فشل نواب من اليسار في تمرير بند قانوني يتضمن حرمان زوجة رئيس الجمهورية من الحصول على دور رسمي، وبالتالي تخصيص مبالغ من المال العام تتيح لها تنفيذ مهمات تنوب فيها عن زوجها. وجاءت المحاولة في خضمّ دوامة من العمل البرلماني الذي يبدأ صباحاً ويستمر إلى ما بعد انتصاف الليل، لمناقشة قانون يستهدف تنقية الحياة السياسية في فرنسا من ممارسات وامتيازات يتمتع بها السياسيون على حساب دافع الضرائب.
وتصدّت المجموعة البرلمانية المؤلفة من ممثلي حزب «فرنسا غير الخاضعة»، لما بات في حكم المؤكد من ترسيم موقع السيدة الأولى، على غرار ما هو جار في الولايات المتحدة الأميركية. فقد ظل دور زوجة الرئيس فضفاضا طوال عهد الجمهورية الفرنسية الخامسة ومتغيراً حسب شخصية صاحبته. وفي حين لم يعرف لقرينة الجنرال ديغول دور خارج مرافقتها لزوجها الرئيس في المناسبات الرسمية، فقد لعبت كلود، زوجة الرئيس بومبيدو، دورا في مد جسور العلاقة بين «الإليزيه» والوسط الفني. أمّا أنيمون، زوجة الرئيس جيسكار فقد رعت مناسبات خيرية محدودة، لم تبلغ مدى العمل الخيري الواسع الذي قامت به برناديت شيراك والذي انتهى بمنحها تأثيراً سياسيا قوياً نظراً للشعبية التي تمتعت بها في أوساط الناخبين المحافظين. وكانت دانييل، زوجة الرئيس ميتران، تقوم بدور سياسي مؤطر بإطار إنساني من خلال مؤسستها «فرنسا الحريات». فقد دعمت بشكل علني مواقف الأكراد في شمال العراق وأيدت الرئيس الكوبي كاسترو واتخذت مواقف تخالف، أحياناً، الموقف الرسمي لحكومات زوجها، منها ما يتعلق بالعلاقة مع المغرب في عهد العاهل الحسن الثاني. أما سيسيليا، زوجة الرئيس ساركوزي، فقد دشنت تقليداً جديداً يقوم على تولي جانب من مهمات زوجها، وهو دور بدأته منذ أن كان وزيرا للداخلية حين خصص لها مكتباً بجوار مكتبه في الوزارة وكانت تنوب عنه في تفقد وحدات من الشرطة وتخريج دفعات منها. وقد أعلن الرئيس، يومها، أنّ زوجته تمارس عملها مجاناً. ولم يدم العهد طويلاً في «الإليزيه» بشريكة حياة الرئيس هولاند، الصحافية فاليري تريرفيلر، حيث غادرت القصر قبل أن يُتاح لها لعب دور يذكر.
مع انتخاب الرئيس إيمانويل ماكرون، تجدد الحديث عن ضرورة تأطير موقع الفرنسية الأولى، لا سيما أن زوجته بريجيت تعتبر أقوى أنصاره وملهميه، منذ أن كانت معلمته في المدرسة ورفيقته في مراحل حياته العملية. وتتمتع مدام ماكرون بالامتيازات الطبيعية التي يتيحها لها موقعها، مثل وجود مكتب لها في القصر الرئاسي وطاقم يتراوح عدده بين 2 و4 من المساعدين. لكنّ نواب الحزب الذي يقوده جان لوي ميلانشون حاولوا استباق التوقعات باستحداث دور رسمي لزوجة الرئيس، وأعلن أوغو بيرناليسي، النائب عن الشمال، أن أحداً لم ينتخب بريجيت ماكرون، وبناء عليه لا يجوز منحها أي مخصصات لتمثيل زوجها في عدد من المهمات والمناسبات. وتقدم نواب الحزب بتوصية بهذا الشأن، إلى الجمعية الوطنية، صباح الخميس، تهدف لوضع حدود لدور الفرنسية الأولى. ولكي لا يبدو الأمر موجهاً إلى بريجيت ماكرون بالذات، فإنّ التوصية شملت زوجات الوزراء والنواب وأزواج الوزيرات والنائبات أو شركاء وشريكات حياتهم وحياتهن. كما جاء في التوصية أنّ لزوجة الرئيس، وحدها، الحق في حماية من رجال الأمن والأخذ بنظر الاعتبار المهام المتعلقة بسكنها في القصر الرئاسي، أي تخصيص شقة لها فيه. وكانت نتيجة التصويت سلبية، حيث صوت 16 نائبا فقط معها و123 ضدها.
نواب يحاولون التصدي لدور رسمي لسيدة فرنسا الأولى
الأغلبية أفشلت محاولة تحديد مهمات بريجيت ماكرون ومخصصاتها
نواب يحاولون التصدي لدور رسمي لسيدة فرنسا الأولى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة