باميلا أندرسون... حب بلا ماكياج على مشارف الـ60

الممثلة الأميركية تشارك ليام نيسون بطولة الشاشة والقلب

الممثلان ليام نيسون وباميلا أندرسون شريكان في السينما والحب (إنستغرام)
الممثلان ليام نيسون وباميلا أندرسون شريكان في السينما والحب (إنستغرام)
TT

باميلا أندرسون... حب بلا ماكياج على مشارف الـ60

الممثلان ليام نيسون وباميلا أندرسون شريكان في السينما والحب (إنستغرام)
الممثلان ليام نيسون وباميلا أندرسون شريكان في السينما والحب (إنستغرام)

هي شقراء «Baywatch» الجذّابة والمرحة، وهو الممثل الآيرلندي الذي اشتهر بأدواره الصعبة وشخصيته الجادّة. لكن بما أن الحب لا يعترف بالفوارق، ها إنّ قلب ليام نيسون يستسلم في الـ73 لباميلا أندرسون العائدة إلى الضوء من دون مساحيق تجميل، متحديةً السائد وسنواتها الـ58.

بعد زواجٍ انتهى بوفاة شريكته الممثلة ناتاشا ريتشاردسون عام 2009 في حادث تزلّج، لم يدخل نيسون سوى في علاقة عاطفية واحدة استمرت عامَين. وهو صرّح قبل سنوات بأنّه طوى صفحة الحب إلى غير رجعة. من جانبها، خاضت أندرسون 5 زيجات انتهت كلها بالطلاق.

حبٌ بين نقيضَين

خلال تصوير فيلم The Naked Gun الصيف الماضي، جمع القدَر بين نقيضَين فنيَين لم يكن أي شيءٍ في مسيرتَيهما يوحي أنّهما قد يلتقيان في الفيلم نفسه.

وأقرّ نيسون حينذاك، ضمن حوار مع مجلة «People»، بإعجابه الكبير بأداء أندرسون منتقياً عبارات ودودة، من دون أن تشكّل اعترافاً مباشراً بالحب. وتعليقاً على التعاون معها قال: «أنا مغرم بباميلا بجنون. هي رائعة في العمل ولا يمكن أن أثني عليها بما يكفي». أما هي فوصفته بـ«الجنتلمان» المثالي والممثل الذي يحفّزها على الإبداع باحترامٍ ولطفٍ وخبرةٍ عميقة، كاشفةً عن «كيمياء واضحة بينهما منذ البداية».

ودائماً وفق اعترافات أندرسون لمجلّة «Entertainment Weekly»، فهي اعتادت أن تصنع الخبز والحلوى، وأن تضعها في غرفة ملابس زميلها بموقع التصوير. أما عندما انتهى تصوير الفيلم وانطلقت جولته العالمية، فاستوقف الثنائي عدسات الصحافة، ليس لأنهما يحرّكان الحنين إلى زمنٍ فنيٍ مضى فحسب؛ بل لأنّ الكيمياء التي سبق أن تحدّثت عنها أندرسون بدت جلّيّة بينهما.

التقى نيسون وأندرسون للمرة الأولى خلال تصوير فيلم «The Naked Gun» العام الماضي (إنستغرام)

قبلةٌ على الخدّ في العرض العالمي الأول بلندن قبل أسبوعين، ثم فيديوهات طريفة للسوشيال ميديا في برلين. أما خلال العرض الأول في نيويورك، فوقف ولدا نيسون وولدا أندرسون إلى جانب النجمَين، ما دفع بالصحافة العالمية إلى الاستنتاج أن أبناءهما يباركون العلاقة.

لكن هل هي علاقة فعليّة ومشاعر حقيقية؟ أم أنّ الحكاية برُمّتها جزءٌ من حملةٍ ترويجيّة للفيلم الذي انطلق عرضه في الأول من أغسطس (آب)؟

ولدا نيسون وولدا أندرسون معهما خلال العرض الأول للفيلم في نيويورك (إنستغرام)

صحيحٌ أن الثنائي نيسون - أندرسون لم يؤكد ولم ينفِ، إلا أن مصادر مقرّبة منهما ومواكبة لتصوير «The Naked Gun»، أكّدت أن الممثلَين يتواعدان. وفي أحاديث صحافية متفرقة، قالت تلك المصادر إن «الصداقة سرعان ما تحولت إلى أكثر من ذلك، وما يجمع بينهما صادقٌ رغم تردّدهما في إعلانه».

وإذا كانت رياح الحب قد هبّت على ليام نيسون بعد سنواتٍ نسيَ خلالها خفقان القلب، فإنّ شخصية الممثل السبعيني تتلاقى والانطلاقة الجديدة التي اختارتها باميلا أندرسون لنفسها.

باميلا أندرسون تعيد ابتكار نفسها

بعد عقودٍ التصقت خلالها صورة باميلا أندرسون في ذاكرة الجمهور بوصفها منقذة بَحريّة جميلة تركض على الشاطئ بثوب السباحة الأحمر في مسلسل «Baywatch»، خرجت الممثلة عام 2023 على الرأي العام لتُحدث صدمة. هي التي اشتُهرت بأحمر الشفاه الفاقع وبماكياج العينَين، أطلّت أندرسون ضمن أسبوع باريس للموضة في خريف تلك السنة، من دون أي تبرّج.

تخلّت أندرسون عن مساحيق التجميل قبل سنوات (إنستغرام)

لم يأتِ قرارها ذاك بهدف إحداث ضجّة إعلامية، إنما نتجَ عن قصةٍ أثّرت فيها وجعلتها تتخلّى نهائياً عن المساحيق التي لطالما رافقتها. في 2019، خسرت أندرسون أخصائي التجميل الخاص بها في معركة ضد مرض السرطان، ومنذ ذلك الحين اتّخذت قراراً لا رجعة عنه.

وأعادت أندرسون ابتكار نفسها، ولم يقتصر الأمر على شكلها وصورتها؛ بل انسحب على فنّها وأدوارها. ورغم أنها كانت الممثلة التلفزيونية الأعلى أجراً في فترة التسعينات عن شخصية «سي جاي باركر» في «Baywatch»، فإنّ طموحها الحقيقي آنذاك كان أن تؤخذ على محمل الجدّ ممثلةً وإنسانةً مثقّفة.

أندرسون بشخصية «سي جاي باركر» في مسلسل «Baywatch» خلال التسعينات (إنستغرام)

تأخّرت لحظة الحقيقة أكثر من 20 عاماً، فبالتزامن مع كشف أندرسون عن بشرتها الحقيقية عام 2023، شرّعت الأبواب أمام الجمهور للدخول إلى حياتها. في وثائقيّ عرضته منصة «نتفليكس» بعنوان «Pamela, a Love Story» (باميلا، قصة حب)، أعادت سرد قصتها كما لم يسمعها أحد. تحدثت أندرسون عن سنوات طويلة تعرضت خلالها للتحرّش والإذلال في المهنة، وللتعدّي على خصوصيتها والتعامل معها باستخفاف من قبل الإعلام.

أول ترشيح عالمي في الـ57

لم تكد تمضي سنة على عرض الوثائقي، حتى أطلّت باميلا أندرسون على الشاشة الكبيرة في دورٍ سينمائي لا يشبه شيئاً ممّا قدّمته سابقاً. عام 2024، استحقّت ترشيحاً إلى جوائز «غولدن غلوب» عن شخصية «شيللي» في فيلم «The Last Showgirl». تلاقت حكايتها الخاصة مع قصة البطلة، النجمة الاستعراضية التي عليها أن تودّع الخشبة بعد 30 سنة من العروض المتواصلة.

بالتزامن مع كشفها عن بشرتها الحقيقية كشفت أندرسون عن قصتها ومعاناتها في المهنة (إنستغرام)

أثّر الدور في أندرسون وفي الجمهور والنقّاد على حدٍ سواء. في سن الـ57 استطاعت الممثلة أخيراً أن تثبت للرأي العام أنها قادرة على أكثر من الركض بثوب سباحةٍ أحمر على أحد شواطئ كاليفورنيا. في أحد أحاديثها الصحافية تقول: «أظن أن مسيرتي المهنية بدأت للتوّ. لطالما عرفت أنني قادرة على تقديم المزيد، لكن الناس لا يعرفون أنني في الوقت الذي كنت أطلّ فيه على أغلفة المجلات وعلى الشاشة بصورة المرأة الجذّابة، كنت أمضي ساعات في المكتبة وأنا أقرأ مسرحيات كبار المؤلّفين، متسائلةً كيف أنتقل ممّا أنا فيه إلى أعمال كهذه».

في مسيرة باميلا أندرسون، حانت لحظة الحقيقة متأخرةً لكن الممثلة متصالحة مع الأمر. يحلو لها أن تكرّر: «عندما تظنّ أنها النهاية، يكون الوقت قد حان للبداية الفعليّة».


مقالات ذات صلة

عزل القاضية التي تسببت في بطلان المحاكمة بقضية وفاة مارادونا

رياضة عالمية أسطورة كرة القدم الأرجنتينية دييغو مارادونا (رويترز)

عزل القاضية التي تسببت في بطلان المحاكمة بقضية وفاة مارادونا

عُزِلت القاضية التي تسببت في بطلان المحاكمة في قضية وفاة أسطورة كرة القدم في الأرجنتين، والعالم، دييغو أرماندو مارادونا.

«الشرق الأوسط» (لابلاتا)
يوميات الشرق جعفر جاكسون بدور عمّه في فيلم «مايكل» الذي يُعرض في أبريل المقبل (الشركة المنتجة Lionsgate)

جعفر جاكسون يعيد عمّه مايكل إلى الحياة في فيلم مثير للجدل

الفيديو الترويجي لفيلم «مايكل» حطّم أرقام المشاهدات خلال 24 ساعة، في دليل على أن شخصية مايكل جاكسون وحياته ما زالت تثير الفضول والاهتمام.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق الممثلة جنيفر أنيستون وحبيبها الجديد جيم كورتيس (إنستغرام)

جنيفر أنيستون في الـ56... الحب لا يأتي متأخراً

فاجأت الممثلة الأميركية، جنيفر أنيستون، الجمهور بإعلانها علاقة عاطفية جديدة تجمعها بجيم كورتيس. فما تفاصيل قصة الحب هذه الآتية على مشارف خريف العمر؟

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق عدد من مشاهير الموسيقى والتمثيل لا يعطون أولوية للنظافة الشخصية (رويترز – أ.ب)

إهمال النظافة الشخصية... ظاهرة عابرة للمشاهير

منهم مَن يوفّر مياه الاستحمام والمرحاض حفاظاً على البيئة، ومنهم من لا ينظّف أسنانه، بينما يقاطع آخرون مزيل التعرّق.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق يضم ألبوم تايلور سويفت الجديد 12 أغنية شخصية 5 منها عن علاقتها بخطيبها ترافيس كيلسي (إنستغرام سويفت)

داخل خزانة تايلور سويفت... فتاة الاستعراض الأولى

في ألبومها الجديد تكشف تايلور سويفت المستور كله. من تفاصيل قصتها مع خطيبها ترافيس كيلسي، إلى عداواتها الشخصية، مروراً بفصول مؤثرة من طفولتها وسنوات المدرسة.

كريستين حبيب (بيروت)

كريتي سانون تروي رحلتها من دروس شاروخان إلى شجاعة الاختيار

الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
TT

كريتي سانون تروي رحلتها من دروس شاروخان إلى شجاعة الاختيار

الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)

في واحدة من أكثر الجلسات جماهيرية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي هذا العام، حلّت الممثلة الهندية كريتي سانون في ندوة حوارية تحوّلت سريعاً من حوار تقليدي إلى عرض كامل تفاعل خلاله الجمهور بحماسة لافتة، حتى بدا المشهد وكأنه لقاء بين نجمة في ذروة تألقها وجمهور وجد فيها مزيجاً من الذكاء والعفوية والثقة.

منذ اللحظة الأولى، بدا واضحاً أن الجمهور جاء محملاً بأسئلته، فيما شجع التفاعل الجماهيري الممثلة الهندية على أن تجيب بصراحة عن كل ما يتعلق بمسيرتها، ومن بين كل أسماء الصناعة، لم يلمع في حديثها كما لمع اسم شاروخان. توقفت عند ذكره كما يتوقف شخص أمام لحظة صنعت في داخله تحولاً، وصفته بأنه «الأكثر ذكاءً وخفة ظل» ممن قابلتهم، ومثال حي على أن الفروسية والذوق الرفيع لا يزالان ممكنَين في صناعة صاخبة.

واستعادت كريتي كيف كان شاروخان ينظر إلى من يتحدث معه مباشرة، وكيف يمنح الجميع احتراماً متساوياً، حتى شعرت في بداياتها بأنها تلميذة تقع فجأة في حضرة أستاذ يعرف قواعد اللعبة من دون أن يستعرضها، ومع أن كثيرين يرون أن سانون دخلت عالم السينما من باب الجمال والأزياء، فإنها أكدت أن دراستها للهندسة لعبت دوراً في دخولها مجال الفن باعتبار أنها تعلمت منها أن كل شيء يجب أن يكون منطقياً وقائماً على أسئلة لماذا؟ وكيف؟

وأوضحت أن تحليل الأمور ومراجعتها منحتاها أدوات لم يمتلكها ممثلون آخرون، مروراً بتجارب وورشات تمثيل طويلة، فيما كانت هي تتعلم على أرض الواقع عبر طرح الأسئلة، حتى تلك التي قد يضيق منها البعض أو يعدها دليلاً على التردد.

الممثلة الهندية خلال جلستها الحوارية (مهرجان البحر الأحمر)

توقفت أيضاً في حديثها عند واحدة من أكثر محطاتها صعوبة، شخصية الروبوت «سيفرا» في فيلم «لقد وقعت في شرك كلامك»، شارحة أنها كانت لعبة توازن دقيقة بين أن تكون آلة بما يكفي ليصدّقها المشاهد، وإنسانة بما يكفي ليُصدّقها شريكها في الفيلم، مشيرة إلى أنها لم ترمش في أثناء الحوارات، وضبطت كل حركة لتكون دقيقة ومحسوبة، ورغم أنها معروفة بخفة الحركة و«العثرات الطريفة» كما وصفت نفسها، فإن أكثر ما أسعدها في الفيلم كان مشهد «الخلل» الذي ابتكرته بنفسها، لتمنح الشخصية ملمساً أكثر واقعية.

لكن اللحظة الأكثر دفئاً كانت عندما تحدثت عن الموسيقى، وعن دورها في مسيرتها؛ حيث روت كيف كانت غرف التسجيل التي تعمل فيها مع الملحّنين تشبه «متجر حلوى»، وكيف كان اللحن يُولد من جلسة ارتجال بسيطة تتحول بعد دقائق إلى أغنية جاهزة، ومع أن الجلسة كانت مليئة بالضحك واللحظات الخفيفة، فإنها لم تخفِ الجانب العميق من تجربتها، خصوصاً عندما تحدثت عن انتقالها من الإعلانات والصدفة إلى البطولة السينمائية.

وروت كيف أن فيلم «ميمي» منحها مساحة أكبر مما حصلت عليه في أي عمل سابق، وغيّر نظرتها إلى نفسها بوصفها ممثلة، مؤكدة أن ذلك العمل حرّرها من الحاجة الدائمة إلى إثبات ذاتها، وأعطاها الشجاعة لاختيار أدوار أكثر مجازفة. ومنذ ذلك الحين -كما تقول- لم تعد في سباق مع أحد، ولا تبحث عن لائحة إيرادات، بل عن أن تكون أفضل مما كانت عليه أمس.

وحين سُئلت عن فيلمها الجديد «تيري عشق مين» وعن موجة النقاشات التي أثارها على مواقع التواصل، أكدت أنها تتابع الآراء بشغف، لأن السينما تشبه اللوحة الفنية التي يراها كل شخص من زاوية مختلفة، مشيرة إلى أن الناس يتفاعلون مع قصة الفيلم، لأنهم قد عرفوا في حياتهم شخصاً مثل الممثلين.

وأكدت أن جزءاً من التفاعل يرجع إلى كون العمل يعرض الحب السام من جهة، لكنه يتيح للشخصية النسائية أن تُسمّيه وتواجهه، وهذا ما تعدّه تطوراً مهماً في كتابة الشخصيات النسائية، فلم تعد المرأة مجرد ضحية أو محبوبة مثالية، «فالمرأة المعاصرة على الشاشة يمكن أن تكون معقدة، متناقضة، واقعية، ومحبوبة رغم كل ذلك»، حسب تعبيرها.


جيسيكا ألبا تكشف عن مشروع سينمائي مع هيفاء المنصور

جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
TT

جيسيكا ألبا تكشف عن مشروع سينمائي مع هيفاء المنصور

جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)

كشفت الفنانة الأميركية جيسيكا ألبا عن ملامح مشروع سينمائي جديد يجمعها بالمخرجة السعودية هيفاء المنصور، مشيرة خلال ندوتها في «مهرجان البحر الأحمر السينمائي» إلى أن هذا التعاون لم يتشكل بين ليلة وضحاها، بل جاء نتيجة نقاشات طويلة امتدت على مدار سنوات.

وأوضحت في اللقاء الذي أقيم، الجمعة، أن الفكرة التي استقرتا عليها تدور حول قصة إنسانية عميقة تتناول علاقة ابنة بوالدها المتقدّم في العمر، ضمن سردية تقترب من تفاصيل العائلة وتحولاتها، وتسلّط الضوء على هشاشة العلاقات حين تواجه الزمن، وما يتركه ذلك من أسئلة مفتوحة حول الذاكرة والواجب العاطفي والمسؤولية المتبادلة.

وأضافت أن ما شدّها إلى المشروع ليس موضوعه فقط، بل الطريقة التي تقارب بها هيفاء المنصور هذه العلاقات الحسّاسة وتحولها إلى لغة بصرية تتسم بالهدوء والصدق، لافتة إلى أن «هذا التعاون يمثّل بالنسبة لي مرحلة جديدة في اختياراتي الفنية، خصوصاً أنني أصبحت أكثر ميلاً للأعمال التي تمنح الشخصيات النسائية مركزاً واضحاً داخل الحكاية، بعيداً عن الأنماط التقليدية التي سيطرت طويلاً على حضور المرأة في السينما التجارية».

وأشارت إلى أنها تبحث اليوم عن قصص تستطيع فيها المرأة أن تظهر بوصفها شخصية كاملة، تملك مساحتها في اتخاذ القرارات والتأثير في مسار الحكاية، وهو ما تراه في مشروعها مع المنصور، الذي وصفته بأنه «قريب من قلبها»؛ لأنه يعيد صياغة علاقة الأم والابنة من منظور مختلف.

وخلال الندوة، قدّمت ألبا قراءة موسّعة لتغيّر مسارها المهني خلال السنوات الأخيرة، فهي، كما أوضحت، لم تعد تنظر إلى التمثيل بوصفه مركز عملها الوحيد، بل بات اهتمامها الأكبر موجّهاً نحو الإنتاج وصناعة القرار داخل الكواليس.

وأكدت أن دخولها عالم الإنتاج لم يكن مجرد انتقال وظيفي، وإنما خطوة جاءت نتيجة إحساس عميق بأن القصص التي تُقدَّم على الشاشة ما زالت تعكس تمثيلاً ناقصاً للنساء وللأقليات العرقية، خصوصاً للمجتمع اللاتيني الذي تنتمي إليه.

وتحدثت ألبا عن تجربة تأسيس شركتها الإنتاجية الجديدة، معتبرة أن الهدف منها هو خلق مساحة لصناع المحتوى الذين لا يجدون غالباً فرصة لعرض رؤاهم، موضحة أن «غياب التنوّع في مواقع اتخاذ القرار داخل هوليوود جعل الكثير من القصص تُروى من زاوية واحدة، ما أدّى إلى تكريس صور نمطية ضيّقة، خصوصاً فيما يتعلّق بالجاليات اللاتينية التي غالباً ما تظهر في الأعمال ضمن أدوار مرتبطة بالعنف أو الجريمة أو الأعمال الهامشية».

وشددت على أنها تريد أن تساهم في معالجة هذا الخلل، ليس عبر الخطابات فقط، بل من خلال إنتاج أعمال تظهر فيها الشخصيات اللاتينية والعربية والنساء بصورة كاملة، إنسانية، متنوّعة، لافتة إلى أن تنوّع التجارب الحياتية هو العنصر الذي يجعل صناعة السينما أكثر ثراء، وأن غياب هذا التنوع يجعل الكثير من الكتّاب والمخرجين عاجزين عن تخيّل شخصيات خارج ما اعتادوا عليه.

وأضافت أن مهمتها اليوم، من موقعها الجديد، هي فتح المجال أمام أصوات غير مسموعة، سواء كانت نسائية أو تنتمي إلى أقليات ثقافية واجتماعية، لافتة إلى أنها تعمل على تطوير فيلم جديد مع المخرج روبرت رودريغيز، يعتمد على مزيج من الكوميديا العائلية وأجواء أفلام السرقة، مع طاقم تمثيل لاتيني بالكامل.

وأوضحت أن هذا العمل يأتي امتداداً لرغبتها في دعم المواهب اللاتينية، وفي الوقت نفسه تقديم أعمال جماهيرية لا تُختزل في سرديات العنف أو الهوامش الاجتماعية، واصفة المشروع بأنه خطوة مختلفة على مستوى بنية الحكاية؛ لأنه يجمع بين الترفيه والأسئلة العائلية، ويقدّم الشخصيات اللاتينية في إطار طبيعي وغير مصطنع.

وتوقفت جيسيكا عند مشاركتها المرتقبة في فيلم «الشجرة الزرقاء»، ويتناول علاقة أم بابنتها التي تبحث عن استقلاليتها رغم حساسية ظروفها موضحة أن ما جذبها لهذا العمل هو طبيعته الهادئة، واعتماده على بناء علاقة حميمة بين شخصيتين، بعيداً عن الصراعات المفتعلة، معتبرة أن هذا النوع من الحكايات يمثّل مرحلة أصبحت قريبة جداً منها في هذه الفترة من حياتها.


«الآثار المسترَدة»... محاولات مصرية لاستعادة التراث «المنهوب»

جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)
جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)
TT

«الآثار المسترَدة»... محاولات مصرية لاستعادة التراث «المنهوب»

جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)
جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)

في إطار الجهود المصرية المستمرة للحفاظ على التراث وحمايته واستعادة الآثار المصرية المنهوبة من الخارج وصيانتها، تعدَّدت الجهود الرسمية والأهلية والبحثية والأكاديمية للعمل على حفظ التراث واستعادة الآثار المُهرَّبة، واستضافت مكتبة الإسكندرية مؤتمراً علمياً، بالتعاون مع مؤسسة ألمانية، تناول استرداد الآثار المصرية من الخارج، وحفظ وصيانة التراث.

وركز المؤتمر على تجارب مصر في استرداد القطع الأثرية التي خرجت من البلاد بطرق غير قانونية، سواء عبر المتاحف الأجنبية أو الأسواق غير المشروعة. وشارك فيه عدد من المسؤولين والخبراء المصريين والدوليين، وتم عرض نماذج بارزة من الآثار المسترَدة حديثاً، مثل التوابيت المذهبة والقطع الخشبية النادرة، مع مناقشة الإجراءات القانونية والدبلوماسية التي اعتمدتها مصر لاستعادة هذه القطع الأثرية وحمايتها بوصفها جزءاً من التراث العالمي.

وأكد عالم الآثار المصرية، الدكتور حسين عبد البصير، أن هذه الجهود تمثل رسالةً قويةً للعالم حول أهمية حماية التراث الثقافي المصري والعربي والعالمي، وأن استعادة كل قطعة أثرية هي خطوة نحو الحفاظ على الهوية الوطنية وإعادة حق الأجيال القادمة في التراث الحضاري لمصر، والعالم العربي، والعالم.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن دور المجتمع المدني والجمعيات الأثرية مهم في دعم هذه الجهود، من خلال التوعية، والبحث العلمي، والتعاون مع المنظمات الدولية؛ لتقوية موقف مصر القانوني في مواجهة التجارة غير المشروعة بالآثار.

جانب من المؤتمر الذي ناقش الآثار المسترَدة وحفظ التراث (الشرق الأوسط)

وتحت عنوان «الاتجار بالآثار سرقة للتاريخ وطمس للهوية»، تحدَّث الدكتور شعبان الأمير، أستاذ ترميم الآثار ومواد التراث بكلية الآثار بجامعة الفيوم، وتناول التنقيب والاتجار بالآثار وتقارير اليونيسكو حول هذه العمليات، التي تُقدَّر بنحو 10 مليارات دولار سنوياً، وهي ثالث أكبر عملية تجارية بعد المخدرات والسلاح على مستوى العالم.

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «حماية التراث واجب وطني ومجتمعي، والاتجار بالآثار يعدّ سرقةً للتاريخ وطمساً ومحواً وفقداناً للهوية». وأشار إلى أن المؤتمر تناول أبحاثاً حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والهندسة، والكيمياء، والوعي المجتمعي، وغيرها من الموضوعات التي اهتمت بكيفية حماية التراث والآثار، والحد من عمليات التنقيب غير الشرعي، وعمليات التسجيل والتوثيق والفحص والتحليل تمهيداً لعمليات الترميم والصيانة والحفظ والعرض المتحفي أو بالمواقع الأثرية.

وفي ورقة بحثية بالمؤتمر، تناولت الدكتورة منى لملوم، قوة الميديا ووسائل الإعلام المختلفة في المطالبة باسترداد الآثار، مشيرة إلى الحملات التي تقوم بها وسائل الإعلام من أجل الضغط لاسترداد الآثار المُهرَّبة من مصر بطرق غير مشروعة. وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أنها «تناولت كثيراً من النماذج، منها استعادة تمثال من أميركا عام 2019 بجهود رسمية كبيرة، بالإضافة إلى قوة الإعلام، وكذلك الضغط من خلال حملات صحافية وأهلية، إلى جانب الجهود الحكومية لاستعادة آثار مصرية مهمة مثل رأس نفرتيتي من ألمانيا، وجدارية (الزودياك) أو الأبراج السماوية من متحف اللوفر، فضلاً عن استعادة حجر رشيد من المتحف البريطاني».

ولفتت د. منى إلى دور الدراما والسينما في التعامل مع الآثار والتاريخ مثل فيلم «المومياء» من إخراج شادي عبد السلام الذي لعب دوراً إيجابياً وصُنِّف من أهم 100 فيلم مصري في القرن الـ20، وهناك نماذج سلبية مثل مسلسل «كليوباترا» الذي أنتجته «نتفليكس» وقوبل بهجوم شديد لتجسيد الملكة المصرية بممثلة سوداء، و«اضطرت الشبكة إلى تغيير تصنيف الفيلم من (وثائقي) إلى (درامي) تحت ضغط (الميديا)» على حد تعبيرها.