غسان شربل
في بيروت التي طوقها الجيش الإسرائيلي في صيف 1982، كان ياسر عرفات يدرك أن مرحلة كاملة قد طويت. ستخسر «منظمة التحرير» الفلسطينية آخر موقع لها على خط التماس
لم يشكّل الاجتياح الإسرائيلي للبنان، عام 1982، مفاجأة. فقد كان الفلسطينيون على دراية بالتحضيرات له، قبل حصوله بعام.
كان لدى الجنرال الإسرائيلي آرييل شارون حلم قديم، هو شطب منظمة التحرير الفلسطينية من معادلة الصراع. وكان الحلم يتضمن بالضرورة شطب رئيس المنظمة ياسر عرفات.
اتصلت قيادة منظمة التحرير بالسعودية التي تجاوبت بسرعة بمبادرة لولي العهد آنذاك الأمير فهد بن عبد العزيز... لكن الاتحاد السوفياتي أصدر أوامره بعرقلتها.
في مثل هذا اليوم من عام 1982 وفي بيروت التي كان يطوّقها الجيش الإسرائيلي، صعد الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، إلى سفينة أقلَّته إلى منفاه الجديد في تونس.
كان صيف 1982 في لبنان صيف المصائر والمفترقات. هذه شهادات معظم من كانوا في موقع القرار السياسي والأمني اللبناني والفلسطيني.
حين بدأ عهد الرئيس إلياس الهراوي كانت الدولة اللبنانية مقطّعة الأوصال ومتصدعة المؤسسات لكن وزير الخارجية آنذاك فارس بويز رفض استضعاف لبنان.
حين انتخب إلياس الهراوي رئيساً للجمهورية اللبنانية تأكد ومعه وزير الخارجية فارس بويز أن العالم تعب من لبنان وفوّض إلى سوريا معالجة شؤونه.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة