الرحمن الشبيلي
من منظور هاوٍ للتاريخ لا متخصّص فيه، يُكتب هذا المقال بمناسبة اليوم الوطني السعودي، الذي تحل ذكراه في الثالث والعشرين من سبتمبر (أيلول)، للحديث عن هذا العَلَم المخضرم، الذي يجمع بين كونه أميراً ومؤلّفاً لكتاب لعله الوحيد في موضوعه التاريخي لأحد أفراد الأسرة المالكة صار يُطلق عليه «مؤرِخ آل سعود» واستمرّ المؤرّخون يقتبسون منه مما زاد من أهميّته مع مرور السنوات، وتمكّن مؤلّفه قُبيل وفاته عام 1983 من إعادة إصداره وإضافة الأحداث التي جدّت عليه منذ طبعته الأولى، كاعتداء جهيمان على المسجد الحرام (20 نوفمبر (تشرين الثاني) 1979)، والكتاب في 425 صفحة، من تقديم الموسوعي محمد ناصر العبودي. فضلاً عمّا يُع
من حق عبد الرحمن العبدان على أرباب التربية والتعليم، أن يوفّوه التبجيل والاحترام، لا التزاماً فحسب بقول شوقي صاحب القصيدة الرائعة التي لم يظهر في الشعر العربي ما يماثلها تعبيراً في شرف وظيفة المعلم ورسالته، ولكن الحق المضاف له يأتي من كونه ظل المؤتمن على «أمانة» المجلس الأعلى للإعلام في السعوديّة قرابة ربع قرن من أعماله (1980 - 2003) في عهد الملك فهد، ورئاسة أخيه الأمير نايف. لم يكن العبدان ذَا خلفيّة قانونيّة أو إعلامية، بل جاء من عمق ميدان التربية والتعليم، وهو ما أضاف إلى كفايته بُعداً مهمّاً في اختياره لشغل وظيفته، وأضفى على ما أفرزه المجلس من أعمال صبغة خاصة قاربت بين وظيفة الإعلام والترب
في عالم اليوم، أناس نعرفهم بسيماهم، يعزفون عن بهرجة الأضواء، فلا تستطيع الوصول إليهم ولو حرصت، وآخرون لا يتزاور الوهج عنهم ذات اليمين ولا يُقرضهم ذات الشِمال، يتجاذبونه إلى أنفسهم، ويتعلّقون بشظاياه، وما يدرون أنهم قد يحترقون بها، أكثر مما يستضيئون. والشيخ الفائز، الذي افتقده ديوانا القضاء والشورى في السعوديّة يوم أول من أمس، بعد غيبوبة دامت بضعة أشهر، لم يغب خلالها عن مشاعر أحبابه، كان من «عجينة» متوارية عن الشهرة والأضواء، ولا يجيد فنّ تصدّر المحافل، فهو يشقى به، ويُتعب ميوله واهتماماتِه. شخصيّة قضائيّة فذّة، لا تختزن قواعد المعلومات عنه سوى رؤوس أقلام، من تاريخ ميلاده الذي لا يزيّفه (1940)
جدّ مؤخّراً في سيرة المستشرق النمساوي المسلم محمد أسد، صدور تعريب قامت به هذا العام دارة الملك عبد العزيز، لكتاب من تأليف الباحث النمساوي غنثر فندهاغر، أستاذ دراسات الأنثروبولوجيا في جامعة فيينا 2011، الذي يتخصّص أكثر من غيره من الأوروبيين في سيرة محمد أسد. ومحمد أسد، الذي يُعدّ أفضل من أَسّس للعلاقات الحديثة بين العالم الإسلامي وأوروبا، ولد سنة 1900 في أسرة يهوديّة متعصّبة، وبعد سنوات من البحث عن اتّجاه وهُويّة، صار مراسلاً لكبرى الصحف الألمانيّة، متجوّلاً في بلاد الشرق الأدنى، في رحلات قادته إلى القدس الشريف، ليعتمر الإيمان قلبه، بعد أن اكتشف المعاني السامية للإسلام.
في تاريخ الأمتين العربية والإسلامية، صدرت وتصدر من وقت لآخر عبر العصور، سجلات للخالدين والرواد من رجال ونساء قدامى ومعاصرين، أسهموا في بناء حضارة، أو في إقامة دولة، أو خدموا تراثاً، أو صنعوا مجد أمة، وقد عمل بعض المؤرخين والمؤلفين على تدوين أسماء البارزين منهم في معاجم السير والتراجم، كابن خلكان والذهبي والزركلي وغيرهم. وفي المملكة العربية السعودية، تمر في الأول من برج الميزان من كل عام (الثالث والعشرين من سبتمبر/ أيلول) منذ عام 1932 ذكرى عزيزة على قلوب أهلها، لمناسبة لم تأتِ على أوانٍ من ذهب، ولم تتحقق بالمصادفة، ولا بالانتهازية الحزبية، وإنما تطلب الوصول إليها عقوداً ثلاثة من الكفاح المتصل،
كان المظنون منذ توفي الملك عبد العزيز عام 1953 أن العلّامة عبد الله بن خميس - المولود عام 1919 والمتوفّى عام 2011 وهو من أبرز الرموز الثقافيّة السعودية في القرن الماضي ومطلع القرن الحالي - لم يُؤلّف في التاريخ السياسي للسعودية وفي سيرة مؤسسها، خاصة أنه تطرّق في جهوده العلمية والتأليفية إلى مجموعة المعارف والآداب والبحوث الجغرافية والتاريخية والأثرية والاجتماعية للجزيرة العربيّة، وخصّ وسطها (إقليم اليمامة) بكثير من الكتب والدراسات المعمّقة، وعاصر شطراً مهمّاً من حياة الملك وفترة حكمه التي دامت نحو 54 عاماً، وكان قريباً من محيطه، وأمضى جلّ سنوات عمره في العاصمة الرياض معاصراً للأحداث، وامتدت عقو
في مجتمع، ليس بِدْعاً من المجتمعات، تتفاوت أصناف البشر، بين الصمت والكلام، والكتمان والتصريح، والأناة والعجلة، والإنصات والمقاطعة، والمرونة والتعقيد، وأحسب أن المحتفى به اليوم، حاز من تلك الموازين أقسطها وأوسطها. وهناك، من إذا خفتت الأضواء من حوله، ظلّ يسحبها إلى محيطه، وما يدري أن العزوف عنها مدعاة للرفعة في عيون الآخرين، وسبب لازدياد السعي إليه والسؤال عنه. وهناك بالمثل من إذا ابتعد عن منصب، ظلّ يلوك أداء المؤسسة من بعده، ويعرّض بمن خلفه، لينتقل من صف الثناء في عهده إلى رصيف الانتقاد من بعده، وعند هذه الأمثال تتجلى حصافة الرجال وشيمهم، وبعد نظرهم. ليس الحديث هنا تزكية لفرد، ولا وصفاً لرجل «ا
ظللتُ لسنوات أترقّب صدورها، منذ أن أفاد د. فهد السماري أمين عام دارة الملك عبد العزيز بحصول الدارة عليها مؤخّرًا، بمسعى خاص من أمير منطقة الرياض (الملك) سلمان، وكانت جرت بعد وفاة كاتبها محاولات عدة للحصول عليها من ورثته، ففازت بها الدارة وخدمتها بما يليق بها وبصاحبها من توثيق، وخصّصت لمكتبته التاريخية حيّزًا بارزًا بين أرجائها، ونال ابنه د.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة