مصادر لـ«الشرق الأوسط»: مقتل اثنين من أعضاء المكتب السياسي لـ«حماس» و3 قادة عسكريين في غارة بغزة

روحي مشتهى (وسائل إعلام فلسطينية)
روحي مشتهى (وسائل إعلام فلسطينية)
TT
20

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: مقتل اثنين من أعضاء المكتب السياسي لـ«حماس» و3 قادة عسكريين في غارة بغزة

روحي مشتهى (وسائل إعلام فلسطينية)
روحي مشتهى (وسائل إعلام فلسطينية)

كشفت مصادر قريبة من حركة «حماس»، الجمعة، أن إسرائيل تمكنت من اغتيال اثنين من أعضاء المكتب السياسي للحركة، و3 قادة عسكريين كانوا برفقتهما، في أحد الأنفاق تحت الأرض في مدينة غزة. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن الشخصيتين اللتين تم اغتيالهما هما روحي مشتهى وسامح السراج، وكلاهما عضو في المكتب السياسي لـ«حماس».

ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن 3 مسؤولين عسكريين من «كتائب القسام»، الجناح العسكري للحركة، قضوا في الغارة ذاتها، وهم عبد الهادي صيام أحد قادة جهاز الاستخبارات في لواء غزة ومسؤول العمليات فيها لفترة من الوقت وأحد قادة النخبة، إلى جانب سامي عودة أحد قادة جهاز الأمن العام التابع للمستوى السياسي في «حماس»، وهو جهاز منفصل عن جهاز الاستخبارات التابع لـ«القسام»، وكذلك عن جهاز الأمن الداخلي الحكومي، ومحمد حديد أحد قادة الوحدة الصاروخية في لواء غزة.

وبينت المصادر أن طائرة إسرائيلية قصفت منذ أكثر من أسبوع ونصف الأسبوع هدفاً في محيط منطقة الصناعة جنوب غربي مدينة غزة، حيث يوجد أسفله نفق، ما أدى إلى انهياره على من بداخله.

ولفتت المصادر إلى أن النفق كان قد قصف بداية الحرب الحالية وتضرر جزئياً، وتم إصلاح بعض النقاط فيه، ثم نقلت القيادات المذكورة إليه منذ نحو شهر ونصف الشهر، في ظل تكثيف الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية في مناطق متفرقة من القطاع، خصوصاً مدينة غزة التي شهدت مؤخراً سلسلة اغتيالات لقيادات ميدانية وتدمير مراكز إيواء وغيرها.

صورة وزعها الجيش الإسرائيلي لأحد أنفاق حركة «حماس» في قطاع غزة أبريل الماضي (أ.ف.ب)
صورة وزعها الجيش الإسرائيلي لأحد أنفاق حركة «حماس» في قطاع غزة أبريل الماضي (أ.ف.ب)

البحث عن ناجين

ويعد النفق من أنفاق السيطرة والتحكم والقيادة، وبداخله غرف للمبيت ويصلح للبقاء فيه لفترة طويلة، إلا أن الأوضاع الأمنية، ورغم قصفه سابقاً، اضطرت عناصر «القسام» لإصلاحه جزئياً من أجل محاولة تأمين قيادات سياسية وعسكرية فيه.

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إنه منذ قصف النفق كانت هناك محاولات حثيثة لإنقاذ من بداخله، إلا أنه لم تستطع أي جهة القيام بذلك.

وكُلفت 4 عناصر من «كتائب القسام» بالنزول إلى النفق بعد قصفه لمحاولة العثور على ناجين، أو على الأقل معرفة مصير من بداخله، إلا أنهم قضوا بداخله نتيجة السموم الكبيرة الناجمة عن الصواريخ التي تستخدمها إسرائيل. ولاحقاً تم تكليف 4 عناصر أخرى بالوصول إلى المكان، ليجدوا جثث العناصر السابقة، وكذلك جثث قيادات «حماس»، وتم إدخال مزيد من العناصر لانتشالهم، في عملية استغرقت عدة أيام. ولفتت المصادر إلى أنه تم مساء الخميس دفن مشتهى والسراج والقيادات العسكرية والأمنية التي كانت برفقتهما.

يحيى السنوار وإسماعيل هنية خلال فعالية بقطاع غزة في 2017 (أ.ف.ب)
يحيى السنوار وإسماعيل هنية خلال فعالية بقطاع غزة في 2017 (أ.ف.ب)

مقرب من السنوار

وباغتيال مشتهى يكون رئيس حركة «حماس» في قطاع غزة، يحيى السنوار، فقد شخصية مقربة جداً منه، خصوصاً أنهما عاشا معاً في السجون الإسرائيلية لسنوات طويلة، وحُررا سوياً في صفقة الجندي جلعاد شاليط عام 2011، وخاضا غمار انتخابات «حماس» الداخلية، وأصبحا قياديين في التنظيم ويسيطران على الكثير من مفاصله، كما تربطهما علاقة مميزة بمحمد الضيف وقيادة «القسام».

ويعدُّ سامح السراج من الشخصيات نادرة الظهور إعلامياً، لكنه شخصية بارزة في «حماس» ويعد من الرعيل الثاني في الحركة ممن عايشوا سنوات ظهور الحركة ومراحل نموها وتطورها، كما أنه عضو في مكتبها السياسي منذ 3 دورات انتخابية، ومعروف عنه أنه شخصية أمنية كبيرة وذات نفوذ وله دور في إدارة بعض الملفات المالية.

وكان عزت الرشق عضو المكتب السياسي لـ«حماس» ومسؤول الملف الإعلامي فيها، قد قال إن تأكيد أو نفي مقتل أي من قيادات «القسام»، هو شأن خاص بقيادة الكتائب والحركة. وأضاف الرشق: «ما لم تعلن أي منهما (قيادة كتائب القسام وقيادة الحركة) فلا يمكن تأكيد أي خبر من الأخبار المنشورة في وسائل الإعلام أو من قبل أي أطرف أخرى». وكان الرشق يرد على تأكيدات إسرائيلية حول نجاح اغتيال قائد «كتائب القسام» محمد الضيف في غارة طالته بخان يونس.

جنود إسرائيليون في قطاع غزة (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون في قطاع غزة (أ.ف.ب)

سلسلة اغتيالات

ولم تعلن «كتائب القسام» خلال الحرب الحالية سوى عن مقتل أيمن نوفل قائد لواء الوسطى، وأحمد الغندور قائد لواء الشمال، فيما لم يعلن المستوى السياسي سوى مقتل أحمد بحر، إلا أنه تبين لاحقاً أنه على قيد الحياة.

ورفضت «القسام» التعليق على أنباء إسرائيلية عن نجاح اغتيال الضيف، وكذلك نائبه مروان عيسى، ورافع سلامة قائد لواء خان يونس، في الغارات التي طالتهم، إلا أن مصادر قريبة من «حماس» كانت قد أكدت لـ«الشرق الأوسط» بعد ساعات من العملية التي تقول إسرائيل إنها استهدفت الضيف، مقتل رافع سلامة ودفنه. وتقول المصادر ذاتها في تأكيد جديد إن مروان عيسى تبين أيضاً أنه قتل في غارة طالته في نفق بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، في مارس (آذار) الماضي.

وتأتي هذه الاغتيالات في ظل العملية التي طالت رأس هرم حركة «حماس»، رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، في طهران، وهو الأمر الذي لم تؤكد أو تنفي إسرائيل مسؤوليتها عنه. وكانت إسرائيل قد اغتالت نائب هنية، صالح العاروري، في قصف جوي طاله في بيروت، في يناير (كانون الثاني) الماضي.


مقالات ذات صلة

«حماس»: لا سيادة أو شرعية للاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين

المشرق العربي «حماس»: لا سيادة أو شرعية للاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين

«حماس»: لا سيادة أو شرعية للاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين

أكدت حركة «حماس»، اليوم (السبت)، أن حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم لا يسقط بالتقادم ولا يملك أحد التنازل عنه أو التفريط فيه.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية فلسطينيون يتفقدون الموقع الذي تعرض لقصف إسرائيلي في دير البلح بقطاع غزة يوم الثلاثاء (أ.ب) play-circle 00:40

الجيش الإسرائيلي يُطالب سكان مناطق في خان يونس بإخلائها تمهيداً لقصفها

أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، السبت، أن القوات رصدت إطلاق 3 قذائف نحو عناصرها على مشارف خان يونس بجنوب قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون يرددون شعارات خلال احتجاجات مناهضة للحرب في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ب) play-circle

المكتب الإعلامي في غزة يدعو لتشكيل الإدارة المؤقتة للقطاع «بأقرب وقت ممكن»

كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم السبت، عن أنه من المهم المضي قُدماً في تنفيذ الخطة العربية الإسلامية في أسرع وقت ممكن.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون يتجمعون وسط المباني المدمرة في غزة (أ.ب) play-circle 00:40

غزة: مقتل 921 شخصاً منذ استئناف الضربات الإسرائيلية

أفادت وسائل إعلام فلسطينية اليوم (السبت) بمقتل اثنين وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين في مدينة خان يونس.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي تصاعد الدخان إثر غارة جوية إسرائيلية على مدينة غزة (إ.ب.أ) play-circle

إسرائيل تقر بإطلاق النار على سيارات إسعاف في غزة

أقر الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على سيارات إسعاف في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة )

«تفكيك الحصون»... إسرائيل توسّع نشاطها «الهندسي» في مخيمات الضفة

آليتان إسرائيليتان تتوغلان في مخيم جنين بالضفة الغربية يوم 20 مارس الجاري (رويترز)
آليتان إسرائيليتان تتوغلان في مخيم جنين بالضفة الغربية يوم 20 مارس الجاري (رويترز)
TT
20

«تفكيك الحصون»... إسرائيل توسّع نشاطها «الهندسي» في مخيمات الضفة

آليتان إسرائيليتان تتوغلان في مخيم جنين بالضفة الغربية يوم 20 مارس الجاري (رويترز)
آليتان إسرائيليتان تتوغلان في مخيم جنين بالضفة الغربية يوم 20 مارس الجاري (رويترز)

زاد الجيش الإسرائيلي نشاطه الهندسي في كل مخيمات الضفة الغربية، ضمن العملية الواسعة المسماة «الجدار الحديدي» التي انطلقت في شمال الضفة قبل أكثر من شهرين، وأدت إلى تدمير مخيمات كاملة وتهجير أهلها.

وذكر موقع «واللا» الإسرائيلي أن زيادة الجيش نشاطه الهندسي جاء في إطار قرار اتخذه قائد المنطقة الوسطى، اللواء آفي بلوط، بتفكيك مخيمات اللاجئين في مدينتي جنين وطولكرم بوصفها «حصناً» للمسلحين، وتحويلها إلى «حي» آخر في أحياء المدينتين. وأطلق جيش الاحتلال في الفترة الأخيرة عملية هندسية واسعة النطاق «لإنشاء محاور جديدة في المخيمات، بهدف فتح عدة نقاط وصول للقوات، مما يسمح لها بمفاجأة البنى التحتية (للمسلحين) التي تحاول ترسيخ وجودها في المنطقة».

كانت عملية «الجدار الحديدي» قد بدأت في مخيم جنين في 21 يناير (كانون الثاني) الماضي، بعد قليل من إدراج الضفة الغربية على قائمة أهداف الحرب.

جاءت العملية بعد توصية رئيس الشاباك رونين بار، الذي أبلغ المجلس الأمني والوزاري المصغر بأنه يجب اتخاذ إجراءات أوسع لتغيير الواقع والقضاء على المجموعات المسلحة في الضفة، مطالباً بـ«التعلم من الذي حصل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)»، في إشارةٍ إلى نجاح حركة «حماس» في خداع إسرائيل قبل شن هجوم «طوفان الأقصى» عام 2023. وحذّر بار من أن الانخفاض الكبير في العمليات في الضفة الغربية «مخادع ومضلل» و«لا يعكس حجم تطور الإرهاب على الأرض».

وقتلت إسرائيل حتى الآن أكثر من 88 شخصاً في مخيمات جنين وطولكرم، واعتقلت 300 مطلوب، وحوّلت المخيمات إلى مواقع غير قابلة للسكن.

وقال رئيس بلدية جنين محمد جرار، السبت، إن مخيم جنين أصبح منطقة غير صالحة للعيش البشري، مؤكداً أن حجم الدمار الذي خلّفه الاحتلال طال 600 منزل فيه، إضافة إلى تدمير البنية التحتية بشكل كامل.

وأضاف جرار أن الاحتلال يفرض حصاراً شاملاً على منطقة في شمال الضفة الغربية يقطنها 360 ألف نسمة، كما تشهد حملة اعتقالات كبيرة طالت المئات من أبنائها، فيما وصل عدد النازحين من مخيم جنين وحده إلى 21 ألفاً.

ودخلت العملية في مخيم جنين، السبت، يومها الـ68 واليوم الـ62 في مخيم طولكرم، واليوم الـ49 في مخيم نور شمس في طولكرم كذلك.

مخيم جنين في الضفة الغربية محور عملية إسرائيلية مستمرة منذ 68 يوماً (رويترز)
مخيم جنين في الضفة الغربية محور عملية إسرائيلية مستمرة منذ 68 يوماً (رويترز)

ونزح 21 ألف فلسطيني من مخيم جنين، وأكثر من 4000 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس.

وقالت مصادر إسرائيلية إن التحدي الأكبر حتى الآن هو التعامل مع الواقع الذي فرضته الكتائب المسلحة التي حوّلت مخيمات اللاجئين إلى مدن حصينة في السنوات الأخيرة.

وقال موقع «واللا» إن الجيش كان ملزماً في السابق، عندما كان يريد تنفيذ عمليات اغتيال أو اعتقال داخل المخيم، إدخال قوات «مستعربين» في ظروف خطرة، أو قوات كبيرة وصاخبة، مما يسمح للمطلوبين بالفرار. ومن أجل استعادة حرية عمله، كان يجب استعادة حرية الحركة وإنشاء استجابة ميدانية سريعة، وبناءً على ذلك قرر قائد المنطقة الوسطى تفكيك مخيمات اللاجئين بوصفها «حصناً» وتحويلها إلى حي آخر في مدينتي جنين وطولكرم.

وأضاف الموقع: «بعد إحباط عشرات الإرهابيين واعتقال المئات منهم وتدمير البنية التحتية، بدأ الجيش عملية هندسية كبيرة ومتطورة تعتمد على الاستخبارات وتهدف إلى إنشاء محاور حركة جديدة وتوسيع الطرق القائمة، مما يسمح للجيش بدخول المخيمات من اتجاهات متعددة ومباغتة لأي محاولة من البنية التحتية الإرهابية لإعادة تأسيس نفسها في المنطقة».

وقال ضابط كبير في القيادة المركزية إن الهدف هو خلق فضاء واسع وتمكين القوات من الدخول إلى أي نقطة بمركبة «جيب» مدرعة من دون عوائق.

ويبدو من تحركات أخرى يقوم بها الجيش في بقية مخيمات الضفة الغربية، أنه ينوي جعل مخيمات جنين وطولكرم نموذجاً يمكن تطبيقه بشكل فوري في بقية المخيمات في الضفة.

وقالت مصادر أمنية فلسطينية لـ«الشرق الأوسط» إن الجيش الإسرائيلي اقتحم معظم مخيمات الضفة في الأسابيع القليلة الماضية، مصحوباً بخرائط هندسية ووضع علامات محددة لشق شوارع واسعة.

وأضافت: «الخطة تعني إلحاق دمار واسع بالمخيمات المكتظة. وتكرار تجربة مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس. إنها حرب على المخيمات».

طفل فلسطيني نازح يلعب على دراجته داخل بيت غير مكتمل البناء تأوي فيه عائلته بمخيم جنين بالضفة الغربية يوم 20 مارس الجاري (رويترز)
طفل فلسطيني نازح يلعب على دراجته داخل بيت غير مكتمل البناء تأوي فيه عائلته بمخيم جنين بالضفة الغربية يوم 20 مارس الجاري (رويترز)

وأكد فلسطينيون لـ«الشرق الأوسط» أن الجيش وضع علامات هندسية على منازلهم داخل المخيمات تمهيداً لهدمها عندما يحين الوقت المناسب.

كانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» قد أكدت أن خطة الجيش الأوسع في مخيمات الضفة تهدف إلى خلق واقع أمني جديد، مضيفةً أن جيش الاحتلال لديه خطة مماثلة لتدمير مخيمات اللاجئين الـ18 في الضفة.

وإضافة إلى خلق واقع أمني جديد، تهدف العملية إلى طمس فكرة اللاجئين المرتبطة بحق العودة.

وأوضحت مصادر أمنية إسرائيلية أن الخطط لجميع المخيمات في الضفة موضوعة، لكن لن يتم تفعيلها إلا إذا حذت هذه المخيمات حذو مخيم جنين وتحولت إلى بؤرة لمسلحي الفصائل.

حقائق

العمليات الإسرائيلية في مخيمات الضفة... بالأيام

دخلت العملية في مخيم جنين (السبت) يومها الـ68 والـ62 بـ«طولكرم» واليوم الـ49 بـ«نور شمس»