إياد أبو شقرا
أعادت ثلاث قضايا مترابطة أثيرت أخيراً على الساحة الأميركية تسليط الضوء على إحدى أصغر الأقليات العرقية في الولايات المتحدة، لكنها حتماً أقدمها. إنها الأميركيون الأصليون، الذين عرفهم العالم بـ«الهنود الحُمر»، وعزّزت حضور هذه التسمية ورسّختها في أذهان الناس أفلام الوسترن ومسلسلات هوليوود. في حساب الأرقام، يقارب تعداد الأميركيين الأصليين في الولايات المتحدة ثلاثة ملايين نسمة، يرتفع إلى 5.3 ملايين مع إضافة المتحدرين من أصول مختلطة، وهذه نسبة تشكّل 1.5 في المائة من مجموع سكان البلاد.
يطغى على الحياة السياسية في الولايات المتحدة حزبان رئيسان، هما «الحزب الجمهوري» و«الحزب الديمقراطي». بيد أن الفرز السياسي المبكر افتقر للشكل الحزبي الذي نعرف اليوم، وبالأخص، على صعيد انتخاب - أو اختيار - الرئيس. الرئيس الأول جورج واشنطن، أحد كبار معارك الاستقلال الأميركي، اختير عام 1789 بإجماع أصوات المجمع الانتخابي، من دون منافسة، واختير نائباً له جون آدامز. وجُدّد لواشنطن - وهو من ولاية فيرجينيا (إحدى كبرى ولايات الجنوب) فترة رئاسية ثانية بعد أربع سنوات.
في بعض كبريات الحواضر العالمية لا يفوق منصب رئيس البلدية، أو «العمدة»، من حيث الأهمية واستقطاب الأضواء إلا قادة الدول. وحقاً، في العديد من دول العالم مرّ عدد من الرؤساء والقادة والطامحين إلى القيادة في طريقهم إلى القمة عبر مجالس الحكم المحلي. بين أبرز هؤلاء القادة الحاليين اثنان عرفهما العالم كرئيسي بلدية: الأول هو بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني الحالي الذي انتُخب عام 2008 رئيساً لبلدية لندن واحتفظ بهذا المنصب حتى عام 2016 عندما عيّن وزيراً للخارجية، واختير زعيماً لحزب المحافظين ورئيساً للحكومة عام 2019.
صّوت مجلس النواب الأميركي يوم الجمعة الفائت، في جلسة تاريخية، بغالبية 232 صوتاً مقابل 180 صوتاً على مشروع قانون يحوّل مقاطعة كولمبيا، التي هي فعلياً العاصمة واشنطن، إلى ولاية بحيث تغدو الولاية الأميركية الـ51. هذا الحدث مهم كـ«محطة» في الحياة السياسية، مع أن التصويت من الناحية العملية قد لا يعني شيئاً في ظل الانقسام الحاد بين داعمي المشروع الديمقراطيين، أصحاب الغالبية في مجلس النواب، ومعارضيه الجمهوريين الذين يتمتعون بالغالبية في مجلس الشيوخ. أُسست العاصمة الأميركية الحالية بعد استقلال الولايات المتحدة، عام 1790، وجُعلت مقاطعة اتحادية (فيدرالية) لا تتبع أي ولاية، واختير لها أسم أول رؤسا
مرة كل سنتين تكون الولايات المتحدة الأميركية على موعد مع «سنة انتخابية» يُجدَّد فيها انتخاب كامل أعضاء مجلس النواب وثلث أعضاء مجلس الشيوخ وعدد من حكام الولايات والعديد من المناصب الأخرى وكلها تنظَّم في يوم واحد.
فاز دونالد ترمب قبل أربع سنوات برئاسة الولايات المتحدة، عندما راهن على خوف الناخب الأميركي الأبيض المحافظ من تنامي التعداد السكاني للأقليات، فربط العديد من سياساته بخطاب شعبوي يجتذب حتى فئات فقيرة من البيض. هذا الفوز تحقق أساساً بفضل «سحبه» هذه الفئة إلى الجمهوريين بعدما كانت تصوت تلقائياً للديمقراطيين، وهذا باستثناء تأييدها رونالد ريغان وشعبويته اليمينية عام 1980 ثم عام 1984.
في مثل هذا اليوم قبل 40 سنة تماماً أبصرت صحيفة «الشرق الأوسط» النور. في يوم 4 يوليو (تموز) 1978م، الموافق 29 رجب 1398هـ، خطت الصحافة العربية خطوة جبارة، فخرجت لأول مرة في تاريخها من الحيّز المحلي أو الوطني إلى الحلبة الدولية. صحيح، صدر العدد من الصحف والمجلات العربية في مختلف دول العالم، ولا سيما، في المهاجر البعيدة بأميركا الشمالية والجنوبية، وكذلك في أوروبا وأماكن أخرى من المعمورة.
تستقطب منطقة الشمال السوري هذه الأيام اهتمام القوى العالمية والإقليمية، وتطرح «خارطتها المستقبلية» علامات استفهام كبيرة بعد إسقاط حلب. فالمعارك تشتد للسيطرة على مدينة الباب، ورسائل التفجير القاتلة وصلت إلى مدينة أعزاز، والتحالفات الدولية مهدّدة بالتحطم على صخرة المشاريع الفئوية المتقاطعة والمتضاربة المتشرّبة بدماء العداء العرقي والطموح القومي، ولا سيما: «الوطن الكردي» و«المنطقة العازلة» التركية... أحداث اليوم عادت بي إلى الوراء عدة عقود.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة