مينا العريبي

مينا العريبي
صحافية عراقية-بريطانية، رئيسة تحرير صحيفة «ذا ناشونال» مقرها أبوظبي. عملت سابقاً مساعدة لرئيس تحرير صحيفة «الشرق الأوسط»، وقبلها كانت مديرة مكتب الصحيفة في واشنطن. اختارها «منتدى الاقتصاد العالمي» ضمن القيادات العالمية الشابة، وتكتب عمود رأي في مجلة «فورين بوليسي».

العيش بكرامة... هاجس الشباب العرب

«شاب بدّه يعيش بكرامة». هكذا وصفت ابنة عم عمر فاروق، قريبها الذي توفي جراء إصابته بطلقة نارية من عنصر من عناصر قوات الأمن اللبنانية في طرابلس الأسبوع الماضي. عمر، كغيره من الملايين من الشباب العرب، كان يبحث عن فرصة عمل تجلب له ولعائلته لقمة عيش تسمح له بحياة كريمة. لم يجدها في بلده فجرّب حظه في تركيا ولم يفلح، ليعود إلى لبنان وسط أزمة مالية قاهرة. وعندما خرج للشارع للتظاهر، سقط بعد إطلاق النار عليه. سمعنا بقصة عمر لأنه مات، ولكن هناك ملايين مثله يعانون من البطالة وفقدان فرص العمل وفقدان الأمل.

الانتخابات العراقية... يجب ألا تصبح الوسيلة هي الغاية

يزداد الجدل في العراق حول موعد الانتخابات التشريعية المقبلة، والتي كان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قد حدد إجراءها في يونيو (حزيران) المقبل في خطاب متلفز له بعد أسابيع من تسلمه رئاسة الوزراء. وقال الكاظمي حين ذلك إن «إجراء الانتخابات في وقت مبكر هو من أبرز مطالب المتظاهرين التي كان يريد أن يلبيها». وقد أتى الكاظمي إلى منصبه بعد انطلاق موجة احتجاجية في أكتوبر (تشرين الأول) 2019 أطاحت بسلفه عادل عبد المهدي. وبعد أن شكل حكومته في مايو (أيار) 2020 أعلن الكاظمي بعد شهرين أن الانتخابات التشريعية ستجري في يونيو 2021 وفعلاً، كان إجراء انتخابات مبكرة أحد مطالب المتظاهرين.

مئوية الجيش العراقي في ظل انتشار الميليشيات

يحتفل العراق اليوم بمرور مائة عام على تأسيس جيشه الوطني. قرابة مائة عام منذ تأسيس دولة العراق المعاصرة، والتي سبقها الجيش بعامين، والتي رغم كل الصعاب التي واجهتها والخيانات التي تعرضت لها، بقيت قائمة، كان للجيش العراقي دور محوري للتمهيد لبناء الدولة العراقية عام 1921، وعندما قررت الولايات المتحدة حلَّ الجيش العراقي في 2003، كان لذلك القرار الدور الأكبر في انهيار الدولة وزعزعة استقرارها.

العراق يودع 2020 بأزمة العملة

كان عام 2020 حافلاً بالأحداث والتطورات، خاصة بسبب وباء «كوفيد-19»؛ توفى نحو 1.7 مليون شخص حول العالم بسببه، وخسر الملايين وظائفهم ولقمة عيشهم، ودخلت مفردات في لغتنا اليومية، مثل الجائحة والكمامات والتطعيم وغيرها، وأصبحت محور اهتمام غالبية الناس حول العالم. ندخل عام 2021 وما زال الطريق طويلاً قبل التعافي من هذه الأزمة الصحية والاقتصادية والاجتماعية. لكنَّ هناك دولاً تمرُّ بأزمات ضخمة تقلل من أهمية تبعات الوباء، بسبب المشكلات اليومية التي تواجه شعوبها.

زيارة البابا التاريخية يحتاجها العراق

بعد طول انتظار، تم الإعلان عن موعد زيارة البابا فرانسيس إلى العراق، لتكون الزيارة بين يومي 5 و8 مارس (آذار) من العام المقبل. تشمل جولة البابا المرتقبة إلى العراق كلاً من بغداد والموصل وقرقوش في سهل نينوى، بالإضافة الى أربيل. زيارة مدن عدة وعلى مدار 3 أيام دليل على أهمية الزيارة وحرص البابا على التواصل مع العراقيين. لقد حرص البابا على التواصل مع الناس مباشرة أينما ذهب. والأمل هو أن تسهل الحكومة العراقية من توفير الفرص لتواصل الناس، وخاصة أتباع الكنيسة الكاثوليكية مع البابا فرانسيس مباشرة، وألا تكون الزيارة فقط فرصة للمسؤولين.

