شذا المداد
عندما أسرت جنان (18عاما) على يد عناصر «داعش»، كان عليها أن تنتظر انتهاء تلك المعركة الدائرة دون هدف، لتنقل بعدها إلى سجن «بادوك» في الموصل، حينها لم يكن يخيل لها أنها ستبقى هناك لأشهر رهينة ضعيفة تتلقى شتى أنواع التعذيب والإهانة. وحسب رواية «جنان، سبية داعش» التي تصدّرت المكتبات الفرنسية مؤخرا، تذكر البطلة أنهّا ضربت على يد عراقيين أيضا: «لم يكونوا جميعهم غرباء فاللهجة معروفة بوضوح». بدأت الحكاية عندما قام الصحافي تيري أوبرليه كبير محرري صحيفة «لوفيغارو» اليمينية بإعداد تقرير صحافي تناول انتهاكات عناصر تنظيم الدولة في العراق والشام، لتحتل المقالة المرتبة الأولى على قائمة الأكثر قراءة، ثم تطورت
لا يزال الحديث مستمرا حول إشكالية وجود المسلمين في فرنسا بوصفهم أكبر ديانة وجالية فيها. ومرة أخرى يقفزون إلى الواجهة عشية فتح نقاش كبير على المستوى الوطني حيال مطالبتهم مؤخرا بإدراج مادة الحضارة والتاريخ الإسلامي مادة تربوية وثقافية ضمن المناهج المدرسية أسوة بغيرهم، وهو الأمر الذي تقول الدولة إنها تعجز عن تحقيقه مستندة في رفضها إلى رغبتها في إدراج الجميع ضمن مكون ثقافي واحد. افتتح الحوار الباحث والمفكر الفرنسي طارق إيبرو إمام مسجد «بوردو»، إحدى المدن الكبرى في فرنسا، وهو من أصول مغاربية وصاحب تأثير كبير.
ينتقل الشاعر العراقي محمود جاسم النجار 1964، بين لاهاي وباريس كعاصمتين أوروبيتين، ليشرح قضيته الشائكة، يروي الشعر ويكتب النثر، حيث تسهل رواية قصة الوطن وحكاية الاستبداد، وحيث يوجد مستمعون كثر في كل مرة تقام احتفائية بالشعر العراقي. فقد نظم أخيرا «اتحاد الأدباء الهولندي» أمسية مهداة إلى العراق، شهدت حضورا كثيفا غير مسبوق، وقبل فترة وجيزة، حلّ النجار وبعض رفاقه ممن اختاروا المنفى طريقة تفكير وحياة، حلوا ضيوفا في باريس خلال احتفالية نظمتها الجمعية الفرانكفونية للأدب المغاربي، كانوا يومها حزينين كحزن شتاء فرنسا، وقالوا يومها إن مؤامرة قذرة تستهدف أرضهم، وترجمت دور النشر جميع القصائد إلى اللغة الفر
رغم انطفاء شرارة أحداث «شارلي إيبدو» وتحولها إلى تابو ثقافي يضاف إلى جملة التابوهات المعروفة، بقي الفرنسيون منشغلين تماما بهاجس تعدد الهوية وهاجس ما يميزهم عن باقي الأوروبيين، خاصة بعد مرور أسبوع انتخابي حاسم أرسى معالم حياة سياسية جديدة، سيحكمها ربما أعداء التعددية الثقافية، فاليمين لا يريد أحدا بأي شكل من الأشكال، وربما من سيأتي في الأيام القادمة سيكون من دعاة الهوية وسيثير نقاشا على المستوى الوطني بما يناسب طرحه الثقافي فقط. بالمقابل، يدرك الكثير من النخب خطورة العيش فوق بركان من الاحتقان والتوتر الاجتماعي، فيدعو في كل مناسبة إلى تخفيف الاحتقان، مستخدما أدوات الثقافة المحقة.
لم تكن المرة الوحيدة التي يُختبر فيها العرب ثقافيا وسياسيا، فهذه معركة الهوية بالدرجة الأولى، تلك المعركة الأزلية، تتجدد اليوم على وقع حدث دراماتيكي، لا يمكن اعتباره طارئا في منطقة بلاد الشام، فهو جزء من جغرافية المكان وتاريخه. وربما كان ضرب متحف «الموصل» الأثري وتهريب المقتنيات النادرة والقطع القديمة إلى دول أوروبية تهافتت إلى شرائها، كان أحد أهم تجليات حرب الهوية، إن صحت التسمية، ثم قيام «داعش» بتجريف مدينة نمرود الموغلة في القدم لتضاف إلى باقي فصول الهزيمة الثقافية المتكررة على الأقل في العراق الجريح. والسؤال يأتي ملحا باحثا عن إجابة: هل تترك شعوب المنطقة اليوم بصمة ثقافية تذكر وتؤرخ فيما ل
يستخدم الإسرائيليون السينما «سلاحا» ثانيا في خدمة قضيتهم، بما يأتي كمساهمة إضافية في تحقيق الهدف، ذاك الذي صرح عنه المخرج الإسرائيلي «مناحيم جولان» ذات مرة: «أظن أنني قد حققت انتصارات لصالح إسرائيل من دون معارك». تبدو الحقائق التاريخية هي الغائب الأكبر عن تلك الأفلام، وتغيبها قد يأتي مقصودا، كطريقة مقبولة غربيا للحصول على تمويل للفيلم، فلم يعد مهما الآن مستوى جودته الفنية بقدر ما هو مهمة مضامينه، التي تقع في أحايين كثيرة في شرك النمطية وتغليب القوالب الجاهزة. فالنمطية لم تنج منها اليوم المخرجة الإسرائيلية «شيريل أميتاي» في فيلمها «موعد في عتليت»، رغم بذلها جهدا واضحا في عرض تكراري خبيث لصور من
من يملك الآن فصولا من السراب، وجيوشا منهزمة، وما زال يراهن؟ ومن يملك حروبا خاسرة، ورايات مطأطئة وما زال يراهن؟
«يجب أن تكون يهوديا لكي يسلط عليك الضوء» عبارة وضعت صاحبها «ديدونيه» وسط معترك ثقافي وسياسي إلى الأبد، وديدونيه واحد ممن احترف اللعب على خشبتين: خشبة المسرح وخشبة الحياة، ليقوده وعيه الحقيقي بحجم العنصرية في مجتمعه إلى الدخول في كواليس السياسة. السياسيون يخشون أفكار المهاجر القديم فيمنعونه كل مرة، ليذهب المسرحي المدان بمعاداة السامية وهي التهمة الأخطر، لكنه يذهب بعيدا عن الضوضاء ويقدم عرضه الجديد «وجه الفيل» بعد أيام قليلة على منع عرضه السابق «الجدار» حسب قرار قضائي ما أحدث ضجة في الأوساط الثقافية المطالبة بالكف عن توجيه إهانة لحرية التعبير كقيمة فرنسية بحتة. ربما سيكون هذا الكاميروني العريق،
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة