غريغ ميلر
وصل مسؤولو وخبراء مكافحة الإرهاب من عشرات الدول على مستوى العالم، على مدى ثلاثة أيام من الأسبوع الماضي، إلى بروكسل لحضور مؤتمر حول التهديدات التي تتصاعد بهدوء في المدينة من حولهم. ولقد مروا جميعهم من المطار الذي عمد المتشددون على تقييم إجراءاته الأمنية. ولقد خرج بعضهم من نظام مترو الأنفاق الذي اعتبر بالفعل من الأهداف السهلة المحتملة.
طفل لا يتعدى الثانية عشرة من عمره يحتضن أباه، ثم يتسلق سيارة مدرعة محملة بالمتفجرات، ثم يقبل يد أبيه قبل الرحيل في مهمة تنتهي وسط كرة من النار بعيدا على امتداد الأفق. كان الهجوم الذي جرى في حلب الشهر الماضي أحد 89 هجمة انتحارية على الأقل جرت على مدار العام الماضي استخدم فيها تنظيم «داعش» أطفالا أو مراهقين في مهام انتحارية، وفق بحث جديد أشار إلى أن التنظيم الإرهابي دأب على إرسال أطفال للموت بمعدلات متزايدة. نشر تنظيم «داعش» الشهر الماضي سلسلة صور دعائية تظهر أبًا يودع ابنه، لتضاف إلى مجموعة كبيرة من صور المديح على مواقع الإنترنت.
كشفت مقابلات مع أعضاء سابقين في تنظيم داعش الإرهابي محتجزين في المغرب وحوارات مع مسؤولين أمنيين وخبراء في مكافحة الإرهاب، عن آليات عمل آلة دعاية التنظيم الضخمة على مواقع التواصل الاجتماعي. ويحظى مسؤولو الإعلام الرفيعون في التنظيم بنفس «مرتبة الأمراء العسكريين»، كما يتدخلون مباشرة في قرارات الاستراتيجية العسكرية، وفق ما أكده أبو هاجر المغربي أحد مصوري «داعش» محتجز حاليا في سجن قرب العاصمة المغربية. وأضاف أبو هاجر أن هذه «النخبة» الإعلامية تتمتّع بمكانة متميزة تثير غيرة المقاتلين، وأنهم يتقاضون رواتب تصل إلى نحو 700 دولار شهريا، أي 7 أضعاف رواتب المقاتلين، فضلا عن امتيازات السكن واللباس والأكل.
احتجزت جماعة الحوثي المتمردة، التي استولت على السلطة في صنعاء، أربعة أميركيين، بحسب ما أفاد مسؤولون أميركيون أشاروا إلى تعثر محاولات إطلاق سراحهم. وبعد اتخاذ قرار بإطلاق سراح أحد المعتقلين خلال الأيام القليلة الماضية، تراجع الحوثيون عن القرار. ويعتقد أن الأميركيين محتجزون في سجن في العاصمة اليمنية صنعاء، التي تعرضت لعمليات قصف متكررة في إطار الحملة الجوية للتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية، وتهدف إلى الإطاحة بالحوثيين. ودعمت الولايات المتحدة العملية استخباراتيًا.
قالت مصادر سياسية يمنية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد يسعى من خلال مباحثاته مع الأطراف اليمنية إلى إعلان هدنة جديدة لوقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات لحل الأزمة سلميا في البلاد.
في ظل تزايد عدد المقاتلين المتدفقين على سوريا الصيف الماضي، انتشر مقطع مصور على الإنترنت يتضمن صور قتل، ونبرة استهانة وعداء، في إطار الحرب الدعائية التي يمارسها تنظيم داعش. وكان السطر الافتتاحي لنص وعد بأن الوافدين الجدد سوف يتعلمون «مهارات مفيدة جديدة» هو «اركض ولا تمش إلى أرض (داعش)». وصاحبت تلك الكلمات صور لفظائع ترتكبها الجماعة الإرهابية، مثل إطلاق النار من مسافة قريبة على أسرى يركعون على ركبهم، ورؤوس مقطوعة إلى جانب جثث، وأطراف مدلاة في ميادين عامة.
بدأ مسؤولو وخبراء حملة مكافحة الإرهاب الأميركية، الذي لم يعرف عنهم يوما تبني مواقف متفائلة، مرحلة من الكآبة ذات طابع خاص، حيث تجاوز جيمس كلابر الابن، مدير الاستخبارات الوطنية، سلسلة التهديدات المعهودة، حيث قال في شهادته أمام الكونغرس مؤخرا: إن «منحنى الإرهاب أسوأ من أي وقت مضى في التاريخ». وأخبر اللواء مايكل ناغاتا، قائد قوات العمليات الخاصة الأميركية في الشرق الأوسط، المشاركين عند الحديث عن استراتيجية مكافحة الإرهاب أنه ينظر إلى تنظيم داعش باعتباره تهديدا أكبر من تنظيم القاعدة.
بعد 3 أيام من اصطدام طائرتين بأطول برجين في مدينة نيويورك، وصلت رسالة سرية إلى محطات وكالة الاستخبارات المركزية في الخارج. وكان فحوى هذه الرسالة هو: «ابدأوا في وضع قائمة بمواقع اعتقال محتملة»، وهو طلب تم تناقله على أنه «طلب عاجل» من رئيس مركز مكافحة الإرهاب التابع لوكالة الاستخبارات المركزية. مرت 3 أيام قبل منح الاستخبارات المركزية سلطة اعتقال واحتجاز متهمين بالإرهاب في إطار مذكرة سرية للغاية وقعها الرئيس جورج بوش الابن.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة