الفيديوهات والأفلام القصيرة ترسم احتفالات السعوديين بمناسباتهم الوطنية

مختصون لـ«الشرق الأوسط»: تباين في تكاليف الإنتاج... والأغاني تحقق انتشاراً واسعاً

0 seconds of 3 minutes, 16 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
03:16
03:16
 
TT
20

الفيديوهات والأفلام القصيرة ترسم احتفالات السعوديين بمناسباتهم الوطنية

تم توسيع نطاق جائزة التميّز الإعلامي لليوم الوطني بداية من نسختها الرابعة هذا العام لتصبح سنوية على امتداد العام (واس)
تم توسيع نطاق جائزة التميّز الإعلامي لليوم الوطني بداية من نسختها الرابعة هذا العام لتصبح سنوية على امتداد العام (واس)

ترسم الفيديوهات والأفلام القصيرة والأغاني الوطنية احتفالات السعوديين في مناسباتهم الوطنيّة، إذ تتنافس المؤسسات والهيئات الحكومية وشركات القطاع الخاص في تسجيل مشاركتها في المناسبات الوطنية والأحداث العامة، ليس من خلال التسويق لمنتجاتها أو تقديم عروض موسمية، بل في إنتاج فيديوهات ذات محتوى وطني بأشكال وسيناريوهات مختلفة، بما يعزز شعور الفرح والانتماء كجزء من مسؤوليتهم الاجتماعية والوطنية.

والمحتوى الذي ينتج في هذه المناسبات، خصوصاً اليوم الوطني، يدرج في إطار القوة الناعمة الهادفة إلى تعزيز وبناء الصورة الذهنية لهذه الجهة أو تلك بهدف اكتساب نسبة أكبر من الجمهور والوصول إلى شرائح المجتمع كافة، من خلال أعمال تعكس هويّة كل قطاع في مكانه، ويقدّم سيناريوهات أعمال تبرز المزايا التقليدية لتاريخ السعودية وتراثها.

المعطيات أوضحت أن معظم الجهات كانت تعتمد في إنتاج محتواها المرئي الذي يرتبط بالمناسبات الوطنية أو الفيديوهات الترويجية الخاصة بالمؤسسات - حكومية كانت أو خاصة - على شركات إنتاج أجنبية في الغالب، غير أن هذا الواقع تغير إلى حد كبير مع دخول شركات إنتاج محلية إلى السوق، ليصبح من إنتاج أياد سعودية، حيث يرتفع الطلب في فترة المناسبات الوطنية، أو في أحداث ذات تأثير واسع مثل جائحة كوفيد-19 والإغلاق العالمي الذي صاحبها، لتصبح تلك الأعمال جزءاً من حملة إعلانية واتصالية للمؤسسة أو تكون هي بذاتها العملية الاتصالية التي تقوم بها المؤسسة بهذه المناسبة الوطنية.

 

جائزة التميز الإعلامي

إلا أن هذا الجهد لم يعد مقتصراً على القطاع الخاص، بل دخلت عليه الجهات الحكومية لرفع مستواه وجعله أكثر تنافسية، إذ أطلقت وزارة الإعلام، في سبتمبر (أيلول) 2019، جائزة سنوية تكريمية لأفضل الأعمال الإبداعية المشاركة في احتفالات البلاد باليوم الوطني، تحت اسم «جائزة التَّميُّز الإعلامي لليوم الوطني»، وذلك بهدف زيادة تفاعل الأفراد والمؤسسات مع هذه المناسبة الجليلة وإثرائه من خلال المشاركات الإعلامية الإبداعية، وإبراز دور الإعلاميين والمبدعين خلال المناسبة، وتسليط الضوء على أفضل الحملات والمنتجات الإعلامية، التي قدمتها الجهات الحكومية والقطاع الخاص وأفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين بهذه المناسبة.

مسارات الجائزة تضمّنت عددا من المجالات الإعلامية إلى جانب «أفضل فيديو من القطاع الخاص» و«أفضل منتج إذاعي»، ما يكشف عن الأهمية التي باتت تلقاها الإنتاجات المرئية وحتى الصوتية القصيرة في المناسبات الوطنية.

 

«الإنتاج العالي» يتجاوز مليون ريال

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادرها أنه بالنسبة لإنتاج الفيديوهات الوطنية سواءً الأفلام القصيرة أو الفيديوهات من خلال «الإنتاج العالي» الذي يتطلب معدات تقنية متقدّمة وحديثة في سوق الإنتاج، فإن تكلفته تبدأ من 200 ألف ريال سعودي وتتجاوز مليون ريال في عدد من الأعمال، وهذا يعدّ متوسّط التكاليف الطبيعية.

وعلق في أذهان مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي السعوديين عدد من الأفلام القصيرة والفيديوهات التي عكست الكثير من القصص السعودية، ونتيجةً لذلك حصدت عدداً من الجوائز على غرار «جائزة التميز الإعلامي»، كما سجّلت أرقام مشاهدات عالية عبر منصات التواصل الاجتماعي.

 

غازي القصيبي في جائزتين

ومن تلك الفيديوهات فيديو «لأنها المجدُ، نحن منها، وهي منّا» الذي جعل «مايسترو بيتزا» تحصل على جائزة في مسار «فيديو القطاع الخاص وغير الربحي» لعام 2019. ويصوّر الفيديو عدداً من الشخصيات السعودية ذات الأولوية عبر التاريخ مثل خميّس بن رمثان، وغالية البقمي، والطيّار عايض الشمراني، واخوان شمّا، وطيور شلوى، ثم يجمعهم في إطار واحد، على أنغام مغنّاة لقصيدة الوزير والسفير السعودي الراحل غازي القصيبي «أجل نحن الحجاز ونحن نجد».

وفي مسار «الحملة الإعلامية من الجهة الحكومية»، حصلت مبادرة «تتخيل الوطن بدونهم؟» للاتحاد السعودي للأمن السيبراني، التي انطلقت عبر فيديو مدته دقيقة و10 ثوانٍ، واستعرضت جانبا من جهود المبرمجين السعوديين فيما وصلت إليه البلاد من تقدم تقني بات ينعكس على الحياة العامة، على جائزة التميّز الإعلامي في العام ذاته.

وفي العام التالي، حصلت وزارة الرياضة على جائزة عام 2020 في مسار «الحملة الإعلامية من جهة حكومية» عن حملتها «ما بعده وطن» التي أظهرت، التقدم الحاصل في قطاع الرياضة السعودية مقارنةً بما كان عليه في سنوات سابقة قبل أن «تصبح الأحلام واقعا».

وحقّق فيديو «نبني وطناً يسكن فينا» لشركة «رتال للتطوير العمراني» جائزة التميز الإعلامي في مسار «فيديو القطاع الخاص وغير الربحي» لعام 2020، الذي يظهر مراحل الدعم والتمكين الوطني للشاب السعودي وصولاً إلى ما هو عليه الآن، وفي الإطار حديث صوتي للوزير والسفير الراحل غازي القصيبي يطالب فيه بمنح الشاب السعودي الثقة في العمل، ليسجّل القصيبي حضوره في جائزة التميّز الإعلامي للمرة الثانية على التوالي ولكن بصوته هذه المرة.

وحقّقت كل تلك الأعمال انتشارا واسعا، كما سجّلت نسب مشاهدات عالية على عدد من المنصات مثل منصة «إكس» و«يوتيوب» وغيرهما.

«الشرق الأوسط» حاولت الدخول في كواليس هذه الصناعة الإعلامية ذات التأثير الذي تكشفه وسائل التواصل الاجتماعي ونسب المشاهدات والإحصاءات المتوافرة، والتقت بعدد من المرتبطين بالتفاصيل من منتجين وجهات رسمية مستفيدة وشركات إنتاج ونقّاد.

 

تأثير في خانة القوّة الناعمة

مدير قسم التواصل والتسويق بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) يوسف المطيري، أكّد أنهم عندما قدموا في «إثراء» العمل الفني «هاتها» مع الفنان السعودي «عايض» خلال الاحتفال باليوم الوطني الـ91، وجدوا أن «العمل ما زال رائجاً حتى الآن، وهو ما يفسر أن تكون هذه الأغنية حاضرة وبقوة أثناء احتفاء نادي النصر السعودي باستقبال كريستيانو رونالدو الذي حظي بنقل تلفزيوني عالمي، وهو ما يصب في تأثير القوة الناعمة أيضاً، كذلك العمل الوطني الذي قدم العام الماضي (نغنّي للوطن) والذي جاء بروح الأوبريت وبألحان الفلكلور السعودي الثريّ بتنوعه، التي عكست الجمال والثراء الموجود في مناطق السعودية كافة».

وأضاف المطيري في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الأفلام القصيرة والأعمال الفنية على اختلاف أشكالها «باتت جزءاً من نكهة الاحتفال باليوم الوطني، والتي تتسابق على تنفيذها الجهات والعلامات التجارية المختلفة، ما جعلها محط أنظار الجمهور داخل البلاد وخارجها، والذي بدوره بات ينتظر الإبداعات الفنية التي تعبّر من خلالها هذه الجهات عن فخرها وتعكس الثراء الثقافي والحضاري للسعودية والتطور الذي تعيشه بلادنا، وكذلك التنوع في توظيف الأفكار الذي نلمسه كل عام والذي يضفي قيمة لهذه الأعمال ما يجعلها خالدة ومتداولة لدى الجمهور على مدى طويل (...) وهو ما يفسر استعراض كل جهة قدرتها على تقديم محتوى ثري فنياً وثقافياً ومطعّم بلمسات من هوية هذه الجهات».

وسلّط عبد الرحمن السبيعي الرئيس التنفيذي لشركة «مكانة» للإنتاج، الضوء على المقارنة بين شركات الإنتاج المحليّة والأجنبية في أعمال اليوم الوطني، وعدّ أن السنوات القليلة الماضية بيّنت تفوّق الشركات المحلية مقابل نظيرتها الأجنبية «بسبب ارتفاع جودة الإنتاج لدى الشركات السعودية ومعرفتها الجيدة بأبعاد اليوم الوطني لدى السعوديين وطبيعة وذائقة المجتمع ومع تطور جودة إنتاجها أصبحت تتصدر السوق، ولكن في جانب الخبرة فإنها نقطة تفوّق لصالح شركات الإنتاج الأجنبية»، كاشفاً في الوقت ذاته أن هناك مشاريع «تكون بالتعاون بين شركات محلية وشركات أجنبية كبيرة لإنتاج أعمال في اليوم الوطني السعودي».

 

الأغاني الوطنية أسرع انتشاراً من غيرها

وبالسؤال عن السيناريو الذي يجد رواجاً لدى شرائح المجتمع السعودي في المحتوى الوطني، كشف السبيعي لـ«الشرق الأوسط» أن الأغاني الوطنية «في الغالب تجد انتشاراً أسرع من غيرها، لكن مع ارتفاع المنافسة تداخلت الأعمال، وأصبحت الأغاني والقصائد تأتي أيضاً مع الأفلام القصيرة وتجد انتشاراً جيداً»، خصوصاً مع المميّزات التي باتت تبتكرها كثير من شركات الإنتاج غير الاستعانة بشخصيات مشهورة في المجتمع أو ذات وجود في الذاكرة، مثل «الانتقال إلى تقنية الـ cgi والتصاميم ثلاثية الأبعاد عالية الجودة» وفقاً للسبيعي.

وطبقاً لتقديرات السبيعي، فإن «الأعمال جيدة الإنتاج تكون مجمل تكاليفها بمعدل 700 ألف ريال سعودي للعمل الواحد، بينما تكون الأعمال عالية الإنتاج بمعدل مليون ونصف المليون ريال للعمل الواحد، وهناك أعمال قليلة جداً وربما نادرة وصلت ميزانيتها من 3 إلى 5 ملايين ريال».

من جهته قال الناقد والمهتم بالتسويق وصناعة الإعلانات أحمد هليّل، إن عملية الوعي «زادت عند فرق التسويق الداخلية لدى الجهات والشركات الكبيرة والصغيرة وزادت أهمية الفيديوهات والإنتاج المرئي، وهذا ديدن السوق بالعرض والطلب، وفي الوقت نفسه هناك تزامن بعملية الوعي عند الجمهور والمتلقي وتوسعت قنوات التواصل الاجتماعي»، ما يجعل هذه الأمور من أهم النقاط الكبيرة في عملية ازدهار الأعمال.

 

دعم حقيقي لشركات الإنتاج المحلية

واستطرد هليّل بالقول إن هناك دعما حقيقيا لشركات الإنتاج المحلية التي لا تتجاوز بحسب آخر إحصائية 250 شركة، ما أوجد شركات مبدعة في «عملية الكتابة والتخطيط والإنتاج، وهي أعلم بفهم سلوك المستهلك وعملية الوصول له من خلال الحياة اليومية وتستطيع أن تضع لمسة خفيفة لا يمكن أن تكون حاضرة لدى الشركات الأجنبية، وهذه نقطة قوة لدى الشركات المحلية وتحتاج لدعم وثقة أكبر من الشركات والجهات في التعامل معها»، مضيفاً أنه فضلاً عن الفكرة الجيدة والجديدة التي تعدّ الفارق، فإن هناك سمات كثيرة وصفات عامة تضع الشركات المحلية لمستها عليها بنجاح مثل «الزي السعودي، وأداء الرقصات الشعبية، والتفاصيل التاريخية لدى كل مدينة ومنطقة».

ويرى أنه في فترة مبكّرة كان القطاع الخاص هو الأكثر طلباً على إنتاج الفيديوهات القصيرة والأفلام والإنتاجات المرتبطة بالمحتوى الوطني أو غيره، وذلك لأن القطاع الخاص يخاطب العميل والمستخدم ويحتاج لوصول مباشر وسريع إليه، لكن مع مرور الوقت أصبح الطلب متساويا بين الجهات الحكومية والخاصة للوصول إلى الجمهور والشريحة المستهدفة.

هليّل أوضح أنه بغض النظر عن تكاليف إنتاج الفيديوهات، فإن هناك أعمالا «تُنتج بتكلفة منخفضة جداً وجودتها ضعيفة لكنها تنجح في إيصال الفكرة، وهناك أعمالا يُدفع لها مبالغ ضخمة ولكن تفشل في إيصال الفكرة المرجوّة، وفي العموم فإن الهدف من أي إنتاج هو إيصال الفكرة»، وتابع بأن هناك عوامل تصنع الفارق اليوم، وعلى سبيل المثال «التصوير السينمائي أفضل من تصوير الكاميرا الصغيرة، والمعدات والأصوات تصنع الفارق أيضاً، وكذلك المواهب المشاركة في الإنتاج، سواءً كانوا ممثلين أو مخرجين، يمنحون فارقا في العمل».

ومن المنتظر أن يشهد اليوم الوطني السعودي الـ 93، الذي يحلّ السبت، استمراراً لتلك الأعمال المرئية وابتكارات جديدة في الظاهرة التي باتت أحد الأشكال الرئيسية لاحتفالات السعوديين أفراداً وجهات بمناسبات بلادهم الوطنية.


مقالات ذات صلة

السعودية تطالب بتعزيز القدرة الدولية على صون السلم العالمي

الخليج المهندس وليد الخريجي خلال إلقائه الكلمة في الاجتماع رفيع المستوى بمجلس الأمن (الخارجية السعودية)

السعودية تطالب بتعزيز القدرة الدولية على صون السلم العالمي

أكدت السعودية، الثلاثاء، على ضرورة التحرك نحو تعزيز قدرة النظام الدولي على صون السلم والأمن الدوليين وفقاً لما هو منصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الخليج جلسة خاصة ضمن المؤتمر بنسخته الأولى تضامناً مع غزة (تصوير: عدنان مهدلي)

انطلاق مؤتمر «بناء الجسور بين المذاهب» في رمضان بمكة

تنظم رابطة العالم الإسلامي، يومي السادس والسابع من شهر رمضان بمكة المكرمة، النسخة الثانية من المؤتمر الدولي: «بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية».

«الشرق الأوسط» (مكة المكرمة)
الخليج ولي العهد السعودي خلال استقباله رئيس صندوق الاستثمارات الروسي في الرياض (واس)

ولي العهد السعودي يلتقي رئيس صندوق الاستثمارات الروسي

التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، كيريل دميترييف رئيس صندوق الاستثمارات الروسي، عقب مباحثات أميركية - روسية في الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج انطلاق المحادثات الأميركية - الروسية برعاية سعودية في الرياض (رويترز) play-circle 00:25

اجتماع الدرعية يؤسس لعودة العلاقات الأميركية - الروسية

أكد الوفدان الأميركي والروسي أن محادثاتهما، التي جرت في قصر الدرعية بالعاصمة السعودية الرياض، كانت مثمرة، ووصَفَاها بأنها «خطوة مهمة إلى الأمام».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي محادثات أميركية - روسية بقصر الدرعية في الرياض الثلاثاء (واس) play-circle 00:25

ترحيب عربي باستضافة السعودية المحادثات الروسية - الأميركية

رحبت دول ومنظمات عربية باستضافة الرياض محادثات روسية - أميركية لتحسين العلاقات بين البلدين، بتوجيه من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الإمارات تؤكد رفضها تهجير الفلسطينيين... والسيسي يشدد على أهمية إعادة الإعمار

الشيخ محمد بن زايد ووزير الخارجية الأميركي (رويترز)
الشيخ محمد بن زايد ووزير الخارجية الأميركي (رويترز)
TT
20

الإمارات تؤكد رفضها تهجير الفلسطينيين... والسيسي يشدد على أهمية إعادة الإعمار

الشيخ محمد بن زايد ووزير الخارجية الأميركي (رويترز)
الشيخ محمد بن زايد ووزير الخارجية الأميركي (رويترز)

أكد الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اليوم الأربعاء، موقف بلاده «الثابت الرافض» لتهجير الفلسطينيين، وذلك خلال استقباله وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في آخِر محطات جولته الشرق أوسطية.

ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية «وام» عن الشيخ محمد بن زايد تأكيده «موقف دولة الإمارات الثابت الرافض لأي محاولات تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه»، مشدداً على ضرورة أن ترتبط عملية إعمار غزة «بمسارٍ يؤدي إلى السلام الشامل والدائم الذي يقوم على أساس حل الدولتين»؛ كونه السبيل لتحقيق الاستقرار في المنطقة، مؤكداً أهمية العمل على تجنب توسيع الصراع في المنطقة بما يهدد السلم الإقليمي.

مستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان يستقبل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في أبوظبي (رويترز)
مستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان يستقبل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في أبوظبي (رويترز)

وبحث الشيخ محمد بن زايد، ووزير الخارجية الأميركي، علاقات التعاون والعمل المشترك بين البلدين، وسُبل تعزيزها في المجالات المختلفة بما يحقق مصالحهما المتبادلة.

كما تطرَّق اللقاء إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية محلَّ الاهتمام المشترك، والتطورات في منطقة الشرق الأوسط، خاصة المستجدّات في الأرض الفلسطينية المحتلة، والمساعي المبذولة تجاه الأزمة في قطاع غزة وتداعياتها على السلام والاستقرار والأمن الإقليمي.

ومن جهته، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المجتمع الدولي، اليوم (الأربعاء)، إلى تبني خطة لإعادة إعمار قطاع غزة الذي مزَّقته الحرب دون تهجير الفلسطينيين. وجدد السيسي موقف مصر الثابت الداعي إلى ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وتبادل الرهائن والأسرى، وإنفاذ المساعدات الإنسانية. مشدداً على ضرورة إعمار غزة دون تهجير الشعب الفلسطيني المتمسك بأرضه، وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإسباني في مدريد، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وحول الشأن السوري، قال الرئيس المصري إن المباحثات تناولت التطورات التي تشهدها سوريا، موضحاً أنه أكد دعم مصر الثابت للشعب السوري الشقيق، والوقوف إلى جانبه لتحقيق تطلعاته المشروعة. وأشار إلى تأكيده أهمية الحفاظ على سيادة سوريا ووحدتها سلامة أراضيها، مع البدء في عملية سياسية شاملة، بمشاركة كل مكونات الشعب السوري. وأعلن الرئيس المصري في المؤتمر الصحافي توقيع وثيقة بين البلدين لرفع العلاقات بينهما إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية».