بمشاركة وفد من محافظة درعا، وبحضور لافت لعشائر الجنوب السوري، بدت الاحتجاجات في محافظة السويداء في يومها العشرين أكثر اتساعاً وأعلى صوتاً، قياساً بمظاهرات الأيام الماضية، وذلك في الوقت الذي تواصل فيه دمشق تجاهل هذه الحركة الاحتجاجية، وعدم إبداء أي رد فعل تصادمي أو أمني قمعي ضدها، في مراهنة كما يبدو على عامل الزمن، ووهن المحتجين والتسليم بعدم جدوى الاحتجاجات المعارضة في تحقيق التغيير.
ويعمل المحتجون في السويداء على أن تكون أيام الجمع هي للمظاهرات المركزية التي يتجمع فيها المحتجون من كافة بلدات المحافظة، ومن يؤيدهم من المناطق والمحافظات الأخرى. وتظهر الصور ومقاطع الفيديو التي بثها ناشطون اليوم (الجمعة) أعداداً كبيرة من المحتجين في ساحة «السير» وسط مدينة السويداء، حيث وجّه محتجون رسالة مباشرة إلى الجيش السوري تدعوه إلى اتخاذ «خطوة واحدة تعيد له القوة التي افتقدها»، في تحريض واضح للجنود على حكومتهم.
من جانبه، أفاد موقع «الراصد» الإخباري المعارض المعنيّ بمتابعة أخبار السويداء بأن وفداً من محافظة درعا شارك في المظاهرة المركزية في السويداء، الجمعة، لتأكيد دعم درعا لجارتها في الاحتجاج، وأيضاً التأكيد على «وطنية الحراك وتمثيله للسوريين كافة».
كما رفع محتجون لافتات تعد مشاركة المرأة في الاحتجاجات «ثورة في وجه الاستبداد»، وتؤكد على مطلب إقامة «دولة مدنية»، ورفض الطائفية والتقسيم.

وقالت مصادر محلية بالسويداء إن المحتجين رفعوا صورة ضخمة في ساحة «السير» لسلطان باشا الأطرش، أحد زعماء الثورة السورية الكبرى عام 1925، الذي يعد رمزاً سورياً وطنياً. كما شارك خيالة في الاحتجاج على صهوات الخيل رافعين علم الموحدين الدروز بألوانه الخمسة.
بالتوازي مع ذلك، تابع المحتجون في السويداء إزالة صور الرئيس السوري بشار الأسد وصور والده الراحل حافظ الأسد عن المباني الحكومية والمقرات الحزبية.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، ومقره لندن، بأن المظاهرة التي خرجت اليوم (الجمعة) «تعد الأكبر والأضخم منذ انطلاق الحراك الشعبي السلمي» في السويداء.