مصر تحسم جدل مقتنيات توت عنخ آمون في الخارج

عقب الإعلان عن تأجيرها بـ116 دولاراً للقطعة الواحدة يومياً

مصر تحسم جدل مقتنيات توت عنخ آمون في الخارج
TT

مصر تحسم جدل مقتنيات توت عنخ آمون في الخارج

مصر تحسم جدل مقتنيات توت عنخ آمون في الخارج

حسمت الحكومة المصرية ما تردّد مؤخراً من أنباء تفيد بتأجير مقتنيات الفرعون الذهبي الملك توت عنخ أمون، مقابل 116 دولاراً للقطعة الواحدة يوميا. وأكدت في بيان لها، أنّها «لم ولن تقوم بتأجير أي من قطعها الأثرية على الإطلاق، وأنّ كل ما أثير حول هذا الأمر عار تماماً من الصحة».
وكانت قد تفجرت أزمة بعد الإعلان عن اتفاق وزارة الآثار المصرية على إقامة معرض لكنوز الفرعون الذهبي في 10 مدن عالمية، حيث اعترض أثريون على تفاصيل التعاقد الخاص بالمعرض باعتبارها «غير قانونية ولا تحقق العائد الاقتصادي المرجو منها». لكن الحكومة المصرية نفت الأمر، مؤكدة أنّها تسعى جاهدة لإنشاء المتاحف الأثرية والتنقيب عن الآثار المغطاة تحت الأرض، مشدّدة على حرصها التام على الحفاظ على جميع الآثار المصرية والتراث الحضاري الذي يمتد عبر آلاف السنين، مشيرة إلى قيام مسؤولي الآثار بالمتابعة والجرد الدوري للقطع الأثرية الموجود بجميع المناطق والمواقع الأثرية بمختلف محافظات مصر.
وقد سبق أن أعلن موقع مركز كاليفورنيا للعلوم استضافته كنوز الفرعون الشاب لمدة 6 أشهر تبدأ من 24 مارس (آذار) المقبل. وعلقت مونيكا حنا، عضو الحملة المجتمعية للرقابة على التراث والآثار، على المعرض حينها، أنّها «ليست ضد إقامة المعارض الخارجية، بل على العكس تراها أمراً مهماً لمصر»، لكنّ اعتراضها الأساسي على الاتفاق الأخير الخاص بمعرض توت عنخ آمون. مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: أنّ «هناك مخالفة قانونية في التعاقد، وقانون الآثار يمنع خروج القطع النادرة والفريدة، وهذا المعرض يضم قطعا فريدة».
في حين أكد الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق لـ«الشرق الأوسط»، في السياق نفسه، أنّه «لا يوجد قطعة واحدة فريدة في هذا المعرض»، موضحاً أنّه يضم «125 قطعة أثرية مكرّرة، و35 قطعة من الآثار المكملة»، وفي مثل هذه المعارض التي تتضمن جولات في عدة مدن، يكون التعاقد مع شركات متخصصة في هذا المجال. مضيفا: «هذا المعرض سيعيد لمصر مكانتها وقوتها الناعمة، فهو أكبر دعاية سياسية وإعلامية وسياحية لمصر، كما أنّه يتيح الفرصة للأثريين والمرممين للسفر مع المعرض واكتساب الخبرات».
وكانت مجلة «لوس أنجليس» الأميركية قد اعتبرت أنّ إقامة معرض لتوت عنخ آمون في المدينة بمثابة «الحدث الأكثر تميزا»... ومن المقرر حسب الإعلان أن يضمّ المعرض 166 قطعة أثرية، وجاءت فكرة المعرض بناء على طلب من جون نورمان رئيس شركة المعارض الدولية «EI» والمجموعة الدولية للإدارة العالمية «IMG» بالولايات المتحدة الأميركية، لإقامة جولة لكنوز الفرعون الذهبي في 10 مدن حول العالم، ولوس أنجليس، وباريس، ولندن، وواشنطن، وسيدني، وكوريا الجنوبية، وفيلادلفيا، وشيكاغو، وطوكيو، وأوساكا في اليابان، وبلغت القيمة التأمينية للمعرض 862 مليونا و800 ألف دولار.
وسبق أن اعترضت حنا على العائد الاقتصادي من المعرض قائلة: «عائد المعرض يبلغ 50 مليون دولار، وهو مبلغ ضئيل جداً، ولا يتعدى إيجار القطعة في اليوم مبلغ الـ116 دولارا».
لكنّ حواس ردّ عليها، مؤكداً أنّ «المعرض سيحقّق عائداً مادياً كبيراً جداً، فالاتفاق ينصّ على حصول مصر على مبلغ 5 ملايين دولار عن كل مدينة يقام فيها المعرض كحد أدنى، إضافة إلى نسبة 10 في المائة على المبيعات، وعند بيع 400 ألف تذكرة تحصل مصر على مبلغ دولارين عن كل تذكرة، وعند بيع 600 ألف تذكرة تحصل مصر على 4 دولارات عن كل تذكرة، مما يعني أنّ عائد المعرض سيصل إلى نحو 12 مليون دولار في المدينة الواحدة»... وهذه ليست المرة الأولى التي تخرج فيها كنوز الفرعون الصغير في جولة خارجية، إذ سبق أن كان هناك معرض مماثل استمر سنوات وبلغت عائداته 120 مليون دولار.
نقطة أخرى كانت قد أثارتها «حنا» متعلقة بتأمين المعرض، حيث تتهم الشركة الأميركية بأنّها كانت مسؤولة في الماضي عن فقدان قطعة أثرية من معرض «The Quest of Mortality»، ولم تدفع سوى مبلغ هزيل تأمينا عن ضياع هذه القطعة.
بينما أكّد حواس أنّ «الشركة التي كانت مسؤولة عن معرض «The Quest of Mortality»، هي شركة دنماركية، ومُنعت من دخول مصر، لكنّ الشركة الأميركية الحالية هي التي كانت مسؤولة عن تنظيم الجولة الأخيرة لكنوز توت عنخ آمون التي استمرت 6 سنوات، وبلغت عائداتها 120 مليون دولار أميركي، مشيراً إلى أنّ الحكومة الأميركية متضامنة مع مصر، وهناك خطاب ضمان بنكي لضمان حصول وزارة الآثار على حقوقها.


مقالات ذات صلة

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

العالم العربي رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

عقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري اجتماعاً، الأحد، لاستعراض إجراءات الطرح العالمي لتخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق إناء شرب على شكل رأس بيس من واحة الفيوم في مصر يعود إلى العصر البطلمي - الروماني (القرن الرابع قبل الميلاد - القرن الثالث الميلادي)... (جامعة جنوب فلوريدا)

كوكتيلات مخدرة وطقوس سحرية: كشف أسرار أكواب المصريين القدماء

كشف الباحثون عن استخدام أكواب خاصة لتقديم مزيج من العقاقير المخدرة، والسوائل الجسدية، والكحول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق طريقة بناء الأهرامات تُمثل لغزاً كبيراً (الشرق الأوسط)

فيديو مولد بالذكاء الاصطناعي يُجدد الجدل بشأن طريقة بناء الأهرامات المصرية

جدّد مقطع فيديو قصير مُولد بالذكاء الاصطناعي، يشرح طريقة بناء الأهرامات، الجدلَ بشأن نظريات تشييد هذه الآثار الضخمة.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.