ألقت قوات مكافحة الإرهاب في تركيا القبض على 48 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، بينهم 30 عنصراً على صلة بمنفذ الهجوم على كنيسة «سانتا ماريا» الكاثوليكية في إسطنبول في 28 يناير (كانون الثاني) الماضي. كما تم القبض على 18 من عناصر التنظيم الإرهابي في العاصمة التركية أنقرة.
وقال وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، عبر حسابه في «إكس»، السبت، إنه «نتيجة للتحريات والدراسات التي قامت بها أجهزة الأمن وشعبة مكافحة الإرهاب حول نشاط خلايا (داعش)، تم القبض على 48 مشتبهاً، 30 منهم احتجزوا في إسطنبول وهم على صلة بالمسلحين اللذين هاجما كنيسة سانتا ماريا في إسطنبول ومناطق الصراع (في سوريا والعراق)».
.
وأضاف أنه تم القبض على 18 شخصاً آخرين في أنقرة يشتبه بانتمائهم إلى التنظيم الإرهابي. وشدد على أنه لن يتم التسامح مع أي أعمال إرهابية، وأن الكفاح من أجل السلام والوحدة والتضامن في البلاد سوف يستمر بكل عزيمة وبجهود متفوقة من جانب قوات الأمن.
هجوم «سانتا ماريا»
وكانت محكمة تركية قررت، في فبراير (شباط) الماضي، حبس 25 متهماً، والإفراج المشروط عن 9 آخرين تورّطوا في الهجوم المسلّح على كنيسة «سانتا ماريا» بمنطقة سارير في إسطنبول، الذي نفذه الداعشيان: الطاجيكي أميرجون خليكوف، والروسي ديفيد تانديف، اللذان وُجّهت إليهما تهمتا: «الانتماء إلى منظمة إرهابية»، و«القتل العمد»، وذلك من بين 60 مشتبهاً من الروس والطاجيك، جرى القبض عليهم لعلاقتهم بالهجوم، وأحيل 26 منهم إلى مراكز الترحيل خارج البلاد.
وألقت قوات الأمن التركية القبض على 147 من عناصر «داعش» في إطار التحقيقات، كما تم ضبط 17 من عناصر ما يعرف بـ«ولاية خراسان» التابعة لـ«داعش»، بعد تحديد هويتهم بواسطة المخابرات التركية وشعبة مكافحة الإرهاب في مديرية أمن إسطنبول، وجرى التأكد من صلتهم بالهجوم المسلح على الكنيسة والتخطيط لإقامة كيان لتدريب ونشر مسلحي «داعش» في دول الشرق الأوسط.
فرض تأشيرة على الطاجيك
وفي سياق متصل، نشرت الجريدة الرسمية في تركيا، السبت، مرسوماً رئاسياً موقعاً من الرئيس رجب طيب إردوغان يقضي بمنع بإلغاء نظام إعفاء دخول مواطني طاجيكستان إلى تركيا دون تأشيرة. وجاء في المرسوم أنه «تم اتخاذ قرار بإلغاء نظام الإعفاء من التأشيرة لمواطني طاجيكستان الذين يدخلون تركيا باستخدام جواز سفر عام». ولم يتضمن المرسوم أسباباً للقرار.
وكانت تقارير تداولتها وسائل إعلام تركية كشفت عن أن اثنين من منفذي هجوم «كروكوس» الإرهابي، الذي وقع في روسيا مؤخراً، زارا إسطنبول في الفترة من يناير إلى مارس (آذار) الماضيين، وأقاما في فنادق، لكن لا يزال من غير المعروف ما الذي فعلاه قبل أيام من مغادرتهما.
وأعلن تنظيم «داعش»، الذي صنّفته تركيا تنظيماً إرهابياً منذ عام 2013 والمسؤول أو المنسوب إليه مقتل أكثر من 300 شخص في هجمات بتركيا بين عامي 2015 و2017، مسؤوليته عن الهجوم على الكنيسة، وقال عبر قناة على «تلغرام»، إن الهجوم جاء «استجابة لدعوة قادة التنظيم لاستهداف اليهود والمسيحيين».
وكان الهجوم على الكنيسة هو الأول لـ«داعش» بعد آخر هجوم له نفذه الداعشي الأوزبكي عبد القادر مشاريبوف، المكنى «أبو محمد الخراساني»، في نادي «رينا» الليلي في إسطنبول ليلة رأس السنة عام 2017 ما أدى إلى مقتل 39 شخصاً وإصابة 79 آخرين.
ومنذ ذلك الوقت تنفذ أجهزة الأمن التركية حملات متواصلة على خلايا وعناصر التنظيم أسفرت عن القبض على آلاف منهم، فضلاً عن ترحيل ما يقرب من 3 آلاف، ومنع دخول أكثر من 5 آلاف إلى البلاد.