600 ألف نازح لجأوا إلى 150 منشأة لـ«الأونروا» في غزة

قالت إن ملاجئها في غزة تعمل بأربعة أضعاف طاقتها الاستيعابية

عناصر من «الأمم المتحدة» و«الهلال الأحمر» يقومون بإعداد المساعدات للتوزيع على الفلسطينيين في مستودع «الأونروا» في دير البلح، قطاع غزة (أ.ب)
عناصر من «الأمم المتحدة» و«الهلال الأحمر» يقومون بإعداد المساعدات للتوزيع على الفلسطينيين في مستودع «الأونروا» في دير البلح، قطاع غزة (أ.ب)
TT

600 ألف نازح لجأوا إلى 150 منشأة لـ«الأونروا» في غزة

عناصر من «الأمم المتحدة» و«الهلال الأحمر» يقومون بإعداد المساعدات للتوزيع على الفلسطينيين في مستودع «الأونروا» في دير البلح، قطاع غزة (أ.ب)
عناصر من «الأمم المتحدة» و«الهلال الأحمر» يقومون بإعداد المساعدات للتوزيع على الفلسطينيين في مستودع «الأونروا» في دير البلح، قطاع غزة (أ.ب)

قالت «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا)»، اليوم الأربعاء، إن الملاجئ التابعة لها في قطاع غزة تعمل بأربعة أضعاف طاقتها الاستيعابية وإن 40 على الأقل من منشآتها تأثرت بالحرب.

وأضافت الوكالة، على منصة «إكس»، أن ما يقرب من 600 ألف نازح داخلياً لجأوا إلى 150 من منشآتها. وأشارت إلى أن كثيرين ينامون في الشوارع؛ لأن المرافق الحالية مكتظّة، وفقاً لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».

وكان عدنان أبو حسنة، المتحدث باسم «الأونروا»، قد قال، لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، أمس، إن جزءاً كبيراً من مراكز الوكالة في قطاع غزة أصبح خارج الخدمة؛ بفعل القصف الإسرائيلي.

وأضاف أن مقر رئاسة «الأونروا»، وهو مقر المفوض العام، تعرَّض لأضرار كبيرة وأصبح خارج الخدمة، ومقر عمليات تقديم الخدمات في غزة أيضاً أصيب بأضرار جسيمة، حيث لا يوجد أي مكان آمن في غزة، سواء أكان تابعاً للأونروا أم غيرها.


مقالات ذات صلة

شبان شمال قطاع غزة يطلقون حملات تنظيف وإعادة تأهيل الشوارع والأسواق

المشرق العربي متداولة لحملة تنظيف حي الشجاعية شمال قطاع غزة بعد أن دمره قصف إسرائيلي جوي وبري

شبان شمال قطاع غزة يطلقون حملات تنظيف وإعادة تأهيل الشوارع والأسواق

بدأ شبان متحمسون لعودة الحياة لقطاع غزة، حملات تنظيف واسعة للشوارع والأسواق العامة شمال القطاع، في محاولة لإعادة الحياة لما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي مركز لتوزيع المساعدات الغذائية شرق مدينة رفح اليوم الأربعاء (رويترز)

السلطة ترفض أي «وصاية» على معبر رفح... والفصائل تهدد أي قوة تتسلمه

رفضت السلطة الفلسطينية أي شكل من أشكال الوصاية على معبر رفح، فيما هددت فصائل بالتعامل مع أي قوة هناك باعتبارها قوة احتلال.

كفاح زبون (رام الله)
الخليج شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية تشق طريقها إلى قطاع غزة عند معبر إيريز في جنوب إسرائيل (رويترز)

السعودية تدين اعتداء إسرائيليين على قافلة مساعدات إنسانية أردنية

دانت السعودية بشدة، الثلاثاء، اعتداء مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات إنسانية تابعة للأردن كانت في طريقها لقطاع غزة المحاصر.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شؤون إقليمية فلسطينيون يحتفلون بإعلان «حماس» موافقتها على مقترح وقف النار في رفح جنوب قطاع غزة الاثنين (أ.ف.ب)

نتنياهو استغل تأخر قيادة «حماس» في قبول المشروع المصري

تأخرت «حماس» في ردها على المبادرة المصرية طويلاً، فقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، استغلال ذلك بكل ما يُعرف عن جيشه من بطش لم ينسه أحد.

نظير مجلي (تل أبيب)
العالم العربي معبر رفح أغلق أمام حركة الشاحنات (أرشيفية - الهلال الأحمر المصري)

ما مصير المساعدات بعد إحكام إسرائيل قبضتها على معبر «رفح»؟

توقفت عملية إدخال المساعدات الإغاثية من مصر إلى قطاع غزة عبر معبر «رفح»، منذ مساء الأحد، مع التحركات العسكرية الإسرائيلية التي فرضت سيطرتها بالكامل على المعبر.

أحمد عدلي (القاهرة)

«حماس»: إقدام إسرائيل على اجتياح رفح واحتلال المعبر يهدف لقطع الطريق على جهود الوسطاء

نصب النازحون الفلسطينيون الخيام في المواصي بالقرب من الحدود مع مصر برفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
نصب النازحون الفلسطينيون الخيام في المواصي بالقرب من الحدود مع مصر برفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«حماس»: إقدام إسرائيل على اجتياح رفح واحتلال المعبر يهدف لقطع الطريق على جهود الوسطاء

نصب النازحون الفلسطينيون الخيام في المواصي بالقرب من الحدود مع مصر برفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
نصب النازحون الفلسطينيون الخيام في المواصي بالقرب من الحدود مع مصر برفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

أكد عزت الرشق عضو المكتب السياسي لـ«حماس» الخميس أن إقدام إسرائيل على اجتياح رفح واحتلال المعبر يهدف لقطع الطريق على جهود الوسطاء للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وشدّد الرشق في بيان بحسابه على «تلغرام» على «التزام الحركة وتمسكها بالموافقة على الورقة التي قدمها الوسطاء».

وأضاف أن وفد الحركة غادر القاهرة قبل قليل متجهاً للدوحة؛ وفقاً لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».

وكان الجيش الإسرائيلي قال يوم الثلاثاء الماضي إنه سيطر بالكامل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المصرية في عملية عسكرية بدأها أمس.

وكان مصدر رفيع المستوى، قد صرح في وقت سابق، باستئناف المباحثات بالقاهرة بحضور الوفود المشاركة في مفاوضات الهدنة بقطاع غزة. وقال المصدر، لقناة «القاهرة الإخبارية» نشرته على موقعها الإلكتروني، إن الوفد الأمني المصري يكثف جهوده لإيجاد صيغة توافقية حول بعض النقاط المختلف عليها. ووفق المصدر، جدّدت مصر تحذيرها للمشاركين بالمفاوضات من خطورة التصعيد حال فشل المفاوضات للوصول إلى اتفاق هدنة. وطبقاً للقناة «لم تتوقف اتصالات مصر مع مختلف الأطراف خاصة إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية و(حركة حماس)، للحفاظ على مسار المفاوضات الجارية وتجنب التصعيد، وهي مستمرة في هذا الجهد حتى يصبح اتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار واقعاً على الأرض». وقالت القناة إن «مصر تواصل جهودها المضنية للوصول إلى هدنة شاملة في قطاع غزة، وإنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المستمر منذ السابع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والذي خلّف آلاف الشهداء من الشعب الفلسطيني».


نصف مرافق المياه في غزة تضررت أو دُمرت منذ بدء الحرب

53 % من مرافق المياه في غزة تضررت أو دُمرت منذ شهر أكتوبر (شركة بلانيت لابز)
53 % من مرافق المياه في غزة تضررت أو دُمرت منذ شهر أكتوبر (شركة بلانيت لابز)
TT

نصف مرافق المياه في غزة تضررت أو دُمرت منذ بدء الحرب

53 % من مرافق المياه في غزة تضررت أو دُمرت منذ شهر أكتوبر (شركة بلانيت لابز)
53 % من مرافق المياه في غزة تضررت أو دُمرت منذ شهر أكتوبر (شركة بلانيت لابز)

أظهرت صور تم التقاطها بواسطة الأقمار الاصطناعية أن نصف مرافق المياه في غزة تضررت أو دُمرت منذ بدء الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقالت شبكة «بي بي سي» البريطانية، التي حصلت على هذه الصور الملتقطة بواسطة شركة «بلانيت لابز» الأميركية المختصة في الأقمار الاصطناعية: «لقد وجدنا أن 53 في المائة من مرافق مياه الـ603 التي قمنا بتحليلها تضررت أو دُمرت منذ بدء الحرب».

كما أظهرت الصور أن 4 من محطات معالجة مياه الصرف الصحي الـ6، والتي تلعب دوراً حاسماً في منع تراكم مياه الصرف الصحي وانتشار الأمراض، قد تضررت أو دُمرت أيضاً، فيما توقفت المحطتان المتبقيتان عن العمل بسبب نقص الوقود أو الإمدادات الأخرى، وفقاً لإحدى وكالات الإغاثة.

وتقع غالبية المواقع التي تم تحديدها على أنها مدمرة أو متضررة في شمال غزة أو في المنطقة المحيطة بمدينة خان يونس في الجنوب.

وفي إحدى الصور الفضائية لخان يونس، يمكن رؤية خزانين كبيرين لتخزين المياه متضررين.

وفي أحد مرافق الصرف الصحي في البريج، وسط القطاع، تم تدمير الألواح الشمسية التي تزود المحطة بالطاقة، وبدا في الصور أن خزانات معالجة مياه الصرف الصحي تحتوي على طحالب على سطحها.

في أحد مرافق الصرف الصحي بالبريج تم تدمير الألواح الشمسية التي تزود المحطة بالطاقة (شركة بلانيت لابز)

وأقرت «بي بي سي» بعدم إمكانية رؤية جميع الأضرار من خلال صور الأقمار الاصطناعية، لذلك ربما كان عدد المرافق المتضررة أكبر بكثير مما جاء في تحليلها. وقد لا تعمل بعض المواقع بكامل طاقتها أيضاً بسبب نقص الوقود.

على سبيل المثال، قالت منظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة «يونيسيف» لـ«بي بي سي» إن محطة تحلية المياه التابعة لها في دير البلح - وهي واحدة من ثلاث منشآت كبيرة لتحلية مياه البحر في غزة - لا يمكنها العمل إلا بقدرة 30 في المائة بسبب نقص الوقود.

ومع نزوح معظم سكان غزة الآن من منازلهم، وعيشهم في مخيمات، فإن تراكم مياه الصرف الصحي في الشوارع يشكل تهديداً أكبر.

وقال محمد عطا الله، الذي يعمل في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، إن «مضخات الصرف الصحي لا تعمل والشوارع تغمرها المياه».

وتقول وكالات الإغاثة إن نقص المياه النظيفة، وتدفقات مياه الصرف الصحي غير المعالجة يشكلان تهديداً صحياً خطيراً.

وقالت الدكتورة ناتالي روبرتس، المديرة التنفيذية لمنظمة «أطباء بلا حدود» في المملكة المتحدة، إن تدمير مرافق المياه والصرف الصحي أدى بالفعل إلى «عواقب صحية كارثية على السكان». وأضافت: «لقد ارتفعت معدلات الإصابة بالإسهال بشكل كارثي».

تقع غالبية المواقع التي تم تحديدها على أنها مدمرة أو متضررة في شمال غزة (شركة بلانيت لابز)

وفي الحالات الشديدة جداً، يمكن لهذا المرض أن يقتل الأطفال الصغار والضعفاء.

ووفقا لـ«أطباء بلا حدود»، فإن معدلات الإصابة بالتهاب الكبد (أ) - الموجود في المياه الملوثة والذي يشكل خطورة خاصة على النساء الحوامل - مرتفعة أيضاً.

وقالت روبرتس إن هناك ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات الإصابة بالأمراض في رفح في الجنوب، والتي فر إليها كثير من سكان غزة، كما يوجد خطر وارد لتفشي الكوليرا.

ولحقت أضرار واسعة النطاق بالمباني في مختلف أنحاء قطاع غزة منذ بدء الحرب. ووفقاً للأمم المتحدة، فقد تم تدمير حوالي 69 ألف وحدة سكنية، فيما تضررت 290 ألف وحدة أخرى.


مع اشتداد القتال... «رعب مستمر» في الفاشر أبرز مدن دارفور

سودانيون في إقليم دارفور (أرشيفية - رويترز)
سودانيون في إقليم دارفور (أرشيفية - رويترز)
TT

مع اشتداد القتال... «رعب مستمر» في الفاشر أبرز مدن دارفور

سودانيون في إقليم دارفور (أرشيفية - رويترز)
سودانيون في إقليم دارفور (أرشيفية - رويترز)

يلازم التاجر السوداني إسحق محمد منزله منذ شهر نتيجة تصاعد العنف بمدينة الفاشر في غرب السودان، الوحيدة بين كبرى مدن دارفور التي لم تخضع لسيطرة «قوات الدعم السريع» في حربها ضد الجيش منذ أكثر من عام.

وقال محمد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» عبر الهاتف من الفاشر: «لم أفتح المحل منذ أكثر من شهر والتزمت المنزل خوفاً من الدانات التي تسقط (علينا)».

وتابع: «إننا نعيش في رعب مستمر»، في إشارة إلى ما تشهده عاصمة ولاية شمال دارفور من اشتباكات عنيفة على الرغم من تحذيرات الأمم المتحدة من عواقب ذلك في المدينة البالغ عدد سكانها 1.5 مليون نسمة.

وخلال عام واحد، أدّت الحرب في السودان بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و«قوات الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو، إلى سقوط آلاف القتلى بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة.

كذلك، دفعت الحرب البلاد البالغ عدد سكانها 48 مليون نسمة إلى حافة المجاعة، ودمرت البنى التحتية المتهالكة أصلاً، وتسبّبت بتشريد أكثر من 8.5 مليون شخص بحسب الأمم المتحدة.

وتسيطر قوات دقلو المعروف بـ«حميدتي» حالياً على أربع من عواصم الولايات الخمس المشكِّلة للإقليم الغربي للبلاد، ما عدا الفاشر التي لجأ إليها نحو 800 ألف نازح، بحسب بيانات الأمم المتحدة.

وقال أحد سكان الفاشر أحمد آدم للوكالة عبر رسالة نصية: «نحن تحت حصار كامل»، في وقت يعاني فيه إقليم دارفور الشاسع في غرب البلاد من انقطاع شبه تام لخدمات الاتصالات والإنترنت.

وتابع: «لا يوجد طريق للدخول أو الخروج من المدينة دون سيطرة قوات الدعم السريع».

وتضم الفاشر مجموعتين رئيسيتين من حركات التمرد المسلحة وقد تعهدتا في بداية الحرب بالوقوف على مسافة واحدة من طرفي النزاع، ما جنّبها حتى الأمس القريب الانزلاق إلى القتال.

وتصاعد العنف في المدينة بعد إعلان الحركات المسلحة، التي كانت قد وقعت على اتفاق سلام تاريخي مع الحكومة السودانية في 2021 بجوبا، في بيان، أنه «لا حياد بعد الآن»، مؤكدة أنها «ستقاتل مع حلفائها الوطنيين وقواتها المسلحة ضد ميليشيات الدعم السريع وأعوانها من المأجورين».

ودفع تصاعد القتال في شمال دارفور مجلس الأمن الدولي إلى الإعراب عن «قلقه العميق» إزاء ما يجري بالفاشر.

وكتب نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في دارفور توبي هارورد، عبر حسابه على منصة «إكس»، أن «الوضع الإنساني في الفاشر والمحليات المحيطة بعاصمة شمال دارفور كارثي».

وأشار إلى «ازدياد عمليات القتل التعسفي والسرقة ونهب الماشية، والحرق الممنهج لقرى بأكملها في المناطق الريفية، وتصاعد القصف الجوي على أجزاء من المدينة، وتشديد الحصار حول الفاشر».

واتّهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، اليوم، «قوات الدعم السريع» في السودان بارتكاب «تطهير عرقي» وعمليات قتل «ما قد يشير إلى أن إبادة جماعية حدثت أو تحدث» ضدّ جماعة المساليت العرقية الأفريقية في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور.

وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد، الأسبوع الماضي، إن «كارثة مأساوية تلوح في الأفق» في إشارة إلى ما يجري في مدينة الفاشر.

ملازمة المنزل ونفاذ الطعام

لم يقتصر العنف فقط على حدود الفاشر، إذ تعرض مخيم «أبو شوك» للنازحين والمتاخم للمدينة للهجوم أيضاً، بحسب شهود عيان، وشهد اشتباكات بين «قوات الدعم السريع» والجيش.

وقال أحد المقيمين بالمخيم عيسى عبد الرحمن للوكالة: «الاشتباكات تجري داخل المخيم ومن لم يتمكن من المغادرة حتى الآن يلازم المنزل».

وتابع عبد الرحمن: «البعض استنفدوا ما لديهم من غذاء ولا يستطيع أحد الوصول إليهم».

وأدى حصار حاضرة ولاية شمال دارفور إلى عرقلة العمل الإنساني في الإقليم بأكمله، حيث تتركز المساعدات وتوزع إلى بقية الولايات من الفاشر.

وقال مسؤول طبي بالمستشفى الجنوبي بالفاشر وهو المرفق الطبي الوحيد العامل بالمدينة إن «الطواقم الطبية أنهكت تماماً بسبب عملها لفترات طويلة من دون راحة والبعض لم يغادر المستشفى منذ أكثر من شهر».

وأوضح أن غالبية الحالات التي ترد «هي إصابات ناجمة عن الرصاص الحي أو إثر سقوط قذائف، كما نستقبل حالات سوء التغذية من الأطفال».

وفي السياق نفسه، حذرت منظمة «يونيسيف» التابعة للأمم المتحدة من أن الهجوم على الفاشر سيعرض مئات الآلاف من الأطفال للخطر.

وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة كاثرين راسل، في بيان الأسبوع الماضي، إن «تصاعد القتال في ولاية شمال دارفور بالسودان أدى إلى خسائر بشرية مميتة بين الأطفال في الأسابيع الأخيرة».

وأضافت أن «التهديد الوشيك بشن هجوم عسكري على الفاشر (..) يهدد بتصعيد كارثي، ما يعرض حياة ورفاهية 750 ألف طفل وربما ملايين آخرين للخطر».

كذلك أفادت بأن «تطويق الفاشر من قبل الجماعات المسلحة والقيود المفروضة على الحركة على الطرق الرئيسية خارج المدينة تمنع العائلات من المغادرة»، مشيرة إلى «تقارير تفيد بأن أكثر من 330 ألف شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد» في عاصمة شمال دارفور.

«موقف تفاوضي أقوى»

في 16 أبريل (نيسان)، أفادت وزارة الخارجية الأميركية بأن السعودية ستستضيف «خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة» مفاوضات جديدة لوضع حد للحرب في السودان.

وسبق أن رعت الولايات المتحدة والسعودية جولات تفاوض عدة في مدينة جدة من دون أي نتيجة. كذلك فشلت وساطات الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد).

ويرى المحلل السياسي السوداني أمجد فريد أن العودة إلى طاولة المفاوضات دفعت «قوات الدعم السريع» إلى توجيه أنظارها مجدداً إلى مدينة الفاشر.

وقال: «قوات الدعم السريع تكثف جهودها للسيطرة على الفاشر، وهو ما يمنحها موقفاً تفاوضياً أقوى».

وأضاف: «يمكنها (قوات الدعم السريع) الادعاء بأنها تمثل إقليم دارفور بأكمله».


4 قتلى من «حزب الله» جراء غارة إسرائيلية في جنوب لبنان

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

4 قتلى من «حزب الله» جراء غارة إسرائيلية في جنوب لبنان

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)

قالت المديرية العامة للدفاع المدني اللبناني إن غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارة في جنوب لبنان أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص، الخميس، في حين قال مصدران أمنيان لوكالة «رويترز» إن القتلى أعضاء في «حزب الله». وأشارت المديرية العامة للدفاع المدني إلى أنها انتشلت أربع جثث من سيارة احترقت جراء غارة إسرائيلية.

ويتبادل الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» اللبناني القصف عبر الحدود منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


«الدفاع السورية»: إسقاط صواريخ إسرائيلية أُطلقت من الجولان نحو ريف دمشق

اّلية عسكرية إسرائيلية بالقرب من كتسرين في هضبة الجولان (رويترز)
اّلية عسكرية إسرائيلية بالقرب من كتسرين في هضبة الجولان (رويترز)
TT

«الدفاع السورية»: إسقاط صواريخ إسرائيلية أُطلقت من الجولان نحو ريف دمشق

اّلية عسكرية إسرائيلية بالقرب من كتسرين في هضبة الجولان (رويترز)
اّلية عسكرية إسرائيلية بالقرب من كتسرين في هضبة الجولان (رويترز)

قالت وزارة الدفاع السورية إن الدفاعات الجوية أسقطت، اليوم (الخميس)، صواريخ إسرائيلية تم إطلاقها من هضبة الجولان باتجاه ريف دمشق.

وذكرت الوزارة: «نحو الساعة 3:20 فجر اليوم شن العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً أحد الأبنية في ريف دمشق، وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها وأدى العدوان لوقوع بعض الخسائر المادية»، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

احتلت إسرائيل مرتفعات الجولان في عام 1967 وضمتها في عام 1981 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. ومنذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، نفّذت إسرائيل مئات الضربات الجوية التي استهدفت الجيش السوري وفصائل مسلحة موالية لإيران تقاتل إلى جانب قوات النظام السوري وفي مقدّمها حزب الله اللبناني. وزادت وتيرة هذه الضربات الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


إسرائيل تتوعد لبنان بـ«صيف ساخن»

الدخان يتصاعد بعد غارة إسرائيلية على قرية العديسة جنوب لبنان أمس (أ.ف.ب)... وفي الإطار وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت يتحدث إلى جنود خلال زيارته منشأة بطارية مدفعية تقدم الدعم الناري للقوات في رفح جنوب قطاع غزة أمس (د.ب.أ)
الدخان يتصاعد بعد غارة إسرائيلية على قرية العديسة جنوب لبنان أمس (أ.ف.ب)... وفي الإطار وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت يتحدث إلى جنود خلال زيارته منشأة بطارية مدفعية تقدم الدعم الناري للقوات في رفح جنوب قطاع غزة أمس (د.ب.أ)
TT

إسرائيل تتوعد لبنان بـ«صيف ساخن»

الدخان يتصاعد بعد غارة إسرائيلية على قرية العديسة جنوب لبنان أمس (أ.ف.ب)... وفي الإطار وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت يتحدث إلى جنود خلال زيارته منشأة بطارية مدفعية تقدم الدعم الناري للقوات في رفح جنوب قطاع غزة أمس (د.ب.أ)
الدخان يتصاعد بعد غارة إسرائيلية على قرية العديسة جنوب لبنان أمس (أ.ف.ب)... وفي الإطار وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت يتحدث إلى جنود خلال زيارته منشأة بطارية مدفعية تقدم الدعم الناري للقوات في رفح جنوب قطاع غزة أمس (د.ب.أ)

توعدت إسرائيل، أمس (الأربعاء)، لبنان بـ«صيف ساخن»، حيث قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال زيارته لموقع عسكري على حدود لبنان إن الجيش «أبعد (حزب الله) عن خطوط التماس إلى مسافات كبيرة»، لكنه استدرك قائلاً: «هذا لا يعني أنه اختفى، لكنه ليس موجوداً هناك».

وأكد غالانت أن قواته تسعى جاهدة للوصول إلى «وضع من دون الوصول إلى الحرب، لكن إذا كان هذا هو الملاذ الأخير، فسنلجأ إليه، لأننا في النهاية لدينا التزام بالعقد بيننا وبين المواطنين». وتابع قائلاً: «لدينا منظومات نارية كبيرة جداً وثقيلة جداً، وسنتأكد من تفعيلها إذا استدعت الحاجة وتوفرت الأسباب؛ عليك الاستعداد للمواصلة... هذا الصيف قد يكون حاراً».

وبُعيد الأداء بتصريحه من مقر الفرقة (91) التابعة للقيادة الشمالية والمسؤولة عن الجبهة مع لبنان، من رأس الناقورة إلى جبل الشيخ، أعلن «حزب الله» عن استهداف المقر العسكري بصاروخ «بركان» من النوع الثقيل، كما جاء في بيانه، وذلك بعد سبعة بيانات أخرى أعلن فيها عن استهداف تجمعات لجنود ومنازل باتت مقرات مؤقتة للقوات الإسرائيلية في خمس بلدات حدودية.

واستخدمت إسرائيل قنابل خارقة للتحصينات في قصف جنوب لبنان. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه هاجم أكثر من 20 هدفاً عسكرياً لـ«حزب الله»، مضيفاً أن من بين الأهداف مباني عسكرية، وبُنى تحتية عسكرية.

في غضون ذلك، تحدثت مصادر سياسية لـ«الشرق الأوسط»، عن تحذيرات غربية من تدهور الوضع على امتداد الجبهة الشمالية بشكل يصعب السيطرة عليه، وأن هناك ضرورة لضبط النفس والتعاطي بإيجابية ومرونة مع الجهود الأميركية والفرنسية، لعلها تؤدي إلى منع إسرائيل من توسعة الحرب، وذلك بالاندفاع نحو تطبيق القرار (1701)، وعدم الاستخفاف بالتحذيرات من لجوء نتنياهو إلى تصعيد غير مسبوق للمواجهة مع «حزب الله».


إسرائيل توسّع «عملية رفح»... وتطمئن مصر

قوة إسرائيلية في رفح أمس (الجيش الإسرائيلي - أ.ف.ب)
قوة إسرائيلية في رفح أمس (الجيش الإسرائيلي - أ.ف.ب)
TT

إسرائيل توسّع «عملية رفح»... وتطمئن مصر

قوة إسرائيلية في رفح أمس (الجيش الإسرائيلي - أ.ف.ب)
قوة إسرائيلية في رفح أمس (الجيش الإسرائيلي - أ.ف.ب)

وسّعت إسرائيل أمس (الأربعاء) عمليتها في رفح غداة سيطرتها على الجانب الفلسطيني من المعبر الحدودي مع مصر، في خطوة أثارت كما يبدو غضباً أميركياً.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أن قواته تواصل نشاطها المركّز شرق رفح ضد مسلحي «حماس»، مشيراً إلى العثور على فتحات أنفاق وقتل 20 مسلحاً. كما قال ناطق عسكري إن سلاح الجو شن أكثر من 100 غارة على القطاع. وفي المقابل، أكدت «كتائب القسام» أن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية شرق مدينة رفح.

ورفضت السلطة الفلسطينية أمس أي شكل من أشكال الوصاية على معبر رفح، الذي سيطرت عليه قوات الاحتلال الثلاثاء، فيما هدّدت الفصائل الفلسطينية بالتعامل مع أي قوة هناك باعتبارها قوة احتلال، وذلك بعد تقارير عن نية إسرائيل تسليم المعبر في مرحلة لاحقة إلى شركة أمنية أميركية خاصة.

في غضون ذلك، وجّهت إسرائيل رسالة طمأنة إلى مصر القلقة من تحركات جيش الاحتلال على حدودها في رفح. وقال أوفير جنلدمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، أمس، إن إسرائيل تعي الحساسية المتعلقة بإجراء عملية عسكرية قرب الحدود المصرية، مؤكداً أن هذه العملية لا تخالف على الإطلاق معاهدة السلام المبرمة بين الجانبين. كما كرر تأكيدات سابقة بأن عملية رفح «محدودة».

لكن الهجوم على رفح أثار غضباً أميركياً، إذ قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أمام مجلس الشيوخ: «كنا في غاية الوضوح منذ البداية أن إسرائيل يجب ألا تشن هجوماً كبيراً في رفح من دون وضع المدنيين في محيط تلك المعركة وحمايتهم بعين الاعتبار». وأكد تجميد تسليم «شحنة من الذخائر شديدة الانفجار» إلى إسرائيل.

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة العثور على مقبرة جماعية داخل مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة وسحب 49 جثة منها.


«حزب الله» العراقي قلق من إنشاء «طريق التنمية»


السوداني خلال استقباله أوزرا زيا وكيلة وزير الخارجية الأميركي في بغداد أمس (إعلام حكومي)
السوداني خلال استقباله أوزرا زيا وكيلة وزير الخارجية الأميركي في بغداد أمس (إعلام حكومي)
TT

«حزب الله» العراقي قلق من إنشاء «طريق التنمية»


السوداني خلال استقباله أوزرا زيا وكيلة وزير الخارجية الأميركي في بغداد أمس (إعلام حكومي)
السوداني خلال استقباله أوزرا زيا وكيلة وزير الخارجية الأميركي في بغداد أمس (إعلام حكومي)

انتقد «حزب الله» العراقي بشدة مشروع طريق استراتيجي تعمل الحكومة على إنشائه لنقل البضائع من الخليج إلى تركيا.

وشكّك المتحدث باسم الفصيل المسلح أبو علي العسكري في مشروع «طريق التنمية»، قائلاً، في منشور على منصة «إكس»، إن «هذا الطريق لا يزال مصدر قلق لنا (...) ما نريده (من الحكومة) دلائل لقطع الشك باليقين قبل الشروع بتنفيذه».

وتقول الحكومة العراقية إنها شرعت بالفعل في التنفيذ بالتنسيق مع تركيا، كما أقرت مدن مثل بغداد خططاً ميدانية لمسار الطريق. وفي أبريل (نيسان) الماضي، أشرف رئيس الوزراء محمد شياع السوداني والرئيس التركي رجب طيب إردوغان على توقيع مذكرة تفاهم رباعية، إلى جانب كل من الإمارات وقطر للتعاون في تنفيذ «طريق التنمية».

في شأن آخر، هاجم المتحدث باسم الفصيل الموالي لإيران، الحكومة العراقية بزعم أنها «غير جادة في إخراج القوات الأميركية من البلاد». وقال العسكري: «لم نرَ الجدية المطلوبة من الحكومة العراقية لإخراج هؤلاء (الأميركيين)، وقراءتنا هذه لها ما لها».

من جهته، استكمل رئيس الوزراء العراقي مباحثاته مع الأميركيين بشأن الاتفاق الاستراتيجي بين البلدين، حين استقبل، أمس، أوزرا زيا وكيلة وزير الخارجية الأميركي. وقال مكتب السوداني، طبقاً لبيان صحافي، إن الأخير ناقش عشرات الاتفاقيات التي أبرمها خلال زيارته الأخيرة لواشنطن، أبريل الماضي.


«حماس» تؤكد تمسكها بالموافقة على مقترح الهدنة

نازحون فلسطينيون يغادرون بعد أوامر الجيش الإسرائيلي بإخلاء مواقعهم في رفح (إ.ب.أ)
نازحون فلسطينيون يغادرون بعد أوامر الجيش الإسرائيلي بإخلاء مواقعهم في رفح (إ.ب.أ)
TT

«حماس» تؤكد تمسكها بالموافقة على مقترح الهدنة

نازحون فلسطينيون يغادرون بعد أوامر الجيش الإسرائيلي بإخلاء مواقعهم في رفح (إ.ب.أ)
نازحون فلسطينيون يغادرون بعد أوامر الجيش الإسرائيلي بإخلاء مواقعهم في رفح (إ.ب.أ)

أكد عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، أن الحركة متمسكة بموقفها تجاه مقترح الهدنة وبموافقتها عليه.

وقال الرشق في وقت متأخر من مساء أمس (الأربعاء): «حماس متمسكة بموقفها الذي أبلغته للوسطاء بالموافقة على مقترحهم».

وجاءت تصريحاته في الوقت الذي استضافت فيه القاهرة محادثات جديدة لوقف إطلاق النار بحضور وفود من حماس وإسرائيل والولايات المتحدة وقطر في محاولة للتوصل إلى اتفاق.


«حماس» تتهم إسرائيل بمحاولة الانقلاب على اتفاق وقف النار

قوة إسرائيلية في رفح اليوم الأربعاء (الجيش الإسرائيلي - أ.ف.ب)
قوة إسرائيلية في رفح اليوم الأربعاء (الجيش الإسرائيلي - أ.ف.ب)
TT

«حماس» تتهم إسرائيل بمحاولة الانقلاب على اتفاق وقف النار

قوة إسرائيلية في رفح اليوم الأربعاء (الجيش الإسرائيلي - أ.ف.ب)
قوة إسرائيلية في رفح اليوم الأربعاء (الجيش الإسرائيلي - أ.ف.ب)

قال القيادي في حركة «حماس» محمود المرداوي إن مقترح اتفاق الهدنة الذي أبدت الحركة موافقتها عليه، يوم الاثنين، جاء في أعقاب جولة تفاوضية نقل خلالها الوسيطان القطري والمصري ردود الحركة على المقترح المقدم إلى مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية ويليام بيرنز وفريقه الذين بدورهم نقلوها إلى الجانب الإسرائيلي وعادوا بردود من تل أبيب. وجاء كلام القيادي في «حماس» في وقت نقل إعلام مصري عن مصدر رفيع قوله إن محادثات وقف إطلاق النار في غزة تجري «وسط توافق ملحوظ» مع بعض النقاط الخلافية.

وأوضح المرداوي، وهو رئيس الدائرة السياسية في «حماس»، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن الجانب الأميركي كان حاضراً في المفاوضات «بشكل حثيث ولحظي وكان ينقل للجانب الإسرائيلي جميع البنود التي تطرأ عليها التعديلات»، مشيراً إلى أن حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن أن تل أبيب لم تكن على اطلاع على الاتفاق «غير صحيح ومحاولة للانقلاب على ما تم الاتفاق عليه».

وأشار المرداوي إلى أن نتنياهو ورئيس الموساد ديفيد برنيع ورئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونان بار كانوا على اطلاع على مجريات المفاوضات ومستجداتها كما تصل إليهم التعديلات من الجانب الأميركي ويقدمون ردودهم عليها، لا سيما أن هذه المفاوضات لم تستغرق يوماً أو يومين، بل ظلت مستمرة طيلة الفترة الماضية.

وتحدث القيادي في «حماس» عن نقطة خلافية في الاتفاق بشأن التعديل الذي طرأ على بنود المرحلة الثانية، وهي بنود تتعلق بالإعلان عن وقف شامل لإطلاق النار في غزة، إذ ظل هذا البند محل خلاف عميق بين «حماس» وإسرائيل رغم أن نسخة الاتفاق الأخيرة أشارت إلى البدء بـ«الإعلان عن عودة الهدوء المستدام (وقف العمليات العسكرية والعدائية) وبدء سريانه» مع بداية المرحلة الثانية من الاتفاق. وقال المرداوي إن «حماس» ضغطت لتضمين وقف إطلاق النار في المرحلة الأولى، إلا أن نص المقترح بشأن «الهدوء المستدام» ظل دون تغيير رغم «خوض مفاوضات مضنية لأسابيع، قبل أن يجري ترحيل طلبنا إلى المرحلة الثانية».

ومن بين نقاط الخلاف بين «حماس» وإسرائيل، يبرز ملف المحتجزين لدى الحركة وأعدادهم ومصيرهم. فبينما تطالب إسرائيل بأن يكون الأسرى الـ33 الذين ستطلق الحركة سراحهم أحياء، يقول المرداوي إنه من غير الممكن أن تقدم «حماس» للجانب الإسرائيلي معلومات مسبقة حول الأسرى. ويضيف أن مرحلة التبادل وجداولها وتوقيتاتها تفتح المجال أمام الذهاب لمواقع الأسرى والجهات التي لديها أسرى «لإحصاء أعدادهم وتحديد أماكن الأحياء والأموات من أجل التسليم وفق المواعيد المتفق عليها».

ويشير المرداوي إلى أن الاتصالات مع بعض نقاط وجود الأسرى في غزة مقطوعة، وأي محاولة لفتح قنوات الاتصال في هذه المرحلة تحمل مخاطر أمنية يمكن أن «تؤدي إلى القضاء على الآسر والمأسور»، مضيفاً: «في هذه المرحلة لا نعلم مصير جميع الأسرى، والتأكد من ذلك لا يمكن أن يتم إلا في ظروف جرى تحديدها بعد توقف حركة الطيران ووقف إطلاق النار وحرية الحركة حتى نتمكن من الوصول إلى جميع المواقف ونختبر ما فيها، وبناءً على ذلك نمضي لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه حرفاً ونصاً».

وفي الوقت الذي عادت فيه الأطراف المتفاوضة إلى القاهرة، أشار المرداوي إلى أن الوسطاء يبذلون جهداً كبيراً بالتزامن مع وجود مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية ويليام بيرنز في إسرائيل، بانتظار ما الذي يمكن أن يتمخض عن لقاءاته، مؤكداً أنه «من غير الممكن إعادة فتح الاتفاق والخوض في ما تم التفاوض عليه طيلة أشهر».