أظهر فنانون مصريون دعماً واضحاً للرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية التي أغلقت فيها صناديق الاقتراع مساء (الثلاثاء).
ودعم عدد كبير من الفنانين الرئيس السيسي منذ إعلان رغبته في خوض الانتخابات الرئاسية بختام مؤتمر «حكاية وطن» مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؛ منهم كريم عبد العزيز، وأحمد السقا، ونيللي كريم، وصلاح عبد الله، ونبيل الحلفاوي، بينما شارك آخرون في مقاطع مصورة نشرت عبر صفحة حملته الانتخابية الرسمية؛ ومنهم ياسر جلال الذي سبق أن قدم شخصية الرئيس بمسلسل «الاختيار» بجانب نهال عنبر، وعفاف شعيب، وصابرين.
«تأييد الفنانين الرئيس السيسي وإعادة انتخابه لا يختلفان عن موقف جموع أبناء الشعب المصري»، وفق رأي الفنان إيهاب فهمي وكيل نقابة المهن التمثيلية، الذي يعتبر في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن إعلان زملائه مساندتهم للرئيس يأتي نابعاً من رصدهم «لمسيرة الإنجازات التي حققها ورغبتهم في استكمالها، وهي توافق أيضاً رؤية الشعب المصري نفسه».
وتزايد دور الفنانين في الحياة السياسية منذ انتفاضة 25 يناير (كانون الثاني) 2011، بينما لعبت مشاركتهم إلى جانب المثقفين في اعتصام وزارة الثقافة إبان انتفاضة 30 يونيو (حزيران) 2013 دوراً كبيراً في الإطاحة بحكم جماعة «الإخوان المسلمين»، فيما برزت مشاركتهم بمختلف الاستحقاقات الانتخابية والاستفتاءات التي جرت منذ ذلك الحين.
وحرص عدد من الفنانين على إظهار تأييدهم للرئيس في الانتخابات خلال الإدلاء بأصواتهم سواء بشكل مباشر أو غير مباشر؛ ومنهم وفاء عامر التي أكدت أنها صوتت «للي حب مصر وشالها من 2010»؛ في إشارة للرئيس عبد الفتاح السيسي، بينما أعلن فنانون آخرون تصويتهم صراحة للسيسي من بينهم نادية الجندي، ونبيلة عبيد، وليلى طاهر.
نافس الرئيس السيسي الذي حظي بدعم كبير من الفنانين بالانتخابات كل من فريد زهران رئيس «الحزب المصري الديمقراطي»، وعبد السند يمامة رئيس «حزب الوفد»، وحازم عمر رئيس حزب «الشعب الجمهوري».
وحث عدد من الفنانين المؤيدين للرئيس السيسي المواطنين على المشاركة الإيجابية بالذهاب لصناديق الاقتراع والتصويت؛ ومنهم يسرا التي عبرت في تصريحات مصورة على هامش إدلائها بصوتها (الاثنين) قناعتها بأن «الصوت الواحد يؤثر في النتيجة»، بينما دعت ليلى علوي المواطنين للتصويت من أجل «استكمال المسيرة».
إظهار الفنانين التأييد السياسي «أمر إيجابي» من وجهة نظر الناقدة الفنية ماجدة خير الله التي تقول لـ«الشرق الأوسط» إنهم مواطنون لهم الحق بالمشاركة في الاستحقاقات السياسية المختلفة، مؤكدة على أن «هذه المسألة ليست مقصورة على الفنانين المصريين فقط، لكن تمتد للنجوم العالميين».
واعتاد الفنانون المصريون الانخراط بالحياة السياسية، سواء خلال الاستحقاقات الانتخابية أو الأحداث السياسية الكبرى على غرار تبرعات أم كلثوم للمجهود الحربي بعد حرب 1967، فيما انخرط عدد منهم بالعمل السياسي مباشرة على غرار الراحل حمدي أحمد الذي انتخب نائباً بمجلس الشعب (مجلس النواب حالياً) بجانب تعيين الرؤساء لعدد من الفنانين بمجلس الشيوخ (الغرفة الثانية للبرلمان) منهم مديحة يسري، وأمينة رزق، وأخيراً يحيى الفخراني.
وشهدت مشاركة الفنانين بالانتخابات خلال الإدلاء بأصواتهم مفارقات عدة من بينها قيام فريق عمل مسلسل «العتاولة» لأحمد السقا وباسم سمرة وصلاح عبد الله بالتصويت في لجنة المغتربين بالإسكندرية لوجودهم بها خلال تصوير المشاهد الخارجية للمسلسل.
#العتاولة إتجمعوا في حب مصر...وقفوا التصوير وذهبوا للمشاركة في الإنتخابات#تحيا_مصر من قلب #عروس_البحر #الانتخابات_الرئاسية pic.twitter.com/B4IbhubTEl
— salah abdallah صلاح عبدالله (@SalahAbdallah) December 12, 2023
بينما تورطت الفنانة لبلبة بمشكلة قانونية بعد تصويتها في الانتخابات مرتين؛ الأولى مع المغتربين بالقنصلية المصرية في جدة، والثانية مع تصويتها بلجنتها الانتخابية في الدقي؛ وهي «جريمة يعاقب عليها القانون» بالحبس أو الغرامة، وفق قانون مباشرة الحقوق السياسية.
ويؤكد وكيل نقابة المهن التمثيلية حرص الفنانين على المشاركة بالاستحقاق الانتخابي «لإدراكهم أهمية هذه الانتخابات والظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة راهناً»، وهو الحرص الذي يراه موجوداً «لدى قطاع كبير من الشعب المصري الذي أقبل على المشاركة بالانتخابات».
لكن الناقدة ماجدة خير الله ترى أن الأهم من إظهار الفنانين لمواقفهم السياسية هو «مدى اقتناعهم بها، وأن تكون هذه المواقف بناءً على رأي شخصي مقتنعين به، لا رأي متقلب، أو يأمل من خلاله الفنان في تحقيق استفادة».