تايوان: العلاقات مع الصين تهيمن على المناظرة الرئاسية

تباين بين المرشحين حول «تحدي بكين» قبل أسبوعين من الانتخابات

مرشحو الرئاسة التايوانية قبل انطلاق المناظرة في تايبيه السبت (أ.ف.ب)
مرشحو الرئاسة التايوانية قبل انطلاق المناظرة في تايبيه السبت (أ.ف.ب)
TT
20

تايوان: العلاقات مع الصين تهيمن على المناظرة الرئاسية

مرشحو الرئاسة التايوانية قبل انطلاق المناظرة في تايبيه السبت (أ.ف.ب)
مرشحو الرئاسة التايوانية قبل انطلاق المناظرة في تايبيه السبت (أ.ف.ب)

شهدت مناظرة بين المرشحين الثلاثة للرئاسة في تايوان، السبت، خلافات مرتبطة بمواقفهم من علاقات الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي مع الصين، قبل أسبوعين من الاقتراع الذي سيلقى اهتماماً كبيراً من بكين إلى واشنطن. وتُنظم تايوان بعد أسبوعين انتخابات رئاسية مهمة يمكن أن تحدد نتائجها مستقبل علاقات تايبيه مع الصين، التي تتبنى نزعة تزداد عدائية، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وتعدُّ الصين تايوان إقليماً تابعاً لها، لم تتمكن بعد من إعادة توحيده مع بقية أراضيها منذ نهاية الحرب الأهلية عام 1949. ومع ذلك، تؤكد الصين أنها تفضّل إعادة توحيد «سلمية» مع الإقليم الذي يخضع سكانه، البالغ عددهم قرابة 23 مليون نسمة، لنظام ديموقراطي. لكنّ بكين لا تستبعد أيضاً استخدام القوة العسكرية لتحقيق ذلك.

قضية سيادة

قطعت الصين علاقاتها على مستوى عالٍ مع إدارة الرئيسة التايوانية تساي إنغ-وين. واعتمد الحزب الديموقراطي التقدمي، الذي تقوده الرئيسة المنتهية ولايتها، في حملته الانتخابية على برنامج للسيادة بعيداً عن الصين. ووصف مرشحه لاي تشينغ-تي، نائب الرئيسة الحالية، نفسه، بأنه «عامل براغماتي من أجل استقلال تايوان».

لافتات انتخابية للمرشحين الرئاسيين في تايبيه (أ.ب)
لافتات انتخابية للمرشحين الرئاسيين في تايبيه (أ.ب)

وخلال المناظرة المتلفزة، هاجمه خصومه عدة مرات، قائلين إن تعليقاته المؤيدة للاستقلال من شأنها «تقويض أمن تايوان». وردّ لاي بالقول إن «سيادة تايوان أمر يعود للسكان البالغ عددهم 23 مليوناً، ولا يعود إلى الصين». وأشار إلى أنه والمرشحة معه لمنصب نائب الرئيس، هيساو بي-خيم، هما الوحيدان القادران على «الوقوف مع حلفائنا الديموقراطيين».

وكثفت الصين في السنوات الأخيرة ضغوطها العسكرية على تايوان، وأرسلت طائرات حربية يومياً حول الجزيرة، بالإضافة إلى سفن بحرية. كما أجرت مناورتين عسكريتين ضخمتين، تزامناً مع اجتماع القادة التايوانيين مع مسؤولين في واشنطن، في إطار محاكاة لحصار للجزيرة.

وخلال المناظرة اتهم لاي مرشح حزب «كومينتانغ»، هو يو إيه، الذي يُنظر إليه على أنه يتمتع بعلاقات أوثق مع بكين، بأنه مؤيد للصين. وقال لاي: «لن أعود إلى الوراء مثل حزب كومينتانغ، وأكون مستعداً لأن أصبح تابعاً لنظام شمولي». وأضاف أن «هناك الكثير من الشكوك بشأن سياساتهم، وهذا ليس هو الطريق الذي نريد أن نتبعه». ورد مرشح كومينتانغ باتّهام لاي بـ«تشويه صورته». وقال إن «الاتصالات والمبادلات (مع الصين) هي ما يتعين علينا القيام به. لأنكم لم تفعلوا ذلك، لهذا السبب نرى خطراً كبيراً عبر مضيق تايوان». كما أكد هو معارضته لاستقلال تايوان، وكذلك لسياسة «دولة واحدة ونظامين» التي تنتهجها الصين، وهو مبدأ تروج له بكين لحكم منطقتي هونغ كونغ وماكاو الخاضعتين للإدارة الصينية.

«عائلة واحدة»

في الوقت نفسه، انتقد لاي أيضاً مرشح حزب «الشعب التايواني»، كو وين-جي، لقوله إن الجزيرة والصين «عائلة واحدة». ووصف كو وين جي، الذي سجل حزبه الصغير أداءً أفضل مما كان متوقعاً على الساحة السياسية التي يهيمن عليها حزبان كبيران في تايوان، سياسات الرئيسة تساي حيال الصين بأنها «فوضى». وقال كو إن «القضايا عبر المضيق لا تتعلق فقط بتايوان والصين، بل بالولايات المتحدة والصين أيضاً». وأضاف أن «تايوان تحتاج إلى تحقيق توازن في هذا المجال»، متّهماً الحزب الديموقراطي التقدمي الحاكم بأنه «يتخذ دائماً موقفاً تصادمياً جداً»، وحزب كومينتانغ بأنه «يفكر دائماً في التعاون» مع الصين.

رئيسة تايوان المنتهية ولايتها في فعالية انتخابية بتايبيه 29 ديسمبر (إ.ب.أ)
رئيسة تايوان المنتهية ولايتها في فعالية انتخابية بتايبيه 29 ديسمبر (إ.ب.أ)

كانت السلطات التايوانية عبرت مرات عدة عن قلقها من تدخل مفترض لبكين في الانتخابات المقبلة، ومن حملات تضليل إعلامي. واتّهمت وزارة الدفاع الصينية، السلطات التايوانية، الخميس، بأنها تُبالغ في مسألة تدخل بكين المفترض في الانتخابات. وقال الناطق باسم الوزارة، وو تشيان، إن «سلطات الحزب الديموقراطي التقدمي الحاكم في تايوان تبالغ في مسألة تدخل الصين في الانتخابات». ورداً على سؤال خلال مؤتمر صحافي، اتّهم وو تشيان تايبيه بالسعي إلى «تأجيج المواجهة والتلاعب بالانتخابات».


مقالات ذات صلة

شاهد... رقصة الروبوتات والبشر تدهش العالم في مهرجان الربيع بالصين

يوميات الشرق شاهد... رقصة الروبوتات والبشر تدهش العالم في مهرجان الربيع بالصين

شاهد... رقصة الروبوتات والبشر تدهش العالم في مهرجان الربيع بالصين

أبهرت روبوتات «H1» البشرية من شركة «Unitree» الجماهير بأدائها المتقن لرقصة يانغيه الشعبية جنباً إلى جنب مع راقصين بشريين خلال حفل مهرجان الربيع في الصين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا وزير الخارجية الصيني وانغ يي (رويترز)

الصين: لا ينبغي تهميش أزمة غزة بينما ينصب التركيز على أوكرانيا

أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي اليوم الثلاثاء أنه لا ينبغي تهميش الأزمة في غزة بينما ينصب التركيز على أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا زوجان يسجلان زواجهما في مكتب إداري بلوليانغ بمقاطعة شانشي شمال الصين (أ.ف.ب)

الصين تواجه تراجع عدد المواليد بحوافز مالية تشجع على الزواج

تُقدم السلطات الصينية منحاً للمقبلين على الزواج لتشجيعهم على عقد قرانهم بسبب الأزمة الديموغرافية في البلاد.

«الشرق الأوسط» (لوليانغ (الصين))
الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يجتمع مع نظرائه من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي في ميونيخ (أ.ب) play-circle

أميركا تشدد على التنسيق لمواجهة عدم امتثال إيران للاتفاق النووي

أكد مارك روبيو وزير الخارجية الأميركي، السبت، «أهمية التنسيق الوثيق لمعالجة سلوك إيران المزعزع للاستقرار، خصوصاً عدم امتثالها المتزايد للاتفاق النووي».

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
العالم أعلام الصين والولايات المتحدة في شارع بنسلفانيا بالقرب من مبنى الكونغرس الأميركي في واشنطن (رويترز)

الصين: على أميركا المبادرة إلى خفض نفقاتها العسكرية

أكّدت الصين أنّه يتعيّن على أميركا أن تبادر إلى خفض نفقاتها العسكرية، غداة إعلان الرئيس الأميركي نية إجراء محادثات مع موسكو وبكين لخفض الإنفاق العسكري.

«الشرق الأوسط» (بكين)

باكستان: مقتل 7 بنجابيين و5 من عناصر الأمن

عناصر من الشرطة الباكستانية في إقليم خيبر (أرشيفية)
عناصر من الشرطة الباكستانية في إقليم خيبر (أرشيفية)
TT
20

باكستان: مقتل 7 بنجابيين و5 من عناصر الأمن

عناصر من الشرطة الباكستانية في إقليم خيبر (أرشيفية)
عناصر من الشرطة الباكستانية في إقليم خيبر (أرشيفية)

أردى مسلحون سبعة رجال بالرصاص في باكستان بعدما أجبروهم على الترجّل من حافلتهم وتحققوا من أنهم بنجابيون، على طريق سريع في منطقة بلوشستان التي تشهد هجمات انفصالية، على ما ذكر الأربعاء مسؤول محلي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال سعدات حسين، وهو عضو في الإدارة المحلية، إن «الركاب البنجابيين غادروا كويتا»، عاصمة إقليم بلوشستان في جنوب غرب البلاد على الحدود مع إيران وأفغانستان، «متوجهين إلى لاهور»، عاصمة إقليم البنجاب على الحدود مع الهند، «في حافلة ركاب عندما أخرجهم الإرهابيون وقتلوهم».

وأضاف أن المهاجمين الذين تصفهم الحكومة الفيدرالية بأنهم «إرهابيون»، قاموا بثقب إطارات الحافلة لإجبارها على التوقف ثم «جعلوا الرجال يصطفون وأطلقوا النار عليهم» بالقرب من بلدة راخني في منطقة برخان.

نقل ضحايا إلى المستشفى بعد انفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع بمنطقة هارناي بإقليم بلوشستان في كويتا يوم 14 فبراير 2025 (إ.ب.أ)
نقل ضحايا إلى المستشفى بعد انفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع بمنطقة هارناي بإقليم بلوشستان في كويتا يوم 14 فبراير 2025 (إ.ب.أ)

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع ليل الثلاثاء - الأربعاء، ويتزامن مع استضافة باكستان كأس الأبطال اعتبارا من الأربعاء، وهي مسابقة دولية للكريكيت لم تنظمها البلاد منذ ثلاثة عقود.

وفي أغسطس (آب)، قتل «جيش تحرير بلوشستان»، المجموعة الانفصالية المسلحة الأكثر نشاطا في المنطقة، 39 شخصا، بعد تفتيش المركبات المتوجّهة من وإلى البنجاب والتعرّف على هويات البنجابيين... ويعلن هذا التنظيم عادة، مسؤوليته عن هجمات تستهدف قوات الأمن وباكستانيين من مقاطعات أخرى. ويهاجم أيضا سكان البنجاب الذين يشكلون أكبر المجموعات العرقية الست الرئيسية في باكستان، ويُنظر إليهم على أنهم يهيمنون على صفوف الجيش الذي يخوض معركة ضد الانفصاليين.

وقُتل منذ مطلع العام الجاري، 67 شخصا على الأقل، غالبيتهم من قوات الأمن، على أيدي مجموعات مسلحة مناهضة للدولة وبخاصة في غرب البلاد على الحدود مع أفغانستان.

استنفار أمني باكستاني خارج معبر تورخام الحدودي مع أفغانستان (متداولة)
استنفار أمني باكستاني خارج معبر تورخام الحدودي مع أفغانستان (متداولة)

وقدر مركز البحوث والدراسات الأمنية في إسلام آباد، أن عام 2024 «كان الأكثر دموية منذ نحو عقد في باكستان»، مع مقتل أكثر من 1600 شخص في هجمات، بينهم 685 من قوات الأمن.

إلى ذلك، قتل 5 جنود من عناصر قوات الأمن الباكستاني إثر تعرضهم لهجوم مفاجئ من جانب عناصر إرهابية في مقاطعة كورام بإقليم خيبر بختونخواه شمال غربي باكستان.

وأوضحت مصادر أمنية باكستانية أن الهجوم وقع عندما كانت قوات الأمن تتعامل مع هجوم سابق استهدف شاحنات مساعدات لأهالي المنطقة، واستخدمت فيه الأسلحة الآلية. ولم تعلن أي جهة المسؤولية.