عرض «انتصار الشباب» و«عفريت مراتي» بعد ترميمهما في «البحر الأحمر»

عبر تعاون بين إدارة المهرجان ومدينة الإنتاج الإعلامي المصرية

شادية وصلاح ذو الفقار في فيلم «عفريت مراتي» (أرشيفة)
شادية وصلاح ذو الفقار في فيلم «عفريت مراتي» (أرشيفة)
TT

عرض «انتصار الشباب» و«عفريت مراتي» بعد ترميمهما في «البحر الأحمر»

شادية وصلاح ذو الفقار في فيلم «عفريت مراتي» (أرشيفة)
شادية وصلاح ذو الفقار في فيلم «عفريت مراتي» (أرشيفة)

أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدّولي أمس الخميس، عرض فيلمين من كلاسيكيات السينما المصرية هما «انتصار الشباب» و«عفريت مراتي» بعد ترميمهما، خلال دورة المهرجان الثالثة المقرر إقامتها في الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) إلى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين.

ويتضمن المهرجان برنامج «كنوز البحر الأحمر» الذي يعرض سبعة أفلام، من«روائع الأفلام الكلاسيكية» التي «ألهمت أجيالاً من صناع السينما»، حسب بيان أصدره المهرجان. وكشف البيان عن اتفاقية تعاون بين المهرجان والشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي أثمرت ترميم اثنين من الأفلام الكلاسيكية الشهيرة، لنجوم تركوا بصمة في عالمي السينما والموسيقى.

وذكر أنطوان خليفة، مدير البرنامج العربي والكلاسيكي في المهرجان، أن هذه الخطوة تأتي بعد النجاح الكبير الذي تحقق السنة الماضية في ترميم فيلمين من كلاسيكيات السينما العربية هما «خلّي بالك من زوزو» و«غرام في الكرنك».

شادية وهالة فاخر خلال مشهد من فيلم «عفريت مراتي» (أرشيفية)

وأوضح هاني أبو الحسن، المستشار الفني لرئيس مدينة الإنتاج الإعلامي، أن البروتوكول الذي وقعته المدينة مع مهرجان البحر الأحمر «يعطي الأولوية لترميم الأفلام التي يختارها المهرجان»، مضيفاً في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن مركز الترميم في المدينة «لديه أحدث الأجهزة في العالم لترميم الأفلام 35 و16 مللي و(Wet Gate) إذ تبدو النسخة المرممة وكأن الفيلم صُوّر حديثاً».

وأرجع المدة التي يستغرقها ترميم الفيلم إلى مدى جودة النيغاتيف، مشيراً إلى أن الأمر قد يستغرق أسبوعاً واحداً، وقد يستغرق عدة أشهر إذا لم يكن النيغاتيف بحالة جيدة.

ولفت أبو الحسن إلى أن «معمل مدينة الإنتاج هو الوحيد من نوعه في الشرق الأوسط»، وأن منظمة «اليونيسكو تسعى لتحويله إلى مركز عالمي ليكون ذا طبيعة دولية» حسب كلامه.

لقطة من فيلم «انتصار الشباب» (إدارة مهرجان البحر الأحمر)

وأثنى أشرف غريب، الناقد الفني المصري، على سعي مهرجان البحر الأحمر لترميم الأفلام القديمة، مؤكداً أن هذا التوجه يستحق التقدير، موضحاً في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن المهرجان احتفى العام الماضي بخمسينية إنتاج فيلم «خلّي بالك من زوزو» بعد ترميمه وكذلك فيلم «غرام في الكرنك» وكانا نموذجين للأفلام الاستعراضية. وأشار غريب إلى أن المهرجان يختار العام الحالي ترميم فيلم «عفريت مراتي» بعد 55 عاماً من إنتاجه «بصفته واحداً من الأفلام الكوميدية المهمة»، كما أن اختيار فيلم «انتصار الشباب» يأتي لكونه «الفيلم الأول في مشوار فريد الأطرش، والوحيد الذي جمعه بشقيقته أسمهان»، ويعود إنتاجه لعام 1941 ويشارك بالتمثيل فيه إلى جانب فريد وأسمهان كل من أنور وجدي، وماري منيب، وعبد السلام النابلسي، وبشارة واكيم، وكتب السيناريو وأخرجه أحمد بدرخان.

ويلامس الفيلم جانباً من رحلة فريد وأسمهان، وسفرهما من الشام إلى مصر، حيث يعثران على عمل بأحد الملاهي إلا أنهما يُطردان، غير أن الظروف تبتسم لهما، ويتمكن البطل من تقديم الأوبريت الذي كان يحلم به، ويعد أوبريت «ليلة في الأندلس» الذي قدمه الفيلم والمقتبس عن أوبرا «حلاق أشبيلية» هو أول أوبريت غنائي في السينما المصرية.

لقطة من فيلم «عفريت مراتي» (مهرجان البحر الأحمر)

فيما يعود إنتاج فيلم «عفريت مراتي» لعام 1968 وهو من بطولة شادية، وصلاح ذو الفقار، وعماد حمدي، وآمال زايد، وهالة فاخر. ويُعد من الأفلام الأولى التي شارك فيها الفنان عادل إمام، وهو من إخراج فطين عبد الوهاب، وتدور أحداثه حول زوجة تعاني من الوحدة لانشغال زوجها بعمله، فتنصرف إلى مشاهدة الأفلام في السينما المجاورة لمنزلها، وتتقمص الشخصيات التي تشاهدها، الأمر الذي يوقع زوجها في مشاكل عديدة. واختير الفيلم ضمن قائمة أفضل مائة فيلم كوميدي في الاستفتاء الذي نظمه مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط العام الماضي.


مقالات ذات صلة

مصر تعوّل على الربط الكهربائي مع السعودية لـ«استدامة التيار»

شمال افريقيا وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال لقاء وزير الكهرباء المصري محمود عصمت بالرياض (الكهرباء المصرية)

مصر تعوّل على الربط الكهربائي مع السعودية لـ«استدامة التيار»

تعوّل مصر على بدء تشغيل مشروع «الربط الكهربائي» مع المملكة العربية السعودية مطلع الصيف المقبل.

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا وزير الري المصري خلال محادثات مع المسؤولة الأوروبية في القاهرة (مجلس الوزراء المصري)

تعاون مصري - أوروبي لمواجهة التحديات المائية

في إطار الجهود المصرية لتعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي لمواجهة التحديات المائية. جددت القاهرة تأكيدها على «الفجوة بين الموارد والاحتياجات المائية».

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق من لوحات معرض «المسافر» للفنان وائل نور (الشرق الأوسط)

«المسافر»... رؤية المصري وائل نور التشكيلية لفلسفة الترحال

لا يتيح السفر مَشاهد وأصواتاً وثقافات جديدة للفنانين فحسب، وإنما يوفّر أيضاً لحظات من التأمّل والعزلة، وثروة من اللحظات ما بين عظمة الطبيعة والتفاعل بين البشر.

نادية عبد الحليم (القاهرة )
شمال افريقيا جانب من أعمال القمة الحادية عشرة لمجموعة الثماني النامية للتعاون الاقتصادي في القاهرة (الرئاسة المصرية)

آلية عمل وتشكيل منظمة «الثماني النامية»

استضافت مصر القمة الحادية عشرة لمجموعة الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، الخميس، وهي منظمة دولية تأسست عام 1997 في إسطنبول بتركيا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا فرضت تطورات الأحداث الإقليمية نفسها على أجندة ومناقشات قادة المجموعة في القاهرة (الرئاسة المصرية)

قمة «الثماني النامية» بمصر تدعو لوقف النار في غزة و«حل سياسي» بسوريا

أكدت قمة مجموعة «الثماني النامية» للتعاون الاقتصادي ضرورة «الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة».

أحمد إمبابي (القاهرة )

«الأقصر للسينما الأفريقية» يحمل اسم نور الشريف ويكرّم خالد النبوي

صورة تذكارية لفريق عمل المهرجان بعد المؤتمر الصحافي (إدارة المهرجان)
صورة تذكارية لفريق عمل المهرجان بعد المؤتمر الصحافي (إدارة المهرجان)
TT

«الأقصر للسينما الأفريقية» يحمل اسم نور الشريف ويكرّم خالد النبوي

صورة تذكارية لفريق عمل المهرجان بعد المؤتمر الصحافي (إدارة المهرجان)
صورة تذكارية لفريق عمل المهرجان بعد المؤتمر الصحافي (إدارة المهرجان)

أعلنت إدارة مهرجان «الأقصر للسينما الأفريقية»، الجمعة، عن تفاصيل الدورة الرابعة عشرة من المهرجان، التي تحمل اسم الفنان الراحل نور الشريف، وتحتفي بمئوية الممثل المصري شكري سرحان، ومن المقرر أن تقام خلال الفترة من 9 إلى 14 يناير (كانون الثاني) في مدينة الأقصر بصعيد مصر، بمشاركة 35 دولة، وعرض أكثر من 65 فيلماً.

وقال مؤسس ورئيس المهرجان، السيناريست سيد فؤاد، إن الدورات السابقة شهدت عدداً من الصعوبات، مع تمسك فريق العمل بإقامة المهرجان بفعالياته المختلفة، الأمر الذي لم يكن ممكناً من دون دعم عدد من الجهات والمسؤولين.

وأوضح أن «الدورة الجديدة تشهد عدداً من الشراكات، سواء مع مؤسسات إعلامية أو مع جهات عدة، دعّمت فكرة إقامة الورش للمجتمع المحلي الذي يقام فيه المهرجان»، معلناً عن «تنظيم عدد من الورش المعنية بالسينما خلال الفعاليات».

ويُقيم المهرجان 14 ورشة متنوعة ما بين النقد السينمائي، والتمثيل، والإخراج، بجانب ورش رسم للأطفال ومسرح العرائس وسينما الأطفال، ويتناوب على تقديمها عدد من صناع السينما، منهم الناقد رامي عبد الرازق، والمخرج خالد الحجر، والمنتج معتز عبد الوهاب، إضافة إلى عدد من السينمائيين الأكاديميين، منهم الدكتور منى الصبان.

نور الشريف وزوجته بوسي (صفحة ابنتهما مي بـ«إنستغرام»)

ويُكرم المهرجان في دورته الجديدة كلاً من الممثل المصري خالد النبوي، والمخرج المصري مجدي أحمد علي، بجانب الممثل التونسي أحمد الحفيان، والممثلة والمخرجة الغانية أكوسوا بوسيا، والمخرج السنغالي موسى أبسا، في حين يصدر المهرجان عدة كتب، من بينها «رائدة السينما الأفريقية» عن المخرجة السنغالية الراحلة صافي فاي، وكتاب «نور الشريف... قراءة في مشوار الأستاذ»، بجانب كتاب «ابن النيل» عن الفنان شكري سرحان، وكتاب «سقف جديد للإبداع» عن الممثل المصري خالد النبوي، الذي يعرض المهرجان 4 أفلام له بمناسبة تكريمه، هي «المواطن»، و«الديلر»، و«المهاجر» و«يوم وليلة».

وتشهد مسابقة الفيلم الطويل بالمهرجان عرض 11 فيلماً، من بينها فيلمان مصريان هما «الهوي سلطان»، للمخرجة هبة يسري، و«لأول مرة»، للمخرج جون إكرام، مع مشاركة عربية من تونس لفيلم «عصفور جنة»، للمخرج مراد بالشيخ، ومن الجزائر للمخرج عبد النور زحزح بفيلمه «الحكايات الحقيقية لمستشفى بليدا جوينفيل للأمراض النفسية».

وتتكون لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الطويل من المخرج السنغالي موسي سيني أبسا رئيساً، وعضوية كل من المخرج السوداني إبراهيم شداد، والسيناريست المصري تامر حبيب، والمخرجة الجزائرية صوفيا دجاما، والممثلة الغانية أكوسوا بوسيا.

أما لجنة تحكيم مسابقة الفيلم القصير، فضمت كلاً من الروائي والسيناريست المصري أحمد مراد رئيساً، وعضوية كل من الناقد المغربي عبد الكريم أوكريم، والناقد السنغالي نجيب ساجنا، والمخرجة الجنوب أفريقية أندريا فوجس، والمخرج والسيناريست السوداني أمجد أبو العلا.

لقطة تذكارية تجمع الحضور (إدارة المهرجان)

ويدشن المهرجان في دورته الجديدة «ملتقى مستقبل المهرجانات السينمائية في عصر الرقمنة» على مدار يومين، الذي يهدف لتوفير منصة تعاونية تجمع صانعي الأفلام مع منظمي المهرجانات، والقنوات التلفزيونية، والمنتجين، وخبراء الصناعة لمناقشة كيفية تعزيز التكنولوجيا الرقمية لتطوير صناعة الأفلام الأفريقية وزيادة ظهورها على الساحة العالمية.

وعدّت الناقدة المصرية فايزة هنداوي أن المهرجان من أهم الفعاليات الثقافية والفنية التي تقام في مصر، خصوصاً مع تسليطه الضوء على السينما الأفريقية بصورة مركزة ولا تتوافر في أي فعالية سينمائية أخرى، الأمر الذي يجعله حدثاً فنياً يستحق، ليس فقط الإشادة ولكن أيضاً الدعم، لكونه يقدم فرصة للاطلاع على السينما الأفريقية.

وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أن «المهرجان يعكس تطبيقاً عملياً لفلسفة القوى الناعمة، بالتواصل مع أفريقيا سينمائياً، واستعراض أبرز التجارب السينمائية فيها، إضافة إلى عدد من المشاركات المتميزة، والتنسيق والتفاعل مع صناع السينما الأفريقية، الأمر الذي يحظى باهتمام حقيقي من القائمين على المهرجان، ويزداد عاماً بعد الآخر».