بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

- آثار بعيدة المدى لحوادث الطفولة
من الأخطاء الشائعة ألا يهتم الوالدان لما يتعرض له طفلهما خلال سني حياته الأولى من مشكلات وضغوط اجتماعية، غير مدركين أن لبعضها آثاراً نفسية على المدى البعيد تظهر تبعاتها على صحته في مرحلة البلوغ وما بعدها.
وفي دراسة فرنسية نشرت نهاية عام 2015 من مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم، قام عدد من الباحثين من المعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية بدراسة العلاقة بين تجارب الطفولة السلبية والتحمل المفرط لها وما ينجم عن ذلك من توتر دائم ومزمن في حياة الطفل. ولتحليل ذلك، استخدم فريق البحث بيانات من الدراسة البريطانية الوطنية لتنمية الطفل، التي شملت 7.535 شخصاً.
وركزت الدراسة على المشاركين الذين عانوا من أحداث سلبية في بيئتهم الأسرية عندما كانت أعمارهم تتراوح بين 7 و16 عاماً، من حيث الإهمال البدني، ووجود مشكلات عند الوالدين أو أحدهما كأن يكون من متعاطي الكحول، أو كان مسجوناً، أو كون الوالدين منفصلين، أو كان أحد الوالدين مصاباً بمرض عقلي. وأظهرت مجموعة المتضررين من المشاركين في الدراسة آثاراً لما عانوا منه وهم صغار عند سن 44.
وكشفت تحليلات السلوك الصحي والوضع الاجتماعي والاقتصادي للمشاركين في سن 23 و33 أن أكثر من نصف الذكور (59 في المائة) ظهرت عليهم آثار بسبب السلوك غير الصحي، وقلة التعليم والدخل المنخفض. وارتبطت الآثار عند 3 أرباع النساء (76 في المائة) بسبب التدخين، وزيادة الوزن، ووجود انخفاض في المستوى التعليمي والدخل المنخفض.
وخلصت الدراسة إلى أن الأحداث النفسية والاجتماعية السلبية الخطيرة والتجارب القاسية التي يمر بها الشخص خلال مرحلة طفولته سوف تؤثر على صحته وسلوكه بطرق مختلفة ويكون لها تأثير دائم على المدى البعيد. هذه النتائج تشير إلى ضرورة التدخل المبكر على المستوى المجتمعي والفردي لمعالجة الآثار التي تظهر على الشخص نتيجة ما يتعرض له في طفولته من ظروف سلبية مختلفة.
- سلوكيات خاطئة
اليوم، هو العاشر من ذي الحجة، يبدأ الحجاج فيه بالتحلل من الإحرام بالرمي والحلق وطواف الإفاضة. وهنا قد يفتعل الحاج سلوكيات ليست من الدين ولا المناسك، بل قد توقعه في مشكلات صحية تعيق إكماله فريضة الحج.
بالنسبة لحلاقة شعر الرأس، التي تستخدم فيها الأمواس التي تعد في الوقت نفسه عاملاً مساعداً لنقل عدوى الأمراض الخطيرة، مثل الإيدز والتهاب الكبد الوبائي «بي» و«سي»، فإن بعضاً من الحجاج يستخدم موساً واحداً يشترك في استخدامه مجموعة من الحجاج لا يعرف أحدهم الآخر، وما قد يحمل من أمراض قد تكون معدية وخطيرة، وقد يستخدم البعض أمواس حلاقة قد استخدمها شخصٌ آخر قبلَهم، وهذا سلوكٌ خاطئ وخطير، لأن كثيراً من الأمراض المُعدِية التي تنتقل عن طريق الدم، قد تنتقل أيضاً بهذه الطريقة إليهم.
والمطلوب من الحاج الابتعاد عن حلاقي الطرقات والأرصفة، والحلاقة عند أحد الحلاقين المعتمدين والمصرح لهم بمزاولة هذه المهنة وفي الأماكن المخصصة لها، حيث تم تأمين مواقع محددة في مشعر منى للحلاقة، إضافة إلى مواقع أخرى داخل المخيمات، وأن يستخدم الموس ذات الاستعمال الواحد والتخلص منه فوراً بوضعه في الحاويات المخصصة لذلك، ويُنصَح عموم الحجاج بعدم المشي حفاة الأقدام، لتجنُّب الوخز بإبر أو أمواس ملوَّثة قد تكون موجودةً على الأرض.
أما بالنسبة للرمي والطواف، فعلى الحاج التريث وعدم الاستعجال، والتمهل وعدم التزاحم، وأن يفسح الطريق للكبير والمريض والضعيف، فبين الزحام أطفال صغار، وشيوخ كبار، ونساء ضعيفات، ومنهم من يحمل مرضاً منهكاً لصحته، يحتاج منا المساعدة وإفساح الطريق.
كما أن لبس الكمامات الواقية بطريقة صحيحة بحيث تغطي الأنف والفم معاً، أمر مهم جداً للوقاية من الأتربة المتطايرة مع الهواء، والتي تحمل مختلف أنواع الجراثيم، ومن أجل الوقاية من الأمراض المعدية أو حتى من حساسية الصدر.
وأخيراً، فما زال أمام الحاج يومان أو 3 لإنهاء مناسك الحج، فلا داعي لتسلق الجبال، خصوصاً وأنت متعب ومنهك الآن وكذلك من قبل كبار السن كي لا يتعرضوا للإصابات الخطيرة جراء سقوطهم مما يُعيق إكمالهم فريضة الحج، والحذر من المشي طويلاً تحت أشعة الشمس الحارقة وقاية من أمراض الحرارة وضربة الشمس.

- استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]


مقالات ذات صلة

كيف تتغلب على كثرة التفكير وقت النوم؟

يوميات الشرق يعاني الكثير من الأشخاص من كثرة التفكير وقت النوم (أ.ف.ب)

كيف تتغلب على كثرة التفكير وقت النوم؟

يعاني كثير من الأشخاص من كثرة التفكير ليلاً؛ الأمر الذي يؤرِّقهم ويتسبب في اضطرابات شديدة بنومهم، وقد يؤثر سلباً على حالتهم النفسية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
TT

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، إلى جانب مكملات زيت السمك، يمكن أن يبطئ بشكل كبير نمو خلايا سرطان البروستاتا لدى الرجال الذين يختارون المراقبة النشطة، ما قد يقلل من الحاجة إلى علاجات عدوانية في المستقبل، وفق ما نشر موقع «سايتك دايلي».

وجد باحثون من مركز UCLA Health Jonsson Comprehensive Cancer Center أدلة جديدة على أن التغييرات الغذائية قد تبطئ نمو الخلايا السرطانية لدى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا الذين يخضعون للمراقبة النشطة، وهو نهج علاجي يتضمن مراقبة السرطان من كثب دون تدخل طبي فوري.

سرطان البروستاتا والتدخل الغذائي

قال الدكتور ويليام أرونسون، أستاذ أمراض المسالك البولية في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس والمؤلف الأول للدراسة: «هذه خطوة مهمة نحو فهم كيف يمكن للنظام الغذائي أن يؤثر على نتائج سرطان البروستاتا».

وأضاف: «يهتم العديد من الرجال بتغييرات نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي، للمساعدة في إدارة إصابتهم بالسرطان ومنع تطور مرضهم. تشير نتائجنا إلى أن شيئاً بسيطاً مثل تعديل نظامك الغذائي يمكن أن يبطئ نمو السرطان ويطيل الوقت قبل الحاجة إلى تدخلات أكثر عدوانية».

تحدي المراقبة النشطة

يختار العديد من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة المراقبة النشطة بدلاً من العلاج الفوري، ومع ذلك، في غضون خمس سنوات، يحتاج حوالي 50 في المائة من هؤلاء الرجال في النهاية إلى الخضوع للعلاج إما بالجراحة أو الإشعاع.

وبسبب ذلك، يتوق المرضى إلى إيجاد طرق لتأخير الحاجة إلى العلاج، بما في ذلك من خلال التغييرات الغذائية أو المكملات الغذائية. ومع ذلك، لم يتم وضع إرشادات غذائية محددة في هذا المجال بعد.

في حين نظرت التجارب السريرية الأخرى في زيادة تناول الخضراوات وأنماط النظام الغذائي الصحي، لم يجد أي منها تأثيراً كبيراً على إبطاء تقدم السرطان.

الاستشارة الغذائية

لتحديد ما إذا كان النظام الغذائي أو المكملات الغذائية يمكن أن تلعب دوراً في إدارة سرطان البروستاتا، أجرى الفريق بقيادة جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس تجربة سريرية مستقبلية، تسمى CAPFISH-3، والتي شملت 100 رجل مصاب بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة أو متوسط ​​الخطورة والذين اختاروا المراقبة النشطة.

تم توزيع المشاركين بشكل عشوائي على الاستمرار في نظامهم الغذائي الطبيعي أو اتباع نظام غذائي منخفض أوميغا 6 وعالي أوميغا 3، مع إضافة زيت السمك، لمدة عام واحد.

ووفق الدراسة، تلقى المشاركون في ذراع التدخل استشارات غذائية شخصية من قبل اختصاصي تغذية مسجل. وتم توجيه المرضى إلى بدائل أكثر صحة وأقل دهوناً للأطعمة عالية الدهون وعالية السعرات الحرارية (مثل استخدام زيت الزيتون أو الليمون والخل لصلصة السلطة)، وتقليل استهلاك الأطعمة ذات المحتوى العالي من أوميغا 6 (مثل رقائق البطاطس والكعك والمايونيز والأطعمة المقلية أو المصنعة الأخرى).

كان الهدف هو خلق توازن إيجابي في تناولهم لدهون أوميغا 6 وأوميغا 3 وجعل المشاركين يشعرون بالقدرة على التحكم في كيفية تغيير سلوكهم. كما تم إعطاؤهم كبسولات زيت السمك للحصول على أوميغا 3 إضافية.

ولم تحصل مجموعة التحكم على أي استشارات غذائية أو تناول كبسولات زيت السمك.

نتائج التغييرات الغذائية

تتبع الباحثون التغييرات في مؤشر حيوي يسمى مؤشر Ki-67، والذي يشير إلى مدى سرعة تكاثر الخلايا السرطانية - وهو مؤشر رئيسي لتطور السرطان، والنقائل والبقاء على قيد الحياة.

تم الحصول على خزعات من نفس الموقع في بداية الدراسة ومرة ​​أخرى بعد مرور عام واحد، باستخدام جهاز دمج الصور الذي يساعد في تتبع وتحديد مواقع السرطان.

وأظهرت النتائج أن المجموعة التي اتبعت نظاماً غذائياً منخفضاً في أوميغا 6 وغنياً بأوميغا 3 وزيت السمك كان لديها انخفاض بنسبة 15 في المائة في مؤشر Ki-67، بينما شهدت المجموعة الضابطة زيادة بنسبة 24 في المائة.