مصر تدعو إلى استدامة إدخال المساعدات لغزة

تعهدات رسمية بعدم إغلاق المعبر... وقافلة إغاثية جديدة تصل إلى القطاع

فلسطينيون في قطاع غزة يتسلمون مساعدات غذائية من القوافل التي دخلت عبر معبر رفح (الهلال الأحمر الفلسطيني)
فلسطينيون في قطاع غزة يتسلمون مساعدات غذائية من القوافل التي دخلت عبر معبر رفح (الهلال الأحمر الفلسطيني)
TT
20

مصر تدعو إلى استدامة إدخال المساعدات لغزة

فلسطينيون في قطاع غزة يتسلمون مساعدات غذائية من القوافل التي دخلت عبر معبر رفح (الهلال الأحمر الفلسطيني)
فلسطينيون في قطاع غزة يتسلمون مساعدات غذائية من القوافل التي دخلت عبر معبر رفح (الهلال الأحمر الفلسطيني)

واصلت مصر استقبالها لشحنات المساعدات الإغاثية لقطاع غزة، فيما أعلن «الهلال الأحمر المصري» تسليم شحنة رابعة من المساعدات إلى نظيره الفلسطيني عبر معبر رفح. في وقت تسعى القاهرة إلى مزيد من الحراك على المستوى الدولي، مؤكدة أن معبر رفح «لم ولن يُغلق أبدا» وأنه من الضروري «استدامة دخول المساعدات إلى القطاع الفلسطيني وعدم ربطها بـ«تفاوض يتغير من حين إلى آخر» في إشارة إلى الطرف الإسرائيلي.

وأعلن رئيس فرع «الهلال الأحمر» المصري بشمال سيناء، خالد زايد، في تصريحات صحافية، (الثلاثاء)، أن العاملين بالمنظمة الإغاثية أنهوا تجهيز القافلة الرابعة من المساعدات إلى غزة، التي تضم مساعدات غذائية وإنسانية وأدوية ومستلزمات طبية. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي (الثلاثاء) أن قافلة رابعة من المساعدات تتجه من الأراضي المصرية نحو معبر رفح استعدادا للدخول إلى قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة أنباء العالم العربي».

ولم توضح الإذاعة الإسرائيلية عدد الشاحنات أو طبيعة المواد التي تحملها، لكن متطوعين مصريين بالقرب من معبر رفح قالوا لـ«الشرق الأوسط» إنه «تم تجهيز 20 شاحنة، وإن الأولوية كانت للمواد الطبية وحليب الأطفال ومعدات الجراحة، بناء على طلب من (الهلال الأحمر الفلسطيني) لتلبية احتياجات المستشفيات التي تواجه نقصاً حاداً في المستلزمات الطبية، إضافة إلى كميات من الأغذية المعلبة».

توزيع كميات من الأغذية على فلسطينيين يقيمون بإحدى مدارس الأونروا في غزة (الهلال الأحمر الفلسطيني)
توزيع كميات من الأغذية على فلسطينيين يقيمون بإحدى مدارس الأونروا في غزة (الهلال الأحمر الفلسطيني)

وصرح رئيس «هيئة الاستعلامات» التابعة للرئاسة المصرية، ضياء رشوان، بأنه خلال الأيام الثلاثة الماضية: «وصلت قطاع غزة 3 دفعات قوامها 54 من شاحنات المساعدات، محملة بـ457 طناً من الأدوية والمستلزمات الطبية و251 طناً من المواد الغذائية، و87 طناً من المياه». مشيراً إلى استقبال مطار العريش الذي خصصته السلطات المصرية لاستقبال المساعدات الدولية «39 طائرة من دول ومنظمات دولية، كان أحدثها من الكويت والبحرين وتركيا وكينيا والهيئة الدولية للصليب الأحمر».

واستعرض رشوان في مؤتمر صحافي (الثلاثاء) حجم الخسائر البشرية والمادية التي شهدها قطاع غزة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، منتقدا تركيز الإعلام الغربي على الخسائر الإسرائيلية، وما وصفه بـ«أنسنة ضحايا إسرائيل»، في مقابل عرض ضحايا الجانب الفلسطيني كـ«أرقام مجردة».

وجدد رشوان خلال المؤتمر الذي حضره مراسلو وسائل إعلام أجنبية، رفض بلاده الحاسم لأي تداعيات سلبية لما يجري في قطاع غزة على الأمن القومي المصري، عادّا الأمر «خطا أحمر غير مسموح بالاقتراب منه». وشدد على رفض تهجير الفلسطينيين ودفعهم إلى النزوح نحو الأراضي المصرية.

مسؤولون بالهلال الأحمر المصري والفلسطيني خلال تسليم شحنة جديدة من المساعدات (الهلال الأحمر المصري)
مسؤولون بالهلال الأحمر المصري والفلسطيني خلال تسليم شحنة جديدة من المساعدات (الهلال الأحمر المصري)

وكانت مصر شددت في بيان صادر عن الرئاسة المصرية عقب قمة القاهرة للسلام (السبت) على أنها «لن تقبل أبدا بدعاوى تصفية القضية الفلسطينية على حساب أي دولة بالمنطقة، ولن تتهاون للحظة في الحفاظ على سيادتها وأمنها القومي في ظل ظروف وأوضاع متزايدة المخاطر والتهديدات».

وأكد رشوان (الثلاثاء) أن استدامة وانتظام دخول المساعدات إلى قطاع غزة «وفق آليات لا تخضع لتفاوض يتغير من حين إلى آخر يمثلان أولوية مصرية»، مشددا على أن معبر رفح من جانبه المصري «لم ولن يغلق أبدا». ولفت كذلك إلى استمرار المساعي المصرية لإطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة، مؤكداً أن الرؤية المصرية «تربط بين هذا الملف واستدامة الإغاثة واستمرار الدعم الإنساني لقطاع غزة»، ونوه في هذا الصدد بنجاح جهود مصر في إطلاق سراح محتجزتين إسرائيليتين.

وكانت حركة «حماس» أعلنت إطلاق سراح أسيرتين مسنتين «لأسباب إنسانية» بعد وساطة مصرية وقطرية، ووصلت الأسيرتان، وهما أميركيتان إسرائيليتان، (مساء الاثنين) إلى معبر رفح برفقة فريق من «الصليب الأحمر الدولي»؛ حيث تم تسليمهما إلى السلطات المصرية، ومن ثم جرى نقلهما لاحقا إلى إسرائيل.

من جهته، أشار أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة والجامعة الأميركية، طارق فهمي، إلى أن التحركات والاتصالات المصرية بشأن الوضع في قطاع غزة «تتخذ مسارات عدة متوازية سياسية ودبلوماسية وأمنية واستخباراتية»، لافتاً إلى أن القاهرة «تولي الملف الإنساني أولوية قصوى في الوقت الراهن، وتتحرك بقوة في ملف الأسرى والمحتجزين لدى فصائل المقاومة الفلسطينية»، ونوه إلى أن مصر «ليس لديها مانع من التعاون مع أي أطراف أخرى مثل قطر أو غيرها لإحداث تقدم في هذا الملف».

كميات من المساعدات الإنسانية تصل إلى قطاع غزة عبر معبر رفح (الهلال الأحمر الفلسطيني)
كميات من المساعدات الإنسانية تصل إلى قطاع غزة عبر معبر رفح (الهلال الأحمر الفلسطيني)

وأضاف فهمي لـ«الشرق الأوسط» أن «التحركات المصرية تستهدف كذلك (المسار الأهم) وهو وقف إطلاق النار وإعادة تقديم القضية الفلسطينية للعالم، معرباً عن اعتقاده أن القاهرة قد توجه الدعوة قريبا إلى عقد مؤتمر دولي تشارك فيه أطراف الرباعية الدولية (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة)، إضافة إلى بقية الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن لبحث إطلاق تحرك دولي نحو إيجاد حل للأزمة الراهنة».

وشدد أستاذ العلاقات الدولية على أن الاتصالات المصرية خلال الآونة الأخيرة «بعثت برسائل واضحة لفصائل المقاومة الفلسطينية بخطورة الموقف وضرورة التجاوب مع جهود التهدئة»، إضافة إلى رفض مصر أي «إجراءات أحادية» من جانب إسرائيل فيما يتعلق بمستقبل قطاع غزة، مثل إقامة منطقة عازلة أو تقسيم القطاع.


مقالات ذات صلة

إسرائيل حائرة مع السلطة... لا تريدها لكنها متورطة فيها

تحليل إخباري جنود إسرائيليون يعتقلون فتى فلسطينياً هاجم بالحجارة متطرفين يهوداً في مدينة الخليل بالضفة الغربية 16 أبريل الحالي (أ.ف.ب) play-circle

إسرائيل حائرة مع السلطة... لا تريدها لكنها متورطة فيها

العلاقة معقدة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وتبدو حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة حائرة في التعامل مع السلطة التي تريد التخلص منها، ولا تستطيع حتى الآن.

تحليل إخباري متظاهرون في شمال إسبانيا يحرقون دمية على شكل نتنياهو يوم الأحد احتجاجاً على حرب غزة (إ.ب.أ) play-circle 00:14

تحليل إخباري نتنياهو خطط لخطاب درامي مزلزل... فداهمته المفاجآت

كان بنيامين نتنياهو يخطط لخطاب له أثر زلزال، لكن أحداثاً داخل وخارج إسرائيل خربت مساعيه... فكيف حدث ذلك؟

نظير مجلي (تل أبيب)
شمال افريقيا فلسطيني بين الأنقاض يتفقّد مبنىً مدمّراً تعرّض لقصف إسرائيلي في جباليا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب) play-circle

«هدنة غزة» أمام «مرحلة حاسمة» واختبار «الضمانات الدولية»

حرب كلامية تتواصل بين «حماس» وإسرائيل، يحاول كل طرف فيها تسجيل موقف أكثر تشدداً من الآخر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شؤون إقليمية بطريرك القدس بييرباتيستا بيتسابالا يقود قداس عيد الفصح في كنيسة القيامة بالبلدة القديمة الأحد (رويترز)

«فصح الفلسطينيين»... آلام لا تنتهي وآمال بالانتصار

بلا احتفالات، أحيا المسيحيون في الأراضي الفلسطينية عيد الفصح، يوم الأحد، وسط آمال بانتهاء الحرب والانتصار.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي عناصر من «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس»... (غيتي) play-circle

«كتائب القسام» تعلن تنفيذ كمين «كسر السيف» بشمال قطاع غزة

أعلنت «كتائب القسام»؛ الجناح العسكري لحركة «حماس»، الأحد، تنفيذ كمين عسكري أطلقت عليه اسم «كسر السيف» شرق بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)

فرنسا تدعو لاستكمال العملية السياسية الليبية برعاية أممية

السفير الفرنسي لدى ليبيا مصطفى مهراج مع المبعوثة الأممية هانا تيتيه (السفارة)
السفير الفرنسي لدى ليبيا مصطفى مهراج مع المبعوثة الأممية هانا تيتيه (السفارة)
TT
20

فرنسا تدعو لاستكمال العملية السياسية الليبية برعاية أممية

السفير الفرنسي لدى ليبيا مصطفى مهراج مع المبعوثة الأممية هانا تيتيه (السفارة)
السفير الفرنسي لدى ليبيا مصطفى مهراج مع المبعوثة الأممية هانا تيتيه (السفارة)

عدّت سفارة فرنسا لدى ليبيا، أن الجمود السياسي لا يزال يؤجِّج انعدام الأمن والاستقرار في البلاد، بعد مرور 14 عاماً على ثورة 17 فبراير (شباط) التي أطاحت بنظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011.

وقالت السفارة في بيان مقتضب، اليوم (الاثنين)، إن استكمال العملية السياسية بنجاح، بدعم من الأمم المتحدة، هو وحده الذي سيسمح لليبيا باستعادة وحدتها واستقرارها وسيادتها.

بدوره، قال وزير الخارجية المكلف بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، الطاهر الباعور، إنه بحث مع السفير الإيطالي، جانلوكا البريني، مساء الأحد، الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار والتنمية في ليبيا والمنطقة، وسبل تعزيز علاقات التعاون الثنائي في مختلف المجالات.

وزير الخارجية المكلف بحكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة مع سفير إيطاليا (خارجية الوحدة)
وزير الخارجية المكلف بحكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة مع سفير إيطاليا (خارجية الوحدة)

وشدَّد الباعور على أهمية استمرار التنسيق والتشاور بين البلدين بما يخدم المصالح المشتركة، ويسهم في دعم الاستقرار والتنمية في ليبيا والمنطقة.

من جهة أخرى، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط، اليوم (الاثنين)، استئناف شركة «الهروج للعمليات النفطية» الإنتاج من البئر (بي - 102) في حقل آمال (في - 12)، بعد استكمال أعمال صيانة متكاملة حقَّقت معدل إنتاج يومياً قدره 1500 برميل، بعد توقف لأكثر من عام ونصف العام.

وأدرجت المؤسسة، هذه الجهود في إطار تنفيذ خطتها لرفع الإنتاج، وإعادة تشغيل الآبار المتوقفة، وتعزيز جاهزية البنية التحتية.

من جانب آخر، أكد رئيس أركان القوات الموالية لحكومة «الوحدة»، الفريق أول محمد الحداد، أهمية التمرين التعبوي الذى حضر تنفيذه داخل معسكر «الكتيبة 110»، التابعة لـ«اللواء 53 مشاة»، ضمن الخطة التدريبية للعام الحالي، مشيداً بتميزه، «وتنفيذه على الأسس والقواعد الصحيحة بكفاءة عالية».

مشروعات تنموية

وفيما يتعلق بالمشروعات التنموية، شارك القائد العام لـ«الجيش الوطني»، المشير خليفة حفتر، مساء الأحد، رفقة رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب أسامة حماد، في افتتاح بعض المشروعات الخدمية والتنموية في مدينة مرزق بجنوب البلاد.

مشاركة حفتر في افتتاح مشروعات بمدينة مرزق (الحكومة المكلفة من مجلس النواب)
مشاركة حفتر في افتتاح مشروعات بمدينة مرزق (الحكومة المكلفة من مجلس النواب)

وعدّت الحكومة هذه المشروعات «نقلةً نوعيةً» في مسار عودة المدينة إلى الحياة، على الصعيدَين الخدمي والتنموي، بعد سنوات من التهميش، وافتقارها لأدنى مقومات الخدمات الأساسية.

ووفقاً لمجلس النواب، حضر الافتتاح عدد من أعضائه برئاسة النائب الثاني لرئيسه مصباح دومة، والقيادات الأمنية والعسكرية، وعمداء البلديات، والمشايخ، والأعيان، والحكماء، ومؤسسات المجتمع المدني بالمنطقة الجنوبية.

وعلى صعيد آخر، أعلنت بلدية الأصابعة بغرب ليبيا تضرر 5 منازل من «الحرائق الغامضة» التي تندلع من وقت إلى آخر، من بينها منزل يتعرَّض للضرر للمرة الأولى، مشيرةً إلى تسجيل 12 حالة اختناق.

وبحسب بلدية الأصابعة، فقد بلغ عدد المنازل المتضررة 231 منزلاً.