مصر تدعو إلى استدامة إدخال المساعدات لغزة

تعهدات رسمية بعدم إغلاق المعبر... وقافلة إغاثية جديدة تصل إلى القطاع

فلسطينيون في قطاع غزة يتسلمون مساعدات غذائية من القوافل التي دخلت عبر معبر رفح (الهلال الأحمر الفلسطيني)
فلسطينيون في قطاع غزة يتسلمون مساعدات غذائية من القوافل التي دخلت عبر معبر رفح (الهلال الأحمر الفلسطيني)
TT

مصر تدعو إلى استدامة إدخال المساعدات لغزة

فلسطينيون في قطاع غزة يتسلمون مساعدات غذائية من القوافل التي دخلت عبر معبر رفح (الهلال الأحمر الفلسطيني)
فلسطينيون في قطاع غزة يتسلمون مساعدات غذائية من القوافل التي دخلت عبر معبر رفح (الهلال الأحمر الفلسطيني)

واصلت مصر استقبالها لشحنات المساعدات الإغاثية لقطاع غزة، فيما أعلن «الهلال الأحمر المصري» تسليم شحنة رابعة من المساعدات إلى نظيره الفلسطيني عبر معبر رفح. في وقت تسعى القاهرة إلى مزيد من الحراك على المستوى الدولي، مؤكدة أن معبر رفح «لم ولن يُغلق أبدا» وأنه من الضروري «استدامة دخول المساعدات إلى القطاع الفلسطيني وعدم ربطها بـ«تفاوض يتغير من حين إلى آخر» في إشارة إلى الطرف الإسرائيلي.

وأعلن رئيس فرع «الهلال الأحمر» المصري بشمال سيناء، خالد زايد، في تصريحات صحافية، (الثلاثاء)، أن العاملين بالمنظمة الإغاثية أنهوا تجهيز القافلة الرابعة من المساعدات إلى غزة، التي تضم مساعدات غذائية وإنسانية وأدوية ومستلزمات طبية. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي (الثلاثاء) أن قافلة رابعة من المساعدات تتجه من الأراضي المصرية نحو معبر رفح استعدادا للدخول إلى قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة أنباء العالم العربي».

ولم توضح الإذاعة الإسرائيلية عدد الشاحنات أو طبيعة المواد التي تحملها، لكن متطوعين مصريين بالقرب من معبر رفح قالوا لـ«الشرق الأوسط» إنه «تم تجهيز 20 شاحنة، وإن الأولوية كانت للمواد الطبية وحليب الأطفال ومعدات الجراحة، بناء على طلب من (الهلال الأحمر الفلسطيني) لتلبية احتياجات المستشفيات التي تواجه نقصاً حاداً في المستلزمات الطبية، إضافة إلى كميات من الأغذية المعلبة».

توزيع كميات من الأغذية على فلسطينيين يقيمون بإحدى مدارس الأونروا في غزة (الهلال الأحمر الفلسطيني)

وصرح رئيس «هيئة الاستعلامات» التابعة للرئاسة المصرية، ضياء رشوان، بأنه خلال الأيام الثلاثة الماضية: «وصلت قطاع غزة 3 دفعات قوامها 54 من شاحنات المساعدات، محملة بـ457 طناً من الأدوية والمستلزمات الطبية و251 طناً من المواد الغذائية، و87 طناً من المياه». مشيراً إلى استقبال مطار العريش الذي خصصته السلطات المصرية لاستقبال المساعدات الدولية «39 طائرة من دول ومنظمات دولية، كان أحدثها من الكويت والبحرين وتركيا وكينيا والهيئة الدولية للصليب الأحمر».

واستعرض رشوان في مؤتمر صحافي (الثلاثاء) حجم الخسائر البشرية والمادية التي شهدها قطاع غزة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، منتقدا تركيز الإعلام الغربي على الخسائر الإسرائيلية، وما وصفه بـ«أنسنة ضحايا إسرائيل»، في مقابل عرض ضحايا الجانب الفلسطيني كـ«أرقام مجردة».

وجدد رشوان خلال المؤتمر الذي حضره مراسلو وسائل إعلام أجنبية، رفض بلاده الحاسم لأي تداعيات سلبية لما يجري في قطاع غزة على الأمن القومي المصري، عادّا الأمر «خطا أحمر غير مسموح بالاقتراب منه». وشدد على رفض تهجير الفلسطينيين ودفعهم إلى النزوح نحو الأراضي المصرية.

مسؤولون بالهلال الأحمر المصري والفلسطيني خلال تسليم شحنة جديدة من المساعدات (الهلال الأحمر المصري)

وكانت مصر شددت في بيان صادر عن الرئاسة المصرية عقب قمة القاهرة للسلام (السبت) على أنها «لن تقبل أبدا بدعاوى تصفية القضية الفلسطينية على حساب أي دولة بالمنطقة، ولن تتهاون للحظة في الحفاظ على سيادتها وأمنها القومي في ظل ظروف وأوضاع متزايدة المخاطر والتهديدات».

وأكد رشوان (الثلاثاء) أن استدامة وانتظام دخول المساعدات إلى قطاع غزة «وفق آليات لا تخضع لتفاوض يتغير من حين إلى آخر يمثلان أولوية مصرية»، مشددا على أن معبر رفح من جانبه المصري «لم ولن يغلق أبدا». ولفت كذلك إلى استمرار المساعي المصرية لإطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة، مؤكداً أن الرؤية المصرية «تربط بين هذا الملف واستدامة الإغاثة واستمرار الدعم الإنساني لقطاع غزة»، ونوه في هذا الصدد بنجاح جهود مصر في إطلاق سراح محتجزتين إسرائيليتين.

وكانت حركة «حماس» أعلنت إطلاق سراح أسيرتين مسنتين «لأسباب إنسانية» بعد وساطة مصرية وقطرية، ووصلت الأسيرتان، وهما أميركيتان إسرائيليتان، (مساء الاثنين) إلى معبر رفح برفقة فريق من «الصليب الأحمر الدولي»؛ حيث تم تسليمهما إلى السلطات المصرية، ومن ثم جرى نقلهما لاحقا إلى إسرائيل.

من جهته، أشار أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة والجامعة الأميركية، طارق فهمي، إلى أن التحركات والاتصالات المصرية بشأن الوضع في قطاع غزة «تتخذ مسارات عدة متوازية سياسية ودبلوماسية وأمنية واستخباراتية»، لافتاً إلى أن القاهرة «تولي الملف الإنساني أولوية قصوى في الوقت الراهن، وتتحرك بقوة في ملف الأسرى والمحتجزين لدى فصائل المقاومة الفلسطينية»، ونوه إلى أن مصر «ليس لديها مانع من التعاون مع أي أطراف أخرى مثل قطر أو غيرها لإحداث تقدم في هذا الملف».

كميات من المساعدات الإنسانية تصل إلى قطاع غزة عبر معبر رفح (الهلال الأحمر الفلسطيني)

وأضاف فهمي لـ«الشرق الأوسط» أن «التحركات المصرية تستهدف كذلك (المسار الأهم) وهو وقف إطلاق النار وإعادة تقديم القضية الفلسطينية للعالم، معرباً عن اعتقاده أن القاهرة قد توجه الدعوة قريبا إلى عقد مؤتمر دولي تشارك فيه أطراف الرباعية الدولية (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة)، إضافة إلى بقية الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن لبحث إطلاق تحرك دولي نحو إيجاد حل للأزمة الراهنة».

وشدد أستاذ العلاقات الدولية على أن الاتصالات المصرية خلال الآونة الأخيرة «بعثت برسائل واضحة لفصائل المقاومة الفلسطينية بخطورة الموقف وضرورة التجاوب مع جهود التهدئة»، إضافة إلى رفض مصر أي «إجراءات أحادية» من جانب إسرائيل فيما يتعلق بمستقبل قطاع غزة، مثل إقامة منطقة عازلة أو تقسيم القطاع.


مقالات ذات صلة

مقتل فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة

المشرق العربي جنود إسرائيليون خلال عملية عسكرية في الضفة الغربية (أ.ف.ب)

مقتل فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة

أعلن الجيش الإسرائيلي السبت أنه قتل فلسطينيين اثنين في شمال الضفة الغربية المحتلة، قائلا إن أحدهما ألقى حجرا والآخر "مادة متفجرة" باتجاه الجنود.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
تحليل إخباري فلسطيني يمشي وسط أنقاض المباني المدمرة جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري «شروق الشمس» الأميركية لإعمار غزة... هل تؤخر الخطة العربية الشاملة؟

تسريبات أميركية تشير لوجود خطة بشأن إعمار جزء من قطاع غزة، تحمل اسم «شروق الشمس» أعدها فريق يقوده جاريد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترمب

محمد محمود (القاهرة )
العالم العربي طفل فلسطيني يقف أمام منازل محطمة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

الدفاع المدني في غزة: سقوط 5 قتلى في قصف إسرائيلي على مدرسة

أعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 5 فلسطينيين، الجمعة، في قصف إسرائيلي على مدرسة حوّلت إلى ملجأ، في حين قال الجيش إنه أطلق النار على «أفراد مشبوهين».

«الشرق الأوسط» (غزة)
تحليل إخباري تجمُّع فلسطينيين نازحين لتلقي حصص غذائية في مطبخ خيري بخان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري «اجتماع ميامي»... لتفادي فجوات المرحلة الثانية لـ«اتفاق غزة»

لقاء جديد للوسطاء في مدينة ميامي، بولاية فلوريدا الأميركية، وسط تعثر في الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

محمد محمود (القاهرة )
المشرق العربي إسرائيليون من حركات يمينية يقفون على تلة تشرف على غزة للمطالبة بإعادة احتلال القطاع (أ.ب)

إسرائيليون يعبرون الحدود إلى غزة مطالبين بإعادة احتلال القطاع

دخل العديد من الإسرائيليين إلى قطاع غزة رغم حظر الجيش، حيث رفعوا العلم الإسرائيلي في مستوطنة سابقة، مطالبين بإعادة احتلال القطاع الفلسطيني المدمر.

«الشرق الأوسط» (غزة)

روبيو يكثّف الدعوات لهدنة في السودان

روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)
روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)
TT

روبيو يكثّف الدعوات لهدنة في السودان

روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)
روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)

وضع وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، مدى زمنياً من 10 أيام لتثبيت هدنة إنسانية في السودان، مع بداية العام المقبل، وهي المرة الأولى التي تضع فيها واشنطن مواقيتَ أمام طرفي النزاع، الجيش و«قوات الدعم السريع».

وذكر روبيو في تصريحات، الجمعة، أنَّ «هدف واشنطن الفوري وقف الأعمال القتالية في السودان قبل بداية العام الجديد»، في تكثيف للتحرك الأميركي من أجل الوصول إلى هدنة إنسانية.

وقال إنَّ بلاده منخرطة «بشكل مكثف» مع أطراف إقليمية عديدة، لافتاً إلى محادثات أجرتها واشنطن مع مسؤولين في السعودية والإمارات ومصر، بالتنسيق مع المملكة المتحدة، للدفع نحو هدنة إنسانية تسمح بتوسيع عمليات الإغاثة.

وقال روبيو: «99 في المائة من تركيزنا ينصب على هذه الهدنة الإنسانية والتوصل إليها في أسرع وقت ممكن». وأضاف: «نعتقد أنَّ العام الجديد والأعياد المقبلة تُمثل فرصة عظيمة لكلا الجانبين للاتفاق على ذلك».


10 أيام فاصلة... ما ملامح خطة أميركا لوقف حرب السودان؟

TT

10 أيام فاصلة... ما ملامح خطة أميركا لوقف حرب السودان؟

روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)
روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)

وضع وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، مدى زمنياً من 10 أيام لتثبيت هدنة إنسانية في السودان، مع بداية العام المقبل، وهي المرة الأولى التي تحدد فيها الإدارة الأميركية مواقيت زمنية أمام طرفي النزاع؛ الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ إعلان تدخل واشنطن بقوة في هذا الملف.

وذكر روبيو في تصريحات صحافية، الجمعة، أن «هدف واشنطن الفوري وقف الأعمال القتالية في السودان قبل بداية العام الجديد». وقال إن بلاده منخرطة «بشكل مكثف» مع أطراف إقليمية عديدة، لافتاً إلى محادثات أجرتها واشنطن مع مسؤولين في السعودية والإمارات ومصر، بالتنسيق مع المملكة المتحدة، في إطار الدفع نحو هدنة إنسانية تسمح بتوسيع عمليات الإغاثة.

روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)

وأكد روبيو في مؤتمر صحافي أن «99 في المائة من تركيزنا ينصب على هذه الهدنة الإنسانية والتوصل إليها في أسرع وقت ممكن». وأضاف: «نعتقد أن العام الجديد والأعياد المقبلة تمثل فرصة عظيمة لكلا الجانبين للاتفاق على ذلك، ونحن نبذل قصارى جهدنا في هذا الصدد».

وقال روبيو إن كلا الجانبين انتهك التزاماته، وأعرب عن قلقه إزاء التقارير الجديدة التي تفيد بتعرض قوافل مساعدات إنسانية لهجمات. وأضاف: «ما يحدث هناك مروع، إنه فظيع». وتابع: «سيأتي يوم تُعرف فيه القصة الحقيقية لما حدث هناك، وسيبدو كل من شارك في الأمر بمظهر سيئ».

ضغوط على السودان

وفي هذا الصدد، قال مصدر سوداني مطلع لــ«الشرق الأوسط»، إن رئيس «مجلس السيادة»، قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، اطلع خلال زيارته الأخيرة إلى الرياض على دعوة عاجلة للامتثال لخريطة الرباعية للموافقة على تهدئة القتال، وإنه طلب أسبوعاً للرد عليها بعد إجراء مشاورات مع حلفائه في الداخل.

وأوضح المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن الخطة التي طرحت على البرهان، لا تخرج عن إطار خريطة الرباعية المتفق عليها بين الدول الأربع؛ الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر. وفي حين لم يشر وزير الخارجية الأميركي إلى أي خطة جديدة، لكنه ألمح إلى أن الإدارة الأميركية قد تلجأ لممارسة المزيد من الضغوط من أجل الوصول إلى المرحلة الأولى، التي تشمل الهدنة الإنسانية، وربطها في الوقت نفسه بإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين في مناطق النزاع.

قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)

وربط المصدر السوداني حديث روبيو في هذا التوقيت، بزيارة البرهان إلى السعودية، وتزامنها مع وجود كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس، الذي عاد إلى واشنطن بعد جولة طويلة شملت السعودية والإمارات ومصر.

تدخل سعودي حاسم

وصعد ملف الحرب في السودان إلى سلم أولويات الإدارة الأميركية، بعد التدخل السعودي الحاسم، وطلب ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان من الرئيس دونالد ترمب التدخل لوقف الحرب. ووفقاً لوزارة الخارجية السودانية، أكد البرهان خلال زيارته إلى الرياض الأسبوع الماضي، حرصه على العمل مع السعودية والرئيس دونالد ترمب ومبعوثه للسلام مسعد بولس لوقف الحرب في السودان.

وبحسب المصدر نفسه، تعكس تصريحات البرهان تحولاً كبيراً في موقف الحكومة السودانية التي سبق أن رفضت مقترح «الآلية الرباعية» بهدنة إنسانية لمدة 3 أشهر، مشيراً إلى أن دول الرباعية أكدت مراراً وتكراراً التزامها بالعمل في إطار هذه المبادرة لوقف الحرب عبر الحل السلمي المتفاوض عليه.

من جهته، قال مستشار «قوات الدعم السريع»، محمد المختار، إن «موقفنا المبدئي هو الترحيب بأي مبادرة لوقف الحرب ومعالجة جذور الأزمة في السودان». وأضاف أن «الدعم السريع وتحالف تأسيس (المرجعية السياسية لحكومة السلام) في نيالا، على اتفاق تام بالتعاطي مع أي جهود أو تسوية تؤدي إلى إحلال السلام في البلاد... وظللنا منذ اندلاع الحرب نستجيب لكل المساعي الإقليمية والدولية في هذا الصدد».

التحركات الأميركية

وقال دبلوماسي سوداني سابق، إن الإدارة الأميركية لا تلجأ في العادة لتحديد سقف زمني لأي ملف تتحرك فيه دون مؤشرات واضحة أو حصولها على ضوء أخضر، مضيفاً: «صحيح أن القيد الزمني الذي وضعته ضيق جداً، لكنها قد تنجح في اقتلاع موافقة نهائية من طرفي الحرب بخصوص الهدنة الإنسانية في الأيام القليلة المقبلة».

وأشار الدبلوماسي السوداني إلى أن وقف إطلاق النار يتوقف على كلا الجانبين، من حيث الوفاء بالتزاماتهما في تنفيذ المقترح المطروح من قبل «الآلية الرباعية». وأضاف الدبلوماسي، الذي طلب أيضاً عدم ذكر اسمه، أن إدارة ترمب تركز في الوقت الحالي على جمع الطرفين في مفاوضات مباشرة للاتفاق على تنفيذ المرحلة الأولى للهدنة الإنسانية التي تمهد الانتقال إلى مرحلة إيقاف دائم لإطلاق النار، يعقب ذلك تنفيذ الرؤية المضمنة في خريطة الرباعية بخصوص العملية السياسية والانتقال إلى الحكم المدني.وتوقع الدبلوماسي أن تتسارع وتيرة تحركات الرباعية بكثافة في الأيام المقبلة، بعد حديث روبيو، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة مع طرفي الصراع للالتزام بتنفيذ الهدنة فوراً دون تأخير.

وتنص خريطة «الرباعية» على التنفيذ السريع لمقترح الهدنة الإنسانية لمدة 3 أشهر، وإيقاف فوري لإطلاق النار دون قيد أو شرط، وتطويره إلى وقف إطلاق نار دائم، ثم البدء في مفاوضات سياسية.

ترحيب إماراتي

من جهته، جدّد الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، التأكيد على أن الوقف الفوري لإطلاق النار في السودان، وضمان وصول إنساني آمن من دون عوائق إلى المدنيين، يمثلان أولوية قصوى في ظل تفاقم الاحتياجات الإنسانية واتساع دائرة المعاناة في السودان.

ورحّب الشيخ عبد الله بن زايد بتصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بشأن السودان، التي شدد فيها على أن الهدف العاجل لواشنطن يتمثل في وقف الأعمال العدائية مع دخول العام الجديد بما يسمح للمنظمات الإنسانية بإيصال المساعدات إلى مختلف أنحاء البلاد.

الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي (وام)

وأثنى وزير الخارجية الإماراتي على ما تضمنته التصريحات الأميركية من تركيز على دفع مسار التهدئة الإنسانية والتخفيف من وطأة الأزمة، مؤكداً أن أي تقدم عملي يبدأ بوقف إطلاق النار على نحو عاجل، بما يوفر حماية للمدنيين ويؤسس لتهيئة بيئة سياسية أكثر قابلية للحل.

كما رأى أن تثبيت الهدنة الإنسانية وفتح الممرات أمام الإغاثة «يمهدان الطريق» لمسار سياسي يفضي إلى انتقال مدني مستقل يحقق تطلعات السودانيين إلى الأمن والاستقرار والسلام.

وفي هذا السياق، أكد الشيخ عبد الله بن زايد التزام دولة الإمارات بالعمل مع المجموعة الرباعية بقيادة الولايات المتحدة، ضمن جهود تستهدف دعم مسار سياسي مدني مستدام يضع مصلحة الشعب السوداني فوق كل اعتبار.

إدريس إلى نيويورك

من جهة ثانية، توجّه رئيس الوزراء السوداني، كامل إدريس، إلى نيويورك، السبت، للاجتماع بالأمين العام للأمم المتحدة ومسؤولين آخرين ومناقشة سبل تسهيل وصول المساعدات الإنسانية ووقف محتمل لإطلاق النار، وفق ما أفاد مصدران في الحكومة السودانية.

وتأتي هذه الزيارة في ظلّ احتدام المعارك بين الجيش السوداني و«قوّات الدعم السريع» في جنوب كردفان، ما يثير مخاوف من فظائع جديدة شبيهة بتلك التي ارتكبت في مدينة الفاشر في أواخر أكتوبر (تشرين الأول). وترافقت سيطرة «قوّات الدعم السريع» على آخر معقل للجيش في إقليم دارفور (غرب) مع تقارير عن عمليات قتل جماعي واغتصاب واختطاف.


مصر: رفع اسم علاء عبد الفتاح من قائمة «منع السفر»

علاء عبد الفتاح (حسابه على «فيسبوك»)
علاء عبد الفتاح (حسابه على «فيسبوك»)
TT

مصر: رفع اسم علاء عبد الفتاح من قائمة «منع السفر»

علاء عبد الفتاح (حسابه على «فيسبوك»)
علاء عبد الفتاح (حسابه على «فيسبوك»)

رفع النائب العام المصري، محمد شوقي عياد، السبت، اسم الناشط علاء عبد الفتاح من قوائم «منع السفر»، استجابةً لطلب قدمه محاميه في وقت سابق.

وبموجب قرار النائب العام الذي ستجري مخاطبة الجهات المختصة به، سيكون من حق علاء عبد الفتاح، الحاصل على الجنسية البريطانية بجانب جنسيته المصرية، القدرة على مغادرة البلاد بعد نحو 3 أشهر من الإفراج عنه بعفو رئاسي استجابة لمناشدات عدة قدمتها أسرته، ومخاطبة قدمها «المجلس القومي لحقوق الإنسان» في مصر.

وصدر حكم قضائي على علاء عبد الفتاح في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بالسجن 5 سنوات بتهمة «الانضمام إلى جماعة أنشئت على خلاف أحكام القانون، ونشر وبث أخبار وبيانات كاذبة داخل وخارج البلاد، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها».

وجاء الحكم بعد أكثر من عامين على توقيف الناشط، الذي أُلقي القبض عليه في سبتمبر (أيلول) 2019.

وكانت محكمة جنايات القاهرة قد قررت رفع اسم علاء عبد الفتاح من «قوائم الإرهاب» في القضية رقم 1781 لسنة 2019 في يوليو (تموز) الماضي، مستندة إلى التحريات التي أفادت بـ«عدم استمراره في أي نشاط لصالح جماعة إرهابية»، وهو القرار الذي ترتّب عليه إنهاء جميع الآثار القانونية المترتبة على الإدراج، بما في ذلك المنع من السفر وتجميد الأموال وغيرهما من العقوبات.

وحصل علاء عبد الفتاح على الجنسية البريطانية خلال وجوده في السجن، بعدما تقدمت شقيقتاه بطلب للسلطات البريطانية على خلفية حصول والدته على الجنسية لولادتها هناك، وهو ما جعل موقفه القانوني محل نقاش مستمر بين المسؤولين المصريين ونظرائهم البريطانيين خلال السنوات الماضية.