باكستان: الرد العسكري في مواجهة «طالبان» هو الحل... وليس الفتاوى

وزير الداخلية تعهد بمواصلة الحرب لهزيمة الإرهاب والإرهابيين

رجال أمن باكستانيون على طريق موكب محرم خلال يوم عاشوراء في كراتشي باكستان 28 يوليو 2023 (إ.ب.أ)
رجال أمن باكستانيون على طريق موكب محرم خلال يوم عاشوراء في كراتشي باكستان 28 يوليو 2023 (إ.ب.أ)
TT

باكستان: الرد العسكري في مواجهة «طالبان» هو الحل... وليس الفتاوى

رجال أمن باكستانيون على طريق موكب محرم خلال يوم عاشوراء في كراتشي باكستان 28 يوليو 2023 (إ.ب.أ)
رجال أمن باكستانيون على طريق موكب محرم خلال يوم عاشوراء في كراتشي باكستان 28 يوليو 2023 (إ.ب.أ)

يبدو أن الحكومة الباكستانية أدركت أخيراً أن التعامل مع تهديد حركة «طالبان» الباكستانية يتطلب أكثر بكثير من مجرد استصدار فتاوى من القادة الدينيين، وأن الأمر يتطلب رداً عسكرياً قوياً.

ففي الوقت الذي أدان فيه وزير الداخلية المنتهية ولايته رنا ثناء الله خان التفجيرات الأخيرة في جنوب وزيرستان ومنطقة «كيش» في بلوشستان، تعهد بمواصلة الحرب لهزيمة الإرهابيين والإرهاب.

وأعرب الوزير السابق، في بيان، له لوكالة الأنباء الرسمية، عن تعازيه لأسر الشهداء، ونُقل عنه قوله إن «قوات الأمن تقاتل الإرهابيين، وإنها ستواصل الحرب ضد الإرهاب حتى يتم القضاء على الإرهابيين تماماً».

شرطي أثناء تأمين طريق مواكب يوم عاشوراء في بيشاور باكستان 27 يوليو 2023 (إ.ب.أ)

وكانت باكستان قد أرسلت في وقت مبكر دبلوماسياً كبيراً إلى كابل؛ لمطالبة المرشد الأعلى لحركة «طالبان» بإصدار فتوى تحرم الأنشطة الإرهابية لحركة «طالبان» الباكستانية في باكستان.

ويرى الخبراء العسكريون الباكستانيون أن الأنشطة الإرهابية لـ«طالبان» تتطلب رداً عسكرياً قوياً يحتاج من الدولة والحكومة الباكستانية حشد جميع مواردها المتاحة، ويعتقدون أن استصدار «فتوى من المرشد الأعلى لطالبان لن يكون لها سوى تأثير هامشي على الوضع العسكري على الأرض»، بحسب خبير عسكري.

رجال أمن باكستانيون على طريق موكب محرم خلال يوم عاشوراء (إ.ب.أ)

من المعلوم أن حركة «طالبان» الباكستانية تخضع إلى حد كبير لتأثير حركة «طالبان» الأفغانية، وهناك آراء متزايدة في السلطة الرسمية في إسلام آباد تعتقد أن قضية حركة «طالبان» الباكستانية ستتلقى ضربة إذا أصدر القائد الأعلى لـ«طالبان» فتوى علنية ضدها.

لكن الخبراء العسكريين الباكستانيين يعتقدون أن المشهد الإرهابي في المنطقة أكثر تعقيداً بكثير مما توحي به القراءة البسيطة للأوضاع هناك، حيث يقولون إنه لا «طالبان» الأفغانية ولا «طالبان» الباكستانية تملكان السيطرة الكاملة على المشهد الإرهابي في المنطقة.

رجل يعرض علماً وطنياً صغيراً احتفالاً بعيد الاستقلال في كراتشي باكستان 10 أغسطس 2023 (إ.ب.أ)

وفي هذا الصدد، قال الخبير العسكري: «هناك مجموعة كبيرة من المقاتلين في المناطق الحدودية لأفغانستان وباكستان يميلون إلى التحول نحو جماعات أكثر تطرفاً حال مال تنظيمهم الأم إلى التباطؤ في التعامل مع الحكومة الباكستانية والحكومات الإقليمية الأخرى».

وحتى لو أقنعت حركة «طالبان» الأفغانية حركة «طالبان» الباكستانية بعدم مهاجمة المراكز العسكرية والحضرية الباكستانية، فهناك فرصة كبيرة لشروع المزيد من المقاتلين المتطرفين في الانضمام إلى «داعش - خراسان»، وهذا ما حدث في الماضي.

يقول الخبراء العسكريون إن على الحكومة والجيش الباكستانيين الاستعداد لحملة عسكرية طويلة ضد الجماعات الإرهابية في المنطقة، وأن استصدار فتوى ليس سوى عامل مساعد في هذه الحالة.


مقالات ذات صلة

تركيا توقف رؤساء بلديات من المعارضة وسط احتجاجات واسعة

شؤون إقليمية مواطنون أتراك يحتجون أمام بلدية بشكتاش في إسطنبول احتجاجاً على اعتقال رئيسها (إعلام تركي - «إكس»)

تركيا توقف رؤساء بلديات من المعارضة وسط احتجاجات واسعة

قررت السلطات التركية اعتقال رئيسي بلدية من حزب مؤيد للأكراد بتهمة الإرهاب، بالتزامن مع اعتقال رئيس بلدية بشكتاش في إسطنبول من حزب «الشعب الجمهوري».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا إيفا غريتزماخر تركت النمسا قبل ثلاثة عقود لتعيش في صحراء النيجر قبل أن يخطفها مجهولون السبت الماضي (صحافة محلية)

سلطات النيجر تتعقب خاطفي مواطنة نمساوية في أغاديز

عززت السلطات في النيجر من الإجراءات الأمنية في إقليم أغاديز، أقصى شمالي البلاد، عقب اختطاف مواطنة نمساوية على يد مسلحين مجهولين ليل السبت/ الأحد الماضي.

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا تفجير ريحانلي المزدوج في 2013 (أرشيفية)

القبض على أحد مدبري هجوم إرهابي وقع جنوب تركيا عام 2013

تمكنت المخابرات التركية من جلب أحد منفذي هجوم إرهابي مزدوج وقع في بلدة ريحانلي التابعة لولاية هطاي جنوب البلاد عان 2013 وأودى بحياة 53 شخصاً.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا مسلحون من جماعة «بوكو حرام» المتطرفة بالقرب من كومشي في نيجيريا يوم 6 مايو 2017 (رويترز)

مقتل 40 مزارعاً بهجوم ﻟ«داعش» في نيجيريا

قُتل ما لا يقل عن 40 مزارعاً بولاية بورنو شمال شرقي نيجيريا في هجوم نفّذه، مساء الأحد، مسلحون من فرع تنظيم «داعش» هناك، وفق ما أفاد به مسؤول حكومي، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (أبوجا)
أفريقيا عناصر من الجيش الصومالي (متداولة)

مقتل 4 من حركة «الشباب» في عملية عسكرية وسط الصومال

أعلنت السلطات الصومالية، الاثنين، مقتل أربعة عناصر من حركة «الشباب» الإرهابية في عملية عسكرية بمحافظة مدغ، وسط البلاد.


القبض على أحد مدبري هجوم إرهابي وقع جنوب تركيا عام 2013

تفجير ريحانلي المزدوج في 2013 (أرشيفية)
تفجير ريحانلي المزدوج في 2013 (أرشيفية)
TT

القبض على أحد مدبري هجوم إرهابي وقع جنوب تركيا عام 2013

تفجير ريحانلي المزدوج في 2013 (أرشيفية)
تفجير ريحانلي المزدوج في 2013 (أرشيفية)

تمكنت المخابرات التركية من جلب أحد منفذي هجوم إرهابي مزدوج وقع في بلدة ريحانلي التابعة لولاية هطاي جنوب البلاد عام 2013، وأودى بحياة 53 شخصاً.

وقالت مصادر أمنية، الاثنين، إن المخابرات التركية تمكنت من القبض على محمد ديب كورالي، أحد منفذي الهجوم بسيارتين ملغومتين، في عملية نفذتها بسوريا بعد رصد مكان اختبائه هناك، وتم تسليمه إلى مديرية أمن ولاية هطاي.

الإرهابي محمد ديب كورالي (الداخلية التركية)

وأضافت المصادر أن ديب كورالي كان أحد من خططوا للهجوم الإرهابي في ريحانلي، وقام بتوفير القنابل المستخدمة في الهجوم.

وكانت قوات الأمن التركية قبضت في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، على الإرهابي المطلوب على النشرة الحمراء للإرهاب بوزارة الداخلية التركية، جنجيز سيرتل، المتورط في هجوم ريحانلي، بالتنسيق بين جهازي المخابرات والأمن.

وقالت ولاية هطاي، في بيان، إن التحريات أظهرت أن سيرتل تولى الإشراف على نقل المتفجرات المستخدمة في هجوم ريحانلي، من سوريا إلى تركيا.

وفي 30 يونيو (حزيران) 2022، جلبت أجهزة الأمن التركية الإرهابي «محمد غزر» الذي يُعتقد أنه العقل المدبر لهجوم ريحانلي، من أميركا، بالتعاون مع الإنتربول الدولي، في ضوء اعترافات أدلى بها مخطط الهجوم، يوسف نازك، بتلقيه التعليمات من «غزر»، الذي كان مسجوناً في أميركا بتهمة الاتجار بالمخدرات.

ويستمر ضبط المتورطين في الهجوم الإرهابي المزدوج الذي حملته السلطات التركية لعناصر موالية لنظام بشار الأسد السابق في سوريا، على الرغم من إعلان المحكمة الجنائية العليا في أنقرة عام 2018، قراراتها ضد المتهمين بتنفيذ الهجوم.

الإرهابي جنجيز سيرتل أحد المشاركين في هجوم ريحانلي بعد القبض عليه في ديسيمر الماشي (الداخلية التركية)

وحوكم في القضية 33 متهماً، حُكم على 9 منهم بالسجن المؤبد المشدد 53 مرة لكل منهم، وحكم على 13 متهماً بالسجن فترات تتراوح بين 15 و22 سنة و6 أشهر، بينما حصل 3 على البراءة.

وواجه المتورطون في التفجيرات اتهامات «بالإخلال بوحدة الدولة وسلامة البلاد».

وتعرضت بلدة ريحانلي، التي يقطنها آلاف السوريين الذين فروا من سوريا عقب اندلاع الحرب الأهلية في 2011، إلى جانب أغلبية من العلويين الأتراك، في 11 مايو (أيار) 2013، لتفجير مزدوج بسيارتين أسفر عن سقوط 53 قتيلاً، واتهمت السلطات التركية عناصر موالية لنظام بشار الأسد بتنفيذه.

والبلدة هي من أقرب نقاط التماس مع محافظة حلب في سوريا على الحدود التركية، وتحولت إلى بؤرة ملتهبة بعدما دعمت تركيا فصائل المعارضة المسلحة ضد نظام الأسد، الذي سقط في 8 ديسمبر الماضي.