فداء عيتاني
يعيش المدنيون المتبقون في مدينة خاركيف على وقع الدمار وقصف متبادل بين القوات الروسية والأوكرانية، يزداد حدة ليلاً، بعد دخول منع التجول حيز التنفيذ. أمطرت القوات الروسية مدينة فولتشانك الصغيرة (7 كيلومترات شرق خاركيف) بقذائف مدفعية وصواريخ. ردت القوات الأوكرانية على مواقع تمركز الروس بالقذائف المدفعية أيضاً.
أمطرت القوات الروسية ليلاً مدينة فولتشانك الصغيرة (7 كيلومترات شرق خاركيف) بقذائف مدفعية وصواريخ. ردّت القوات الأوكرانية على مراكز القوات الروسية بالقذائف المدفعية أيضاً. تواصل تبادل القصف لساعات. استهدفت المدفعية الروسية بشكل رئيسي مزارع للأبقار ومصنع خبز هو الأكبر في المقاطعة، ويغذي المدينة ومحيطها. يقول شخص عابر في شارع موحل في فولتشانك: «لم تقع إصابات، بقرة واحدة ماتت في إحدى المزارع وتضرر مصنع الخبز». ويشير بيده صوب الجنوب قائلاً: «المصنع (يوجد) في كولينشك، ولكنه عاد للعمل الآن.
الوسط التجاري لخاركيف، المدينة المحاصرة في شرق أوكرانيا التي يشعر أهلها بالفخر الشديد بجمالها وسعة طرقها، يحصل على جرعة شبه يومية من الصواريخ الروسية، فيزداد الدمار يوماً تلو آخر. لم يتبق الكثير من الزجاج صامداً في وسط المدينة، وحده المتحف العسكري في وسط الساحة لم يفقد بريقه الزجاجي. يمكن أن تسير العديد من الدقائق بدون أن تصادف أحداً؛ المدينة شبه خاوية. يشير شرطي قرب محطة القطارات في شارع بولتافسكي شلياخ إلى كشك لبيع هدايا تذكارية بسيطة، ويقول: «هذا كل ما لدينا في هذا الشارع. لقد رحل الجميع». في محطة القطارات، تجمع العديد من السكان، غالبيتهم يغادرون المدينة.
إنها الثانية عشرة ظهراً في خاركيف، تطلق المدفعية الأوكرانية صلية من قذائف «الهاوتزر» من مرابض قريبة من غرب المدينة، فتنطلق أجهزة إنذار العشرات من السيارات في المدينة لعدة دقائق قبل أن يتمكن كل أصحابها من إسكاتها. يتكرر الأمر كل ساعة أو بعض الساعة، وتعود أجهزة الإنذار للصياح في أحياء المدينة شبه الخالية. في وسط المدينة، تعرض المصرف للتدمير الليلة الماضية ولم يجد جرس الإنذار من يسكته. وعلى بعد حوالي نصف كيلومتر، يقف ثلاثة عناصر من الجيش الأوكراني يدققون في هويات المارة قرب كتل خرسانية مخصصة لإعاقة تقدم الدبابات.
تقترب أصوات القصف المدفعي والصاروخي من قلب العاصمة الأوكرانية كييف. لم يتضح على الفور أي مناطق تعرضت للضرب هذه المرة. وفي محطة القطارات المركزية في كييف، تجمع مئات المسافرين إلى مختلف المناطق، منتظرين قطاراتهم بعد أن أصبح التجول في الخارج ممنوعاً. عناصر الشرطة في العاصمة استبدلوا بأسلحتهم المعتادة (الكلاشنيكوف) أسلحة غربية، بينما جرى إعادة تجميع الأسلحة الشرقية، ووضعها بتصرف الجيش والقوى المقاتلة الأخرى من المتطوعين وعناصر وزارة الداخلية. انتعشت تجارة الحرب ومعداتها، من دروع واقية من الرصاص وثياب عسكرية.
إنها الثامنة والربع صباحاً، يهبط صاروخ روسي جديد على حي سكني في العاصمة الأوكرانية كييف. الليلة الماضية كانت هادئة نسبياً في العاصمة، القليل من أصوات القصف المدفعي على الجبهات وبعض الإنذارات وصافرات الإنذار خشية تحليق الطيران الروسي في الأجواء. السابعة صباحاً ومع رفع حظر التجول صدح النشيد الوطني في ساحة الميدان في وسط العاصمة كعادته كل يوم، ثم بعدها ارتفع صوت الانفجار الكبير الذي ضرب شمال العاصمة في منطقة فيوبرادو. عشرات الشقق المتضررة، لا شيء إلا مساكن ومدرسة في الحي المستهدف. انفجر الصاروخ في باحة ما بين المباني السكنية، عادة تشكل مساحة للعب الأطفال.
استيقظت العاصمة الأوكرانية كييف صباح أمس (الخميس)، على صفارات الإنذار ودويّ انفجار كبير هزّ الجزء الشرقي منها، هذا الجزء الذي تتركز فيه الكثافة السكانية والتجمعات المدنية. صاروخ روسي أصاب مبنى سكنياً، والتقارير تحدثت عن قتيل وعدة جرحى. ولكن لا جديد على جبهة كييف، ما زالت القوات الروسية تنازع للتقدم من غير جدوى. القوات الأوكرانية تدافع بكل ما تملك عن الكيلومترات الفاصلة ما بين الجيش الروسي وعاصمة البلاد، أصوات الانفجارات والقصف تصل إلى وسط العاصمة، أحياناً تصل أصوات اشتباكات بالأسلحة المتوسطة أيضاً.
يصل النائب في البرلمان الأوكراني رومان هريتشوك إلى مقر التطوع؛ حيث يدير فريقاً من السكان المحليين، بسيارته دون مرافقة، ويستقبلنا كعادته بابتسامة. الشاب البالغ 30 من العمر هو كقائد حزبه (خادم الشعب) الرئيس فلوديمير زيلينسكي، ممثّل سابق، ولكنه امتهن السياسة وكسب في انتخابات عام 2019، وأصبح يمثل إحدى دوائر كييف. يتحدث هريتشوك بالإنجليزية، يتعثر أحياناً في التعبير، فينجده أحدهم. ويقول: «نحن نتعرض للاعتداء من دولة جارة، وما يصيب بعض البلاد سيؤثر في الأخرى، لقد تدمرت 33 مدرسة بشكل كامل، و300 مدرسة تعرضت لأضرار كبيرة في أوكرانيا.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة