«رئاسية مصر»: الفنانون يصوتون بكثافة

أغلبهم كشف اسم مرشحه

إلهام شاهين خلال التصويت بالسفارة المصرية في تونس (حسابها الرسمي على «فيسبوك»)
إلهام شاهين خلال التصويت بالسفارة المصرية في تونس (حسابها الرسمي على «فيسبوك»)
TT

«رئاسية مصر»: الفنانون يصوتون بكثافة

إلهام شاهين خلال التصويت بالسفارة المصرية في تونس (حسابها الرسمي على «فيسبوك»)
إلهام شاهين خلال التصويت بالسفارة المصرية في تونس (حسابها الرسمي على «فيسبوك»)

أظهر فنانون مصريون دعماً واضحاً للرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية التي أغلقت فيها صناديق الاقتراع مساء (الثلاثاء).

ودعم عدد كبير من الفنانين الرئيس السيسي منذ إعلان رغبته في خوض الانتخابات الرئاسية بختام مؤتمر «حكاية وطن» مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؛ منهم كريم عبد العزيز، وأحمد السقا، ونيللي كريم، وصلاح عبد الله، ونبيل الحلفاوي، بينما شارك آخرون في مقاطع مصورة نشرت عبر صفحة حملته الانتخابية الرسمية؛ ومنهم ياسر جلال الذي سبق أن قدم شخصية الرئيس بمسلسل «الاختيار» بجانب نهال عنبر، وعفاف شعيب، وصابرين.

«تأييد الفنانين الرئيس السيسي وإعادة انتخابه لا يختلفان عن موقف جموع أبناء الشعب المصري»، وفق رأي الفنان إيهاب فهمي وكيل نقابة المهن التمثيلية، الذي يعتبر في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن إعلان زملائه مساندتهم للرئيس يأتي نابعاً من رصدهم «لمسيرة الإنجازات التي حققها ورغبتهم في استكمالها، وهي توافق أيضاً رؤية الشعب المصري نفسه».

وتزايد دور الفنانين في الحياة السياسية منذ انتفاضة 25 يناير (كانون الثاني) 2011، بينما لعبت مشاركتهم إلى جانب المثقفين في اعتصام وزارة الثقافة إبان انتفاضة 30 يونيو (حزيران) 2013 دوراً كبيراً في الإطاحة بحكم جماعة «الإخوان المسلمين»، فيما برزت مشاركتهم بمختلف الاستحقاقات الانتخابية والاستفتاءات التي جرت منذ ذلك الحين.

لبلبة خلال تصويتها بالانتخابات في القنصلية المصرية بجدة (حسابها الرسمي على «فيسبوك»)

وحرص عدد من الفنانين على إظهار تأييدهم للرئيس في الانتخابات خلال الإدلاء بأصواتهم سواء بشكل مباشر أو غير مباشر؛ ومنهم وفاء عامر التي أكدت أنها صوتت «للي حب مصر وشالها من 2010»؛ في إشارة للرئيس عبد الفتاح السيسي، بينما أعلن فنانون آخرون تصويتهم صراحة للسيسي من بينهم نادية الجندي، ونبيلة عبيد، وليلى طاهر.

نافس الرئيس السيسي الذي حظي بدعم كبير من الفنانين بالانتخابات كل من فريد زهران رئيس «الحزب المصري الديمقراطي»، وعبد السند يمامة رئيس «حزب الوفد»، وحازم عمر رئيس حزب «الشعب الجمهوري».

وحث عدد من الفنانين المؤيدين للرئيس السيسي المواطنين على المشاركة الإيجابية بالذهاب لصناديق الاقتراع والتصويت؛ ومنهم يسرا التي عبرت في تصريحات مصورة على هامش إدلائها بصوتها (الاثنين) قناعتها بأن «الصوت الواحد يؤثر في النتيجة»، بينما دعت ليلى علوي المواطنين للتصويت من أجل «استكمال المسيرة».

إظهار الفنانين التأييد السياسي «أمر إيجابي» من وجهة نظر الناقدة الفنية ماجدة خير الله التي تقول لـ«الشرق الأوسط» إنهم مواطنون لهم الحق بالمشاركة في الاستحقاقات السياسية المختلفة، مؤكدة على أن «هذه المسألة ليست مقصورة على الفنانين المصريين فقط، لكن تمتد للنجوم العالميين».

واعتاد الفنانون المصريون الانخراط بالحياة السياسية، سواء خلال الاستحقاقات الانتخابية أو الأحداث السياسية الكبرى على غرار تبرعات أم كلثوم للمجهود الحربي بعد حرب 1967، فيما انخرط عدد منهم بالعمل السياسي مباشرة على غرار الراحل حمدي أحمد الذي انتخب نائباً بمجلس الشعب (مجلس النواب حالياً) بجانب تعيين الرؤساء لعدد من الفنانين بمجلس الشيوخ (الغرفة الثانية للبرلمان) منهم مديحة يسري، وأمينة رزق، وأخيراً يحيى الفخراني.

حسين فهمي خلال التصويت في الانتخابات (حسابه الرسمي على «فيسبوك»)

وشهدت مشاركة الفنانين بالانتخابات خلال الإدلاء بأصواتهم مفارقات عدة من بينها قيام فريق عمل مسلسل «العتاولة» لأحمد السقا وباسم سمرة وصلاح عبد الله بالتصويت في لجنة المغتربين بالإسكندرية لوجودهم بها خلال تصوير المشاهد الخارجية للمسلسل.

بينما تورطت الفنانة لبلبة بمشكلة قانونية بعد تصويتها في الانتخابات مرتين؛ الأولى مع المغتربين بالقنصلية المصرية في جدة، والثانية مع تصويتها بلجنتها الانتخابية في الدقي؛ وهي «جريمة يعاقب عليها القانون» بالحبس أو الغرامة، وفق قانون مباشرة الحقوق السياسية.

ويؤكد وكيل نقابة المهن التمثيلية حرص الفنانين على المشاركة بالاستحقاق الانتخابي «لإدراكهم أهمية هذه الانتخابات والظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة راهناً»، وهو الحرص الذي يراه موجوداً «لدى قطاع كبير من الشعب المصري الذي أقبل على المشاركة بالانتخابات».

نادية الجندي خلال إدلائها بصوتها في الانتخابات الرئاسية (حسابها الرسمي على «فيسبوك»)

لكن الناقدة ماجدة خير الله ترى أن الأهم من إظهار الفنانين لمواقفهم السياسية هو «مدى اقتناعهم بها، وأن تكون هذه المواقف بناءً على رأي شخصي مقتنعين به، لا رأي متقلب، أو يأمل من خلاله الفنان في تحقيق استفادة».


مقالات ذات صلة

الأزمة الكورية الجنوبية إلى أين... بعد فشل توقيف الرئيس المعزول؟

آسيا مواطنون يشاركون في احتجاج ضد الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول بالقرب من مقر إقامته الرسمي في سيول (رويترز)

الأزمة الكورية الجنوبية إلى أين... بعد فشل توقيف الرئيس المعزول؟

وصول وزير الخارجية الأميركي، الاثنين، إلى سيول مع تفاقم الأزمة والسيناريوهات المحتملة للدولة الحليفة الأساسية بالنسبة إلى الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (سيول)
آسيا متظاهرون مؤيدون ليون يتجمعون خارج المقر الرسمي للرئيس الكوري الجنوبي المعزول (رويترز)

انفتاح الأزمة الكورية الجنوبية على المزيد من الفصول التصعيدية

عادت الاحتجاجات الشعبية إلى الشارع والشرطة نشرت 3 آلاف من عناصرها في منطقة مكتب الرئيس تحسباً لمواجهات محتملة.

شوقي الريّس (بروكسيل )
آسيا محققون من كوريا الجنوبية ومسؤولون من «NTSB» وشركة «بوينغ» يتفقدون مكان تحطم الطائرة في مطار موان على بعد 288 كيلومتراً جنوب غربي سيول (أ.ف.ب)

«المعجزات» الاقتصادية والسياسية في آسيا على محك الاستدامة والاستقرار

تختتم سيول أسوأ سنة مرّت عليها منذ عقود، حيث تهديدات جارتها بيونغيانغ، وأزمة الحكم التي ما زالت مفتوحة على احتمالات تصعيدية يصعب جداً التكهن بخواتيمها.

شوقي الريّس (مدريد)
العالم ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)

من تنصيب ترمب إلى انتهاء حرب أوكرانيا... أهم الأحداث المتوقعة لعام 2025

هناك الكثير من الأحداث المهمة المنتظر حدوثها في 2025، بدءاً من تنصيب دونالد ترمب ومروراً بالانتخابات في أوروبا واضطراب المناخ والتوقعات بانتهاء حرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع (إ.ب.أ) play-circle 01:35

الشرع: إجراء انتخابات قد يستغرق 4 سنوات

قال قائد الإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، إن إجراء انتخابات قد يستغرق مدة تصل إلى 4 سنوات، وإن عملية كتابة الدستور قد تستغرق 3 سنوات.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

«إنسانية» الآلة تتخطى البشر... و«تطبيقات الذكاء الاصطناعي» أكثر تعاطفاً منا!

مستخدمو تطبيق قائم على الذكاء الاصطناعي قيّموا التعاطف الرقمي بدرجة أكبر من نظيره البشري (رويترز)
مستخدمو تطبيق قائم على الذكاء الاصطناعي قيّموا التعاطف الرقمي بدرجة أكبر من نظيره البشري (رويترز)
TT

«إنسانية» الآلة تتخطى البشر... و«تطبيقات الذكاء الاصطناعي» أكثر تعاطفاً منا!

مستخدمو تطبيق قائم على الذكاء الاصطناعي قيّموا التعاطف الرقمي بدرجة أكبر من نظيره البشري (رويترز)
مستخدمو تطبيق قائم على الذكاء الاصطناعي قيّموا التعاطف الرقمي بدرجة أكبر من نظيره البشري (رويترز)

يعد الكثيرون أن التعاطف هو «حجر الزاوية» في العلاج الفعال للصحة العقلية. ويتفق عدد من الخبراء على أن التعاطف يخلق مشاعر الثقة، ويقلل من المشاعر السلبية، ويعزز احترام الذات، وفق ما ذكره موقع «سيكولوجي توداي» المعني بالصحة النفسية والعقلية والعلوم السلوكية.

لكن، هل يمكن للأجهزة الرقمية أن تُظهر التعاطف؟

تتمتع تطبيقات الصحة العقلية الرقمية بلحظة اختراق حقيقية. ويُظهر الذكاء الاصطناعي أملاً كبيراً في محاكاة المحادثة البشرية. لكن هل يمكن للتعاطف الرقمي أن يتنافس مع التعاطف الإنساني؟

كجزء من مشروع مستمر، أُجري اختبار لقياس تأثير الاستجابات التي يولدها الكمبيوتر عن طريق تطبيق مُصمم حديثاً على الأفراد الذين يبحثون عن الراحة من الأفكار والمشاعر السلبية.

ووفق «سيكولوجي توداي»، فقد سعى الاختبار إلى القياس بـ«طريقة هادفة» حول ما إذا كان الناس يستفيدون بما يسمى «التعاطف الرقمي».

التعاطف الرقمي يفوق التوقعات

وباستطلاع آراء 290 من مختبري الإصدار التجريبي، الذين استخدموا التطبيق في شتاء 2023-2024، الذين طُلب منهم تقييم مستوى الدفء والتفهم الذي شعروا به مع الأصدقاء والأحباء على مقياس من 0 (ليس على الإطلاق) إلى 100 (ممتاز)، وبعد ذلك، طُلب منهم التنبؤ بمدى الدفء والتفهم الذي سيتلقونه من التطبيق، لم يُبلغ معظم مختبري الإصدار التجريبي عن الكثير من الدفء من الأصدقاء كما من التطبيق. ولعل هذا يعكس الاعتقاد السائد منذ فترة طويلة بأن التكنولوجيا هي بطبيعتها «غير شخصية» و«أقل من» الإنسان.

لكن عندما استخدم المشاركون التطبيق بعد تطويره للرد، كما لو كان في محادثة حقيقية «وجهاً لوجه»، عبّر التطبيق عن التفهم، وقدّم الدفء، واقترح العديد من الطرق الجديدة لتحدي الأفكار التي أثارت مشاعر المستخدمين السلبية.

وبمجرد أن بدأ المستخدمون في التفاعل مع التطبيق القائم على الذكاء الاصطناعي، تغيرت تصوراتهم عن «التعاطف الرقمي» بشكل كبير. وفي نهاية الاختبار التجريبي الذي دام أربعة أسابيع، قيّموا مقدار الدفء الرقمي بما يقرب من ضعفي المستوى البشري و«أعلى بكثير مما توقعوه».

قيّم المشاركون التعاطف الرقمي بمستوى أعلى من الدفء والتفاهم

وتشير هذه النتائج بقوة إلى أن التطبيق قد يكون في الواقع أفضل من البشر في التعاطف. وأشار الاختبار أيضاً إلى أنه قد لا يكون هناك حقاً أي شيء فريد أو خاص بشأن التعاطف الإنساني.

لقد تحسن مستخدمو التطبيق بشكل كبير وسريع، وأبلغوا عن انخفاض بنسبة 50-60 في المائة في جميع المشاعر السلبية بعد ثلاثة أيام من استخدام التطبيق، واستمر هذا التحسن طوال مدة الاختبار التجريبي وفي فترة المتابعة لمدة خمسة أسابيع.

أبلغ المستخدمون عن تحسن كبير في المشاعر السلبية بعد استخدام التطبيق القائم على الذكاء الاصطناعي

وأكد الاختبار أن الأجهزة الرقمية «يمكنها القيام بعمل رائع في التعاطف». بالإضافة إلى ذلك، أكد أن «التغيرات السريعة والدراماتيكية في مجموعة واسعة من المشاعر السلبية» أمر ممكن لدى معظم المستخدمين.

ومع التقدم في الذكاء الاصطناعي وتقنيات العلاج الجديدة، يمكن الآن التطلع إلى تطبيقات قابلة للتطوير وأكثر قوة في المستقبل القريب.