الحذر يغلب على رؤية الألمان للأسواق في 2018

زيادة بتوقعات التقلبات المالية

TT

الحذر يغلب على رؤية الألمان للأسواق في 2018

كان العام الفائت عاما تاريخيا في أعين المستثمرين الألمان الذين حصدوا منه نتائج مالية مبهرة ومليئة بالإنجازات التي خاضت في بعض الأحيان مغامرات حساسة في قلب أدغال الأسواق المالية الدولية. أما هذا العام فيحيطه الحذر وفق آراء خبراء المال الألمان الذين يرصدون تقلبات قوية في الأسواق المالية تحول دون أن يتشجع المستثمرون الألمان في تنفيذ خططهم المالية قصيرة الأمد.
أما عن الفترة القادمة متوسطة الأمد، فيقول الخبير المالي كريستيان فايسفلوغ في بون إن نسبة المستثمرين الألمان الذين يتوقعون انتعاشا للأسواق المالية الدولية في الأشهر الستة القادمة تراجعت من 48 إلى 45 في المائة. أما أولئك الذين يتوقعون مرور هذه الأسواق بفترة غير محددة بعد من الضعف والتقلبات، فقفزت نسبتهم من 15 إلى 24 في المائة. ما يضع المناخ الاستثماري الألماني في حالة من الترقب والحذر.
واللافت اعتمادا على إحصائيات فايسفلوغ، أن نسبة المستثمرين الألمان الذي يتوقعون أجواء صافية للبورصات العالمية، وبالتالي انتعاشا في قيمتها السوقية ما بين 3 إلى 10 في المائة، تراجعت من 45 في المائة في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي إلى 41 في المائة اليوم. في حين يوجد 4 في المائة من المستثمرين الألمان مقتنعين بأن العام سيشهد انتعاشاً للبورصات يتجاوز 10 في المائة لناحية القيمة السوقية. كما تتراجع من 37 إلى 31 في المائة نسبة المستثمرين الألمان الذين يتوقعون تقلبات صعودية أم نزولية لا تتجاوز 3 في المائة من قيمة البورصات الدولية.
وحسب تحليل خبير الاقتصادي ماركوس فاندرل في العاصمة برلين، فإن ما خسرته بورصة «وول ستريت» مؤخرا، وما تبعه من تآكل في قيمتها يبلغ معدله 10 في المائة مقارنة بأقصى ما وصلت إليه في العام الماضي، لا سيما على مستوى مؤشر «داو جونز»، تسبب بصداع لم ينته بعد لدى المستثمرين الألمان والأجانب معا. إذ إنه في خلال عشرة أيام فقط خسرت البورصات الدولية ما إجماليه سبعة تريليونات دولار دفعة واحدة، كما أن تحركات الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الراغبة في رفع نسب الفوائد مجددا في موازاة تحسن أوضاع الاقتصاد الكلي هي مؤشرات واضحة تعكس رغبة المصارف المركزية في الكف عن إغراق أسواق المال بكميات ضخمة من السيولة المالية.
ويضيف هذا الخبير أن اليورو القوي سيساهم في تآكل أرباح أسواق الأسهم العالمية العام. وبالنسبة للمستثمرين الألمان، فإن معظمهم يتوقع زيادة في قوة قيمة اليورو أمام الدولار حتى نهاية فصل الصيف القادم.
ويتابع ماركوس فاندرل قائلا: «إن تسارع وتيرة التوسع الاقتصادي العالمي منذ النصف الثاني من العام الماضي يعد الجميع بآفاق مستقبلية واعدة. لكن، ومن جهة ثانية، ساهمت موجة التوسع هذه في ذوبان الدعم المالي الذي قدمته المصارف المركزية إلى أسواق المال شيئا فشيئا. عموماً يتوقع 41 في المائة من المشتغلين في بورصة فرانكفورت زيادة في قيمة اليورو أمام الدولار، في حين يتوقع 36 في المائة منهم استقرارا في قيمته».
وتضيف الخبيرة المالية كورينا غال إلى هذا التحليل أن اليورو القوي وضع تحركات المصرف المركزي الأوروبي على المحك. وفي الوقت الحاضر، يُجمع 64 في المائة من مشغلي البورصة الألمانية على إمكان حصول تأخير في قرارات المركزي الأوروبي لسحب السيولة المالية الهائلة من الأسواق المالية في القارة الأوروبية بفعل اليورو القوي وتآكل الواجهة التنافسية للدولار معا، أما 36 في المائة منهم فيُجمع على إن التوسع الاقتصادي الدولي يسير إلى الأمام على سكك صلبة.
لذا، فإن عدم إقدام المركزي الأوروبي على سحب كميات غير متناهية من السيولة المالية التي ما يزال يضخها في الأسواق الأوروبية من شأنه توليد فقاعة مضاربات عالمية قد تتسبب بتدهور أوضاع أكثر من 30 تريليون دولار أميركي من أصول صناديق الأسهم الدولية.


مقالات ذات صلة

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

تحليل إخباري رجل يقف أمام الشرطة ويحمل لافتة كُتب عليها: «يون سوك يول... ارحل» في سيول (أ.ف.ب)

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

فجأة اصطخبت مياه البحيرة الكورية الجنوبية وعمّت الفوضى أرجاء سيول وحاصر المتظاهرون البرلمان فيما كان النواب يتصادمون مع قوات الأمن.

شوقي الريّس (بروكسل)
أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الليرة السورية ترتفع مقابل الدولار

الليرة السورية (رويترز)
الليرة السورية (رويترز)
TT

الليرة السورية ترتفع مقابل الدولار

الليرة السورية (رويترز)
الليرة السورية (رويترز)

قال عاملون بالصرافة في دمشق، اليوم السبت، إن الليرة السورية ارتفعت إلى ما بين 11500 و12500 مقابل الدولار، بحسب «رويترز».

وكانت الليرة السورية قد فقدت قيمتها مقابل الدولار الأميركي بمقدار 270 ضعفاً بين عامي 2011 و2023، مما أدى إلى زيادة التضخم في البلاد.

وفي 8 ديسمبر (كانون الأول)، نجحت فصائل المعارضة في دخول العاصمة السورية دمشق، مما دفع الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد إلى الفرار من البلاد وإنهاء 5 عقود من حكم عائلته.