كيف أسست سيدة الأعمال تامي أمبل شركتها «شيا تيرا أورغانيكس» للعناية بالبشرة؟... قصة تدعو للإعجاب، خصوصاً إذا علمنا أنها أم لـ14 طفلاً تتولى رعايتهم وتعليمهم بنفسها.
تشرح تامي البالغة من العمر 44 عاماً، أن هدفها من تأسيس «شيا تيرا» لم يكن وسيلة للخروج للعمل بقدر ما كان للبقاء في البيت بجوار أطفالها لرعايتهم «لأنهم يحتاجون إلي عاطفياً ومادياً»، حسب قولها.
ولأنها مضطرة إلى أن تجوب العالم بحثاً عن مواد خام من أجل شركتها، كما تحرص على أن تضطلع بكل صغيرة وكبيرة بنفسها؛ فإنها تحرص على أن يصاحبها أطفالها، وتتراوح أعمارهم بين 4 و26 عاماً، في أغلب الأسفار. لكن بطبيعة الحال ليسوا جميعاً في الوقت ذاته. أكبر أبنائها شابة تخرجت في جامعة فيرجينيا، وتدرس حالياً في السنة الأخيرة بكلية الطب التقويمي بجامعة ليبرتي. ويدرس ثلاثة آخرون في الجامعة بمجالات الهندسة والأمن السيبيري والطب.
بعضهم يرافقونها في رحلاتها الاستكشافية بحثاً عن مواد خام في أفريقيا، إلا أن «هذه الرحلات عادة ما تكون بمثابة كوابيس» حسب قولها: «إذ يتعين علينا دوماً تجديد جوازات السفر الخاصة بنا. كما أن السفر عبر المطارات أصبح شاقاً؛ لما يستغرقه من وقت طويل».
أغلب منتجاتها مصنوعة من زيت أرغان، أو زبدة الـ«شيا» أو الصابون الأسود الأفريقي وما شابه من مكونات أساسية تبحث عنها في كل مكان. تقول أمبل، إنها اكتشفت زيت أركان في عام 2003 «عندما أهداني رجل مغربي يعمل معي قارورة من زيت أركان صنعتها والدته. وأدركت على الفور أنني أحمل في يدي زيت المستقبل، وإن كان اسمه لم يرق لي لأنه بدا أشبه باسم غاز».
وفي ناميبيا، تعرفت على زيت مارولا وفي مصر على زيت الحبة السوداء.
يعود تاريخ تأسيس الشركة إلى عقدين ماضيين، وبلغ إجمالي عائداتها العام الماضي 1.7 مليون دولار، حسبما أفادت أمبل. وجنت في عام 2016 أرباحاً تقارب 350.000 دولاراً.
فعبر الإنترنت وحده، تحصد الشركة عائدات شهرية تبلغ قرابة 100.000 دولار، بينما يأتي الجزء الأكبر من باقي العائدات من «فيتامين شوب»، وهي سلسلة متاجر يبلغ عددها 700 متخصصة في بيع الكريمات ومستحضرات التجميل التي تنتجها شركتها.
وتشرح أمبل، أن من أسباب نجاحها أنها تتبع الأسلوب القديم في إدارة شركتها «فأنا أعيد ضخ ما أجنيه من أرباح في الشركة من جديد لتجنب الاعتماد على أي ديون أو قروض، أو مستثمرين آخرين».
ومع نمو الشركة، تولت تدريب فريق العمل المعاون لها؛ كي تتمكن من إدارة شؤونها عن بعد من داخل مزرعة ليزبرغ التي تعيش فيها مع زوجها الطبيب. وهي مزرعة تقع على بعد نصف ساعة عن المصنع الذي تستأجره مقابل 5.300 دولار شهرياً.
وعندما تضطر إلى الذهاب إلى المصنع، تصطحب أحياناً معها أطفالها. تقول ضاحكة: «كنت أجلسهم وهم صغار حول طاولات للقيام بواجباتهم المدرسية، ثم أراجعها معهم وأنا أتابع عمليات الشحن في الوقت ذاته». وتتابع: «هل كان الأمر صعباً؟ نعم. للغاية، لكنني كنت مصممة على النجاح». وبالفعل، فقد كانت مصممة إلى حد أنها علّمت نفسها فن التسويق بسرعة. زوجها الطبيب كان يدعمها معنوياً. التقته في مسجد عندما كانت في الـ16 من عمرها. كان يكبرها بـ12 عاماً ووصل الولايات المتحدة لتوه قادماً من باكستان لدراسة الطب.
في هذا الوقت أسست شركة ملابس متخصصة في الملابس التقليدية لأبناء جنوب آسيا والشرق الأوسط، حققت نجاحاً متواضعاً. دخلت مجال التجميل عندما بدأت تلاحظ نساء تقابلهن في المركز الإسلامي في واشنطن يتمتعن بجمال طبيعي وبشرة نضرة. اكتشفت أنهن يستعملن مكونات طبيعية مختلفة حسب اختلاف ثقافتهن.
تقول: «عاينت جميع هذه المكونات الطبيعية، ورأيت أن هذه العناصر ربما تلقى نجاحاً كبيراً إذا ما عرضتها على الأميركيين». وتتابع: «كنت أريد أن أضرب عصفورين بحجر، أن أحقق النجاح وفي الوقت ذاته أوفر دخلاً لقرى أفريقية تحتاج إلى الدعم».
عام 2000، أطلقت شركة «شيا تيرا» من قبو منزلها في أرلينغتون. في البداية، كانت تطهو بعض زبد «شيا» وبعد ذلك، شرعت في إعداد الكريمة، ثم علمت نفسها كيفية إعداد الصابون.
وجاءت الانطلاقة الكبرى أواخر عام 2001، بعد عودتها من رحلة طويلة لتجد الطلبات على شراء زبد «شيا» تجاوزت الـ1.000 دولار عبر الإنترنت. وسرعان ما بدأت تحقق مبيعات بقيمة 30.000 دولار شهرياً، وعاودت استثمار معظم عائداتها في الشركة.
وأخيراً، انتقلت أمبل إلى مقر إقامتها الحالي قرب مطار دوليس الدولي، حيث تتولى تصنيع المنتجات وتخزينها. ويجري نقل معظم المواد الخام التي تعتمد عليها جواً عبر مطار دوليس الدولي. ونالت شركة «شيا تيرا» دفعة قوية عندما أثنت الممثلة الشهيرة سارة جيسيكا باركر عبر شبكات التواصل الاجتماعي على غسول الوجه الذي تنتجه الشركة، قائلة، إن وجهها لم يكن على هذه الدرجة من النعومة منذ أن كانت طفلة رضيعة.
تامي أمبل... قصة نجاح مصنوعة من زيت أرغان والحبة السوداء
تامي أمبل... قصة نجاح مصنوعة من زيت أرغان والحبة السوداء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة