فيفيك وادهوا
لم ترقَ الدروس المفتوحة عبر الإنترنت التي كانت من المفترض أن تحدث ثورة في عالم التعليم إلى مستوى التوقعات، فقد عملنا على وضع المعلمين أمام الكاميرات لتصوير مقاطع فيديو، كما فعلت أول البرامج التلفزيونية مع نجوم الراديو وهم يحملون الميكروفون بيدهم. إلا أن هذا لا يعني بالطبع أن ملايين الساعات المخصصة للمحتوى الإلكتروني ذهبت هباءً، إذ إن الحدود هنا تكمن في قدرة هذه التكنولوجيا على تخصيص المادة حسب قدرات الفرد والمدرّب. مدرس رقمي ولكن هذا الأمر على وشك أن يتغيّر مع استخدام تقنيات الواقع الافتراضي والذكاء الصناعي وأجهزة الاستشعار.
تتقدم التكنولوجيا بسرعة فائقة بحيث إننا سوف نشهد تغييرات جذرية في المجتمع بسبب ذلك ليس فقط خلال رحلة حياتنا، ولكن ربما عبر السنوات القليلة المقبلة. وقد بدأنا بالفعل في رؤية الطرق التي تعمل بها الحوسبة، وأجهزة الاستشعار، والذكاء الصناعي، والتقنيات الجينية على إعادة تشكيل صناعات قائمة بأكملها وتشكيل حياتنا اليومية كذلك. ومع معاينة التغييرات السريعة حولنا، فإن كثيرًا من الافتراضات القديمة التي كنا نعتمد عليها لن يكون لها مجال الآن. وتخلق التكنولوجيا مجموعة كاملة وجديدة من القواعد التي سوف تغير من وجودنا على هذا الكوكب بالأساس.
على امتداد عقود من الزمن، سمعنا توقعات حول أن الذكاء الصناعي سوف يسيطر على العالم، ففي عام 1957، توقع هربرت إيه. سيمون أنه في غضون 10 سنوات، سيصبح كومبيوتر رقمي بطل العالم في الشطرنج. إلا أن هذا لم يتحقق حتى عام 1996.
على مدار القرن الماضي، كان سعر وأداء الحوسبة يمران بمنحنى أسي. وكما لاحظ عالم الدراسات المستقبلية راي كرسويل، فبمجرد أن يتحول أي نوع من التكنولوجيا إلى تقنية معلومات، فإن تطوره يمضي بنفس المنحنى، ومن ثم نرى تقدما فائقا في تقنيات مثل المستشعرات والشبكات والذكاء الصناعي، وصناعة الروبوتات. أما التقاء كل هذه التكنولوجيات سوية فهو ما يضع أشياء مذهلة في حدود الممكن. كان العام الماضي نقطة التحول في اعتماد الإنترنت والأجهزة الرقمية الطبية، وتطبيق بلوك تشين blockchain (وهو سجل لتحويلات النقود الإنترنتية بتكوين - المحرر)، وتعديل الجينات، والطائرات من دون طيار والطاقة الشمسية.
في المسلسل التلفزيوني الشهير «ستار تريك»، يُطلق على غرف الواقع الافتراضي اسم «هولوديكس»، وهي الغرف التي تنتقل بالبشر إلى عوالم افتراضية تكونها وتولدها الكومبيوترات، حيث يمكن للبشر من خلالها التفاعل مع شخصيات افتراضية مجسدة، وبعضهم مع بعض. ولنتصور لبرهة مقدرتنا على زيارة كوكب بعيد أو جزيرة بعيدة خلال استراحة الغداء، إلا أن غرف «هولوديكس» في مسلسل «ستار تريك» تأخذ مكانها في الواقع بحلول القرن الرابع والعشرين، وتعمل على إعادة تجسيد كل التصورات الحسية، بما في ذلك حاستا اللمس والشم. ولا يزال عقد أو اثنان من الزمان يفصلاننا عن الغرف القادرة على التجسيد الفعلي لحواس اللمس والإحساس بالمواد الصلبة، غير
في مكان بعيد عن مجرتنا الكونية، وبعد 300 سنة من اليوم، يتحدث قبطان مركبة الفضاء «ستارشب إنتربرايز» جيمس تي. كيرك إلى ملاحيه عبر جهاز للاتصال، في الوقت الذي يطلب من طبيبه تقييم حالته الصحية عن طريق جهاز يدوي يدعى «المسجل الثلاثي»، ويقوم بتركيب طعامه وإنتاج أغراض أخرى، مستخدما وحدة للنسخ، ويتنقل مسافات قصيرة بواسطة وسيلة نقل.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة