ماكرون ينعى {بابا المطبخ الفرنسي} و{طاهي القرن}

بول بوكوز حصل على 3 نجمات ميشلان

صورة الطاهي بول بوكوز على مبنى مطعمه في مدينة ليون (إ.ب.أ)
صورة الطاهي بول بوكوز على مبنى مطعمه في مدينة ليون (إ.ب.أ)
TT

ماكرون ينعى {بابا المطبخ الفرنسي} و{طاهي القرن}

صورة الطاهي بول بوكوز على مبنى مطعمه في مدينة ليون (إ.ب.أ)
صورة الطاهي بول بوكوز على مبنى مطعمه في مدينة ليون (إ.ب.أ)

نعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الطاهي الشهير بول بوكوز الذي توفي عن عمر ناهز 91 سنة، ووصفه بأنّه «تجسيد للمطبخ الفرنسي». قائلاً: «اسمه (بوكوز) وحده لخّص فن الطهي الفرنسي فيما يتعلق بسخائه واحترامه للتقاليد وكذلك في إبداعه».
وتوفي بوكوز حسبما أعلن أمس، جيرار كولومب وزير الداخلية الفرنسي الحالي، والعمدة السابق لمدينة ليون، على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، حيث كتب: «بول بوكوز توفي، وعالم الطهي في حداد». وكتب قائلاً: «السيد بول كان فرنسا... البساطة والكرم. التميز وفن المعيشة. بابا المتذوقين رحل عنا».
وكانت وسائل إعلام فرنسية قد تحدثت عن وفاته استناداً إلى بيانات أقاربه.
يُلقب بوكوز بـ«بابا المطبخ الفرنسي»، وقد أطلقت عليه مجلة دليل الذّواقة «جولت ميلاو» عام 1989 لقب «طاهي القرن». ويعتبر مطعمه «ذي أوبيرج دو بونت دي كولونجس»، الحائز على تصنيف سياحي ثلاث نجوم بالقرب من ليون، قبلة لهواة تذوق الطعام من كل أنحاء العالم.
صار بوكوز أيقونة لفن المعيشة الرفيع في الطعام الرائع والمشروبات حتى خارج حدود بلده. وكان ضمن حركة «نوفيل كويزين» (المطبخ الجديد) لشباب الطهاة في الماضي التي كانت تهدف إلى تجديد الطهي الفرنسي اعتماداً على الإعداد البسيط للطعام والمكونات الطازجة ومحلية أطباق الطعام. ولد بول بوكوز في فبراير (شباط) عام 1926، وهذا الطاهي الكهل هو الابن الأكبر لجورج وإيرما بوكوس اللذين ينتميان إلى أسرة تفتخر بأنّها تعمل في مجال المطاعم منذ القرن السابع عشر. أي أنّه لم يختر اتجاهاً فريداً ومختلفاً في حياته عن نسق العائلة التي ينتمي إليها. ترك مقاعد الدراسة وبدأ فترة الاحتلال الألماني لفرنسا، بالتدرب على تحضير الطعام في مطعم كلود ماريه الذي كان يطلق عليه «الطاهي المغني»، شارك في الحرب العالمية الثانية وجرح، ليعود بعد ذلك إلى التدرب على الطهي في مطعم «لا مير برازيه» في منطقة بولوناي ثم انضم إلى سلسلة أفران لوكاس كارتون في ساحة «دو لا مادلين» الباريسية.
حصل وهو في عامه الـ32 على أول نجمة ميشلان، وفي عام 1961 حاز على رتبة أفضل عامل في فرنسا. وفي 1962 تولّى العمل في مطعم والده ليفوز بالنجمة الثانية ثم الثالثة في عام 1965 ومنذ ذلك الحين دخل عالم الشهرة الفعلي. وفي عام 1975 مُنح وسام جوقة الشرف من رئيس الجمهورية الفرنسية جيسكار ديستان. وهو أول طاهٍ يقام له تمثال ويوضع في المتحف الفرنسي. زار عدداً من المطاعم العالمية، وكان له أكاديميته الخاصة لتعليم فن الطهي بالقرب من مدينة ليون الفرنسية، المنطقة التي ولد فيها. يعتبر بوكوز من أشهر الطباخين في العالم، ففي سن 87 تسلم باحتفالية في نيويورك، جائزة «شيف القرن» التي يمنحها معهد الطهي الأميركي المرموق. وخلال إلقائه كلمته قال تيم رين رئيس المعهد في ذكر السيرة الذاتية لبوكوز، وهو يقدم له الجائزة: «اليوم يثبت بول بوكوز أنّه يستحق لقب (شيف القرن) لأنه واحد من أعظم الطهاة في كل العصور». مشيراً إلى أن بوكوز قاد في سنوات الـ60 والـ70 الحركة المعروفة باسم «المطبخ الجديد» التي تميزت بالتجريب والتركيز على جديد في عرض الطعام ومكوناته كما كان أول من أخرج الطهاة المميزين إلى النور، ليصبح بدوره نجم الطهاة الأول. وقد شكل في عام 1950 فريقاً من الطهاة مع الأخوة Troisgros في منطقة فيين. وبعد نجاحه في تحضير حساء الكمأة الذي اشتهر به لطعمه الساحر، أنشأ في عام 1987، مسابقة الطهي الأولى في العالم، وقد أطلق عليها «جائزة بوكوز الذهبية للطهي».
وفي عام 1990 أصبح رئيساً لمدرسة «ECULLY» لفنون الطهي ولمؤسسة إيرو توك، ومنذ عام 1992 بات مسؤولاً عن رئاسة جمعية عمّال فرنسا المبدعين في مجال خدمات التغذية والطهي.
استمرت مسيرة حياة بوكوز المهنية بالتقدم والنجاح وذاع صيته في جميع أنحاء العالم، وتوسّعت إمبراطوريته لتضمّ نحو أكثر من 20 مؤسسة في فرنسا والولايات المتحدة واليابان، وانتشرت كتبه في عالم الطهي، والطهاة يتعلمون منها أساليب الطبخ وفنونه المميزة.


مقالات ذات صلة

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق التفوُّق هو الأثر أيضاً (أ.ف.ب)

الشيف دانييل هوم... أرقى الأطباق قد تكون حليفة في حماية كوكبنا

دانييل هوم أكثر من مجرّد كونه واحداً من أكثر الطهاة الموهوبين في العالم، فهو أيضاً من المدافعين المتحمّسين عن التغذية المستدامة، وراهن بمسيرته على معتقداته.

«الشرق الأوسط» (باريس)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.