تختلف المهرجانات التي تعمّ لبنان في فصل الصيف لتحمل الطابع الثقافي حيناً والفني حيناً آخر، فتشكّل فسحة ملوّنة لأهله يخزّنون طاقتها الإيجابية لوقت الضيق.
ويأتي «مهرجان الألوان» في نسخته الثانية حاملاً مشهدية مشبّعة بالفرح والسعادة لروّاده الذين يشاركون فيه من باب تلوين حياتهم بصورة حقيقية، وليتحوّلوا على مدى 12 ساعة متتالية إلى لوحات فنيّة بشرية سلّمت ذاتها لحرية الاحتفال بفرح الحياة على طريقتها. وعلى مساحة نحو 2000 متر تمتدّ على طول شاطئ رملي يقع في منطقة جونية (قرب منتجع هوليداي بيتش)، سيتجمّع أكثر من 5 آلاف شخص في 19 من الشهر الجاري، فيطلقون العنان لسجيّتهم بنثر كميات من مسحوق بودرة ملوّنة على بعضهم البعض، ممارسين بذلك تقليدا هنديا صار عالميا مع الوقت ويعرف تحت اسم «هولي فيستيفال». فتغمرهم الألوان من رأسهم حتى أخمص أقدمهم غير آبهين بتلوث ثيابهم ووجوههم وهم يرقصون على أنغام الموسيقى في الهواء الطلق.
«ترتكز الفكرة على الاحتفال بالحياة وكأننا نشكرها على كلّ ما زوّدتنا به من خلال رمي البودرة على بعضنا البعض، مع عدّ عكسي نطلقه مرة واحدة كلّ ساعة وعلى مدى 12 ساعة تبدأ في الخامسة من بعد الظهر ليستمرّ حتى الفجر»، تقول رلى مزهر المديرة العامة لشركة «مايند ويسك إيفنتس» المنظّمة للمهرجان. وتضيف في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «ألمانيا هي مالكة الحقوق الرسمية لهذا المهرجان وقد اشتريناه منها لإجرائه في لبنان، وهذه هي النسخة الثانية التي نستعدّ للاحتفال بها هذا العام بعد أن أقمنا المهرجان نفسه في عام 2015».
فبألوان تتنوّع ما بين الفوشيا والأزرق والأخضر والأصفر والليلكي والتي تمّ اختيارها من قبل منظمي هذا الحفل في ألمانيا، وتمّ استيرادها من هناك خصيصا في المناسبة (25 ألف كيس)، سيمضي اللبنانيون أوقات مرح وتسلية لا تشبه غيرها؛ لأن الألوان ستكون بطلتها دون منازع.
«هي مواد صحيّة متّبعة في مختلف البلدان التي تحتفل بهذا المهرجان، وقد أشرفت وزارة الاقتصاد في لبنان على مكوّناتها، بعد تحاليل خاصة أجرتها عليها للتأكّد من عدم احتوائها على مواد غير بيئية. وهي مصنوعة من الطحين وفواكه وطعام مجفّفة يتم طحنها لتصبح مسحوق بودرة جاهزة للاستعمال في هذا النوع من الحفلات»، توضح رلى مزهر لـ«الشرق الأوسط». وسيتوسّط المكان خشبة مسرح يتوالى عليها 11 موسيقيا (دي جي) وبينهم العالمي «دانيك» الذي يحظى بشعبية عالية في لبنان. فيمضي اللبنانيون معهم سهرة غنيّة بالألوان والموسيقى معا.
وستتوفّر أكياس البودرة الملوّنة على أرض المهرجان، أما البطاقات فستباع في مركز فيرجين التجاري وسط بيروت. وتشير رلى مزهر إلى أن غالبية المشاركين في هذا المهرجان هم ما فوق عمر الـ18 عاما وأنهم يتوقّعون أن يتجاوز عددهم الـ5 آلاف شخص.
وعادة ما يرتدي المشاركون بهذا الحدث الأبيض لتظهر رسوم البودرة المنثورة عليهم بوضوح، فتؤلّف لوحات تشكيلية طبيعية تترك آثارها على وجوههم وثيابهم. ويندرج لبنان على لائحة البلدان التي تحتفل بهذا الحدث إلى جانب 60 بلداً آخر يتوزّعون ما بين أميركا الشمالية وأوروبا، إضافة إلى الهند والنيبال اللذين يحتفلان به سنوياً لاستقبال فصل الربيع، ومستندين إلى أسطورة تاريخية (من القرن الرابع) تحكي قصة حبّ ربطت ما بين رجل هندي (كريشنا) ولد أزرق البشرة، والفتاة (رضحا) فأغرما ببعضهما وصارا رمزا للحبّ الصادق، بعد أن نصحته والدته بأن يلوّن وجهها بأي لون يخطر على باله لتصبح ملائمة كعروس له.
لبنان يستضيف النسخة الثانية من «مهرجان الألوان»
تظاهرة مستوحاة من الهند يشارك فيها نحو 5 آلاف شخص
لبنان يستضيف النسخة الثانية من «مهرجان الألوان»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة