مصر والصين تطالبان بوقف إطلاق النار في غزة وإقامة دولة فلسطينية

أكدتا أولوية ضمان أمن الملاحة بالبحر الأحمر

السيسي يستقبل وزير الخارجية الصيني في القاهرة (الرئاسة المصرية)
السيسي يستقبل وزير الخارجية الصيني في القاهرة (الرئاسة المصرية)
TT
20

مصر والصين تطالبان بوقف إطلاق النار في غزة وإقامة دولة فلسطينية

السيسي يستقبل وزير الخارجية الصيني في القاهرة (الرئاسة المصرية)
السيسي يستقبل وزير الخارجية الصيني في القاهرة (الرئاسة المصرية)

توافقت مصر والصين على ضرورة وقف فوري لإطلاق النار في غزة، لحماية المدنيين وإغاثتهم، وكذلك نزع فتيل التوتر في المنطقة، وتجنب إذكاء عوامل عدم الاستقرار الإقليمي.

واستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، «وانغ يي» عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وزير الخارجية، الذي يزور القاهرة ضمن جولة أفريقية. ووفق متحدث الرئاسة المصرية، فإن الوزير الصيني سلم السيسي رسالة من نظيره الصيني «شي جينبينغ»، أكدت «حرص بكين على استمرار تدعيم الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وتثمين الدور المصري في ترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط».

تناول اللقاء، وفق البيان المصري، سُبل تعزيز أطر التعاون المشترك، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار العضوية في تجمع «بريكس»، ومبادرة «الحزام والطريق». كما شهد تبادل الرؤى بشأن تطورات الأوضاع على المستويين الدولي والإقليمي، خاصة التصعيد المستمر في المنطقة على خلفية العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة. وأكد السيسي «ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، لحماية المدنيين وإغاثتهم مما يعيشون فيه من أوضاع إنسانية كارثية، وكذلك نزع فتيل التوتر في المنطقة وتجنب إذكاء عوامل عدم الاستقرار الإقليمي»، فيما أكد البيان اتفاق المسؤول الصيني مع الموقف المصري، وتثمينه «دور مصر على المسارين السياسي والإنساني».

وأشار المتحدث المصري إلى موقفي مصر والصين بـ«ضرورة الالتزام بالقانون الدولي، والرفض التام والقاطع للنقل الجبري الفردي والجماعي، والتهجير القسري، للفلسطينيين من أرضهم»، كما تم الاتفاق على «ضرورة معالجة جذور الأزمة من خلال التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقاً لمقررات الشرعية الدولية».

خلال اللقاء، استعرضت مصر ما قامت به لـ«حشد واستقبال وتجميع المساعدات الإنسانية من جميع أنحاء العالم... وجهود التغلب على العقبات والتعقيدات أمام إيصال تلك المساعدات - بالتنسيق الكامل مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي - إلى أهالي غزة، بالإضافة إلى المساعدات المصرية المقدمة من مصر حكومة وشعباً، والتي تمثل الأغلبية العظمى لما يتم تقديمه من إجمالي المساعدات».

وأكد الجانبان ضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته في هذا الصدد لإنفاذ المساعدات إلى غزة، اتساقاً مع قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.

سامح شكري ونظيره وانغ يي يوقعان على البرنامج التنفيذي للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين (الخارجية المصرية)
سامح شكري ونظيره وانغ يي يوقعان على البرنامج التنفيذي للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين (الخارجية المصرية)

وفي مؤتمر صحافي مشترك، طالب وزير الخارجية الصيني ونظيره المصري سامح شكري بإقامة «دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية». كما طالبا في بيان مشترك بـ«الوقف الفوري الكامل لإطلاق النار ووقف أعمال العنف والقتل كافة، واستهداف المدنيين والمنشآت المدنية».

وطالبت القاهرة وبكين في البيان بـ«خلق أُفق سياسي للسلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، والتعايش بين الشعبين، من خلال البدء في تنفيذ رؤية حل الدولتين وفقاً لقرارات الأمم المتحدة، بما في ذلك من خلال عقد مؤتمر دولي للسلام لإيجاد حل عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية من خلال إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة والمتواصلة الأراضي».

وتقيم الصين علاقات جيدة مع إسرائيل، لكنها تؤيد منذ عقود القضية الفلسطينية، وتدعو إلى تسوية النزاع على أساس حل الدولتين.

وبخصوص التطورات الأمنية في البحر الأحمر، أشار الوزيران إلى أنهما يتابعان بشكل حثيث تطورات الأوضاع في البحر الأحمر، وأكدا «أهمية قراءة تلك التطورات ارتباطاً بالأوضاع في غزة باعتبارها مسبباً رئيسياً لها، كما أعربا عن القلق إزاء اتساع رقعة الصراع بالمنطقة... وأكدا على أولوية تأمين سلامة وأمن الملاحة في البحر الأحمر».

وقال وانغ في وقت لاحق في مؤتمر صحافي مع نظيره المصري: «مياه البحر الأحمر ممر دولي مهم للبضائع والطاقة، وندعو لوقف الهجوم والتحرش بالسفن المدنية والحفاظ على انسياب سلاسل الإمداد والإنتاج ونظام التجارة الدولي». وعدّ وانغ أن التوتر في البحر الأحمر هو «تجسيد للتداعيات الخارجية للصراع في غزة».

وأضاف «مجلس الأمن لم يفوض أي دولة باستخدام القوة ضد اليمن، ومن الضروري تجنب صب الزيت على النار في الوضع المتوتر في البحر الأحمر»، فيما حذر الوزير المصري من مخاطر اتساع الصراع في قطاع غزة. وقال شكري: «التصعيد على الحدود اللبنانية والتوتر في البحر الأحمر أمران ينبئان بتوسيع رقعة الصراع ودخول المنطقة في حلقة مفرغة من التصعيد».

وسبق أن تعرضت عدة سفن في البحر الأحمر لهجمات من قبل جماعة الحوثي اليمنية، وهي هجمات تقول الجماعة إنها تأتي ردا على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

ووجهت الولايات المتحدة وبريطانيا في وقت متأخر من ليل الخميس ضربات جوية على أهداف عسكرية تابعة للحوثيين في عدة محافظات منها صنعاء.


مقالات ذات صلة

ترمب: سنسمع أخباراً جيدة بشأن الشرق الأوسط... والفرصة سانحة للسلام بين أوكرانيا وروسيا

العالم الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب) play-circle

ترمب: سنسمع أخباراً جيدة بشأن الشرق الأوسط... والفرصة سانحة للسلام بين أوكرانيا وروسيا

نقلت وكالة «بلومبرغ» عن دونالد ترمب قوله، الجمعة، إن الفرصة سانحة للتوصل لاتفاق سلام بين أوكرانيا وروسيا، وإنه ستكون هناك «أخبار جيدة» عن الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا إخلاء سكان مخيمي النصيرات والبريج للاجئين خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة (إ.ب.أ)

«مستقبل غزة» يفجر خلافاً بين «حماس» و«الجامعة العربية»

تفجر خلاف بين جامعة الدول العربية وحركة «حماس» حول «مستقبل قطاع غزة في اليوم التالي لانتهاء الحرب».

هشام المياني (القاهرة )
المشرق العربي الرهينة الإسرائيلية شيري بيباس مع طفلها الرضيع (أرشيفية - أ.ب)
play-circle

«حماس» تعلن تسليم رفات الرهينة الإسرائيلية شيري بيباس

نقل تلفزيون الأقصى التابع لحركة «حماس» الفلسطينية عن القيادي في الحركة محمود مرداوي القول إن الحركة سلّمت رفات المحتجزة الإسرائيلية شيري بيباس.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز) play-circle

ترمب يؤكد دعمه لإسرائيل في استئناف التفاوض أو العودة للحرب

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه «لا يمانع» أي قرار تتخذه إسرائيل سواء المضي قدماً في المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة أو العودة إلى القتال.

المشرق العربي مشاهد للدمار الذي خلّفته هجمات الجيش الإسرائيلي على مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)

المنظمة الدولية للهجرة: سكان غزة بحاجة ماسة إلى المأوى والمساعدات

أعلنت مديرة المنظمة الدولية للهجرة آمي بوب، الجمعة، أن الفلسطينيين في قطاع غزة في حاجة ماسة إلى المأوى والمساعدات الأساسية.

«الشرق الأوسط» (غزة)

«مستقبل غزة» يفجر خلافاً بين «حماس» و«الجامعة العربية»

إخلاء سكان مخيمي النصيرات والبريج للاجئين خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة (إ.ب.أ)
إخلاء سكان مخيمي النصيرات والبريج للاجئين خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة (إ.ب.أ)
TT
20

«مستقبل غزة» يفجر خلافاً بين «حماس» و«الجامعة العربية»

إخلاء سكان مخيمي النصيرات والبريج للاجئين خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة (إ.ب.أ)
إخلاء سكان مخيمي النصيرات والبريج للاجئين خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة (إ.ب.أ)

تفجر خلاف بين جامعة الدول العربية وحركة «حماس» حول «مستقبل قطاع غزة في اليوم التالي لانتهاء الحرب»، حيث عدّ مسؤول بارز بـ«الجامعة» أن «مصلحة الشعب الفلسطيني تتمثل في خروج (حماس) من المشهد في القطاع»، وهو ما رفضته الحركة بشدة، بينما أكد دبلوماسيان سابقان لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذا خلاف في تفسير الأقوال والتصريحات، ولن يتسع ليؤثر على الموقف العربي أو المفاوضات الجارية بشأن مستقبل غزة».

وقبل أيام، ظهر الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، في إحدى الفضائيات المحلية المصرية، وقال إن «المصلحة الفلسطينية تقتضي خروج (حماس) من المشهد».

لكن الناطق باسم حركة «حماس»، حازم قاسم، أصدر بياناً، الجمعة، قال فيه إن «الحركة تستغرب» تصريحات زكي، مشيراً إلى أن «(حماس) أبدت أقصى درجات المرونة في صياغة مقاربات سياسية وإدارية لإدارة قطاع غزة خلال الحوارات المتعددة، خصوصاً مع الأشقاء في مصر، بما في ذلك الموافقة على تشكيل حكومة توافق وطني، وكذلك قبولها الكامل بالطرح المصري بشأن (لجنة الإسناد المجتمعي)».

وأكد الناطق باسم «حماس» أن «الحركة ستواصل وضع المصلحة العليا للشعب الفلسطيني في صلب جميع قراراتها المتعلقة بالوضع في قطاع غزة بعد الحرب، ضمن إطار التوافق الوطني، وبعيداً عن أي تدخلات من قبل الاحتلال أو الولايات المتحدة».

ودعا جامعة الدول العربية إلى دعم «هذا الموقف، وعدم السماح بتمرير أي مشاريع من شأنها تهديد منظومة الأمن القومي العربي»، بحسب تعبيره.

رد فعل امرأة فلسطينية على مقتل أحد أقاربها في غارة إسرائيلية بدير البلح وسط قطاع غزة (رويترز)
رد فعل امرأة فلسطينية على مقتل أحد أقاربها في غارة إسرائيلية بدير البلح وسط قطاع غزة (رويترز)

«الشرق الأوسط» سعت، الجمعة، إلى الحصول على تعليق رسمي من جامعة الدول العربية ومن حركة «حماس»، لكن لم يتم الرد.

سفير مصر السابق لدى الأمم المتحدة، السفير معتز أحمدين، قال إن «رد (حماس) أمر طبيعي ومتسق مع موقفها الذي أعلنته مراراً، وهو عدم تمسكها بالحكم في غزة بعد الحرب، مع عدم التنازل عن حق المقاومة»، منوهاً بأن «عدم المشاركة في الحكم لا تعني الخروج من غزة».

وأوضح أن «حماس» ردت «ربما لأنها قد تكون فهمت تصريح حسام زكي أنه استجابة من جامعة الدول العربية للمخطط والمطلب الإسرائيلي - الأميركي، وهو القضاء على الحركة وإنهاء وجودها في غزة».

وشدد أحمدين على أن «الطرح العربي وحتى الأميركي - قبل مجيء دونالد ترمب - الذي تم بموجبه التوصل إلى هدنة وقف إطلاق النار، لم يشِرْ إلى إخراج (حماس) من غزة، لكن فقط يتحدث عن عدم وجود دور لها في القطاع، وحالياً تريد إسرائيل تغيير ذلك، وتطالب بالقضاء على (حماس) وإنهاء وجودها في غزة».

وتصر إسرائيل والولايات المتحدة وأطراف أوروبية على عدم وجود أي دور مستقبلي لـ«حماس» في قطاع غزة، وهو ما تدعمه أطراف عربية أيضاً، في الوقت الذي يواجه فيه اتفاق وقف إطلاق النار تهديدات إسرائيلية وأميركية مستمرة بعدم الالتزام به أو تنفيذه، مما يلقي بمسؤوليات مضاعفة على عاتق الوسطاء لدعم صمود الهدنة.

وفي وقت سابق، أفاد مصدر مصري مطّلع على مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، بأن هناك «اتصالات مصرية مكثّفة لتشكيل لجنة مؤقتة للإشراف على عملية إغاثة القطاع وإعادة إعماره»، مشيراً إلى أن «(حماس) تؤكد التزامها باتفاق وقف إطلاق النار بمراحله الثلاث، وعدم مشاركتها في إدارة القطاع خلال المرحلة المقبلة»، حسبما نقلت قناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية.

فلسطينيون يحملون جريحاً في موقع غارة جوية إسرائيلية على مأوى للنازحين وسط قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يحملون جريحاً في موقع غارة جوية إسرائيلية على مأوى للنازحين وسط قطاع غزة (رويترز)

وأكد المتحدث باسم حركة «حماس»، عبد اللطيف القانوع لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق، أن الحركة أبلغت الوسطاء في مصر وقطر موافقتها على أي طرح يقضي بإدارة القطاع دون مشاركتها في الإدارة.

بينما قال عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية» السفير رخا أحمد حسن، إن «تصريح حسام زكي جانبه التوفيق، لأنه ليس هناك موقف عربي موحد على خروج (حماس) من غزة، والموقف الموحد هو عدم مشاركتها في الحكم».

وأكد أن «الجميع يفهم أنه ليس منطقياً ولا واقعياً القول لحركة تحارب منذ أكثر من عام ونصف العام: اخرجي حالاً من غزة، ولذلك قدمت مصر مقترح (لجنة الإسناد المجتمعي) التي تتشكل بموافقة الفصائل دون مشاركتها فيها». وشدد على أن خروج «حماس» من غزة هو ما تطالب به إسرائيل وتستخدمه ذريعة لتعطيل تنفيذ اتفاق الهدنة الذي لا ينص على ذلك في الأساس، مشيراً إلى أن «خروج (حماس) من المشهد سهل أن يتحقق بإقامة دولة فلسطينية موحدة لا دور للفصائل فيها».

وختم حسن بالتأكيد أن الرد الحمساوي «كان طبيعياً لأنه متعلق بشيء غير وارد في اتفاق وقف إطلاق النار»، مشيراً إلى أن «هذا خلاف عربي ولن يتسع أو يؤثر على مفاوضات تنفيذ وقف إطلاق النار».