«مستر بورتر» تصبح له ماركته الخاصة «مستر بي»

400 ماركة لم تُشبع جوع موقع التسوق الإلكتروني الرجالي لمزيد من الأناقة

الاختلاف لم يشمل التصميمات بل نوعية الأقمشة والتقنيات التي أُدخلت عليها لتميزها  -  كان مهماً أن تخدم الرجل في كل مكان وزمان  -  هناك قطع كلاسيكية وأخرى عصرية تخاطب شريحة الشباب
الاختلاف لم يشمل التصميمات بل نوعية الأقمشة والتقنيات التي أُدخلت عليها لتميزها - كان مهماً أن تخدم الرجل في كل مكان وزمان - هناك قطع كلاسيكية وأخرى عصرية تخاطب شريحة الشباب
TT

«مستر بورتر» تصبح له ماركته الخاصة «مستر بي»

الاختلاف لم يشمل التصميمات بل نوعية الأقمشة والتقنيات التي أُدخلت عليها لتميزها  -  كان مهماً أن تخدم الرجل في كل مكان وزمان  -  هناك قطع كلاسيكية وأخرى عصرية تخاطب شريحة الشباب
الاختلاف لم يشمل التصميمات بل نوعية الأقمشة والتقنيات التي أُدخلت عليها لتميزها - كان مهماً أن تخدم الرجل في كل مكان وزمان - هناك قطع كلاسيكية وأخرى عصرية تخاطب شريحة الشباب

عندما انطلق موقع «مستر بورتر» في عام 2011، لم يشكّ أحد في نجاحه. فقد خرج من رحم «نيت أبورتيه» الموقع الخاص بالمرأة، الذي غيَّر مفهوم التسوق الإلكتروني وجعلنا نثق به أكثر وأكثر. التوقيت أيضاً كان مناسباً. تزامن مع انتعاش قطاع الأزياء الرجالية بشكل غير مسبوق بفضل تزايد إقبال الرجل العصري على الموضة. لم يعد يشعر بأي حرج وهو يتعامل معها، بكل أشكالها وألوانها. والأهم لم يعد الجيل الجديد يراها تتعارض مع رجولته بل العكس تماماً أصبحت وسيلة تُعزز ثقته بنفسه من جهة وثقة الآخرين به من جهة ثانية.
كل هذا جعل انطلاق موقع تسوق إلكتروني خاص به نتيجة حتمية رحبت بها كل أوساط الموضة، والرجل أولهم.
ما لم يتوقعه أحد حينذاك أن يكبر الموقع ويتوسع بهذا الحجم. فهو الآن الوجهة المفضلة لأكثر من 600.000 رجل من أكثر من 170 دولة في جميع أنحاء العالم. يتسوقون منه كل ما تهفو إليه أنفسهم، سواء كانت بُغيتهم «تي - شيرت» أو حزاماً من «غوتشي» أو حذاءً رياضياً من «دولتشي أند غابانا» أو جاكيت من «فيتمون» أو بدلة من «لورو بيانا». بل وحتى إذا رغب في ساعة يد من شركة كارتييه يقدر سعرها بأكثر من 140.000 جنيه إسترليني، فإنه سيحصل عليها من الموقع إما في نفس اليوم وإما في اليوم التالي على أكثر تقدير.
هذا التطور السريع لم يتوقعه أحد في عام 2011 رغم كل الآمال التي عُقدت عليه والتفاؤل الذي رافق انطلاقته.
تشرح فيونا فيرث، وهي مديرة قسم الشراء في الموقع، أن أحد أسباب نجاحه تعود إلى أنه ليس موقع تسوق بالمفهوم التقليدي، أي أنه لا يعتمد على توفير بضائع في كل موسم فحسب، بل هو تجربة تسوق متكاملة وفريدة من نوعها تقدم أكثر من خدمة في آن واحد. فحتى الرجل الذي لا يعرف كثيراً عن الموضة ولا يُتقن لغتها لن يشعر بالغربة أو بأنه دخيل عليها وهو يزور الموقع لاختيار ما يروق له. «نحن نقدم له اقتراحات عن كيفية تنسيق القطعة الواحدة مع قطع أخرى وبطرق متنوعة لا بد أن يجد في واحدة منها ما يناسب ذوقه وأسلوب حياته»، حسب قول فيونا فيرث.
مهمة يقوم بها خبراء الدار المتخصصون ومحررو الأزياء الذي يعملون في الجانب التحريري للموقع. نعم فالموقع له مجلة رقمية أسبوعية بعنوان «لوجورنال» The Journal، وجريدة ورقية تصدر مرة كل شهرين بعنوان «ذي مستر بورتر بوست» The MR PORTER Post، فضلاً عن مصدر رقمي للأخبار يتمّ تحديثه عدّة مرات في اليوم بعنوان «ذي دايلي» The Daily.
وكأن كل هذا لا يكفي، أطلق في بداية الشهر الحالي مجموعة أزياء خاصة به تحمل اسم «مستر بي» Mr P. تقول فيرث، التي لعبت دوراً مهماً في تصميمها، أنها كانت نتاج نحو 7 سنوات من التجربة والتمحيص في البيانات وطقوس التسوق للزبائن من كل أنحاء العالم، على الأقل من ناحية ما يُقبلون عليه أو يطمحون إليه. فالموقع يتوفر على بيانات عديدة تراكمت عبر السنوات السبع لتُبين بالأرقام كل هذه الحقائق. وهذا ما ساعد على توضيح الصورة للفريق المسؤول عن تصميمها، وتكون من عاملين في الموقع من ذوي الخبرة في مجالات المشتريات والتحرير. تقول فيرث إن هؤلاء أكثر من يعرفون ما يلزم الرجل ويطمح إليه، لأنهم يتنفسون الموضة ويعشقونها كما يعرفون كل خباياها وتفاصيلها. وهنا تكمن قوتهم التي وظّفوها في كل صغيرة وكبيرة ظهرت في هذه المجموعة. الجميل أنهم جمعوا فيها الكلاسيكي بالعصري من دون أن يخضعوا لإملاءات الموضة الموسمية.
فالفكرة تتلخص من الأساس في توفير قطع كلاسيكية أساسية يحتاج إليها الرجل بغضّ النظر عن ذوقه وبيئته. وتُرجمت هذه الفكرة في بنطلونات من الدينم الياباني، وقمصان أكسفورد بيضاء، وكنزات من الكشمير، ومعاطف من الصوف، وجاكيتات من الجلد، وسترات سفر مقاومة للماء.
وتتابع فيونا فيرث أنه «كان مهماً أن تكون هذه القطع هي الأساس لبناء خزانة متوازنة وأنيقة لا تعترف بزمن».
ما انتبهت إليه هي والفريق الذي تعاون على تصميمها أنه رغم كمّ الأزياء التي تُطرح للرجل في كل موسم، بما في ذلك الماركات التي يوفرها الموقع، ويبلغ عددها 400 ماركة، لا تزال هناك ثغرة في السوق يمكنهم ملؤها. وهذا ما شجعهم على اتخاذ هذه الخطوة آخذين بعين الاعتبار أن عليهم أن يأتوا بشيء مختلف عما هو متوفر في الساحة، والأهم من هذا أن لا يتنافس مع هو موجود في الموقع. فالقميص مثلاً يجب أن يكون مفصلاً بطريقة لا يُعلا عليها، وبنطلون الجينز لا بد أن يكون بقصة تضفي على الجسم رشاقة وراحة، وهكذا. بعد نقاشات طويلة وعدة تجارب توصلوا في الأخير إلى وصفة متوازنة تلبي رغبة زبون عصري في خزانة تخدمه في كل زمان ومكان. سيجد مثلاً جاكيتاً من الجلد الأسود الناعم بياقة من الصوف يُمكن فصلها والاستغناء عنها عند الحاجة، وهذا يحصل على إطلالتين مختلفتين. كما سيجد كنزات من الصوف بألوان حيادية مثل الأزرق المائل إلى البنفسجي أو البني التبغي، ومعاطف مفصلة على الجسم بخامات مترفة وغير ذلك.
تقول فيرث: «لم تكن العملية وليدة الساعة... فقد أخذنا وقتنا في النقاش والبحث قبل إنتاجها وإطلاقها... كان مهماً أن تخدم الرجل بأناقتها وعمليتها وأن تراعي تغير المواسم والفصول أيضاً».
لهذا كان واضحاً أن المجموعة الأولى تشمل 53 قطعة مقسمة إلى قسمين: قسم يضم 24 قطعة أساسية متوفّرة على مدار العام، وقسم يضم 29 قطعة موسمية تراعي صيحات الموسم وتوجهات الموضة وسيتم تغييرها كل بضعة أشهر لتواكب مستجدات الموضة. ومع ذلك لا بد من الإشارة إلى أن أهم شرط وضعه الفريق نصب أعينهم هو أن تتميز التشكيلة وتحمل شخصية مستقلة لا تتنافس مع باقي العلامات الـ400 التي يحتضنها الموقع. والنتيجة أنها ليست جريئة بالمعنى الثوري لكنها معاصرة وعصرية.


مقالات ذات صلة

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

لمسات الموضة توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كشفت «بيركنشتوك» عن حملتها الجديدة التي تتوجه بها إلى المملكة السعودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)

دار «كارولينا هيريرا» تُطرِز أخطاء الماضي في لوحات تتوهج بالألوان

بعد اتهام الحكومة المكسيكية له بالانتحال الثقافي في عام 2020، يعود مصمم غوردن ويس مصمم دار «كارولينا هيريرا» بوجهة نظر جديدة تعاون فيها مع فنانات محليات

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)

هل يمكن أن تستعيد «بيربري» بريقها وزبائنها؟

التقرير السنوي لحالة الموضة عام 2025، والذي تعاون فيه موقع «بي أو. ف» Business of Fashion مع شركة «ماكنزي آند كو» للأبحاث وأحوال الأسواق العالمية، أفاد بأن…

«الشرق الأوسط» (لندن)

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.