ديفيد فون دريل

ثورة الطاقة انطلقت بالفعل

بين معسكر الإنكار الذي يؤكد أن كل الحديث الدائر عن التغييرات المناخية محض اختلاق، والمعسكر المذعور الآخر الذي دائماً ما يرسم صورة آخر فلول البشر يفرون إلى المريخ، ثمة جبهة مثيرة للاهتمام تضم أفراداً منهمكين للغاية بمحاولة إحراز تقدم في مواجهة التغييرات المناخية لدرجة تشغلهم عن التورط في مباريات الصياح السياسية. وربما للمرة الأولى في التاريخ، ينجح مجتمع بشري (مجتمعنا!) في تحطيم الصلة القائمة بين النمو الاقتصادي المستدام والاستهلاك الأكبر للطاقة.

الصحافيون وشبكات التواصل الاجتماعي

تناولت ورقة بحثية مثيرة للاهتمام، نشرت في عدد الشتاء من دورية «ستراتيجيك ستديز كوترلي» ـ الدورية الاستراتيجية الصادرة عن القوات الجوية الأميركية ـ كيف يعمد مروجو الحملات الدعائية إلى استغلال شبكات التواصل الاجتماعي في حروبهم السيبرية ضد الولايات المتحدة. وأشارت الورقة إلى أن ثمة قوى معادية تعمد إلى استثارة تحيزات معينة لدى الأميركيين الذين لا يدرون بما يحاك من حولهم، من أجل المعاونة على الترويج لأكاذيب تؤجج الانقسامات وتثبط المعنويات. أما كيفية التصدي لمثل هذه الجهود في إطار مجتمع حر يقوم على الاتصالات المفتوحة، فيشكل التحدي الأكثر إلحاحاً أمامنا على صعيد الأمن الوطني.

حرب سيبرانية مكشوفة

تتعرض الولايات المتحدة وحلفاؤها للهجوم. واليوم، أصبح واضحاً أن الحرب السيبرانية التي طالما راودتنا المخاوف إزاءها على امتداد جيل كامل تحولت إلى واقع نعيشه، بل ونخسر أمامه أيضاً. هنا تحديداً يكمن لبّ القضية، بينما لا تشكل مسائل التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية والاتصالات بفريق الحملة الانتخابية لدونالد ترمب وحسابات «تويتر» الزائفة والأخبار الكاذبة عبر «فيسبوك» سوى أمور ثانوية. في الواقع، لقد خالجنا القلق إزاء إمكانية تعرضنا لهجوم سيبري يؤدي إلى تخريب شبكة الإنترنت بما يعطل حركة التجارة أو يقطع إمدادات الطاقة.