تقارير تركية: الانسحاب الأميركي من سوريا على أجندة ترمب

غموض بسبب موقف «البنتاغون»... وأنقرة تتحرك لإقناعه

قوات أميركية في شمال شرقي سوريا (رويترز)
قوات أميركية في شمال شرقي سوريا (رويترز)
TT

تقارير تركية: الانسحاب الأميركي من سوريا على أجندة ترمب

قوات أميركية في شمال شرقي سوريا (رويترز)
قوات أميركية في شمال شرقي سوريا (رويترز)

ذكرت تقارير تركية أن انسحاب القوات الأميركية من سوريا مُدرَج على جدول أعمال الرئيس دونالد ترمب. وبينما يسود الغموض وتتصاعد التساؤلات في أنقرة عن موقف ترمب، وهل ينفذ خطته التي أعلنها خلال ولايته الأولى، ويسحب القوات الأميركية من سوريا على الرغم من معارضة المسؤولين العسكريين في وزارة الدفاع (البنتاغون) والكونغرس لهذه الخطوة، نقلت صحيفة «حرييت»، القريبة من الحكومة التركية عن المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن موضوع الانسحاب مطروح على الأجندة، وأن القرار فيه يعود للرئيس.

الانسحاب الأميركي من سوريا

وقالت الصحيفة، السبت، إن ليفيت ردت على سؤال لممثلها في واشنطن بشأن ما إذا كان الرئيس الأميركي يخطط لسحب القوات من سوريا على المدى القريب، قائلة: «بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة الأميركية، يحتفظ الرئيس ترمب بالحق في مراجعة نشر القوات في الخارج».

المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت (أ.ب)

وعما إذا كان هذا الموضوع مطروحاً للنقاش حالياً، أجابت ليفيت بـ«نعم»، بحسب ما ذكرت الصحيفة التركية.

وقال ترمب، في تصريحات، الخميس، بشأن ما إذا كان سيتم سحب نحو 2000 جندي أميركي من سوريا، إن بلاده ستتخذ قراراً بشأن سوريا فيما يتعلق ببقاء القوات الأميركية هناك، دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل.

وعندما سُئِل عن تقارير إسرائيلية مفادها أن إدارته نقلت رسالة إلى إسرائيل مضمونها أنها ستسحب قواتها من سوريا، قال ترمب: «لم أقل إنني سأسحب القوات الأميركية من سوريا، ولا أعرف مصدر هذه التقارير. أميركا ليست منخرطة في سوريا... فسوريا لديها مشاكلها الخاصة، وما يكفي من الفوضى، وليست لديهم حاجة لوجودنا هناك».

وتترقب تركيا موقف ترمب من مسألة الانسحاب؛ إذ ترغب في وقف الدعم الأميركي لـ«وحدات الشعب» الكردية، التي تقود «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، وتعتبرها أنقرة تنظيماً إرهابياً يهدد أمنها وامتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني»، الذي تصنفه وحلفاؤها الغربيون، وفي مقدمتهم أميركا، منظمة إرهابية.

ترمب متحدثاً للصحافيين في البيت الأبيض (أ.ب)

وقال ترمب، عقب سقوط نظام بشار الأسد، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إن الجيش الأميركي يجب أن يبقى بعيداً عن سوريا، ولمح إلى أن الانسحاب يتوقف على تركيا.

لكن وزارة الدفاع الأميركية أكدت أن مهمة قواتها لهزيمة «داعش» لا تزال مستمرة في سوريا، وأن دعم شركائها المحليين على الأرض (وحدات «حماية الشعب الكردية» - «قسد») سيستمر لضمان عدم تمكين التنظيم من إعادة تأسيس ملاذ آمن في سوريا.

تحركات تركية

وطرحت تركيا، مراراً، منذ سقوط حكم الأسد، أن تتولى الإدارة السورية الجديدة حراسة السجون التي يُوجَد بها عناصر «داعش» وأسرهم الخاضعة لحراسة «قسد»، مؤكدة أنه لم يعد للتنظيم وجود على الأرض يمكنه أن يشكل تهديداً، وأنها ستدعم إدارة دمشق في حراسة السجون.

وأخيراً، دعت تركيا إلى عمليات مشتركة مع العراق وإدارة دمشق ضد «حزب العمال الكردستاني» و«الوحدات الكردية - قسد»، و«داعش»، كما يجري الحديث عن محور موسع يضم الأردن، وقد يضم أيضاً إيران المتضررة من نشاط «العمال الكردستاني».

"البنتاغون" يعارض انسحاب القوات الأميركية من سوريا (رويترز)

وحتى الآن، لم توافق «قسد» على الانضمام إلى جيش سوري موحد تسعى إدارة دمشق الجديدة لتشكيله.

بالتوازي، بحث وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، التطورات الإقليمية والوضع في سوريا.

وذكرت مصادر في وزارة الخارجية التركية، ليل الجمعة - السبت، أن الوزيرين «بحثا التطورات الإقليمية والوضع في سوريا، وتم التأكيد على تركيا وروسيا لوحدة سوريا السياسية، وأهمية أن تكون عملية الانتقال السياسي فيها شاملة».

اشتباكات شرق حلب

في الوقت ذاته، استمر التصعيد والاشتباكات العنيفة بين القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني السوري» الموالية لأنقرة و«قسد» على محاور القتال في شرق حلب.

انفجار سيارة ملغمة قرب موقع للقصائل الموالية لتركيا في منبج (إكس)

وقُتِل 9 من عناصر الفصائل وأُصيب 15 آخرون، بينهم مدنيون، بجروح، نتيجة انفجار آلية ملغمة بالقرب من موقع عسكري تابع للفصائل في منبج شرق حلب. ويُعد هذا الانفجار الخامس في المدينة منذ انتزاع الفصائل المدعومة من تركيا عليها في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

في الوقت ذاته، نفذت «قسد» هجمات على مواقع متفرقة للقوات التركية والفصائل الموالية لها في ريف حلب الشرقي، ودمرت دبابة ونظام رادار تابعاً للجيش التركي على محور جسر قره قوزاق، إثر استهداف نفذته «وحدات حماية المرأة» التابعة لها لقاعدة تركية في المنطقة بالطائرات المسيرة.

كما استهدفت «قسد» نقاطاً عدة للفصائل في جنوب وشرق منبج؛ ما أسفر عن مقتل 10 من عناصر الفصائل، وهاجمت، بالطيران المسير، موقعاً للفصائل على محور دير حافر، ما أدى إلى تدميره.

"قسد" تصعد هجماتها على الفصائل الموالية لتركيا في شرق حلب (أ.ف.ب)

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، السبت، بمقتل مدني وإصابة 3 آخرين بجروح متفاوتة، جراء استهداف مسيرة تركية للمدنيين المعتصمين عند سد تشرين في ريف منبج - شرق حلب.

تحذير من انهيار سد تشرين

بدورها، حذَّرت «الإدارة الذاتية»، الكردية، في عين العرب (كوباني)، من استمرار الهجمات التركية على منطقة سد تشرين، مؤكدةً أن تركيا تريد احتلال المدينة.

وقال «مجلس الشعوب» بالمدينة، في بيان، السبت، إن تركيا والفصائل الموالية لها، تهدف، عبر محاولاتها السيطرة على سد تشرين الاستراتيجي الذي يغذي المنطقة بالكهرباء والمياه، إلى ترهيب المدنيين وتهجيرهم، بغية إفراغ المنطقة من سكانها الأصليين وإجراء تغيير ديموغرافي فيها.

وحذر البيان من أن انهيار سد تشرين بفعل الضربات بالطيران المسير والحربي التركي سيؤدي إلى انهيار السدود التالية له وتعريض حياة الملايين على ضفتي نهر الفرات في سوريا والعراق للخطر، إضافة إلى خطر حدوث كارثة بيئية وزراعية.

قصف تركي على محيط سد تشرين (أ.ف.ب)

ولفت إلى أن الهجوم التركي على السد له هدف أبعد، وهو احتلال المزيد من مناطق شرق الفرات، خصوصاً مدينة كوباني (عين العرب)، التي تمَّت هزيمة «داعش» فيها، والتي تُعتبر رمزاً دولياً لمقاومة الإرهاب ودحره.

وناشد البيان التحالف الدولي للحرب ضد «داعش»، والمجتمع الدولي، والمنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان بذل الجهود لردع «العدوان» التركي على هذه المنطقة، وعلى منشآتها الخدمية، واستهداف السكان.


مقالات ذات صلة

البيت الأبيض: تحصيل 235 مليار دولار من الرسوم الجمركية منذ يناير

الاقتصاد ترمب يلقي كلمة داخل البيت الأبيض (رويترز)

البيت الأبيض: تحصيل 235 مليار دولار من الرسوم الجمركية منذ يناير

أعلن البيت الأبيض، أن الخزانة الأميركية حصَّلت 235 مليار دولار من الرسوم الجمركية منذ بداية العام الحالي وحتى الآن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يستبعد نحو 30 دبلوماسياً من مناصبهم كسفراء

تستدعي إدارة الرئيس الأميركي نحو 30 دبلوماسياً من مناصبهم كسفراء ومناصب عليا أخرى في السفارات بهدف إعادة تشكيل الموقف الدبلوماسي حول رؤية «أميركا أولاً».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية صواريخ باليستية إيرانية تُرى خلال عرض عسكري في طهران (أرشيفية - رويترز)

إيران: برنامجنا الصاروخي دفاعيّ وليس قابلاً للتفاوض

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، اليوم الاثنين، إن البرنامج الصاروخي الإيراني دفاعيّ وليس قابلاً للتفاوض.

«الشرق الأوسط» «الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ حاكم ولاية لويزيانا الأميركية جيف لاندري (أ.ب) play-circle

الدنمارك «غاضبة» بعد تعيين أميركا «مبعوثاً خاصاً» إلى غرينلاند

أعلن الرئيس الأميركي، الأحد، أنه سيعين حاكم لويزيانا مبعوثاً خاصاً لأميركا إلى غرينلاند، الإقليم الشاسع الذي صرّح ترمب بأن الولايات المتحدة بحاجة للاستحواذ عليه

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أميركا اللاتينية ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا (أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تطارد ناقلة نفط تقترب من فنزويلا

تطارد الولايات المتحدة سفينة في منطقة البحر الكاريبي كانت تقترب من فنزويلا في إطار الحصار الذي فرضته واشنطن على ناقلات النفط المرتبطة بكراكاس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

عون يرحب بمشاركة إيطاليا ودول أوروبية أخرى في أي قوة بديلة لـ«اليونيفيل»

الرئيس اللبناني جوزيف عون (يمين) يصافح وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروسيتو خلال استقباله في قصر بعبدا (الوكالة الوطنية للإعلام)
الرئيس اللبناني جوزيف عون (يمين) يصافح وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروسيتو خلال استقباله في قصر بعبدا (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT

عون يرحب بمشاركة إيطاليا ودول أوروبية أخرى في أي قوة بديلة لـ«اليونيفيل»

الرئيس اللبناني جوزيف عون (يمين) يصافح وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروسيتو خلال استقباله في قصر بعبدا (الوكالة الوطنية للإعلام)
الرئيس اللبناني جوزيف عون (يمين) يصافح وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروسيتو خلال استقباله في قصر بعبدا (الوكالة الوطنية للإعلام)

أبلغ الرئيس اللبناني جوزيف عون، وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروسيتو خلال استقباله، اليوم (الاثنين)، في قصر بعبدا ببيروت، بأن «لبنان يرحب بمشاركة إيطاليا ودول أوروبية أخرى في أي قوة تحل محل القوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) بعد اكتمال انسحابها في عام 2027»، وفق ما نقلته الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.

وأوضح عون أن هذا الترحيب يأتي «لمساعدة الجيش اللبناني في حفظ الأمن والاستقرار على الحدود اللبنانية الجنوبية، بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من التلال والأراضي التي تحتلها».

وأوضح عون أن «خيار التفاوض» الذي تعتمده بيروت مع تل أبيب «هدفه وقف الأعمال العدائية وتحقيق الانسحاب الإسرائيلي وإعادة الأسرى المعتقلين في إسرائيل، وإعادة السكان الجنوبيين إلى قراهم وممتلكاتهم»، مؤكداً أن «لبنان ينتظر خطوات إيجابية من الجانب الإسرائيلي، ونعتمد على دول صديقة مثل إيطاليا، للدفع في اتجاه إنجاح العملية التفاوضية».

وشدد الرئيس اللبناني على أن بلاده «محبة للسلام ولا تريد الحرب؛ بل حفظ الأمن وحماية الحدود وبسط سيادة الدولة»، مضيفاً أن هذا «ما يجب أن يتولاه الجيش اللبناني بالتعاون مع الدول الصديقة الراغبة في مساعدته، لا سيما أننا تعلمنا من الحروب المتتالية على أرضنا أنه لا يمكن أن ينتصر فريق على آخر، ولا بد في النهاية من التفاوض».

ولفت عون إلى أن الجيش اللبناني «هو العمود الفقري لضمان الاستقرار؛ ليس في لبنان فحسب، بل في المنطقة كلها» التي تتأثر بالوضع الأمني في لبنان، وأشار إلى «أهمية توفير الدعم» للجيش «الذي لا تقتصر مهماته على الحدود فقط؛ بل على كل لبنان».

بدوره، شدد وزير الدفاع الإيطالي على دعم بلاده للبنان في المجالات كافة، لا سيما في مجال حفظ الأمن والاستقرار في الجنوب.

وأشار كروسيتو إلى أن بلاده «ترغب في إبقاء قوات لها في منطقة العمليات الدولية جنوب نهر الليطاني بعد انسحاب (اليونيفيل) منها»، لافتاً إلى وجود «دول أوروبية أخرى تنوي أيضاً اتخاذ الموقف نفسه»، وقال إن «هذه الخطوة تهدف إلى دعم الجيش اللبناني في مهامه بالجنوب، لأن إيطاليا تعتبر أن أمن لبنان والمنطقة والبحر المتوسط يتحقق من خلال تعزيز دور الجيش اللبناني وتوفير الإمكانات الضرورية له».

وأشار إلى أن بلاده «تواصل اتصالاتها بهدف تثبيت الاستقرار في جنوب لبنان، وتتابع تطورات التفاوض، وسوف تعمل كي تتحقق نتائج عملية منه، لأنه لا مصلحة لأحد في استمرار التوتر في الجنوب، وعلى إسرائيل أن تدرك هذا الأمر جيداً».

وأكد أن المساعدات الإيطالية للجيش اللبناني سوف تستمر «وفق ما تم الاتفاق عليه مع وزير الدفاع اللبناني خلال محادثاتهما» اليوم.


الجيش الإسرائيلي يعلن قصف أهداف لـ«حزب الله» في صيدا

الدخان يتصاعد من موقع غارة إسرائيلية استهدفت جنوب لبنان في 18 ديسمبر (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من موقع غارة إسرائيلية استهدفت جنوب لبنان في 18 ديسمبر (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يعلن قصف أهداف لـ«حزب الله» في صيدا

الدخان يتصاعد من موقع غارة إسرائيلية استهدفت جنوب لبنان في 18 ديسمبر (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من موقع غارة إسرائيلية استهدفت جنوب لبنان في 18 ديسمبر (أ.ف.ب)

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الاثنين، قصف عدة أهداف تابعة لـ«حزب الله» في صيدا بجنوب لبنان.

وتُواصل إسرائيل تنفيذ غارات جوية على مناطق مختلفة في لبنان تقول إنها تهدف إلى منع «حزب الله» من إعادة بناء قدراته، بعد تكبده خسائر كبيرة في الحرب الدامية بين الطرفين، التي استغرقت أكثر من عام قبل وقف هشّ لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.

ومنذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، قبل أكثر من عام، قُتل قرابة 340 شخصاً بغارات إسرائيلية في لبنان، وفق حصيلةٍ أعدّتها «وكالة الصحافة الفرنسية» استناداً إلى بيانات وزارة الصحة.

ونصّ اتفاق وقف إطلاق النار على وقف الأعمال القتالية، وانسحاب «حزب الله» إلى شمال الليطاني، وصولاً إلى نزع سلاحه في كل لبنان، وعلى انسحاب الجيش الإسرائيلي من المواقع التي تقدّم إليها خلال الحرب الأخيرة. إلا أن إسرائيل تُبقي على خمسة مواقع استراتيجية داخل الأراضي اللبنانية، بينما يرفض «حزب الله» نزع سلاحه مشيراً إلى أن الاتفاق يلحظ فقط منطقة شمال الليطاني الحدودية. وأقرّت السلطات اللبنانية خطة لنزع سلاح «حزب الله»، تطبيقاً للاتفاق، بدأ الجيش تنفيذها، على أن تنتهي المرحلة الأولى التي تشمل المنطقة الحدودية مع إسرائيل (جنوب الليطاني) بحلول نهاية العام. لكنّ إسرائيل صعّدت غاراتها الجوية، في الأِسابيع الأخيرة، متهمة «حزب الله» بإعادة بناء قدراته ومشككة في فاعلية الجيش اللبناني.


إسرائيل تهدم مبنى سكنياً في القدس الشرقية... وتهجّر عشرات الفلسطينيين

رجل فلسطيني يشاهد القوات الإسرائيلية وهي تهدم المبنى السكني في القدس الشرقية (رويترز)
رجل فلسطيني يشاهد القوات الإسرائيلية وهي تهدم المبنى السكني في القدس الشرقية (رويترز)
TT

إسرائيل تهدم مبنى سكنياً في القدس الشرقية... وتهجّر عشرات الفلسطينيين

رجل فلسطيني يشاهد القوات الإسرائيلية وهي تهدم المبنى السكني في القدس الشرقية (رويترز)
رجل فلسطيني يشاهد القوات الإسرائيلية وهي تهدم المبنى السكني في القدس الشرقية (رويترز)

شرعت آليات تابعة للسلطات الإسرائيلية، الاثنين، في هدم مبنى من أربعة طوابق في القدس الشرقية يقطنه أكثر من 100 فلسطيني بحجة البناء دون ترخيص، في خطوة اعتبرها سكان «مأساة»، وأكدت منظمات حقوقية أنها الأكبر من نوعها خلال عام 2025.

ونددت محافظة القدس التابعة للسلطة الفلسطينية بالهدم، ووضعته في إطار «سياسة ممنهجة من التهجير القسري».

ووصل ثلاث آليات إلى الحي الواقع في بلدة سلوان قرب البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة، وسط طوق أمني من الشرطة الإسرائيلية، وشرعت بهدم المبنى الذي كانت تقطنه أكثر من عشر عائلات، بينهم نساء وأطفال ومسنّون.

وقال عيد شاور الذي كان يقطن في شقة بالمبنى مع زوجته وخمسة أطفال، إن الهدم «مأساة لجميع السكان».

الآليات الإسرائيلية تهدم المبنى السكني الواقع في بلدة سلوان بالقدس الشرقية (أ.ف.ب)

وأضاف لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كسروا الباب ونحن نيام. طلبوا أن نغيّر ملابسنا ونأخذ الأوراق والوثائق الضرورية فقط. لم يسمحوا لنا بإخراج الأثاث». وأكد أنه «لا مكان لديّ لأذهب إليه»، وأن العائلة المؤلفة من سبعة أفراد ستضطر للبقاء في مركبته.

ورصدت الوكالة الفرنسية ثلاث حفارات تعمل على هدم المبنى أمام أعين الأهالي. وقالت سيدة بحسرة وألم أثناء متابعتها العملية: «هذه غرفة نومي».

ويعاني الفلسطينيون في القدس الشرقية من أزمة سكن، ولا تمنحهم البلدية الإسرائيلية إذن بناء إلا بأعداد نادرة لا تتوافق مع الزيادة السكانية.

ويقول الفلسطينيون ونشطاء حقوق الإنسان إن هذا المنع لا يراعي النمو الديمغرافي، ويسبّب نقصاً في المساكن.

جرافات إسرائيلية تشارك في عملية الهدم (إ.ب.أ)

وتنفذ السلطات الإسرائيلية بانتظام عمليات هدم لما تعتبره أبنية غير قانونية بناها فلسطينيون في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين.

ويطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية، في حين تعتبر إسرائيل المدينة بأكملها عاصمتها «الموحدة».

ويعيش أكثر من 360 ألف فلسطيني في القدس الشرقية، بالإضافة إلى نحو 230 ألف إسرائيلي.

ووصفت محافظة القدس التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله الهدم بأنه «جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، تأتي في سياق سياسة ممنهجة تستهدف تهجير المواطنين الفلسطينيين قسراً، وتفريغ مدينة القدس من سكانها الأصليين».

الآليات الإسرائيلية تقوم بهدم المبنى السكني في القدس الشرقية (رويترز)

وفي بيان مشترك، قالت منظمتا «عير عميم» و«بمكوم» الحقوقيتان الإسرائيليتان إن هدم المبنى بدأ «دون إنذار مسبق»، وقبل ساعات من اجتماع كان مقرراً بين محامي العائلات ومسؤول في بلدية القدس لـ«مناقشة إجراءات ممكنة لتسوية أوضاع المبنى».

وبحسب المنظمتين، فإن العملية تمثل «أكبر عملية هدم نُفذت في القدس خلال عام 2025»، مشيرتين إلى أن «نحو 100 عائلة من القدس الشرقية فقدت منازلها هذا العام».

ورداً على استفسارات «وكالة الصحافة الفرنسية»، قالت بلدية القدس الإسرائيلية إن المبنى «بُني دون ترخيص»، وإن «أمر هدم قضائياً سارٍ ضد المبنى منذ عام 2014». وأشارت إلى أن الأرض المقام عليها المبنى «مصنفة لأغراض الترفيه والرياضة»، وليست للسكن.

إخلاءات في بيت لحم

إلى ذلك، أخطرت القوات الإسرائيلية اليوم عائلات فلسطينية بوقف بناء وإخلاء خمسة منازل في شرق بيت لحم ومخيم جنين بالضفة الغربية.

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن مصادر أمنية قولها إن «قوات الاحتلال الإسرائيلي أخطرت ، اليوم ، بوقف بناء أربعة منازل في قرية العساكرة شرق بيت لحم بحجة عدم الترخيص».

بدورها، قالت مصادر محلية إن «قوات الاحتلال دفعت بآليات عسكرية ومعدات ثقيلة ومعدات هندسية وآليات تعبيد شوارع إلى مخيم جنين ، كما أخطرت
عائلات في عمارة الزهراء في محيط المخيم بإخلاء منازلهم تمهيدا لبدء أعمال تعبيد شوارع في المكان».

وأشارت الوكالة إلى أن عدوان الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها متواصل منذ 21 يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث تفيد تصريحات رسمية لبلدية
جنين بأن «الاحتلال هدم قرابة 40 % من مخيم جنين، فيما يواصل فتح شوارع جديدة في المخيم وهدم بنايات وتغيير جغرافيته».