محمد نبيل حلمي

محمد نبيل حلمي

خطي يُنكرني... ماذا فعلت بي «الأتمتة»؟

كان الأمر «في غاية البساطة» وفق ما قالت لي «الموظفة الودودة» قبل عام: «بدلاً من أن تحضر سيادتك لسداد الأقساط؛ ستحرر لنا شيكات وسنصرفها من البنك في موعدها». مرت السنة وجاء اتصال هاتفي من الموظفة نفسها، التي أصبحت «صارمة» هذه المرة، وهي تنقل لي أنني «في مشكلة كبيرة»، والسبب: «توقيعك على الشيك ليس مطابقاً لما هو مُسجل في البنك... تصرف بسرعة قبل أن نلجأ للقضاء». صحيح أنني كنت ضائقاً بالفوائد الباهظة التي أدفعها مقابل التقسيط، لكن وبكل أمانة لم أخطط لمؤامرة...

الحياة في 40 سنتيمتراً

حدث هذا قبل سبع سنوات... بوصف آخر: عايشت ما جرى وأنا ابن 4 سنوات في مهنة الصحافة. حينها كنت أمتلك خبرة عام من العمل في قسم الحوادث، ما يجعل من تغطيتي لخبر عن تبادل لإطلاق النار بين الشرطة ومسلحين أمراً يسيراً... فقط سأبحث عما يهم القارئ، وأجيب عن الأسئلة المهنية اللازمة، وكيف انتهت المعركة، وهل هناك ضحايا أو مصابون.

رُيَّاس السُحب

كان الليل قد أحكم سطوته وانتصف، وكذلك فعل الصداع بنصف رأسه؛ حساسية الجيوب الأنفية لا تنتهي، بل إنها تمادت بفعل الكحول الطائر وراء «كورونا»، وبسبب قلقه من عدوى «المستجدّ»، تلاشت في النهار خطة الذهاب إلى طبيب. قلّد صاحبُنا غالبَه، كما يفعل بعض المغلوبين، وبدأ يعصر رأسه بنفسه بحثاً عن مخرج، وعندما تذكّر برنامج تأمينه الطبي الذي لم يستخدمه تقريباً؛ استدعى صوت زملاءه الذين قالوا له ذات مسامرة إنهم «يهاتفون الطبيب لإجراء تشخيص في الحالات البسيطة» لكن المشكلة أنه لا يعرف أين احتفظ بالبطاقة المتضمنة بيانات اشتراكه.

الطيور إذ تُعلمنا الصحافة

خذله الزحام في الصباح فتوقف بسيارته متبرماً، لكن تصادماً بين اثنين من «جيران الطريق» كان يسير آخرهما على هُدى أولهما، ذكّره بدرس مهني صحافي تلقاه مبكراً: «إياك أن تقود سيارتك - قصتك مُعتمداً على ما يراه الآخرون». وعلى بساطته، يبدو الدرس عصياً على التنفيذ لدى البعض، خصوصاً إذ ما حاصرته الآن ضغوط «السرعة، والسبق، وعداد القراءات الذي صار خصماً وحكماً»، ومن قبل ذلك وبعده قارئ ملول لا ينشغل - وربما لا ينبغي له - بالتوثيق لأصل القصة ومبتدأ الحكاية. في المساءات الكئيبة لم تغادر باله قصة «الميت الذي تناقل البعض اسمه كوزير جديد» بحسب ما نسخت منصات إخبارية عدة عن بعضها بعضاً، ولتنتهي الحكاية باكتشاف حفر