كشف الخبراء الذين استخرجوا جثة الفنان السيريالي الإسباني الراحل، سلفادور دالي، لجمع عينات لاستخدامها في دعوى إثبات نسب أبوة، أنّ شاربه الذي طالما شكّل علامة تجارية لهذا الفنان الغامض، لا يزال يبرز وجهه بعد 3 عقود تقريباً من رحيله.
وقال نارسيس بارداليت، الذي حنّط جثة دالي بعد وفاته في عام 1989، وساعد في استخراجها ليل أول من أمس، إنه كان سعيداً جداً لدى رؤية السمة السريالية الأكثر شهرة مرة أخرى، وأضاف في حديث لمحطة راديو كاتالان RAC1، أنّ «شاربه لا يزال سليماً، مثل عقارب الساعة 10:10، كما كان في الماضي تماماً، وكما كان يحب ذلك؛ إنّها معجزة».
وكان خبراء في مجالي الطب الشرعي والقانون قد بدأوا، أول من أمس، سحب عينات من الحمض النووي (دي إن إيه) من رفات دالي، في محاولة لحسم دعوى نسب.
وتقول ماريا بيلار ابيل، التي ولدت عام 1956 في مدينة فيغيراس، وهي مسقط رأس دالي، وحيث دفن، إن والدتها التي كانت عاملة منزل قد أقامت علاقة سرية مع الرسام الراحل في عام 1955، وتحاول نيل الاعتراف بنسبها لدالي منذ أعوام.
وعندما توفي دالي عام 1989 عن 84 سنة، حنّط نارسيس بارداليت الجثة، وقال لوكالة «رويترز» إن محاولات استخراج الحمض النووي ستنجح على الأرجح، على الرغم «من وجود صعوبات بسبب تحنيط (الجثة)، واحتمال إلحاق الفورمالين أضراراً بنواة الخلايا» في رفاته، مضيفاً أنّ «الحصول على عينات من الضروس أو الأسنان أو العظام الطويلة لاستخراج الحمض النووي، سيكون سهلاً لأن الجثة ستكون بحالة جيدة نسبياً».
ودفن دالي في سرداب تحت خشبة المسرح، في المبنى الذي يضم مسرحاً ومتحفاً في فيغيراس، ويوجد به عدد من أعماله الفنية ولوحات اقتناها.
وكان قاض في مدريد قد أمر باستخراج عينات من جثمان الفنان الإسباني، في يونيو (حزيران)، للحصول على عينات من أجل استخدامها في دعوى إثبات نسب، وقد يستغرق ظهور نتائج اختبارات الحمض النووي أسابيع.
يذكر أن الرسام السريالي دفن في المسرح والمتحف الذي صممه بنفسه في مسقط رأسه في فيغيراس، في شمال شرقي منطقة كاتالونيا.
وكانت مارتينيز، التي تعمل قارئة للطالع عبر ورق اللعب، قد ولدت في غيرونا. ورفعت دعوى النسب للمرة الأولى في عام 2015، وقالت إن والدتها، أنتونيا، قد عملت في منزل عائلة أمضت وقتاً في كاداكيس، إلى جوار منزل دالي. وتركت أنتونيا عملها في عام 1955، وانتقلت إلى مدينة أخرى، حيث تزوجت رجلاً آخر.
وتقول مارتينيز إنّ والدتها أخبرتها في مناسبات عدة، وأمام أشخاص آخرين، أنّ الفنان الإسباني دالي هو والدها البيولوجي، متحدثة عن الشبه الكبير بينها وبينه، ومضيفة أنّ الأمر كان سراً في عائلتها. وفي حديث لصحيفة «إل بايس» الإسبانية، قالت إنّها علمت أولاً من جدّتها أم والدها، حين أخبرتها: «أنا أعلم أنك لست ابنة ابني، وأنك ابنة رسام عظيم، ولكنني أحبك كما أحب الجميع». كما أشارت الجدة إلى أن حفيدتها كانت «غريبة، تماماً مثل والدك».
وبموجب القانون الإسباني، ستكون ابيل وارثة لربع ثروة دالي، إذا كان الحمض النووي يدعم نزاعها.
وخلال الحديث عن تلك الفترة، والعلاقة السرية التي لم تثبت حتى الآن مصداقيتها، كان دالي متزوجاً من إيلينا إيفانوفنا دياكونوفا، وكانت تُعرف باسم غالا، ولم يرزقا بأطفال. ويشير قرار القاضي أيضاً إلى أن مارتينيز خضعت لاختبارات النسب مرتين في عام 2007، ولكنها لم تتلق النتائج أبداً.
وتحركها القانوني موجه ضد الدولة الإسبانية التي ترك لها دالي ممتلكاته. وإذا تأكد أنّها ابنة الفنان، فسيكون بوسعها استخدام لقبه، كما يحق لها الحصول على جانب من إرثه، لكن وسائل إعلام إسبانية تقول إنها ستكون بحاجة لأن تطلب هذا الأمر بصفة قانونية.
بعد استخراج رفاته... شارب سلفادور دالي لا يزال كما كان
لسحب عينات من الحمض النووي في محاولة لحسم دعوى نسب
بعد استخراج رفاته... شارب سلفادور دالي لا يزال كما كان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة