التحالف يؤكد أن قافلة «داعش» ما زالت عالقة في البادية

أنباء عن وصول متشددين كانوا على متنها إلى داخل العراق

التحالف يؤكد أن قافلة «داعش» ما زالت عالقة في البادية
TT

التحالف يؤكد أن قافلة «داعش» ما زالت عالقة في البادية

التحالف يؤكد أن قافلة «داعش» ما زالت عالقة في البادية

قال مصدر سوري في دير الزور لـ«الشرق الأوسط»، إن مقاتلين من تنظيم داعش ممن خرجوا من القلمون بموجب صفقة رعاها النظام السوري بين «حزب الله» اللبناني والتنظيم المتطرف، وصلوا إلى العراق عبر طرقات مختصرة من البادية السورية، فيما لا تزال عائلاتهم عالقة في البادية داخل الأراضي السورية، ولا يعرف أي شيء عن مصيرها.
لكن التحالف الذي تقوده أميركا ضد «داعش» نفى ذلك، مؤكداً أن «قافلة الدواعش» ما زالت متوقفة في البادية السورية منذ سبعة أيام. وقال مسؤولون عسكريون إن 6 حافلات من أصل 17 حافلة متوقفة شرق مدينة السخنة عادت إلى مدينة تدمر الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري.
وجاء ذلك في ظل تضارب في المعلومات حول مصير 308 عناصر من «داعش» و331 شخصاً من عائلاتهم، عبروا مناطق سيطرة النظام باتجاه البادية السورية، قبل أن يعرقل التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب طريقهم إلى شرق سوريا، بتنفيذ غارات جوية لمنع القافلة من العبور إلى مدينة البوكمال في دير الزور، وهو ما دفع «حزب الله» لإصدار بيان السبت الماضي، اتهم فيه الولايات المتحدة بمحاصرة القافلة في وسط الصحراء ومنع المدنيين من الحصول على المساعدة الإنسانية.
وقال المدير التنفيذي لشبكة «دير الزور 24» الحقوقية عمر أبو ليلى، أن مقاتلي «داعش» الذين كانوا في «قافلة القلمون» وصلوا إلى مدينة عانة وقرية رواة العراقيتين الحدوديتين مع سوريا، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن هؤلاء «سلكوا طرقات مختصرة يستخدمها المهربون في البادية للوصول إلى العراق، بتسهيل من النظام السوري».
وقال أبو ليلى إن عناصر التنظيم «اتبعوا أسلوباً هو الأول من نوعه في سوريا، يماثل أساليب تنظيم طالبان في أفغانستان خلال عملية المغادرة إلى القريتين العراقيتين»، موضحاً أن التنظيم «فرّق المجموعات الكبرى ضمن القافلة منعاً لاستهدافها، ووزعها على مجموعات صغيرة نقلت في سيارات دفع رباعي صغيرة (بيك أب) إلى داخل الأراضي العراقية عبر مناطق صحراوية خالية وطرقات مختصرة بعيدة عن البوكمال، وذلك بعد عبورها مناطق سيطرة النظام ووصولها إلى نقطة قريبة من منطقة حميمة» الواقعة في أقصى شمال شرقي ريف حمص الشرقي المحاذي لدير الزور.
وأضاف أبو ليلى: «استهدفت طائرات التحالف عدداً قليلاً من السيارات التي تقلهم، لكنها لم تقصف القافلة التي تضم مدنيين»، مجدداً تأكيده أن المقاتلين «وصلوا إلى عانة وراوه في العراق»، الواقعتين على ضفة نهر الفرات الغربية في محافظة الأنبار العراقية. وشدد على أن «مراسلينا في البوكمال نفوا وصول المقاتلين إلى المدينة السورية الحدودية مع العراق والخاضعة لسيطرة (داعش)، بينما أكدت مصادر رسمية عراقية أنهم وصلوا إلى القريتين العراقيتين».
هذه المعلومات أكدها مسؤولان عراقيان لصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، قالا فيها أن الحكومة العراقية تعتقد أن جميع المقاتلين وأسرهم وصلوا إلى راوة في الأيام الأخيرة. فيما قال أحد سكان راوة ويدعي محمد كربولي وهو عضو اللجنة البرلمانية العراقية للدفاع والأمن، أن «مئات من مقاتلي (داعش) أتوا من سوريا وظهروا في البلدة يوم الجمعة وهم من نفس القافلة على ما يبدو».
في السياق قالت أسماء العاني، وهي عضو المجلس المحلي في محافظة الأنبار العراقية، إن سكان رواه قالوا لها إن نحو 700 من مقاتلي «داعش» وأسرهم وصلوا إلى منازل فارغة في البلدة. وأضافت أن هذه التعزيزات سيكون لها تأثير سلبي على الوضع العسكري للعمليات المقبلة، مشيرة إلى خطط الجيش العراقي لاستعادة المنطقة، وهي واحدة من آخر الجيوب المتبقية في العراق والتي يسيطر عليها التنظيم المتشدد.
ويشير أبو ليلى إلى أن «داعش» الذي يسيطر على 80 في المائة من مساحة محافظة دير الزور «لا يسيطر بشكل كامل على الطرقات الصحراوية، التي لا يستطيع أن يسيطر عليها أي أحد سواء النظام أو غيره»، لافتاً إلى أن المهربين «يعرفون البادية والطرقات السرية، وهناك طرق مختصرة من حميمة إلى العراق، تعتبر أقرب بكثير من طريق حمسمة - البوكمال». وقال: «عناصر (داعش) اختاروا تلك الطريق بعد توزعهم على مجموعات صغيرة نقلت في سيارات (بيك اب) متفرقة». وعن عائلات عناصر التنظيم، قال: «لا يزال هذا القسم في سوريا، لكننا لا نعرف أي شيء عنهم». وعرقل التحالف تنفيذ الصفقة، ففي وقت لا يزال فيه المدنيون عالقين في الصحراء أو عادوا إلى مناطق سيطرة النظام، لم يتسلم «حزب الله» أسيره لدى التنظيم، كما لم يتسلم جثث لمقاتليه بحوزة «داعش» بعد. وتحدثت معلومات في وقت سابق عن وصول أربع حافلات من القافلة إلى مناطق سيطرة «داعش»، حين نفذ جزء من الصفقة مرتبط بتسليم جثة مقاتل إيراني لدى «داعش»، مقابل عبور تلك القوافل.
وكانت الحافلات قد توجهت ضمن القافلة من غرب سوريا يوم الثلاثاء الماضي بموجب اتفاق تم التوصل إليه من طرف «حزب الله» اللبناني لنقل المقاتلين إلى مدينة البوكمال التي يسيطر عليها «داعش» بالقرب من الحدود السورية - العراقية مقابل استعادة جثث جنود في الجيش اللبناني ومقاتلين في «حزب الله» ومقاتلين إيرانيين.


مقالات ذات صلة

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)
المشرق العربي تمثل سوريا في حقبة ما بعد سقوط الأسد فرصة لتنظيم «داعش» (أ.ف.ب)

«داعش» سيسعى لاستغلال حالة الفوضى في سوريا

تمثل سوريا في حقبة ما بعد سقوط الرئيس السوري بشار الأسد فرصة لمسلحي تنظيم «داعش» المتطرف الذين قد يحاولون استغلال أي حالة من الفوضى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا أفراد من جهاز مكافحة الإرهاب في ألمانيا (أرشيفية - متداولة)

توقيف 3 متطرفين في ألمانيا للاشتباه بتخطيطهم لهجوم

أُوقِف 3 شبان يعتقد أنهم متطرفون بعد الاشتباه بتحضيرهم لهجوم في جنوب غربي ألمانيا، وفق ما أفادت به النيابة العامة والشرطة.

«الشرق الأوسط» (برلين)

الجيش الأميركي يحبط هجوما شنه «الحوثي» على سفن في خليج عدن

صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة (أ.ف.ب)
صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة (أ.ف.ب)
TT

الجيش الأميركي يحبط هجوما شنه «الحوثي» على سفن في خليج عدن

صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة (أ.ف.ب)
صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة (أ.ف.ب)

قال الجيش الأميركي اليوم الثلاثاء إن مدمرتين تابعتين للبحرية الأميركية كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية عبر خليج عدن أحبطتا هجوما شنته جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران.

وقالت القيادة المركزية الأميركية في منشور على منصة إكس إن الحوثيين أطلقوا عدة طائرات مسيرة وصاروخ كروز أثناء عبور السفن للخليج أمس الاثنين واليوم الثلاثاء. وأضافت "لم تسفر الهجمات الطائشة عن إصابات أو أضرار لأي سفن أو مدنيين أو البحرية الأميركية".

وكان المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي قال في وقت سابق اليوم الثلاثاء إن الجماعة استهدفت ثلاث سفن إمداد أميركية ومدمرتين أميركيتين مرافقتين لها في خليج عدن.