شوي تشينغ قوه بسام
بروفسور وأكاديمي بجامعة الدراسات الأجنبية في بكين

الصين والعرب: معرفة الآخر بمنظار الذات

ترجع العلاقات الصينية - العربية إلى تاريخ موغل في القدم. وحفلت المخطوطات العربية والصينية القديمة بكتابات غنية عن بعضهما بعضاً. ولكن معظم هذه الكتابات،

فهم الصين من خلال أولمبياد بكين

اختتمت مؤخراً الدورة الـ24 للألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، والجدير بالذكر أن الألعاب الأولمبية ليست مجرد ألعاب في السياق الصيني، بل كانت فرصة سانحة لفهم الصين، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً. قبل أن أسرد علاقة الصين بالألعاب الأولمبية، ينبغي أن أعود إلى عام 1896، حيث استخدم كاتب بريطاني في مقالة نشرها في صحيفة بشانغهاي تعبير «الرجل المريض في شرق آسيا» لوصف الإنسان الصيني، في إشارة إلى الصيني المتعاطي للأفيون والضعيف معنوياً وجسمانياً، وسرعان ما انتشر هذا التعبير بحيث استخدمها بعض المثقفين الصينيين الذين أقلقهم واقع الصين المتخلف وقضّ مضجعهم هاجس اللحاق بركب العالم. في خضم هذا الواقع المؤلم، لم تك

تأملات مثقف صيني حول الديمقراطية

تتَّجه أنظار العالم في الآونة الأخيرة إلى أزمة المهاجرين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، وينصبُّ جلُّ اهتمام المحللين الغربيين، في قراءتهم هذه الأزمة الإنسانية، على الصراع الجيوسياسي بين روسيا وبيلاروسيا من جهة؛ وبلدان الاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، بينما غاب عن اهتمامهم مصيرُ المهاجرين، وجذور معاناتهم، كأنَّهم مجرد قطع حجرية في لعبة الشطرنج بين الدول المتنازعة. وكنت أتمنَّى أن أقرأ تحليلاتٍ أعمقَ من قبل الكتاب في منطقة الشرق الأوسط لهذه الأزمة؛ علماً بأنَّ المهاجرين، وهم الأبطال الحقيقيون في هذه الأزمة المأساوية، قدموا بشكل رئيسي من دول شرق أوسطية: العراق وسوريا واليمن والصومال وأفغانستان...

خواطر صيني عن أولمبياد طوكيو

في عام 1910، أي بعد 14 سنة من انطلاق الألعاب الأولمبية الحديثة في أثينا عام 1896، نشرت صحيفة شانغهاي افتتاحية طرح فيها الكاتب ثلاثة تساؤلات حول علاقة الصين بالأولمبياد، وصارت معروفة لاحقاً لدى الشعب الصيني بالأحلام الأولمبية الثلاثة: الأول: متى ترسل الصين فريقاً للمشاركة في الألعاب الأولمبية؟ الثاني: متى تفوز الصين بميدالية أولمبية؟ الثالث: متى تقام الألعاب الأولمبية على أرض الصين؟

الصين وأميركا: العدوّ ثالثهما

إيلون ماسك، رجل الأعمال الأميركي صاحب شركة «تسلا» للسيارات الكهربائية صار أغنى رجل في العالم مؤخراً. وقد أثنى الرجل على الصين في مقابلة أجراها معه مدير عام شركة Axel Springer للنشر الرقمي في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حيث قال: «عندما أقابل مسؤولين في الحكومة الصينية، أراهم دائماً قلقين بشأن هذه الأسئلة: هل سيكون الناس سعداء بشيء ما؟ هل سيخدم هذا بالفعل مصلحة الناس؟ تجربتي مع حكومة الصين تثبت أنها تستجيب بشكل كبير لرفاهية الشعب.

لكي ينهض لبنان الفينيق من الرماد

إيلسا هي طالبة لبنانية تدرس اللغة الصينية في الجامعة اللبنانية، كتبت على حسابها في «التواصل الاجتماعي» سطوراً باللغة الصينية، في معرض نقاش مع زملائها حول خبر مفاده أن أكثر من 36000 شخص في لبنان وقَّعوا على وثيقة تدعو إلى عودة الانتداب الفرنسي. وقد ترجمتُ هذه السطور إلى العربية كما يلي: «لا أوافق على هؤلاء. مهما كانت شدة البلاء، فلا يمكن أن نتخلى عن وطننا للغير. هؤلاء ليسوا لبنانيين حقيقيين؛ بل إنهم يشكِّلون إحدى مشكلات لبنان. إذا أخلص الجميع لوطنهم الحب، لما وقعنا فيما نحن فيه اليوم. وإذا أرادوا فعلاً العيش في الحكم الفرنسي، فليخرجوا من لبنان. الحرية هي أغلى شيء.

النموذج الصيني يأتي من المستقبل

قرأت مقالة الصديق سليمان جودة المنشورة في هذه الجريدة الغراء بالتاريخ 16 يوليو (تموز)، فوجدتني أختلف مع بعض ما ورد فيها، خصوصاً النتيجة التي توصل إليها واختصرها في عنوان المقالة: «بكين ليست مؤهلة للفوز في سباق النموذجين»، في إشارة إلى النموذج الشرقي الصيني والنموذج الغربي الأميركي.

صورة الصين في ظل الجائحة... عربياً

شاركتُ منذ مدة قصيرة في ندوة افتراضية حول صورة الصين في الشرق الأوسط في ظل جائحة كورونا، حيث قدم نحو ثلاثين باحثاً وإعلامياً صينياً أوراقهم حول المواضيع ذات الصلة، ومنها بضعة أبحاث تناولت الرأي العام العربي عن الصين منذ تفشي الجائحة حتى اليوم، وفقاً للتحليلات للأخبار والتقارير والمقالات التي نشرت في أهم الوسائل الإعلامية المقروءة والمرئية في العالم العربي، ومنها جريدة «الشرق الأوسط» الغراء، إضافة إلى دراسة مسحية لما نُشر في وسائل التواصل الاجتماعي العربي. وتوصلت هذه الأبحاث إلى ملاحظات تالية: أولاً، احتلت الصين حيزاً كبيراً في كل ما نشر في الإعلام العربي حول الجائحة الراهنة.