نداء أبوعلي
تنفذ المملكة العربية السعودية نقلة نوعية في قطاع التعليم الديني من أجل نفض ما تعرض له من سطوة التيارات الفكرية الدينية المتطرفة، وذلك من أجل المضي قدماً في رؤية 2030، وهي الرؤية المنصبة على تطوير الكوادر البشرية الوطنية، من خلال تعزيز دور المؤسسات التعليمية والجامعات التي ستصقل الأجيال القادمة وتنتج كوادر مهنية وتعليمية خلاّقة. ناقش ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، أخيراً، خلال لقاء تلفزيوني أجرته معه شبكة «سي بي إس نيوز» الأميركية إشكالية غزو فكر جماعة «الإخوان المسلمين» لنظام التعليم في المملكة، ومضي بلاده في اجتثاث كل من ينتمي لهذا الفكر أو يتعاطف معه خلال الفترة القصير
الخوف من التلاشي ونسيان التنظيمات المتطرفة يفضيان إلى محاولات عشوائية هوجاء لها تسعى إلى التظاهر باستمرار وهجها. مثل ما حدث مؤخراً في مدينة تريب جنوب فرنسا في 23 مارس (آذار)، حين قام المغربي الفرنسي رضوان في مدينة تريب جنوب فرنسا بالتهجم على متجر احتجز فيه رهائن وصاح: «أنا جندي من داعش»، مما أسفر عن مقتل 3 أشخاص قبل أن يتم قتله. وذكرت السلطات الفرنسية أن العملية مستوحاة من تنظيم داعش، وأن مرتكبها أعلن مبايعته للتنظيم الذي تبنى العملية، وذكرت وكالة أعماق الداعشية أن منفذ هجوم تريب «جندي لداعش»، ونفذ العملية استجابة لنداءات استهداف دول التحالف.
في حرب تنافسية ما بين التنظيمات المتطرفة، تتوالى الضربات على مدينة كابل وما حولها، تتلقى العاصمة الهجمات تارةً من حركة طالبان وتارة أخرى عبر تنظيم داعش بفرعه الأفغاني، كل تنظيم يسعى من أجل الحصول على أكبر مساحة من الأراضي الأفغانية التي صنفها تقرير للأمم المتحدة بأنها لا تزال واحدة من أخطر وأعنف بلدان العالم التي تعصف بها الأزمات. وشكّل ازدهار نشاط تنظيم داعش، على الرغم من حداثة عهده في النطاق الجغرافي لأفغانستان، تهديداً وجودياً أزّم حركة طالبان، لا سيما أن التنظيم تمكّن من جذب عدد من المجموعات المحسوبة على حركة طالبان، بالإضافة إلى نقله شراسته المتعارف عليها في العراق وسوريا إلى كابل وما ورا
في مطلع عام 2018 تستمرّ الحلقة المفرغة للتنظيمات المتطرفة التي يصعب اجتثاثها بشكلٍ تام، يتقدّم تنظيم إرهابي فيما يتراجع آخر وهكذا دواليك.
في عصر التفجر التقني والهوس بالعالم الإلكتروني حتى الإدمان، تسعى التنظيمات الإرهابية لأن تصدح بأبواقها؛ سعياً لجذب المزيد من المتواطئين معهم في التطرف وإلغاء الآخر.
يستحيل اجتثاث التنظيمات المتطرفة وإغفال ما تخلفه وراءها من مقاتلين شرسين يعودون إلى أوطانهم بلوثة أفكارهم وشراسة رغباتهم بإلغاء وتدمير الآخرين، إذ يستحيل أبناء جلدتهم أغراباً عنهم ينبغي القضاء عليهم. تحتّم هذه الإشكالية التوغّل في كيفية معالجة المقاتلين العائدين من «المهجر المتطرف»، إذا كان من سبيل لإعادة تأهيلهم. إذ يختلف ذلك حسب الحالة النفسية للمقاتل ومدى تشبّعه بالأفكار المتطرفة، وقناعته بمبادئها، أضف إلى ذلك مبلغ مركزه في التنظيم؛ إذ من النادر أن يرضخ قيادي في التنظيم للأنظمة والقوانين الدولية، بل يفضّل الموت في سبيل قضيته التي سيخسر إن تركها كل صلاحياته وامتيازاته.
من الصعب نسيان تصريح الرئيس الأميركي جورج بوش الابن في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، المتمثل في عبارته الشهيرة: «إما أن تكونوا معنا وإلا فأنتم مع الإرهابيين»، فهو يعكس تحولاً مفصلياً غَيّر من مفهوم الإرهاب، وعمّق من إدراك العالم لمدى خطورة التنظيمات الإرهابية بتسليط الضوء عليه.
إن كان من الصعب اجتثاث الفكر المتطرف والتخلص من التنظيمات الإرهابية ذات الأذرع الخفية والخلايا النائمة المتناثرة في كل مكان فإن الظروف الحالية تشي ببداية ضعف تنظيم داعش وإمكانية هيمنة تنظيم آخر على الساحة وقد يكون تنظيم القاعدة الذي بدأ استعادة قوته في بعض المناطق...
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة