غرينبلات وصل إلى إسرائيل لمحاولة حل الأزمة

TT

غرينبلات وصل إلى إسرائيل لمحاولة حل الأزمة

قال مصدر فلسطيني مطلع إن الولايات المتحدة أجرت اتصالات، من بعيد، مع الأطراف كافة منذ بداية أزمة المسجد الأقصى، في محاولة للوصول إلى حلول وسط بعد تركيب إسرائيل البوابات الإلكترونية على أبواب المسجد الأقصى، وهي القضية التي خلفت توترا وغليانا في الشارعين الفلسطيني والعربي، لكنها قررت التدخل الآن بشكل مباشر وعن قرب في محاولة حثيثة لاحتواء الموقف.
وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن المبعوث الأميركي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، الذي وصل إلى إسرائيل أمس، بدأ عملية وساطة مباشرة في محاولة للوصول إلى حل مقبول.
وقال المصدر إن الأميركيين أدركوا أن الأمر خطير وقد يخرج عن السيطرة بسبب التصعيد على الأرض، وبعد قرار الرئيس الفلسطيني قطع الاتصالات مع إسرائيل، وما تبعه من أزمة دبلوماسية إسرائيلية - أردنية إثر منع المملكة حارس أمن إسرائيلياً قتل أردنياً من مغادرة عمّان.
وكانت الولايات المتحدة اقترحت تفتيشا شخصيا مع تركيب كاميرات بدل البوابات الإلكترونية، وهو الاقتراح الذي لم يترجم على الأرض فورا، بعد إصرار وزير الأمن الإسرائيلي الداخلي، جلعاد أردان، ورئيس الشرطة الإسرائيلية في القدس، يوارام هيلفي، على إبقاء البوابات الإلكترونية على مداخل المسجد.
ورفض الفلسطينيون، لاحقا، تركيب كاميرات في المسجد أو إخضاعهم لتفتيش يدوي دقيق، باعتبار ذلك يغير الوضع القائم في المسجد.
وقال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الأحد: «نحن لن نسمح بتركيب البوابات الإلكترونية، لأن السيادة على المسجد من حقنا، ونحن من يجب أن يراقب، ونحن من يجب أن يقف على أبوابه، وليس هم».
وتفجرت مواجهات عنيفة، وقتلت إسرائيل شبانا، ونفذ فلسطينيون عمليات طعن وقتلوا إسرائيليين، وانقطعت العلاقات الأمنية والمدنية بين السلطة وإسرائيل، ثم تفجرت أزمة دبلوماسية بين إسرائيل والأردن.
وفي ظل هذا التصاعد، وصل غرينبلات مبعوثا من جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس دونالد ترمب، وكان اتصل، سابقا، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وأكد مسؤولون إسرائيليون لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أن البيت الأبيض أجرى اتصالات، منذ منتصف الأسبوع الماضي، مع إسرائيل والأردن والفلسطينيين وغيرهم في العالم العربي، من أجل إيجاد حل للأزمة المتفاقمة.
وقالت مصادر إسرائيلية إن البيت الأبيض عقد الأسبوع الماضي جولة مباحثات دارت في معظمها ضمن قنوات هادئة. وبحسب المصادر، فقد قاد المفاوضات الأميركية مع الأطراف المختلفة، المستشار كوشنر، جنبا إلى جنب مع غرينبلات، وكذلك مع سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، والقنصل الأميركي العام في القدس، دون بلوم.
واتصل كوشنر بنتنياهو الأسبوع الماضي، وأجرى محادثة جماعية انضم إليها غرينبلات وفريدمان، وبحثوا جميعا في إيجاد صيغة من شأنها التهدئة الميدانية. وأجرى كوشنر، لاحقا، اتصالات بالرئيس الفلسطيني محمود عباس. ودعا كوشنر عباس إلى تهدئة الميدان.
ورد عباس بأن على الإدارة الأميركية التدخل ومطالبة إسرائيل بإزالة البوابات الإلكترونية من مداخل المسجد الأقصى. وقال عباس: «إن الوضع خطير للغاية، ويمكن أن يخرج عن نطاق السيطرة، إذا لم تتراجع إسرائيل عن خطوتها في المسجد الأقصى».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.