مشروع سوداني للإسكان الفئوي بدعم سنغافوري

يتجه إلى السماح للبنوك التجارية بتمويل مشروعات العقارات

تتطلع الخرطوم لتوسيع علاقاتها الخارجية للاستفادة من تجارب الدول في الإسكان
تتطلع الخرطوم لتوسيع علاقاتها الخارجية للاستفادة من تجارب الدول في الإسكان
TT

مشروع سوداني للإسكان الفئوي بدعم سنغافوري

تتطلع الخرطوم لتوسيع علاقاتها الخارجية للاستفادة من تجارب الدول في الإسكان
تتطلع الخرطوم لتوسيع علاقاتها الخارجية للاستفادة من تجارب الدول في الإسكان

في وقت يسعى فيه اتحاد المقاولين السوداني إلى توسيع علاقاته الخارجية للاستفادة من تجارب الدول في الإسكان، خاصة بعد الرفع الجزئي للعقوبات الاقتصادية الأميركية والسماح بالتحويلات المصرفية، أجاز مجلس تنظيم مقاولي الأعمال الهندسية، خطة إصلاح شاملة لتنظيم سوق العقار وتحفيز البنوك التجارية لتمويل مشروعات الإسكان في البلاد.
وأبرم الاتحاد السوداني للمقاولات مع وزارة التنمية الوطنية السنغافورية، اتفاقا لنقل التجربة السنغافورية في مجالات البناء والتشييد إلى السودان، لتنفيذ مشروع قومي لبناء وحدات سكنية متنوعة للفئويين والمهنيين بنظام التقسيط، ينفذه الصندوق القومي للإسكان، ومشروع آخر كبير لإسكان المغتربين السودانيين الذين تجاوزت أعدادهم خمسة ملايين مغترب.
وتتضمن الاتفاقية، التي وقعها عن السودان المستشار مالك علي دنقلا رئيس اتحاد المقاولين وتان شي كيت ممثل إدارة البناء والتشييد بوزارة التنمية الوطنية السنغافورية، تنظيم قطاع المقاولات والتشييد السوداني، من حيث تسجيل وتصنيف بيوت الخبرة والاستشاريين والمقاولين في مختلف الدرجات، وتطوير المقاولين والاستشاريين عن طريق حثهم على الانتقال إلى العمارة الخضراء، كمتطلب أساسي لإشراكهم في أعمال القطاع العام.
ووفقا للمستشار مالك علي دنقلا رئيس الاتحاد السوداني، في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أمس، فإن زيارتهم لسنغافورة كانت ناجحة، وسيتم توقيع عقود قريبا مع عدد من الجهات، خاصة أن الاتفاقية المبدئية ومذكرات التفاهم تطرقت للاستفادة القصوى من تجربة سنغافورة في العمارة والتشييد، وسيتم إعلان شراكة مع القطاعين العام والخاص بسنغافورة.
وأضاف دنقلا أنه التقى في سنغافورة بمدير أكاديمية البناء والتشييد، كما التقى اتحاد المقاولين السنغافوريين، حيث تم الاتفاق على التعاون مع اتحاد المقاولين السوداني في مجالات التدريب المختلفة، خاصة في مجالات السلامة المهنية، وإدارة وتقليل زمن تنفيذ المشروعات، وتأهيل القطاع الخاص للقيام بتنفيذ مشروعات البنى التحتية.
وقال دنقلا إن وفدهم استمع إلى شرح واف من مدير إدارة البناء والتشييد بوزارة التنمية الوطنية السنغافورية، حول دور الوزارة لتنظيم وتطوير صناعة التشييد، ممثلة بسلطة المباني والتشييد، وذلك منذ إنشائها في عام 1999. كما اطلع الوفد على تجربة الإدارة في الاهتمام بالجانب التنظيمي لقطاع المقاولات والتشييد، من حيث تسجيل وتصنيف بيوت الخبرة، ودعم البحث العلمي في مجال تطوير صناعة التشييد، وتنظيم الكورسات القصيرة والمتوسطة لبناء القدرات السودانية، خاصة في مجال السلامة المهنية وإدارة الوقت وتقليل زمن التنفيذ للمشروعات المختلفة، بجانب تنظيم الندوات والمحاضرات في مجال الشفافية ومكافحة الفساد في تنفيذ المشروعات الإنشائية، وكيفية تحريك الاقتصاد القومي عن طريق إشراك القطاع الخاص في مشروعات مشتركة مع الدولة.
وبين دنقلا أنه تم الاتفاق مع إدارة البناء والتشييد بوزارة التنمية الوطنية السنغافورية للاستفادة من تجربة سنغافورة بالسودان، بتقديم كافة التسهيلات من حوسبة عمليات التقديم للتسجيل والتصنيف عن طريق النافذة الواحدة، والتعامل مع نظام الحكومة الإلكترونية، وذلك عن طريق اعتماد النظام الحكومي للمشتريات الإلكترونية، وذلك لاعتماد الشفافية والاستفادة من البرامج التدريبية التي تقدمها أكاديمية البناء والتشييد بسنغافورة في كافة المجالات المختلفة.
وأشار رئيس اتحاد المقاولين السوداني، إلى أن الوفد التقى كذلك اتحاد المقاولين السنغافوري، حيث تم الاتفاق على التعاون مع اتحاد المقاولين السوداني في مجالات التدريب المختلفة، خاصة في مجالات السلامة المهنية وإدارة وتقليل زمن تنفيذ المشروعات، مشيدا بجهود وتعاون وزارة الخارجية وسفارة السودان بجاكرتا، والقنصل الفخري للسودان بسنغافورة في إنجاح الزيارة.
وعلى صعيد إجازة خطة مجلس تنظيم مقاولي الأعمال الهندسية لتنظيم سوق العقار وتحفيز البنوك التجارية لتمويل مشروعات الإسكان في البلاد، أوضح لـ«الشرق الأوسط» المهندس مستشار مالك دنقلا رئيس المجلس، أن مجلسهم سيرفع مذكرة لمحافظ بنك السودان المركزي فيما يخص فك التمويل العقاري للبنوك التجارية المحظور منذ أعوام، وتعديل قانون المجلس وإيجاد مقر دائم له وتعديل قانون الشراء والتعاقد.
وأشار إلى أن تفعيل القانون الخاص بتنظيم مهنة المقاولين في السودان، سيتم تفعيله قريبا، ليلزم كافة الجهات الخدمية بعدم إسناد أي أعمال مقاولات هندسية، إلا لمقاول مسجل ومصنف لدى المجلس، وكذلك متابعة مخرجات زيارة وفد المجلس لسنغافورة، واعتماد الدورات التدريبية والورشات المتخصصة التي يزمع المجلس القيام بها في الفترة المقبلة، بجانب اعتماد خطة المجلس لتتوافق مع برنامج الحكومة.
إلى ذلك قال الدكتور غلام الدين عثمان، الأمين العام للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان، إن المشروع القومي للمأوى يمضي في تقدم مستمر بالبلاد، وهناك إنجازات كثيرة تتعلق بتوفير وحدات سكنية وتسهيل توفير التمويل لمشروعات إسكان الشرائح المستهدفة، خاصة ذوي الدخل المحدود المتمثل في السكن الشعبي والاقتصادي، بجانب الاهتمام بتقنيات البناء الحديثة لتقليل التكلفة.
وأوضح أنهم يبذلون جهودا لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، حيث استطاع الصندوق وبالتعاون مع حكومات الولايات، تأسيس صناديق إسكان لتوفير المأوى لجميع شرائح المجتمع، مبينا أن مشروعات الإسكان أصبحت واقعا، حيث تم تنفيذ نحو مائة ألف وحدة سكنية بجانب بدء مشروعات للإسكان الفئوي الرأسي بالخرطوم، بمخطط العودة السكني.
وفي السياق ذاته، أعلن الدكتور عبد الرحمن الطيب المدير العام للصندوق القومي للإسكان والتعمير، أن كلفة الوحدات السكنية المنفذة تقدر بستمائة مليون دولار، نفذت بالتعاون مع الجهاز المصرفي، مشيدا في هذا الجانب بالمصارف وكل الشركاء.
وأوضح أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية من عمره بناء علاقات تعاون وشراكات ناجحة بداخل وخارج السودان مع الجهات ذات الصلة، مثل برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، وشركة المأوى الأفريقية، والاتحاد العربي للاستثمار والتطوير العقاري، بجانب الاهتمام بتبادل الزيارات مع الوزارات والمؤسسات النظيرة، وتنظيم ورشات وسمنارات للنهوض بواقع الإسكان بالبلاد.



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».