كوماندوز إسرائيلي يختطف «مسؤولاً بحرياً» في «حزب الله»

عماد أمهز يدرس العلوم البحرية… ونشاط سابق للإسرائيليين في المنطقة

0 seconds of 30 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
00:30
00:30
 
TT
20

كوماندوز إسرائيلي يختطف «مسؤولاً بحرياً» في «حزب الله»

عَلم لـ«حزب الله» مرفوع قرب موقع استهداف إسرائيلي لمبانٍ في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)
عَلم لـ«حزب الله» مرفوع قرب موقع استهداف إسرائيلي لمبانٍ في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)

نفذت قوات «كوماندوز» بحرية إسرائيلية عملية إنزال في منطقة البترون في شمال لبنان، واختطفت مواطناً لبنانياً، قبل أن تنسحب من المكان، حسبما أكد مصدر أمني لبناني لـ«الشرق الأوسط».

وقال المصدر إن الإنزال الإسرائيلي حصل فجر الجمعة، واستهدف شخصاً يُدعى عماد فاضل أمهز، وتم اختطافه من المكان، قبل أن تنسحب المجموعة البحرية الإسرائيلية من الشاليه البحري الواقع بمحاذاة الشاطئ في البترون بشمال لبنان.

وقال مصدر أمني لبناني لـ«الشرق الأوسط» إن أمهز عضو في «حزب الله»، من دون أن يحدد موقعه التنظيمي، رافضاً تأكيد أو نفي معلومات عن أنه مسوؤل كبير في الوحدة البحرية للحزب. لكن المصدر كشف أن أمهز طالب يدرس العلوم البحرية التي تؤهله ليكون قبطاناً.

وأضاف المصدر أن المنطقة التي شهدت الإنزال شهدت نشاطاً سابقاً للإسرائيليين، إذ تشتبه السلطات اللبنانية بأنه يتم إجراء لقاءات بين إسرائيليين وعملائهم قبل الحرب.

قوة من 25 فرداً نفذت العملية

ووفقا لمعلومات «الشرق الأوسط»، فإن أمهز يقيم في منطقة القماطية الجبلية قرب عالية، وقد تقدمت زوجته أمس ببلاغ إلى القوى الأمنية باختفائه وعدم عودته إلى المنزل.

وكشفت مصادر أمنية لبنانية أن «عملية الخطف المزعومة حصلت في مكان لا يبعد عن شاطئ البحر أكثر من 50 متراً فقط. وكان صاحب مشروع الشاليهات هو أول من كشف القوة التي قدمت إلى المكان والمؤلفة من نحو 25 شخصاً بعضهم بلباس مدني وبعضهم ملثم، وكلهم مسلحون. وقد أمره هؤلاء بالعودة إلى غرفته وإقفال الباب قائلين له «نحن دولة»، أي عناصر امنية لبنانية، ثم تابعو باتجاه غرفة أمهز واقتادوه بعيدا نحو البحر.

واللافت أن «حزب الله» امتنع عن التواصل مع القيادات الأمنية اللبنانية التي حاولت الاستفسار عما إذا كان أمهز بالفعل عضوا في الحزب.

بطاقة عماد فاضل أمهز في معهد علوم البجار كما تداولتها مجموعات لبنانية على «تلغرام»
بطاقة عماد فاضل أمهز في معهد علوم البجار كما تداولتها مجموعات لبنانية على «تلغرام»

من جانبه، أكد وزير الأشغال علي حمية في تصريحات صحافية أن المختطف هو قبطان بحري لسفن مدنية وتجارية ويتلقى تعليمه في معهد مدني وأن ما ورد في الفيديو المتداول صحيح كما أن الأجهزة الأمنية تقوم بالتحقيقات اللازمة، فيما ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن الأجهزة الأمنية تحقق في واقعة الاختطاف.

ويعد هذا الإنزال البحري الأول من نوعه الذي يجري اكتشافه والإعلان عنه منذ بدء الحرب الإسرائيلية الواسعة على لبنان في سبتمبر (أيلول) الماضي.

وتعليقا على عملية الإنزال في البترون، أكدت قوات «اليونيفيل» أنها «لم تشارك في تسهيل أي عملية اختطاف أو أي انتهاك للسيادة اللبنانية».

ونقل مراسل لموقع «أكسيوس» عن مسؤول إسرائيلي قوله إن البحرية الإسرائيلية اعتقلت أمس «عضواً كبيراً في القوة البحرية لحزب الله، يدعى عماد أمهز، في عملية بشمال لبنان».

«حادث خطير»

ووصف إعلام مقرب من «حزب الله» هذا الحادث بـ«الخطير»، وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية اللبنانية (الجيش وقوى الأمن الداخلي) تحقق فيه.

وتحدث إعلاميون مقربون من الحزب عن أن «القوة الخاصة الإسرائيلية» تشكلت من 25 جندياً (بحارة وغواصون)، ونفّذت عملية إبرار (إنزال بحري) على شاطئ البترون، وانتقلت بكامل أسلحتها وعتادها إلى شاليه قريب من الشاطئ، إذ اختطفت شخصاً لبنانياً كان موجوداً لوحده في المكان، واقتادته إلى الشاطئ، وغادرت بواسطة زوارق سريعة إلى عرض البحر.

وقال هؤلاء إن الشبهة «تشير إلى أن العملية نفذتها قوة خاصة إسرائيلية (شيطت 13 أو سيريت متكال)».

ونشر هؤلاء مقطع فيديو للحظة انسحاب القوة الاسرائيلية، واقتيادها شخصاً كان مقيماً في الشاليه البحري.


مقالات ذات صلة

لبنان يوقِع بـ«المجموعة الأُم» لمطلقي الصواريخ على إسرائيل

خاص عناصر من الجيش اللبناني يفتشون سيارة عند حاجز (مديرية التوجيه)

لبنان يوقِع بـ«المجموعة الأُم» لمطلقي الصواريخ على إسرائيل

كشفت مصادر أمنية لبنانية عن أن المجموعة المسلحة التي أوقفتها مديرية المخابرات بالجيش اعترفت بأن أفرادها نفّذوا عمليتَي إطلاق الصواريخ في مارس (آذار) الماضي.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي لبنانيون يتحدرون من بلدة ميس الجبل يحملون أعلام «حزب الله» بعدما منعهم الجيش الإسرائيلي من العودة لبلدتهم بجنوب لبنان في فبراير الماضي (أ.ف.ب)

«حزب الله» يربط الحديث عن سلاحه بـ«4 أولويات»

أضاف «حزب الله» شرطاً رابعاً للانطلاق في محادثات داخلية لمعالجة ملف تسليم سلاحه، يتمثل في إعادة الإعمار، وذلك في تصعيد جديد رداً على الطروحات لتسليم سلاحه.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي 
قداس عيد الفصح وسط الخراب في كنيسة قرية دردغيا بقضاء صور في جنوب لبنان أمس (د.ب.أ)

لبنان: تحرك سياسي وميداني لفرض «حصرية السلاح»

اتخذت السلطات اللبنانية إجراءات سياسية وميدانية لفرض حصرية السلاح، إذ حسم الرئيس اللبناني جوزيف عون الجدل حول سلاح «حزب الله» بتأكيده أن حصر السلاح.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي عناصر من الجيش اللبناني يقفون قرب سيارة استهدفتها مسيرة إسرائيلية في بلدة الغازية بجنوب لبنان الجمعة (أ.ب)

الجيش اللبناني يحبط إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل

أحبط الجيش اللبناني عملية جديدة لإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، وسط تعهد الحكومة اللبنانية بتنفيذ ما ورد في بيانها الوزاري «لجهة بسط سيادتها الكاملة على أراضيها»

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (د.ب.أ)

الجيش الإسرائيلي: قتلنا قياديين اثنين في «حزب الله» بجنوب لبنان

قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل قياديين اثنين في «حزب الله» في هجومين منفصلين بجنوب لبنان اليوم الأحد.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

«الداخلية» المصرية تلاحق منظمي رحلات «الحج غير النظامي»

الحجاج المصريون النظاميون أدوا المناسك العام الماضي من دون مشكلات (وزارة التضامن)
الحجاج المصريون النظاميون أدوا المناسك العام الماضي من دون مشكلات (وزارة التضامن)
TT
20

«الداخلية» المصرية تلاحق منظمي رحلات «الحج غير النظامي»

الحجاج المصريون النظاميون أدوا المناسك العام الماضي من دون مشكلات (وزارة التضامن)
الحجاج المصريون النظاميون أدوا المناسك العام الماضي من دون مشكلات (وزارة التضامن)

واصلت وزارة الداخلية المصرية، الاثنين، حملاتها لملاحقة منظمي رحلات «الحج غير النظامي»، عبر ضبط شركات «غير مرخصة»، تدعي تسفير المواطنين الراغبين في أداء فريضة الحج من دون تنسيق مع السلطات المصرية والسعودية.

وتشدد مصر من إجراءاتها لتلافي أزمة «الحجاج غير النظاميين»، التي حدثت، العام الماضي، حين استغل الآلاف بعض تأشيرات الزيارة التي تُمنح لدخول المملكة، لأداء فريضة الحج بشكل غير قانوني، الأمر الذي ترتبت عليه معاناة أعداد كبيرة منهم، في ظل عدم وجود بيانات رسمية عن وجودهم بالمملكة ضمن الحجاج.

وأعلنت «الداخلية» المصرية، الاثنين، ضبط شركتي سياحة من دون ترخيص تقومان بالإعلان عن تنظيم رحلات حج وعمرة عبر برامج سياحية والترويج لنشاطهما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث جرت ملاحقة مقر الشركتين، وضبط القائمين عليهما لاتخاذ الإجراءات القانونية.

وهذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها «الداخلية» عن ضبط وإغلاق شركات مشابهة، فعلى مدار الأسابيع الماضية، أعلنت ضبط عشرات الشركات في محافظات مصرية مختلفة تقوم بالترويج لبرامج «حج» بشكل غير قانوني، من بينها 7 شركات ضُبطت في يوم واحد، الأسبوع الماضي.

ويجري تنظيم رحلات الحج في مصر عبر 3 بعثات من وزارات «السياحة»، و«الداخلية» و«التضامن»، وهي الجهات التي استوفت أسماء جميع الحجاج لهذا العام، وتعمل على إنهاء إجراءات سفرهم خلال المواعيد المحددة مع السلطات السعودية.

وتعهد رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، الذي ترأس «خلية الأزمة» التي تشكلت عقب أزمة الحجاج غير النظاميين العام الماضي، بالعمل على منع تكرار تلك الأحداث، في وقت باشرت فيه وزارة السياحة إجراءات رقابية مشددة على الشركات، وقامت بشطب عشرات الشركات التي تورطت في المخالفات، وأحالت مسؤوليها للنيابة لاتخاذ الإجراءات القانونية بشأنهم.

وقال عضو لجنة «السياحة» بمجلس النواب (البرلمان) محمد طه الخولي لـ«الشرق الأوسط» إن ما تقوم به «الداخلية» جزء من تحركات مكثفة تقوم بها أجهزة الدولة في مصر لمنع «الحج غير النظامي» لا سيما أن الأمر لا يقتصر على أفراد فقط، لكن أيضاً على «سماسرة» يعملون بدعم من بعض الشركات التي تسعى لمخالفة القوانين لتحقيق عائد مادي.

مصر تسعى لملاحقة الشركات المنظمة للحج غير النظامي (وزارة التضامن)
مصر تسعى لملاحقة الشركات المنظمة للحج غير النظامي (وزارة التضامن)

وأضاف الخولي أن هذه التحركات والملاحقات ستكون بمثابة ردع للمخالفين؛ للحد من نشاط هذه الشركات الوهمية، الأمر الذي ستظهر نتائجه بوضوح في موسم الحج المقبل بانخفاض كبير للغاية في أعداد الحجاج غير النظاميين المصريين، لا سيما أن ما جرى ضبطه بالفعل في الشهور الماضية لم يكن قليلاً.

بدوره، قال عضو غرفة شركات السياحة باسل السيسي لـ«الشرق الأوسط» إن الحملات التي تقوم بها وزارة الداخلية جزء من خطة عمل مستمرة منذ العام الماضي لملاحقة الكيانات غير الرسمية التي تقوم بالعمل على تنظيم رحلات حج بشكل غير نظامي عبر استغلال تأشيرات الزيارة أو السياحة التي لا تسمح المملكة لحاملها بأداء مناسك الحج، مشيراً إلى أن هذه الملاحقات أسفرت بالفعل عن ضبط عدد كبير من المخالفين، وغالبيتهم أفراد وليسوا شركات سياحة.

ويتفق عضو البرلمان المصري مع باسل السيسي في توقُّعه بأن تكون نتائج الإجراءات المتخذة من جانب السلطات المصرية ملموسة بشكل واضح، بمنع تكرار ما حدث من وجود آلاف المخالفين المصريين.