التدرب على جراحة القلب عبر الواقع المعزز

كتدريب الطيارين افتراضياً

يطمح الباحثون إلى إتقان «Heart» وهو نموذج قلب ثلاثي الأبعاد شامل يكرر بدقة بنية القلب متعددة الأوجه (شاترستوك)
يطمح الباحثون إلى إتقان «Heart» وهو نموذج قلب ثلاثي الأبعاد شامل يكرر بدقة بنية القلب متعددة الأوجه (شاترستوك)
TT

التدرب على جراحة القلب عبر الواقع المعزز

يطمح الباحثون إلى إتقان «Heart» وهو نموذج قلب ثلاثي الأبعاد شامل يكرر بدقة بنية القلب متعددة الأوجه (شاترستوك)
يطمح الباحثون إلى إتقان «Heart» وهو نموذج قلب ثلاثي الأبعاد شامل يكرر بدقة بنية القلب متعددة الأوجه (شاترستوك)

مع تطور التكنولوجيا الطبية، شهدت علاجات القلب تحولاً كبيراً نحو إجراءات أقل جراحة، حيث لطالما تطلبت العمليات التقليدية جراحة القلب المفتوح.

لكن اليوم، وكما بات معروفاً، يمكن إجراء العمليات عبر إدخال أنبوب صغير يعرف باسم القسطرة في الأوعية الدموية يشق طريقه إلى غرف القلب.

يعد هذا النهج أقل تعقيداً وخطورة، ولكنه يتطلب تدريباً طبياً مكثفاً.

تم تصميم هذه المنصة للتدريب بالطريقة نفسها التي تُستخدم بها أجهزة محاكاة الطيران لتدريب الطيارين (جامعة EPFL)

خطوة ثورية

إنه مشروع «HEARTS» (نظام تدريب الواقع المعزز للقلب)، وهو جهد تعاوني من قبل باحثين من مختبر رؤية الكمبيوتر التابع لجامعة (EPFL) السويسرية وأطباء من مركز التصوير بالرنين المغناطيسي التداخلي بمستشفى لوزان الجامعي، والشركة السويسرية «ADIS».

اجتمع هؤلاء لهدف واحد وهو تطوير نظام تدريب الواقع المعزز للعاملين في المجال الطبي، وتمكينهم من التدرب على نماذج افتراضية ثلاثية الأبعاد تحاكي قلب المريض الحقيقي.

الهدف هو ابتكار جهاز محاكاة للتدخل القلبي يسمح للمتدربين بإدخال قسطرة حقيقية في «صندوق فارغ» (شاترستوك)

ابتكار جهاز محاكاة للتدخل القلبي

تهدف الشركة السويسرية «ADIS» إلى ابتكار جهاز محاكاة للتدخل القلبي يسمح للمتدربين بإدخال قسطرة حقيقية في «صندوق فارغ» مراقب بكاميرات في عملية تحاكي قلب المريض، لكن افتراضياً.

وباستخدام الكاميرات المتطورة، يتم نقل حركة القسطرة إلى نموذج قلب ثلاثي الأبعاد، ما يضمن حصول المتدرب على الخبرة الكافية دون تعريض مريض حقيقي للخطر.

وأوضح البروفسور باسكال فوا، رئيس مختبر الرؤية الحاسوبية في جامعة (EPFL)، أن جهد الباحثين ينصب على إتقان «ImHeart»، وهو نموذج قلب ثلاثي الأبعاد شامل يكرر بدقة بِنية القلب بغرفه الأربع المنفصلة وبشكل صحيح. وأضاف أن الهدف هو أتمتة إنتاج نماذج القلب الكاملة، بما في ذلك الندبات وقنوات التوصيل.

مشروع «HEARTS» يمكن من التدرب على نماذج افتراضية ثلاثية الأبعاد تحاكي قلب المريض الحقيقي (شاترستوك)

مزيد من التفاؤل

HEARTS هي بمثابة أداة تدريب تشبه أجهزة محاكاة الطيران، مما يقلل بشكل كبير من المخاطر وتكاليف التدريب.

علاوة على ذلك، إنها تساعد في التخطيط الدقيق ومحاكاة العمليات الحقيقية، وهذا جانب أساسي لمرضى احتشاء عضلة القلب الذين يحتاجون إلى استراتيجيات معقدة قبل العملية.

تعكس منصة «HEARTS» إمكانات الجمع بين الطب والتكنولوجيا المتقدمة، حيث إنها لا يقدم تجربة تدريب فريدة للأطباء الناشئين فحسب، بل توفر أيضاً حلاً متطوراً لتخطيط وتنفيذ التدخلات القلبية المعقدة، ما يضمن سلامة المرضى ودقة الطبيب.


مقالات ذات صلة

بين تهديدها للعمالة وفوائدها الاقتصادية... الروبوتات تقتحم مجالات أوسع في حياتنا اليومية

تكنولوجيا روبوت يصافح أحد حضور معرض لاس فيغاس للتكنولوجيا (أ.ب)

بين تهديدها للعمالة وفوائدها الاقتصادية... الروبوتات تقتحم مجالات أوسع في حياتنا اليومية

كانت الروبوتات تقتصر إلى حد كبير حتى الآن على القطاع الصناعي، لكنها اليوم تهمّ بدخول حياة الناس، حسب المشاركين في معرض لاس فيغاس للتكنولوجيا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد شعارات شركات تكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي تظهر من خلال عدسة مكبرة (رويترز)

ألمانيا تطالب أوروبا بزيادة الضرائب على شركات التكنولوجيا الأميركية

قال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك إنه حال نشوب نزاع بشأن الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة تحت حكم الرئيس دونالد ترمب، سيتعين على أوروبا الرد «بقوة».

«الشرق الأوسط» (برلين)
تكنولوجيا تتناول دراسة جامعة إلينوي ثلاث تقنيات ناشئة يمكن أن تُحدث تحولاً في صناعة الأغذية (أدوبي)

ثورة في تجفيف الأغذية باستخدام الذكاء الاصطناعي والمستشعرات البصرية

تركّز الدراسة على ثلاثة أنظمة استشعار بصرية لتحسين جودة الأغذية المجففة.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا من غير المتوقع ظهور التحديث التالي لأجهزة «Surface Pro» و«JSurface Laptop» الموجهة للمستهلكين قبل نهاية العام (أدوبي)

«مايكروسوفت» تستعد لإعلان مهم لسلسلة «Surface» نهاية يناير

تم الكشف عن هذه الأخبار من خلال حساب «سيرفس» (Surface) الرسمي على «لينكد إن».

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا استقطبت دورة هذا العام أكثر من 100 ألف مشارك وشركة عارضة في مدينة لاس فيغاس (CES)

اختتام معرض «CES» بابتكارات تعكس توجه مستقبل التكنولوجيا الاستهلاكية

في لاس فيغاس كمبيوترات قابلة للطي، وشاشات فائقة السطوع، وساعات اللياقة الذكية وأجهزة للعرض المنزلي وغيرها.

نسيم رمضان (لندن)

بين تهديدها للعمالة وفوائدها الاقتصادية... الروبوتات تقتحم مجالات أوسع في حياتنا اليومية

روبوت يصافح أحد حضور معرض لاس فيغاس للتكنولوجيا (أ.ب)
روبوت يصافح أحد حضور معرض لاس فيغاس للتكنولوجيا (أ.ب)
TT

بين تهديدها للعمالة وفوائدها الاقتصادية... الروبوتات تقتحم مجالات أوسع في حياتنا اليومية

روبوت يصافح أحد حضور معرض لاس فيغاس للتكنولوجيا (أ.ب)
روبوت يصافح أحد حضور معرض لاس فيغاس للتكنولوجيا (أ.ب)

كانت الروبوتات تقتصر إلى حد كبير حتى الآن على القطاع الصناعي، لكنها اليوم تهمّ بدخول حياة الناس، حسب المشاركين في معرض لاس فيغاس للتكنولوجيا.

وقال مارك ثيرمان، كبير مسؤولي الاستراتيجية في شركة الروبوتات العملاقة «بوسطن ديناميكس»، خلال حلقة حوارية، إن التقدم التكنولوجي وانخفاض التكلفة الإفرادية لهذه المنتجات «سيمهدان على الأرجح الطريق أمام روبوتات المرافقة بحلول نهاية العقد الحالي».

وتوضح كريس غاردنر، نائبة رئيس جمعية المتقاعدين الأميركية (AARP)، وهي جهة نافذة نظمت هذه الحلقة الحوارية، أن «الأفراد سيمتلكون روبوتات شبيهة بالبشر قادرة على فعل كل شيء، بالطريقة نفسها التي يمتلكون بها سيارة».

في لاس فيغاس، قدمت شركة «أوبن درويدز» (OpenDroids) الناشئة في سان فرانسيسكو جهاز «آر 2 دي 3»، الذي استوحي اسمه من «آر 2-دي 2» في أفلام «حرب النجوم»، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

روبوت «آر 2 دي 3» من شركة «أوبن درويدز» (أرشيفية)

هذا الروبوت، الذي يُتوقع بيعه بمبلغ 60 ألف دولار بمجرد دخوله مرحلة الإنتاج على نطاق واسع، قادر على أداء مجموعة واسعة من الأعمال المنزلية.

ويجري بالفعل اختبار هذا النظام في مراكز إعادة التأهيل لتخفيف العبء عن الموظفين المرتبط بالمهام المتكررة.

كما لفتت الانتباه نماذج أخرى لا تتمتع بالمظهر البشري مثل «آر 2 دي 3»، ولا سيما الجيل الجديد من المكانس الكهربائية المستقلة، التي أصبحت الآن مجهزة بذراع ميكانيكية للقيام بمهام تتخطى مجرد إزالة الغبار.

«اضطرابات مجتمعية»

ويقول تقرير صادر عن جمعية رواد الأعمال «Abundance360» إن التقديرات المرتبطة بالبعد المركزي الذي سيشغله الروبوت في السنوات المقبلة «مخففة إلى حد كبير».

أحد الروبوتات في معرض لاس فيغاس للتكنولوجيا (أ.ب)

ويشير التقرير إلى أن الاستخدام الواسع النطاق للروبوتات يمكن أن يبشر بـ«عصر من الوفرة غير المسبوقة»، وذلك من خلال خفض التكاليف والسماح للبشر «بالتركيز على الأنشطة الإبداعية والممتعة».

مع ذلك، تعترف جمعية «Abundance360» بأن العديد من القطاعات من المتوقع أن تمر بمرحلة من انكماش العمالة بسبب التحول إلى الروبوتات، مشيرة على وجه الخصوص إلى الصناعة والزراعة والجراحة.

وقال التقرير: «إن السرعة التي يتقدم بها الذكاء الاصطناعي التوليدي وتطوير الروبوتات الشبيهة بالبشر، إلى جانب الافتقار إلى النقاش حول هذا الموضوع، عوامل تنذر باضطرابات في سوق العمل واضطرابات مجتمعية».

وقد لفت الملف الأخير المرتبط بعمال الموانئ الأميركيين الانتباه إلى هذه القضية؛ إذ حصل اتحاد عمال الموانئ الدولي على موافقة شركات الشحن على تركيب الرافعات شبه المستقلة في الموانئ شرط أن يترافق ذلك مع عمليات توظيف.

وكانت الثورة جارية في القطاع منذ فترة طويلة بالفعل، لكن الأمور تتسارع.

«هكذا يتطور الاقتصاد»

عرضت شركة «R2C2» من هونغ كونغ في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية روبوتاتها القادرة على القيام بعمليات تفتيش في محطات الطاقة أو إجراء الصيانة في القطارات.

شركة «R2C2» عرضت روبوتاتها في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (الشركة)

ويقول رئيس الشركة سان وونغ إن روبوتاته ستحل مشكلة التناوب بين فنيي السكك الحديدية، الذين قد يتعبون من «البيئة القذرة والخانقة؛ حيث تنتشر الشحوم في كل مكان».

كما لجأت شركة «أوشكوش» الأميركية العملاقة لتصنيع المركبات الخدمية، إلى الأتمتة في بعض الأنشطة التي تتطلب مجهوداً بشرياً، بما في ذلك إنجاز تصنيع شاحنات الإطفاء الذي يسبب اضطرابات في الجهاز العضلي الهيكلي.

ونُقل الموظفون المتأثرون إلى وظائف أخرى، بينها ما يرتبط باللحام، لكن رئيس الشركة، جون فايفر، لا يستبعد أن تتم أتمتتها أيضاً «يوماً ما». ويقول: «هذه هي الطريقة التي تطور بها الاقتصاد على مدى 250 عاماً»، مضيفاً: «يتطلع الناس إلى تحسين الإنتاجية للمساعدة في النمو».

الحاضرون يشاهدون روبوتاً يتجول في معرض لاس فيغاس للتكنولوجيا (أ.ف.ب)

وفي معرض الإلكترونيات الاستهلاكية أيضاً، عرضت شركة «جون ديري» المصنعة للجرارات والمعدات الزراعية، مركباتها ذاتية القيادة، التي تقول الشركة إنها تعالج النقص في العمال الزراعيين.

وتقول رئيسة قسم الزراعة في الشركة، ديانا كوفار: «نحن بحاجة إلى التأكد من أن مهارات موظفينا وعملائنا تتطور حتى يتمكنوا من الاستفادة من هذه التقنيات، وليس اعتبارها تهديداً».

وتوضح كريس غاردنر من منظمة «AARP» أن الخدمات الموجهة للأفراد تواجه أيضاً نقصاً في العمالة، مع احتمال زيادة عدد كبار السن إلى معدلات غير مسبوقة. وتحذر من أن «الطلب سيكون هائلاً»، و«لا يمكن للبشر وحدهم تغطيته».