«الواقعية» في السياسة الخارجية الأميركية

كشف الرئيس الأميركي المقبل جو بايدن ملامح إدارته الجديدة بالإعلان عن ترشيحه لعدد من السياسيين المخضرمين لتولي مناصب رفيعة في حكومته. وقد اختار بايدن أحد أهم مستشاريه، أنتوني بلينكن، لتولي حقيبة الخارجية، بينما اختار جيك ساليفان، مستشاره للأمن القومي خلال فترة توليه منصب نائب الرئيس في إدارة باراك أوباما، ليكون مستشاره للأمن القومي. وتثبيت الرجلين، بالإضافة إلى باقي أعضاء الحكومة الجديدة، سيتطلب مصادقة مجلس الشيوخ الأميركي الذي لم يتم حسم وضعه بعد، إذ إنَّ المنافسة في ولاية جورجيا كانت شديدة إلى درجة لم يتم حسم سباق عضو مجلس الشيوخ فيها وسيتم إعادة السباق فيها في يناير (كانون الثاني).

إدارة بايدن المقبلة والعالم العربي

عند إجراء كل انتخابات رئاسة أميركية يتم طرح سؤال في عواصم العالم كافة؛ «ما تداعيات فوز هذا المرشح علينا؟». وبينما ينشغل الأميركيون بالنظر إلى أفضل سياسات المرشحين الداخلية، ويعاينون شخصياتهم، ينهمك الساسة والمحللون في الخارج في دراسة مواقف المرشحين تجاه الشؤون الخارجية، ويدرسون الفرق المخصصة للسياسات الخارجية خلال فترة الانتخابات.

كي لا يبقى العراقيون واللبنانيون أسرى عند ايران

مر أكثر من عام على خروج مظاهرات شعبية في كل من العراق ولبنان، تطالب بإصلاحات جوهرية تغير مسار بلديهما من دولتين أسيرتين لزعماء طوائف ومحسوبيات طائفية وتدخلات إيرانية ودولية الى دولتين ذات سيادة محصنة ضد الفساد والاستغلال الخارجي لتمنح أبناء البلدين فرصة العيش الكريم. وعلى الرغم من أن كلاً من العراق ولبنان شهدا حركات احتجاج عدة وتكرار المطالبة بالإصلاح خلال السنوات الماضية، إلا أن المظاهرات التي خرجت في أكتوبر (تشرين الأول) 2019 كانت مختلفة باستمراريتها ونضوج خطابها وتزامنت مع إفلاس نظامين سياسيين حاول القائمون عليهما الالتفاف على الفشل في إدارة الدولة من خلال الانتخابات.

هل تنجو الولايات المتحدة من فوضى انتخابات الرئاسة؟

تدخل الولايات المتحدة مرحلة غير مسبوقة، إذ بات من المرجح أن يرفض كل من المرشحين للرئاسة الأميركية الإقرار بالهزيمة في حال خسر الانتخابات التي من المقرر إجراؤها في 3 نوفمبر تشرين الثاني المقبل. وكان الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترمب قد صرح مراراً بأن هناك «مؤامرة» ضد فوزه بولاية ثانية للرئاسة، تشمل احتمال التزوير في الانتخابات الأميركية.

ماذا لو أغلقت واشنطن سفارتها في بغداد؟

أدخلت الولايات المتحدة تطوراً خطيراً جديداً على المشهد العراقي بتهديدها بغلق سفارتها في بغداد، لتضع ضغطاً جديداً على حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي. وقد أبلغ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الرئيس العراقي برهم صالح، بأن بلاده تتجه إلى غلق السفارة إذا لم تستطع القوات العراقية حماية السفارة الأميركية وغيرها من البعثات الدبلوماسية، بعد تصاعد الاعتداءات المتتالية على البعثات الدبلوماسية وعلى الفرق اللوجستية الداعمة لها ولقوات التحالف. ويدل هذا القرار على عدم تقبل واشنطن لتبريرات الحكومة العراقية لاستمرار تلك الهجمات وإخفاقها في السيطرة على المجموعات المسلحة خلال الأشهر الماضية.