أوين غيبسون
كشفت الأيام أن بناء مكان ملائم لكرة القدم وممارسي ألعاب القوى بوجه عام في شرق لندن أعلى تكلفة بكثير عما سبق اعتقاده، ولا يزال الملعب الجديد لوستهام يؤجج حالة من الجدال في هذا الصدد. من المفارقات داخل لندن أن مسرحية «ذي بلاي ذات جوز رونغ» الساخرة يجري عرضها في شرق المدينة، وليس غربها في ويست إند (وسط المدينة).
من بين التساؤلات الأزلية التي هيمنت على حقبة ازدهار الدوري الإنجليزي الممتاز، والتي ظلت أصداؤها تتردد لسنوات مع الارتفاع المستمر في أجور اللاعبين، متى ستنفجر هذه الفقاعة؟ هل يمكن لهذا الطلب المحموم على المنتج أن ينحسر ذات يوم؟ هل يمكن أن يختفي يومًا هذا التعطش الدائم من جانب المؤسسات الإعلامية العملاقة لإذاعة مواجهات الأندية الكبرى؟ هل يمكن أن ينحسر يومًا هذا النمو المطرد في قيمة حقوق البث التلفزيوني على الصعيدين المحلي والخارجي، والذي خلق حالة تضخم لا نهاية لها في فقاعة الدوري الممتاز؟ في كل مرة كان يجري خلالها طرح هذا التساؤل، كانت الإجابة ذاتها تتكرر، لكن بنبرة أقوى عن سابقتها: لا.
بعد أن بدأت كبرى الصحف على مستوى البلاد من حيث التوزيع في وضعه نصب أعينها ومهاجمته بسبب آرائه بخصوص الهجرة، أصبح من الصعب للغاية أن يتذكر كثير منا أن الأمر الوحيد الذي كثيرًا ما تعرض غاري لينكر للانتقاد بسببه، عجزه عن التعبير عن رأي خاص به. وخلال مسيرته الكروية، اشتهر لينكر بأنه لم يتلق أي إنذارات قط، وكثيرًا ما تعرض لبعض السخرية اللطيفة لافتقاره إلى الروح العدوانية ووداعته خلال الفترة التي شهدت ذروة تألقه بالملاعب.
بالنظر إلى الأحداث التي شهدتها الفترة الأخيرة، لن يُفاجأ المرء إذا زار استاد ويمبلي ووجد مارتن غلين، الرئيس التنفيذي لاتحاد الكرة، جالسًا على مكتبه وعلامات الإحباط على وجهه ويمسك برأسه المطأطئ بين يديه.
بعد وقت قصير على المشهد المخيب للآمال، برحيل سام ألاردايس عن ويمبلي سريعا ومن قبل حتى أن يجلس على مقاعده الفنية كمدرب لإنجلترا، ظهر رئيس الاتحاد الإنجليزي المعين حديثا في غاية الحرج أمام أضواء الكاميرات خلال طقس تقليدي للرحيل. قضى غريغ كلارك 6 سنوات كرئيس لعصبة الأندية الـ72، المتنوعة ودائمة التناحر، والتي تشكل دوري كرة القدم، ومن ثم فهو ليس بالشخص المنزه عن الشبهات. في الطرف البائس الأدنى من اللعبة تتردد المزاعم من كل نوع عن التعاملات غير النزيهة، والصفقات الاحتيالية، والمصالح الشخصية الواضحة وضوح الشمس، وعمليات مشبوهة من الاستيلاء على الأراضي.
تشعر أندية أوروبا الكبيرة سواء في إنجلترا أو الناديين العملاقين في إسبانيا بالقلق من المغريات المقبلة من القوة الجديدة الشرق آسيوية، المتمثلة في أندية الصين الغنية، التي باتت تغدق الأموال في سوق الانتقالات. نادي غوانغجو إفرغراند تاوباو، المملوك للملياردير الصيني وانغ جيانلين، فاجأ العالم في سوق الانتقالات الشتوية آخر يناير (كانون الثاني) الماضي، بضم جاكسون مارتينيز قادمًا من أتليتكو مدريد، بصفقة تاريخية بلغت 42 مليون يورو.
ها نحن من جديد. في الدائرة نفسها مرة أخرى. كل عامين يبدأ التحقيق، ويمكن أن يكون محيرا، وفوضويا ومتعسفا شأنه شأن القرارات التي أوصلتنا إلى هذه النقطة. انظر على سبيل المثال المسائل الصغيرة (التكتيكات، والمدرب، واختيارات اللاعبين) واربطها بعيوب أوسع نطاقا (الخلل في بناء الكرة الإنجليزية، ونقص الفرص المتاحة للاعبين الإنجليز، والعقليات الثقافية المنغلقة، وغياب ذكاء المباريات في لحظات تزايد الضغوط ونحو هذا)، وأضف إلى هذا دموع خيبة الأمل المريرة، بجانب إحساس الملل والذل. وهذا على الأقل حتى دخولنا في ملحمة الصفقات القادمة في الدوري الممتاز (البريميرليغ).
نزل زلاتان إبراهيموفيتش أرض الملعب قبل ضربة البداية ليومئ للجميع بنظرة خاطفة وكأنه يقول لهم إنه تواضع بالمجيء لهذا الملعب الذي حظي بشرف وجوده. فالرجل صاحب العبارة الشهيرة أن «بطولة كأس العالم من دونه لا تستحق المشاهدة» أصبح الآن جاهزا للعب. بالتأكيد لم يتوقع زلاتان أن يمشي متثاقلا بهذا الشكل بين شوطي المباراة بعدما أرهقه الدفاع العنيد للخصم الآيرلندي وجعله يندفع للعمق ويكثر من الأخطاء.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة