطباق «عبد الوهاب» بالمطلق هي الأصالة، واستخدام المكونات الإضافية التي تضفي نكهات لذيذة، وفي الفرع الجديد بلندن، لا يختلف اثنان على نكهات الأطباق التي لا تختلف عن تلك التي تقدم في فرع بيروت.
وتتميز الأطباق أيضا بصيغة تقديمها وطريقتها الجذابة، وهذا يدعم فكرة «الخلط» أو Fusion التي تعتمدها بعض المطابخ العالمية لركوب موجة العصر في الطعام وجعل الأطباق الكلاسيكية جذابة أكثر، وعصرية من دون التخلي عن النكهة الحقيقية.
جربنا في «عبد الوهاب - لندن» المازة التي كانت عبارة عن حمص بيروتي وبابا غنوج ومعجنات؛ مثل رقاقات الجبن والفطائر، وتم تقديم التبولة بطريقة حديثة، فتم استبدال البرغل بالكينوا مع المحافظة على الصلصة ذاتها، وكانت النتيجة نكهة لذيذة.
أما الطبق الرئيسي فكان عبارة عن «مشاوي» مشكلة تقدم على خشبة عريضة، ومذاقها جميل. ولمحبي الأسماك، فهناك خيار واسع لتناول السمك مثل «سي باس» والروبيان المشوي.
وأنصح بترك مساحة لا بأس بها في المعدة، إلا أن الأطباق الحلوة لا تقاوم بالفعل، فجربنا البقلاوة بالقشدة على طريقة «عبد الوهاب»، وطبق القشدة مع غزل البنات الذي يزين وجهه مع رشة من الفستق الحلبي المبروش.
وجوه الحضور في ليلة الافتتاح من العرب والأجانب كانت كافية للقول: «إنه عنوان يستحق الزيارة».


مقالات ذات صلة

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.