الياس حرفوش

الياس حرفوش
صحافي وكاتب سياسي لبناني، عمل مسؤولاً في القسم السياسي في مجلتي «الحوادث» و«المجلة»، وكان له مقال أسبوعي فيهما. كما عمل في صحيفة «الحياة» التي شارك في إدارة تحريرها، وكان كاتباً ومشرفاً على صفحات «الرأي» فيها. أجرى العديد من المقابلات مع شخصيات عربية ودولية، وشارك في حوارات ومقابلات تلفزيونية معلقاً على أحداث المنطقة.

وصفة نصر الله لما بعد الانتخابات

للذين يراهنون على قدرة نتائج الانتخابات التي جرت في لبنان على تغيير المشهد السياسي، أو تحويل الطريق الذي يسير عليه البلد إلى خطٍّ آخر، جاءَ الجوابُ سريعاً من قادة «حزب الله» وأمينِه العام حسن نصر الله، من خلال ما عدّوها «قراءة موضوعية» لتلك النتائج. كان واضحاً من تلك القراءة أنَّ هناك أربعة عناوين تحدد مشروع الحزب للمرحلة المقبلة، أو ما يمكن تسميتها «وصفة» لما بعد الانتخابات.

أوكرانيا: طرق مقطوعة أمام الحل

يزداد القلق الدولي يوماً تلو آخر كلما تقدمت الحرب الروسية في أوكرانيا. إطلاق الحروب أكثر سهولة من العودة منها، وهذه الحرب ليست استثناء. قلق مبرر من المدى الذي ستبلغه ومن الحدود التي يمكن أن تقف عندها. إلى أي مدى سيمضي الغرب في حربه العسكرية والاقتصادية على روسيا؟ وإلى أي مدى سيكون الغرب مستعداً للمخاطرة بحرب أطلسية – روسية على الأرض الأوروبية؟

روسيا البوتينية وأسئلة الهوية

يتصل التاريخ بالحاضر عند النظر إلى خلفيات الحرب القائمة اليوم على أراضي أوكرانيا بين روسيا والعالم الغربي. يخوض بوتين هذه الحرب بهدف تحصين الأمن الروسي من التمدد الأطلسي، كما يقول، ولحماية حقوق مواطنين أوكرانيين يتكلمون الروسية. غير أنه لا يمكن تجاهل الجذور التاريخية المتصلة بالهوية الروسية، والعلاقة الملتبسة التي ظلت تربطها على الدوام بجيرانها الأوروبيين.

الديمقراطية اللبنانية في ظل «حزب الله»!

تنتشر اليافطات الانتخابية في لبنان لقوى المعارضة، تحمل الشعارات التي تعارض الوضع التعيس وتعد بالقدرة على تغييره. وتسأل نفسك أمام هذه الشعارات: علامَ يعتمد هؤلاء الحالمون في بلد دفعه الشلل السياسي والأزمة الاقتصادية الطاحنة إلى الحضيض أو إلى ما دونه؟ وهل لا تزال فرص الإنقاذ ممكنة، فيما القوة النافذة في لبنان، وهي قوة «حزب الله»، لا ترد على معارضيها إلا بلغة التخوين، وتتهمهم بأنهم «عملاء للسفارات» وأدوات في خدمة المشروع المناهض لهذا الحزب؟ لا شك أن القوى المشاركة في الانتخابات تحتاج إلى شعارات لحشد التأييد الشعبي.

حرب عالمية إلا بالاسم

يتجنبون تسميتها «الحرب العالمية» غير أنك حيثما كنت مقيماً على هذه الكرة الأرضية سوف يكون صعباً عليك أن تتجاهل آثار الحرب التي تدور في ذلك الجزء من الخريطة عند حدود أوروبا الشرقية في المنطقة الفاصلة بين ما بقي من الاتحاد السوفياتي وما تمددت إليه الخريطة الغربية في أعقاب ذلك الانهيار. كيف لا تكون حرباً عالمية وثلاث قمم تُعقد في العاصمة الأوروبية بروكسل في يوم واحد لحلف الناتو وللاتحاد الأوروبي ولمجموعة الدول الصناعية السبع، وكلها لبحث أفضل الطرق للرد على الرئيس الروسي ولمحاولة احتواء الحرب والحؤول دون وقوع كارثة تفوق ما يحصل في أوكرانيا؟! بصورة مباشرة أو غير مباشرة كل الدول منخرطة في هذه الحرب.

خلف أسوار الكرملين

هناك تواريخ فاصلة في حياة الأمم وفي سجل القادة، تدخل الكتب وتتدارسها الأجيال، جيلاً تلو آخر، ولا تُمحى. من زمننا القريب تواريخ فاصلة مثل 9 نوفمبر (تشرين الثاني) 1989 أو 2 أغسطس (آب) 1990 أو 11 سبتمبر (أيلول) 2001. 24 فبراير (شباط) الماضي، ذلك اليوم الذي اقتحمت فيه دبابات فلاديمير بوتين حدود أوكرانيا سيضاف إلى تلك التواريخ التي أرّخت لمحطات مهمة في تاريخنا المعاصر: مثل سقوط جدار برلين وغزو صدام للكويت و«غزوة» بن لادن لنيويورك.

رسم خريطة أوروبا من جديد... بالدم

التاريخ يُعيد نفسه. عرف العالم هذه الحقبة المظلمة قبل ثمانية عقود. رجل يتسلق السلطة حاملاً أوهام العظمة وأحلام التمدد إلى خارج الخريطة التي لم تعد تتسع لطموحاته. وحاملاً فوق ذلك حساباً من تركة الماضي على «العدوان» الذي تعرضت له بلاده على أيدي المنتصرين. أدولف هتلر يصل إلى المستشارية في برلين للانتقام من معاهدة فرساي.

عندما تكون مجاوراً لروسيا وإيران

ليس هناك أصعب من الجيران المقلقين. إذا كانوا قرب بيتك ليس أمامك خيار سوى المغادرة بأي ثمن والانتقال إلى مقر سكن آخر. ولكن ماذا تفعل إذا كنت مقيماً بجوار دولة معتدية، ولا يمكنك نقل بلادك إلى مكان آخر. إذا كنت مقيماً مثلاً في الشرق الأوروبي، وإلى جانبك دول مثل روسيا وبيلاروسيا، وقادة مثل بوتين ولوكاشينكو، مهووسون بتصدير العقائد والثورات وأوهام العظمة القديمة. أو إذا كنت مقيماً في الشرق الأوسط، وإلى جانبك دولة مثل إيران، تنشر صواريخها أو صواريخ «أذرعها» ومقاتليها في أرجاء المنطقة، وتفاخر بالسعي إلى تصدير «ثورتها» إلى مختلف أنحاء الإقليم. كيف ستخطط لمستقبل بلادك بأمان؟

عض أصابع على حلبة أوكرانيا

لا مفر من الحديث الأوكراني. يتصدر النشرات ويغزو الشاشات ويهيمن على التعليقات. فتحنا الخرائط وصرنا نبحث عن مواقع تحرك الدبابات والجنود في البحر وعلى الحدود. دول الغرب تستعد وكأنها ذاهبة للمنازلة الكبرى. وموسكو تحشد القوات وترفع سقف التهديدات. بوريس جونسون الغارق في مستنقع الحفلات وجد في أزمة أوكرانيا حبل إنقاذ. وماكرون وجدها فرصة لقيادة أوروبا وحقه في زعامة فرنسا على أبواب الانتخابات. رسائل متبادلة وإنذارات بالجملة من كل الجوانب. بلد كان منسياً قبل ثماني سنوات صار الآن وجهة الاهتمام العالمي.

بوتين وأوكرانيا و«الجنرال ثلج»

ارتفع سقف التهديدات هذا الأسبوع بين روسيا والمعسكر الغربي بسبب النزاع حول حشود القوات الروسية على حدود أوكرانيا، وتحذير واشنطن وقيادة حلف الأطلسي للرئيس فلاديمير بوتين من غزو تلك البلاد المقيمة الآن على خط النار. الأمين العام لهذا الحلف ينس ستولتنبرغ لم يتردد بالقول إن العالم يواجه خطراً حقيقياً من قيام نزاع مسلح جديد في أوروبا. والدبلوماسيون الأميركيون دعوا بوتين إلى الاختيار بين المواجهة والعودة إلى الحوار. تكررت المقارنة مع أزمة الصواريخ الكوبية التي كادت تأخذ العالم إلى حرب عالمية ثالثة.