«قسد» تنفذ عملية «انتقامية» ضد القوات الحكومية شرق دير الزور

تجدد المساعي الروسية لتهدئة التصعيد شرق سوريا

«قسد» تنفذ عملية «انتقامية» ضد القوات الحكومية شرق دير الزور
TT

«قسد» تنفذ عملية «انتقامية» ضد القوات الحكومية شرق دير الزور

«قسد» تنفذ عملية «انتقامية» ضد القوات الحكومية شرق دير الزور

بعد وصول وفد روسي عسكري روسي إلى المربع الأمني التابع لدمشق في مدينة الحسكة قادماً من مدينة القامشلي للقاء المحافظ وقادة عسكريين، توجه عدد من ضباط اللجنة الأمنية في المنطقة الشرقية التابعة للحكومة إلى بلدة (البوليل) على الضفة الغربية من نهر الفرات شرق دير الزور، التي تعرضت مع بلدتي (الكشمة والطوب) لهجوم من «قوات سوريا الديمقراطية» فجر الاثنين.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، توجه الوفد للقاء محافظ الحسكة وقادة عسكريين من القوات الحكومية، «لمناقشة آلية تهدئة الأوضاع مع (قوات سوريا الديمقراطية) وفك الحصار عن المربعين الأمنيين في القامشلي والحسكة»، وسط استمرار حالة الاستنفار الأمني في القامشلي، وتأهب القوات الحكومية للضغط على «قسد» للإفراج عن نحو 20 أسيراً ومعتقلاً، بينهم ضابطان برتبة عميد، جرى اعتقالهم بأوقات مختلفة وفي مناطق متفرقة على الحواجز الأمنية.

وتأتي التحركات الروسية بعد فشل مفاوضات أجراها الجانب الروسي مع «قسد» في القامشلي في التاسع من الشهر الجاري، لفك الحصار عن المربعات الأمنية في القامشلي والحسكة.

بلدة هجين بريف دير الزور الشرقي وعودة مظاهر الحياة لها يوم الخميس (الشرق الأوسط)

في غضون ذلك، أعلنت القيادة العامة لمجلس دير الزور العسكري التابع لـ«قسد»، تنفيذ عملية هجومية ضد القوات الحكومية والميليشيات الرديفة لها على الضفة الغربية من نهر الفرات، فجر الاثنين؛ وذلك «انتقاماً» لضحايا «مجزرة الدحلة وجديدة البكارة» الذين قتلوا بقصف مدفعي من القوات الحكومية وميليشيا «الدفاع الوطني» الرديفة، بحسب بيان مجلس دير الزور العسكري، الذي جاء فيه أنه تم تنفيذ «عملية انتقامية واسعة»، استهدفت الإغارة على ثلاث نقاط عائدة للقوات الحكومية السورية والميليشيات الرديفة لها في الضفة الغربية لنهر الفرات، وأسفرت العملية عن مقتل 18 من عناصر القوات الحكومية وجرح آخرين، إضافة إلى مقتل عنصرين آخرين بعملية قنص للقوات مجلس دير الزور، التي سيطرت على كمية من التجهيزات العسكرية.

وأوضح البيان، أنه أثناء العملية تمت مداهمة نقاط القوات الحكومية التي انطلقت منها الهجمات على مناطق «قسد» وبشكل متزامن، وهي ثلاث قرى: «الكشمة والبوليل والطوب» في الضفة الغربية لنهر الفرات، حيث «حققت أهدافها بدقة».

وتوعدت قوات مجلس دير الزور العسكري بأن العملية تعد تحذيراً للقوّات الحكومية والميليشيات الرديفة، مع التأكيد على قدرة القوات في الوصول لجميع النقاط العسكرية التي تنطلق منها الهجمات ضد «قسد».

وتعد هذه المرة الأولى التي تعلن فيها «قسد» عن تنفيذ عملية ضد القوات الحكومية السورية بهذا الحجم، منذ عام 2017 الذي شهد تقاسماً ضمنياً لمناطق النفوذ شرق وشمال سوريا.

ونعت صفحات إعلامية سورية في وسائل التواصل الاجتماعي النقيب خير الله بلال من أبناء ريف جبلة، الذي قتل في كمين قرية الكشمة الذي نفذته «قسد» فجر الاثنين.

ولليوم السادس على التوالي تجددت الاشتباكات بين «قوات العشائر» المدعومة من دمشق وطهران، ومعها القوات الحكومية من جهة، وقوات «قسد» المدعومة من واشنطن من جهة أخرى، وسط سقوط مزيد من الضحايا بين قتلى وجرحى واستمرار نزوح المدنيين.

وتعرضت قرى أبو حمام والكشكية والبصيرة الخاضعة لسيطرة «قسد» لقصف متبادل بالمدفعية الثقيلة، ليل الأحد - الاثنين، لأكثر من أربع ساعات عبر ضفتي الفرات مما تسبب بإصابة منازل سكنية ونشوب حرائق ضخمة في المزارع، كما شهدت المنطقة حركة نزوح للأهالي خشية وقوع مجازر جديدة مع توسع القصف نحو قرى وبلدات أخرى على ضفتي النهر في البصيرة والصبحة والميادين وجديد عكيدات وموحسن، بحسب مصادر محلية متقاطعة.

وأعلن «مجلس دير الزور العسكري» في وقت سابق، أن القوات الحكومية و«الدفاع الوطني» الرديفة شنا هجوماً برياً ومحاولات تسلل على مناطق سيطرة «قسد» على ضفتي نهر الفرات، تحت غطاء من قصف مدفعي كثيف. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل 25، بينهم قيادات، وإصابة عشرة آخرين، فيما قُتل اثنان من عناصر «قسد» وأصيب عشرة آخرون خلال عمليات التمشيط.

«المرصد السوري لحقوق الإنسان»، قال إن مناطق في دير الزور تشهد تصعيداً خطيراً منذ أيام، و«قصفاً برياً، واشتباكات أدت إلى سقوط عدد كبير من القتلى والشهداء والمصابين بين العسكريين والمدنيين»، وقد حشدت تعزيزات عسكرية إلى مواقع الاشتباكات، فيما «عاش المدنيون حالة من الرعب الشديد وسط موجة نزوح واسعة بعيداً عن مناطق القصف والاشتباكات».

ووثق المرصد خلال الأيام الأربعة الأولى من التصعيد، مقتل 16 مدنياً، بينهم 7 أطفال، إلى جانب مقتل عنصرين من قوات سوريا الديمقراطية و8 من المجموعات المحلية الموالية لإيران، بالإضافة إلى إصابة 35 مدنياً و7 عسكريين.

مقاتلو العشائر في بلدة غرانيج بريف دير الزور الغربي (نشطاء إعلاميون)

وكانت «قوات العشائر» التي يتزعمها إبراهيم الهفل، وتضم مسلحين من عشائر عربية، خاصة من العكيدات، بدأت في السابع من أغسطس (آب) الجاري، هجوماً واسعاً على مواقع وبلدات تحت سيطرة «قسد» شمال نهر الفرات شرق سوريا، بمساندة ميليشيات مدعومة من طهران والقوات الحكومية. وردت «قسد» على الهجوم بمحاصرة المربعات الأمنية التابعة لدمشق داخل الحسكة والقامشلي، وقطع طرق الوصول إليها.

واتهمت دمشق «قسد» بزيادة معاناة المدنيين، من خلال قطع المياه ومنع وصول الطحين إليهم في المناطق المحاصرة.


مقالات ذات صلة

الفصائل الموالية لتركيا ترفع استعداداتها بعد تلويح إردوغان بعملية

شؤون إقليمية القوات التركية تتحرك على محاور التماس مع «قسد» في شمال وشرق سوريا (المرصد السوري)

الفصائل الموالية لتركيا ترفع استعداداتها بعد تلويح إردوغان بعملية

رفعت فصائل «الجيش الوطني السوري» الموالي لتركيا من درجة استعدادها، في ظل احتمال شن عملية تركية موسعة في شمال وشرق سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية القصف التركي على مواقع «قسد» يركز على حقول النفط ومحطات الكهرباء والبنى التحتية (الإدارة الذاتية- إكس)

تركيا مستمرة في تصعيد ضرباتها على «قسد» وتدفع بتعزيزات إلى شرق سوريا

دفعت القوات التركية بتعزيزات لقواعدها في شمال محافظة الرقة، شمال سوريا، في ظل استمرار ضرباتها الجوية لمواقع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في شمال وشرق سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي أهالي القامشلي يشيعون في موكب مهيب 7 موظفين ضحايا جراء القصف التركي على محطة السويدية للنفط (الشرق الأوسط)

أكراد سوريون يخشون هجوماً تركياً جديداً ضد «الإدارة الذاتية»

يشعر غالبية سكان مدينة القامشلي بالقلق على مستقبل «الإدارة الذاتية» ومناطق سيطرتها بعد 10 سنوات على تأسيسها.

كمال شيخو (القامشلي)
المشرق العربي رجلان على دراجة نارية وخلفهما منشأة نفطية تعرَّضت لقصف تركية في محافظة الحسكة الجمعة (أ.ف.ب)

عشرات الضحايا بغارات تركية مكثفة على شمال شرقي سوريا

جدّدت تركيا غاراتها الجوية المكثفة على مناطق متفرقة في إقليم «شمال شرقي سوريا» منذ فجر الجمعة.

كمال شيخو (القامشلي)
شؤون إقليمية جانب من مباحثات إردوغان وبوتين على هامش قمة مجموعة «بريكس» في قازان جنوب روسيا (الرئاسة التركية)

إردوغان طلب من بوتين دفع التطبيع بين أنقرة ودمشق

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنه طلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دفع الاتصالات بين أنقرة ودمشق لتطبيع العلاقات ولمَّحَ إلى عملية عسكرية في شمال سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

تعويل لبناني على «خسائر إسرائيل» لوقف الحرب

عناصر في الجيش اللبناني في حارة صيدا على مقربة من المبنى الذي تم استهدافه الأحد بغارة إسرائيلية (رويترز)
عناصر في الجيش اللبناني في حارة صيدا على مقربة من المبنى الذي تم استهدافه الأحد بغارة إسرائيلية (رويترز)
TT

تعويل لبناني على «خسائر إسرائيل» لوقف الحرب

عناصر في الجيش اللبناني في حارة صيدا على مقربة من المبنى الذي تم استهدافه الأحد بغارة إسرائيلية (رويترز)
عناصر في الجيش اللبناني في حارة صيدا على مقربة من المبنى الذي تم استهدافه الأحد بغارة إسرائيلية (رويترز)

يسود انطباع في لبنان مفاده أنه لا يوجد طريق لوقف الحرب الإسرائيلية البرية ضد «حزب الله»، في ظل غياب الحراك السياسي الجدي، إلا بارتفاع الخسائر في صفوف المهاجمين من الجيش الإسرائيلي.

وبانتظار ما ستؤول إليه المفاوضات الدبلوماسية التي يربطها كثيرون بنتائج الميدان، تحتدم المعارك على الأرض؛ حيث يتم تسجيل مواجهات يومية بين الطرفين.

وأفاد الإعلام العبري، أمس (الأحد)، بمقتل نحو 27 جندياً وضابطاً في معارك جنوب لبنان وغزة خلال الأسبوع الأخير، إضافة إلى إصابة 88 عسكرياً في معارك لبنان خلال 18 ساعة.

وتساءل رئيس «مركز الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري - أنيجما» رياض قهوجي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «هل الخسائر التي يتكبدها الجيش الإسرائيلي اليوم متوقعة أو مقبولة بعدما بات يخسر بشكل يومي بين 4 و5 جنود، إضافة إلى الجرحى، أم لا تزال ضمن الهامش المقبول لهم؟». ويضيف قائلاً: «هذا الأمر سيتحدد في المستقبل القريب، بحيث إذا استمرّت المعركة أسابيع، فهذا يعني أنها متوقعة بالنسبة إليهم، وإذا توقفت خلال أيام يعني ذلك أنها تفوق توقعاتهم وسيعيدون حساباتهم».